بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم تسليما...
هذا الموضوع نذكر فيه مقام سيدي احمد العلوي قدس الله سره و فيه عبارات نافعة لمن اراد ان يسلك طريق القوم السادة الصوفية. اولا سنخوض في مقام سيدي احمد العلوي لتصحيح بعض المفاهيم التي انحرفت عن حقيقة الامر كما اراده الله.. ولو انني لست تابع للطريقة العلوية و انما تابع ان شاء الله الطريقة البلقائدية التى نعيش بها تحت ضل و بركة خليفة سيدنا الشيخ محمد بلقايد التلمساني قدس الله سرّه .. سيدنا الشيخ محمد الهادي رضى الله عنه و ارضاه نزيل المدينة المنورة على صاحبها افضل الصلاة و التسليم..، .. و قد كتبنا عن الشيخ العلوى رحمه الله لأسباب كثيرة منها محبة اهل الله رضوان الله عليهم و منها لانحرافات كثيرة في تأويلات عنه رضى الله عنه... فالبعض ينطق عن الهوى والبعض ينطق بلسان التعظيم فينزه اكثر من الحقيقة والبعض ينطق بلسان المحبة فيسوء الادب بدون قصد والقليل ينطق بلسان الحق فيصيب. اللهم ثبتنا بلسان الحق واجعل كلامنا حق..
سيدي احمد العلوي قدس الله سره لم يكن في مقام القطب كما يظن الكثير. فمن قال انه في مقام القطب فقد انزله من مقامه الحقيقي. فسيدي احمد قدس الله سره كان في مقام الختم وهذا المقام اعلى من مقام القطب. القطب في الحقيقة ما هو الى خادم الختم في دائرة الولاية. الختم مقام عالي جدا في الولاية ولا يوجد اعلى منه ويكون لشخص واحد في كل مائة سنة. اما القطب فيكون في كل وقت وهو من يترأس دائرة الولاية. الختم هو تجلي حقيقة الانسان الكامل او الحقيقة المحمدية في ولي من اولياء الله كل مائة سنه وهذا اعلى مقام في الولاية. والختم دائما يكون على قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم وفيه وبه يتنزل سر الخلافة الارضية. اذن مع كون سيدي احمد ختما قدس الله سره او مع كونه سر الخلافة الارضية او مع كونه تجلي الانسان الكامل الذي هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم او بمعنى اخر تجلي الحقيقة المحمدية فلا يجوز ان يقال ان سيدي احمد كان عيسوي الحال لانه كما قلنا كان ختما والختم يكون دائما على القلب المحمدي وسبب سياحته لم يكن مبنيا على الحال العيسوي ولكن على حقيقته المحمدية: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ. مع العلم ان الكثير من الاولياء الصالحين يكونون على الحال العيسوي ويكونون معروفين بكثرة السياحة بسبب الحال العيسوي. ومن ليس له بعلم الختم قد يخطئ الفهم ويضن بكل سائح انه على الحال العيسوى. والختم كما قلنا يأتي مرة في المائة سنة ليجدد للامة دينها كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها". و هذا التجديد يبدأ بدائرة الولاية واحيائها بالمدد الالاهي ابتداءا بالقطب نفسه ثم الامامين ثم الاوتاد الى اخره. والهدف من سياحة سيدي احمد قدس الله سره كان تجديد دائرة الولاية وتصحيح مفاهيم التصوف وتجديد اسرار الطريق الى الله او طريق الاحسان. لان تجديد دين الامة يبدأ بمقام الاحسان ثم الايمان ثم الاسلام. لان مقام الاحسان هو بمثابة الروح او القلب من الانسان والايمان هو بمثابة العقل من الانسان والاسلام هو بمقام الجسد من الانسان. فالجسد دائما تابع للعقل والعقل دائما تابع للروح او القلب. ارجو من الله ان يجعل الكفاية في هذا الشرح البسيط من الفقير الضعيف الجاهل بالتعريف الصحيح لمقام سيدي احمد العلوي قدس الله سره الذي نفخر به ان جعلنا الله في طريقته الزكية...
اما ما جرى له مع الشيخ يوسف النبهاني رضي الله عنه فهو اشارة الى ما قلناه اعلاه على مقامه الختمي. فالشيخ يوسف كان متشبثا بالحضرة المحمدية حالا وذوقا وسيدي احمد قدس الله سره ثبته في الحضرة المحمدية مشاهدة. فكما قلنا سيدي احمد قدس الله سره كان في زمانه هو تجلى الحضرة او الحقيقة المحمدية او كما يفهم البعض عين الاسم الاعظم. فرفع سيدي احمد قدس الله سره حجابه الطيني لسيدي يوسف فشاهد سيدي يوسف الحضرة المحمدية في سيدي احمد قدس الله سره وكان له بهذه المشاهدة الثبات في الحضرة المحمدية.
اللهم ثبتنا على معرفتك وزدنا من علمك يا سميع يا كريم..