قدرى جاد مدونة صوفية

مدونة صوفية

رب قارىء كفؤا للكاتب .. ورب سامع كفؤا للقائل ..

الحياة أدوار فى مدارات الأقدار.. وكثيرا مايحصل التبادل فى هذه الأدوار.. وتحاصل التماس بين المتشابه فى أى درجة شيىء طبيعى .. من هو شبه الفرعون ممكن يتقاطع معه فى لحظة فيفعل مثله أو يلقى نفس جزاءه .. ومن يتشبه بالرومى لايندم ..

لذلك يهتم جدا الصوفية بموضوع المحبة .. التعرف والوصول عن طريق المحبة .. أى شغل الروح فى المحبوب بالحب أولا وأخيرا .. الحب طريق للدين .. طريق للصراط المستقيم .. طريق لترقية النفس .. المحبة جناح الروح ومحركها المنطلق بها فى السماء المضيئة السرمدية ..فى رحلة لانهائية ..

والتشابه قبل التشبه أقصد إن صفتى التى أعلمها عن نفسى .. ممكن تسهل على معرفة ماهو كائن وماسوف يكون تقريبا .. بناء عن القياس والنظر فى السيرة والتاريخ والمعلوم

إن التنقل بين الأدوار خصوصا العليا منها يعرض المتشبه لنفس التنعيمات ونفس البلاءات .. وكلما انتهى الصوفى من مرحلة يرحل إلى المرحلة التى تليها .. ولايعنى ذلك أبدا أن المرحلة الجديدة تكون أرقى لكنه الترتيب الخلقى ..كمن يجهز سيارته مثلا فى أكثر من ورشة تخرج من ورشة المواتير لتذهب الدهانات مثلا .. كمثل استيفاء لدراسات علمية ومواد دراسية على الصوفى أن يستكملها كذلك مراحل حياة الصوف البرزخية أو الملكوتية فى الدنيا

وقد أفلح فى هذا الدوران من كل الناس الكثيرين وضل كذلك ..ولايحق للصوفى أن يدعى ذلك مادام مازال يحزن أو يهتم .. لايفرح الصوفى إلا بالحق .. ولايحزن

لذاك ينصح المريد بمخالطة الأحباب بالذات أهل الصحبة الذين صحبوا الصالحين .. لتسرى إليه التقاليد والأحوال.. ويتوافر ذلك دائما فى صدور الأصحاب .. خصوصا القدامى ولو كانوا من العامة لخبرتهم التى تقى المستجد مهالك البلايا.. وما أكثرها فى الطريق الحق..

اختيار الشخصية التى يحبها الصوفى لكى يسلك فى طريقها .. مثلا أحببت الشاذلى أو البدوى أو من شئت من أهل المحبة أوالجمال.. لاأذكر فى هذه المراحل الأولى أسماء الكبار إجلالا ..إنه يندمج فى التعرف علي من يحب ويميل أذنه لكل حرف عن حبيبة ..يتعرف .. ويسأل من يحبونه الرضا .. يستعرف .. يستحب .. يستصحب ..ولو أقل المسلمين من أهل الطريق .. أختصر ..؟ تلك البروفات والتدريبات والرياضات التى ستؤهله للتعرف على نفسه أولا والتعرف على كل من يعلوه .. ثم ليعرف الله

كنت أشكو لشيخى كثرة الخواطر .. وكان يشرح عن السلسلة الذهبية فى الطريق ..وأنا لاأبدى كل اهتمامى فالموضوع يخص سند الطريق.. وقدرى غاوى فكر .. ولأنه يشتمل على أسماء لاأعرفها فأنا فقط استمع ..أنصت لكن لست شغوفا أو مشاركا بحماسة .. لو أن المذاكرة عن الحب أو العشق أو ابن عربى أو التفسير الإشارى لكنت صلت وجلت وطربت وسكرت .. والشيخ يشرح أن الطريق يدا بيد يعنى استلام من الأستاذ والأستاذ كذلك .. لغاية سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه .. وصولا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. فنحن نصلى لأن سيدنا محمد قال صلوا .. أنا أصلى فقط .. أولا.. أقول حاضر وأصلى .. أنفذ.. أولا الطريق تطبيق .. ثم اقتناع وليس العكس .. الإسلام تسليم أولا ثم فهم ..ستفهم الكثير أثناء الرحلة .. قال لى شيخى سيدى صالح الشاذلى .. أنا أصلى لأن سيدى قال لى صلى فقلت له من تقصد فقال لى سيدى سلامة شيخى قال لى صلى لذلك أنا أصلى .. بالحقيقة كنت شابا وكان الشيخ يسمينى بالفيلسوف .. فلم يعجبنى قول الشيخ .. ولزمت صمتا فى غير معارضة ..كنت أهيم عقلا فى درك مجالى المطلق والمقيد .. والذات والهوية .. دماء الحلاج تجرى فى عروقى ونبضى فارضى .... الموضوعى والذاتى .. كل من غنى أنشد لنا .. كل صوت حب نترجمه على حبيبنا حتى لو كان محمد منير أو فيروز .. بيتهوفن أو حتى شتراوس .. والجيلية من ياسين التهامى .. قصار السور من الشيخ عبد الباسط .. وتطور الوعى المجتمعى بما فى ذلك صناعة الإنسان _ كلام كبير وجسم صغير فلسفات الشرق ببريقها بدأت تجذبنا كجمهور من اليونان ثم أوربا .. إنه الشباب .. يجعلنى فى صورة غير كهنوتية .. ولاأميل لمن أسميناهم فيما بعد بالطريقية.. الصلاة التى هى صلة الجزء بالكل وروح الله فى الذى يسجد لروح الله ..أصلى لله لأن سيدى صالح قال لى صلى ..إستكبرت ذلك عليه .. نزهت الله عن ذلك ..لم أدرك المثل .. كلام فلاسفة وشعراء جميل ..صادر من أرواح جميلة ..لايمكن أن تنحصر فى كلمة الشيخ .. قلت لنفسى لاتخالف فالمخالفة بدء الفراق ..لماذا تتعجل الفراق .. سنفترق بالتأكيد فلا تستعجل الفراق .. عاشر يابن آدم.. مهما طالت العشرة .. لابد من يوم للفراق ..كان لهذا المثل العامى رنين فى حياتنا .. و باعدت بيننا الحياة .. وانتقل الشيخ إلى ضريحة فى باب الشعرية بمصر المحروسة .. ولأننى أظن انى أبحث عن الحق والحقيقة ..وأقدر نفسى من آن لآخر توقفت عن الصلاة فترة لم تعجبنى صلاتى .. ماهذا الشرود ..عقل يواصل لايتوقف .. ونفس لاتتغير .. رغم الصلاة .. نسبة التغيير فى اللسان غير مرضية بالحق لابالمجاملة أو الإعتذار .. أفكار كثيرة عندى لم تتغير .. مرة أجتهد فى الصلاة ..مرة أؤدى .. مرة وجدانى ..مرة مسبح ..مرة مستيقظ من النوم .. مرة ذاهب للنوم .. مرة ورائى عمل واتعجل .. مرة يشغلنى من بجوارى بأى شكل ما .. مرة يأخذنى المكان نظرا لتجوالى.. مساجد أشكال وألوان وطرازات .. منتهى الإحراج إذا كانت فعلا الصلاة بمعنى الوقوف أمام الله .. فإن صلاتى غير جيدة بالمرة .. كسوف أحيانا يكون هروب فى طريقة تأدية الطقس كمن يؤدى واجب أو ينجز مهمة ليعطى التمام ..وأحيانا سير نحو النهاية كمن يقرأ آية سريعا ليصل إلى نهايتها .. المهم وجدت أن العمل بذلك المنظر لايليق بالله .. فتوقفت عن الصلاة أياما فى صمت ..محتقرا نفسى .. حتى تذكرت كلمة الشيخ فى ليلة يقول صل فقط .. صل لأن سيدنا محمد قال صلى ..