ابن الباسل
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 الموقع : فلسطين المحتلة تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: درس : رسالة الى المريد الجمعة يونيو 26, 2009 10:51 pm | |
|
عدل سابقا من قبل ابن الباسل في الجمعة يونيو 26, 2009 11:19 pm عدل 1 مرات | |
|
ابن الباسل
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 الموقع : فلسطين المحتلة تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: رد: درس : رسالة الى المريد الجمعة يونيو 26, 2009 10:56 pm | |
|
أيها المريد الصادق،،، إن حقــَّقــْتَ ما أرادَه منك حقـــَّق لك ما تريد منه وأكثر، فاسعى لتحقيق ما يريده منك كي يعطيك ويكرمك بما تريد وإياك أن تريد غيره وغير حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأحبابه رضي الله عنهم، فهذا كمال الكمال. أيها المريد الصادق،،، اعلم أنه لا يخلو زمان من أهل العرفان فاطلبهم بحق وصدق لكي يكرمك الله عز وجل بهم، ويحقـِّـقوا لك ما تريد ويبينوا لك الطريق الأقرب والأقوم في السير إلى الله سبحانه وتعالى وإلى حضراته العليّة. أيها المريد الصادق،،، الله الله ونبيك وشيخك،،، إياك أن تتخلــَّف عنهم قدر أنملة،،، فبهم نجاتك وفلاحك في الدنيا والآخرة وبهم تنال ما تنال من القرب والوصول والأنوار والأسرار وبهم تحقـِّق معنى العبادة وما خُلــِقت لأجله. أيها المريد الصادق،،، كن مع الله سبحانه وتعالى بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكن مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بشيخك الواصل الموصول بالله سبحانه وتعالى وبالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فمن كان حاضرا بنفسه وعقله وقلبه وبروحه مع شيخه كان حاضرا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومع الله عز وجل. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو فيض التجلي وسر الإبداع والنسبة بين الخالق والخلْق، وهو الواسطة من الحق إلى الخلْق فتعلـَّـق به بالله عز وجل ولا يغرّك ويثنيك عن ذلك أهل الجفاء والذين يسيرون وفق أهواء نفوسهم، فنبيك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عظيم معظــَّم، فلكي تكون عظيماً عظـِّم هذا المعظـَّم من الله سبحانه وتعالى، فبه تكون لله سبحانه وتعالى وبغيره لا تكون، وهذا الزمان ارجع به للوراء وانظر هل وصل من وصل إلا به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟! أيها المريد الصادق،،، إن لم تفنَ بمربّيك كيف تتوقع أن يربّيك؟! فإن فنيت به بَقِيت به، ومن بقي بشيخه بقي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبالله سبحانه وتعالى. أيها المريد الصادق،،، هناك قصتان بالقرآن العظيم عظيمتان فاجعلهما إلهامك ومُمِدّتين لعزيمتك وقوتك، وهما: قصة سيدنا موسى وسيدنا الخضر، وقصة سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، فهاتان قصتان تكلمتا عن طاعة المُتَعلــِّم للمُعَلـــِّم، والمريد للشيخ، ولكن هنا واحدة أعظم من واحدة، فبواحدة طلب الحكمة، وبالأخرى لم تُطلب الحكمة ولكنها قد أبداها الله سبحانه وتعالى فافهم هذا. أيها المريد الصادق،،، عليك بالميازين الأربعة تعلمها بتمامها لكي توهَب ميزان الكمال، والميازين الأربعة هي: ميزان المحبة وميزان الثقة وميزان الطاعة وميزان الأدب، فإن أتقنت كل ميزان بكماله نلت الكمال، والميازين الأربعة موثوقة مع بعضها البعض، ونفـِّذ هذه الميازين على شيخك فبهذا يكون فلاحك. أيها المريد الصادق،،، كثير من اعترض على طاعة المريد للشيخ وقالوا أن هذا إلغاء له، وهذا كلام مجرد عن أي معنى فلو فهموا المعنى ما قالوا ما قالوا، فكيف يجب أن تكون طاعتي لله سبحانه وتعالى وكيف يجب أن تكون طاعتي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكيف يجب أن تكون طاعتي لشيخي الولي صاحب الوصل الأعظم بالله عز وجل وبنبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟؟؟ أليست على هذا السياق؟ لكن من حُرم هذا كيف يفهم هذا؟ لن يفهم ومن لم يفهم يأبى إلا أن يعترض والعياذ بالله سبحانه وتعالى لكي يضع نفسه أمام المقت الإلهي، لم يكتفي بعدم الفهم والبعد وعدم الإدراك بل عرَّض نفسه للهلاك بالاعتراض، فلا تنظر إليهم إلا بعين الشفقة كي لا تصيبك منهم معرّة. أيها المريد الصادق،،، مَن ظنَّ بشيخه الواصل الموصول ولو مقدار ذرة من السوء مهما كان هذا السوء صغيراً كان أو كبيراً ومات، مات مسيئاً الظن بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبأحبابه رضي الله تعالى عنهم فمن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وانقلبت عليه مثاقيل الجبال هم وغم، وبَعُدَ عن الله سبحانه وتعالى ويحرم من الأنوار والأسرار ولن يكون له عند الله عز وجل قيمة. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن سرّ الوصول بالموصول، فإن أردت الوصول فالزم عتبة الموصول تنل الوصول وإن غبت عن الموصول غبت عن الوصول فافهم. أيها المريد الصادق،،، إياك أن يقف ما تملك من حطام الدنيا بين حطام الدنيا الفانية وبين شيخك فتكون محجوباً عنه وتـُحرم الوصول، فالمُلك مُلك الله عز وجل وإنما جعلك متصرفاً به له فلا تتصرّف به دونه. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن متاع الدنيا صُنـــِّفَ ثمانية أشياء وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم، فإن ارتفعْتَ عن الثمانية جلسْتَ على عرش المُلك وتحكــّمْتَ في ما تملـِك، واجعل الثمانية لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأحبابه وخدمة هذا الدين العظيم كي تكون من الذين جاهدوا بكل شيء. أيها المريد الصادق،،، أعظم شيء هو أن تكون عبداً مُحِبّاً شكوراً، ومُحِبّا شكوراً عبداً، وشكوراً مُحِبّاً عبداً شكوراً، فبهذا تحقــِّق رضاء الله سبحانه وتعالى عليك وتكون قد قمت بما استخلفك به وما من أجله خلقك وفضـّـلك على جميع خلقه. أيها المريد الصادق،،، كن صادقاً ومصدِّقاً كي تكون صدِّيقاً، وأحْسِن الظن تنل الكرم والمَنّ، وجدِّد دائماً في كل وقت التوبة كي تكون في كل حال من أهل القربى والمحبة، وانظر إلى نفسك أولا بالإصلاح وانظر بعدها لغيرك، وكن صاحب الهمّ الأكبر على أمة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالهداية والإصلاح، واغفر لهم وأحِبَّهم وتجاوز عن سيئاتهم واقبل حسناتهم، وانظر لها وقدِّرها، فالحسنات تـُذْهِب السيئات، وساعدهم في أمورهم فالخلق عيال الله عز وجل فأحَبُّهم إليه انفعهم لعياله أو كما قيل. أيها المريد الصادق،،، إذا طلبت من الله عز وجل الإشارة وجاءك فأقْبـِل وإياك أن تدبر فمن أدبر من بعد الإشارة فهذا هو الخسران المبين. أيها المريد الصادق،،، اعلم أنه لن يكون الترقي إلا بالتنقي ولن يكون التنقي إلا بالله عز وجل وبرسوله وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأحبابه رضي الله تعالى عنهم. أيها المريد الصادق،،، عليك بالنوايا الصادقة فمن ربّى نيته صدقت ربّانيته ومن صدقت ربانيته كان هو العبد الربّاني لله سبحانه وتعالى. أيها المريد الصادق،،، إياك إياك من النفاق وسوء الأخلاق فلن يصل من به من هؤلاء شيئاً، فاجتهد بالتخلص منها بالله سبحانه وتعالى. أيها المريد الصادق،،، مَن رَضـِيَ أن يعيش بنفسه مع نفسه فهذا هو الجاهل الأحمق الغارق في بحر من ظلمات الجهل، فلا يكن هذا حالك وما ينقلب إليه مآلك. أيها المريد الصادق ،،، تمسّك بالواسطة التي من الحق إلى الخلق ومن الله عز وجل إلى عبده ولاتنظر إلى من يقول لا واسطة بين العبد وربه، ولكن هل هناك واسطة من الرب إلى عبده فافهم هذا. أيها المريد الصادق،،، سر الكمال بأهل الكمال، فمن جالسهم جانسهم ومن جانسهم أخذ منهم ومن أخذ منهم كان منهم. أيها المريد الصادق ،،، إياك أن تجعل همّك عطايا الطريق وإنما صاحب الطريق، فمن كان همّه صاحب الطريق كان سيداً في الطريق و سيكون من أصحابها. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن الحقائق لا توهَب لمنافق أو متشكك أو ملتفت أو مستهزئ، ومَن ظن بغيره السوء بغير دليل هو صاحب السوء والواقع فيه. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن الدنيا دمية لا يستمتع بها إلا الأطفال فلا تكن هذا الطفل، فلا تجعل هذه الدمية حجابك عن الله سبحانه وتعالى تكن أنت طفل الدمية. أيها المريد الصادق،،، إذا رأيت الدنيا هجرتك فبادر وسارع بهجرانها ولا تكن ممن يسعى خلفها كالكلب الذي يلهث وراء جيفة، فلا يهجر الدنيا إلا الرجال ولا ينغر إلا الاطفال. أيها المريد الصادق،،، لا تطمع أن تكشف لك الغيوب وأنت مليء بالعيوب ولذلك تطهَّر من كل عيب كي تكون من أهل الغيب. أيها المريد الصادق،،، اعلم أنك إن أبقيت عيون النفس مفتوحة فعندئذ عيون القلب مغلقة، واذا أغلقت عيون النفس فــُتِحَت عيون القلب، ومن كانت عيون قلبه مفتوحة كان هو المبصر وصاحب البصيرة. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن أعظم طلب هو السير إلى الله سبحانه وتعالى فمن الطبيعي أن يكون أكثر من له عقبات وقواطع لتوقف مسعاك ومسيرتك فانتبه واحذر وقدِّر ما أنت فيه كي لا تخرج منه من حيث تدري ومن حيث لاتدري. أيها المريد الصادق،،، عندما تقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }الحجر/٤٢، ألم تفكر أن تكون منهم فمن كان همه أن يكون منهم وسعى مسعاهم كان منهم، فهم المفردون في كل زمان ومكان، أهناك أعظم من ذلك؟؟؟ فانهض واجتهد كي تكون كذلك. أيها المريد الصادق،،، لا تكن كالريشة الخفيفة التي إذا ضربتها نسمة هواء خفيفة مالت معها على مسارها بل كن كالجبل الثابت الراسخ الذي تتحطم الزوابع والأعاصير أمامه ولا يزداد إلا ثباتاً وجمالاً. أيها المريد الصادق،،، إنما هي دنيا وآخرة ووجه الله سبحانه وتعالى فاختار ماتريد، فإن اخترت ستسعى لما اخترت له، فلا تلومنَّ غيرك على ما أنت فيه فهذا اختيارك، فانظر إلى اختيار الأكابر من أهل الله عز وجل لمَ لا تختار ما اختاروا؟ أيها المريد الصادق،،، لقد مال الناس عن الله سبحانه وتعالى ميلا عظيماً فمِل بعكسهم إلى الله سبحانه وتعالى ميلا أعظم لكي يكون ميلك الميل المحمود ولكي يُرى منك أن هذا الذي مال نفسه وعقله وقلبه وروحه إلى الله سبحانه وتعالى ورسوله الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أيها المريد الصادق،،، صدق الإنفاق يساعد على حسن الأخلاق وعلى التوكل الحَسَن على الله سبحانه وتعالى. أيها المريد الصادق،،، اعلم أن ذاتك وما تحوي من نفس وعقل وقلب وروح وغير ذلك إنما هي إشارات رمزية لشيء غيبي عظيم فإن صحّحْت تلك الإشارات الرمزية وصلت لهذا الشيء الغيبي العظيم، وأدركت ما أنت عليه. أيها المريد الصادق،،، الله الله انتبه لبصرك أين توجهه فهو الذي يقلل أو يكثر مخاطرك، من غض بصره رُفع عند الله قدره فبوابة البصيرة البصر، فوجـِّه بصرك لما يُرْضي الله سبحانه وتعالى. أيها المريد الصادق،،، علــِّق قلبك بحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لكي تكون حبيبه، فبالحبيب تكون حبيباً وبالقريب تكون قريباً وبالمنظور تكون منظوراً، ولا تسمعنّ لأقوال أهل الجفاء. أيها المريد الصادق ،،، الطريق إلى الله عز وجل هي تربية وتزكية وسلوك وحال صادق مع الله عز وجل، كذلك نية صادقة وإرادة وعزيمة قوية وتوَكــُّل على الله سبحانه وتعالى، افهم،،، منك ثم إليك،،، ابدأ أنت في البداية وترى الخير كله يعود إليك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون،،، وسلام على المرسلين،،، والحمد لله رب العالمين
| |
|
ابنة الباسل
عدد الرسائل : 40 العمر : 80 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: رد: درس : رسالة الى المريد السبت يونيو 27, 2009 3:07 am | |
| :28: سيدى وشيخى ا لباسل المريد بدون نظرة الشيخ إلية لا يفلح فمنوا علينا بنظرة ولا تحرمونا من عطفكم | |
|
أبو حكيم المُرسي
عدد الرسائل : 132 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: رد: درس : رسالة الى المريد السبت يونيو 27, 2009 5:53 pm | |
| | |
|
ابنة الباسل
عدد الرسائل : 40 العمر : 80 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: رد: درس : رسالة الى المريد الجمعة يوليو 24, 2009 1:06 am | |
| أُذل لمن أهوى لأكسب عزه وكم عزة قد نالها المرء بالذل إذا كان من تهوى عزيزاً ولم تكن ذليلاً له فأقرا السلام | |
|