الشيخ

بأن شيخك هو الذي يزج بك في الحضرة القدسية و يقول لك ها أنت و ربك

السلام على سيدنا رسول الله وآله وأصحابه

وأحبابة

مقدمة

أولا أشكر سيدى بشير
على دعوته للفقير
خصوصا أنى لاأدخل على مشاركة إلا إذا دعيت لذلك
حرصا أو خوفامن حدوث مالا يرضى
ثانيا الشكر للأحبة
السيد العابد الفقير
الذى يقدمنا لكم
فهو صاحب الدار
ونشكر لجلنار
محضرها الطيب
ونسأل الله لها التوفيق
والشكر لأمير على رفقة الطريق

الموضوع

قلت لحبيبى الشاب عن الشيخ والتربية عند الصوفية
ستفهم الكثير أثناء الرحلة .. لاتتعجل لن تفهم كل شيىء مرة واحدة .. ومن غير المعقول أن يكون الطريق حسب تصورك .. كيف ترى مالم تعرف بعد .. وكيف تسمع مالم يقال لك بعد .. المتصوف يسكت سنين ولايتكلم بغير إذن ..لماذا ؟ لأنه لا يتعجل الربح أويفرح به ..
لاأقول لمن يتكلم أنت على باطل والصامت على حق ..
أنت فرح لأنك ترى الحق .. هه ؟
إصبر كثيرا ترى الحقيقة
إذا كنت تريدها ..
إن ماأنت ذاهب له أكبر
أكبر من كل تصور
أكبر من أى وهم
فلا تقف فى منتصف الطريق لتنال أجرك
أو يوقفك شيىءء أيا كان خطأ أو صح
فمثلا
جذبنى علميا ورحيا مشرب صوفى ما
أحببت سيدى أبو الحسن الشاذلى أو سيدى محى الدين
فالتقيت أهل الطريق الشاذلى وهم أخونا فلان وأخونا فلان
والشيخ فلان الشاذلى
فرافقتهم وأنا أظن أنى سأجد ماقرأت أو عرفت عن سيدى أبو الحسن
وجدت الطريق
لكن هم أخى فلان وفلان واشيخ هو الشيخ فلان
ومن الطبيعى أن يكون ليس هو سيدى أبو الحسن
كما أن كل مسلم ليس هو
رسول الإسلام
سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
فالحقيقة أن فى كل واحد حظه أو حقه
حسب كلام الشيخ عدلان
وعلى حينئذ أن أرضى بحق أخى أو شيخى الذى أظنه بسيط
وحقى الذى أظنه عظيم
بينما الحقيقة ان لكل واحد منا حق غير حق وحظ الآخر
كتفوق فى مادة دراسية معينة
بينما المادة الأخرى فى حاجة للإستذكار
وهنا أصل إلى مربط الفرس
وحجر زاوية الموضوع فأقول اختصارا لمن شاء الحقيقة
أنه حتى لو مواصفات الشيخ لاتعجبنى
ورافقته
فعلى أن أصبر على ذلك الصبر الجميل وأتحلى بالتطبيق الصوفى الحق
لأنه بمجرد الصبر على الأوامر والنواهى
تنسحب نفسى خارج الأمر
وبمجرد أن يقدر المريد على نفسه
ويلزمها حسب الإرادة يكون قد تحقق الدرس الصوفى الأول
فى أن يملك نفسه بالإرادة
حتى فى أسوأ الظروف
هذه واحدة
لأنى لن أضع مربى لمن يريد أن ينال شهادة دكتوراه مثلا
ونفس المربى يكون لدارس الإبتدائية
هذه الثانية
كما أنه بصراحة التسليم فى الطريق عنصر أساسى
وإنى كمؤمن أحمد الله دائما
أرى أن الأستاذ الضعيف ..ليكن .. هو يليق بى
لأنى أيضا ضعيف
وهذا حظى
لما فى ذلك من تدريب للمريد على السر الأعظم الذى هو الحمد الذى من فضائل لزومه الوصول إلى الرضا خصوصا أن المنتهى مقام حمد عند سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
كما أن المعارضات أو المنازعات التى تحدث هى فى الحقيقة لها معانى أخرى روحانية خفية
أشرت لها فقط فى مدونتى
ليس هنا مجالها ولكن على أن أخرج منها براءة
والبراءة هنا بمعنى ألا يكون لى قضايا أو مشاكل فى الطريق حتى لو كنت على حق لأن الطريق ليس الهدف
وإنما المرور منه هو الهدف
فكيف أمر إذا استوقفنى عيب ما
وكما أقول دائما
إنج قيس فقد هلك عمرو
لايزعج أهل الطريق أن يكون الشيخ
ليس على المستوى المطلوب لأننا لانرشح الشيخ المربى
لنوال جائزة نوبل فى الطريق
لكن ننرشح المريد
الشيخ هذا عمله
كمثل عريف فى الجيش
يربى التلاميذ ليكونا ضباط
ولاتنتظر من العريف أن يكون على هواك
أو يحظى بإعجابك
تعلم وانصرف
وادع لنا بالخير
حين تتذكرنا
هكذا نقول للمريد
وإذا تمسكوا بك
فكن من أهل الوفاء بخدمتهم من آن لآخر
فقد تكون معيتك لهم فى بعض الأوقات
دعاية للطريق
أو دعم للعريف
فإذا كنت قد أصبحت صوفى
فاعطهم من وقتك بعضه
ومادام الباطن قد إنصرف إلى مشرب آخر
واعلم ان أوراقك قد تحولت أو أن ملفك قد تحول
إبحث بهدوء عن المرحلة التالية
لم يعد يعنيك شخص الشيخ بقد مايعنيك بضاعته
هذا درس أول أيضا
إعلم أن الفراق قد تم وإن لم يظهر
فاسع إلى المربى فى سياسة وأدب
عليك وزرك لايضرك من ضل
وكان أمير يقول خذ قولى يفعك
ولايضرك فعلى

لاتكن مشاكسا وإلا ستعطل نفسك
فكما أن للنور جذبات كذلك ظلام نفسك أو الآخرين
يسعد المعارضين للإيمان فى الميتا فيزق
أن يشغلوك عن الله
كدأب الشيطان للإنسان فى إيقاعة بالمعصية
فإن لم يكن
فليشغله ولو بالصغائر
المهم يسرق عمرك أو صفائك
فلا تضيع وقتك فى تنقيح الطريق
أو تنظيف الشارع
هذه ليست مهمتك
مر من الطريق
من الشارع إلى مقصدك
وقلت دائما فى مجالس الإخوان أن مدرس الإبتدائى الحاصل عل شهادة بسيطة يخرج على يديه أطباء ومهندسين ورؤساء فى النهاية
وتصير كبيرا وتلتقى الشيخ الضعيف
وتقبل يده من باب الوفاء
لأنه صاحب فضل فى معرفتك بالطريق
وإن لم تكن ذاته أهل لهذا الفضل
لاتنس فضله
إنما هى تمارين الأخلاق
مقدمة مكارم الأخلاق
بداية التمام ( تمام مكارم الأخلاق
من صبر ووفاء وكرم وشهامة
وهى صفات الرجولة الروحية
المطلوبة من المريد
ليخرج من صفة الطفولة أو الأنوثة أو العجز
ومن الضرورى جدا أن ألفت النظر
أن الشيخ حتى لو لم يكن مقدسا فنحن نضفى عليه القداسة للفائدة فى التربية
والشيخ هنا بمعنى المربى
يشترك فى ذلك أخى فى الله
بمعنى أنى من الممكن أن أتخذ أخى فى الله شيخا
ولو لفترة محددة فى البداية وكثير من المتصوفة وصلو عن طريق تربية الإخوان لهم
والشيخ فى الحقيقة هو أخوك فى الله
ونحن كلنا بشر

نعم سيدى .. نحن لسنا فى جمعية حقوق إنسان ..أو صحيفة .. ولسنا أيضا فى جمعية للرفق .. نحن لسنا مجالس صيانة .. إنها صوفية نهج فقراء .. وعشاق مساكين .
أعطيى مثالا عن رؤية الشيخ البسيطة
ورؤيتى فى وقت أرى نفسى فيه على ثقافة متعددة
وجميلة من وجهة نظر المثقفين والمبدعين
وقراءات فى المذاهب والديانات
الآن أشكر الشيخ بالغيب لأنه صبر كثيرا على محاولاتى لإثبات ذاتى .
مثلا قال الأستاذ إكتب على مجلة ماستر المودة الورقية
مجلة لاشأن لها بالسياسة
فقلت له كل شيىءسياسة
قال طريقتنا غير طريقة السياسين
الآن فهمت نعم طريقتنا مختلفة نظرا لاختلاف وجهة نظرنا
ونظرنا لاختلاف هدفنا
فى معالجة الأمورأو تنظيرها
لو رأينا مناقشة أمر ما فى السياسة مثلا
هل يعقل أن يكون تناولها فى مقر حزب ما أو صحيفة ما
مثل تناولها فى زاوية صوفية
أو منتدى صوفى
هم سيحاولون تحليل الأمور حسب علومهم
ولكنا سننظر للأمر نظرة مختلفة تماما مفعمة بالحقائق الروحية
التى قد يظنها السياسين
فكر مجاذيب أوكلام درواويش
ونحن سعداء بذلك
كلام المجاذيب وتربيتهم
أم صعب للغاية
ومن أشق الأمور أن تصادف مربيا مجذوبا
فالمجذوب ببساطة لايهتم بالعقل أو القانون أو المتعارف
لأنه يكسر الموازين
ويهز النفوس
ويخالف العقول
فإذا لم تكن مؤهلا لذلك نفسيا وعقليا واجتماعيا
ولايسمح واقعك بذلك أو لابريد هذا النهج المجذوب
فعليك أن تسأله الدعاء وتقبل يده ثم تتسلل لتفر هاربا باحثا
عن حقك وحظك
وشيخك
قال الشيخ
طريقتنا
الله حى
فهمت نعم
مثلا إذا كنت ذو دعاء مستجاب
ستغير مالا يعجبك
فإن لم تكن تستطع باطنبيا بعد
فالمطلوب أولا أن تصيرر كذلك
وهذا أقل القليل فى نفحات الطريق الروحية
أن يكون دعائك مستجاب
ولن تصل لذلك بالإرادة إلا حسب القرآن والسنة
هذا هو السبب الذى يوصلك
إلا إذا كنت من أهل الموهبة
التى يليها العطاء التى يليها الهدية
قال السيخ نحن أهل الفته
وهى طعام صوفى بسيط
ففهمت ألا أتعمق في أمور الدنيا
والطعام رمز الكلام فى الطريق
أدركت هذا الإنسحاب من الدنيا لتفريغ القلب والفكر لله
فقلت قلوب ليست إلا خلاوى
ونفوس ليست إلا قلايات
حظار من نار معمدة قدسية
حول طريق الرجال لمولاهم الله
ومن ولج فليسأل الله أن يجتاز
ومن نازعته الظروف فلينتبه قبل أن يندب حظه على وقت ضاع ومات
بينما الآخرين فى الوقت الحى
ملحوظة
كل كلامى فى هذا الأمر يحمل أيضا أنه مجرد مشرب أو مجرد وجهة نظر
من الضرورى أن هناك غيرها
فلا تتوقف عند ما أقول
خذ ماتشاء واترك ماتشاء
لكن بسلام
لأنك لابد أن تترك ذكرى طيبة فى كل موضع فى الطريق تضع فيه قدمك
لأن هذه المواضع التى تسير عليها فى الطريق
هى مواضع أقدام السلف وصولا للحبيب الأعظم
تكثفت أو تلطفت
حسب حظك وحقك
ونسألكم الرضا والدعاء
فإنى فى أمس الحاجة
ولكم السلام سادتى فى البدء والختم