العابد الفقير
عدد الرسائل : 33 الموقع : طرابلس ....ليبيا تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: من رجال الطريقة العلاوية في ليبيا الإثنين سبتمبر 07, 2009 11:55 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي سادة من عزهم أقدامهم فوق الجباه فان لم أكن منهم فلي في حبهم عزّ وجاه
هذه ترجمة علم من إعلام الإسلام وسيد من سادات الصوفية الكرام ,,, وسواء أكانت الصوفية نسبة إلى الصفا أو الصوف أو أهل الصفة فأننا لا نعني بهم إلا أحباب الله وأوليائه أهل مرتبة الإحسان فهم قوم تمسكوا بالكتاب والسنة واخلصوا إلى الله سبحانه وتعالى وجندوا له أنفسهم يدعون إليه على بصيرة وبأذنه قوم تجردوا من اجله وزهدوا فيما سواه فصفت سرائرهم واستقامت أحوالهم وعمت فضائلهم فعاشوا دعاة هداة كالمصابيح يهتدي بها في دياجير الظلام ، فالسعيد من أحبهم ولازمهم والمحروم من حرم إتباعهم وملازمتهم ، فهم تلاميذ المدرسة المحمدية التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهذه الترجمة تقدم نموذجا فريدا من هذه المدرسة المباركة وهو السيد ( محمد احمد المهرك ) رضي الله عنه الرجل الذي رضع الطريقة العلاوية وفطمته العناية الإلهية عما سواها فكان عند مراد الله ورسوله ، مرآة صادقة للعبودية ، وسراجا مضيئا للمعرفة الإلهية التي لا يغيب إشراقها ولا يحصر بهاؤها ، إنها الشخصية الفذة والولاية الحقة التي يطلبها العلماء والأولياء فهو المجاهد الذي تشهد له المواقف، والذي افرد قلبه وقالبه لدائرة تجرد كامل لهم واحد هو الله سبحانه وتعالى ,,,,, فترك الدنيا وراء ظهره وأمضى سنوات عمره في الذكر والعزلة مشغولا بالله ورسوله مهتما بتزكية نفسه وطهارة قلبه مستضيئا بنور العلم الذي طلبه والتصوف الواعي الذي تلقاه وبعزيمة لا تفتر وهمة لا نظير لها ، صابرا على الأذى ، متحملا الصعاب ، أخذا بجميع أسباب العمل والجهاد لقد كان لمعالم شخصيته وما ظهر منها من مثل عليا و كمالات هو الدافع الأول لهذه الترجمة ولنبت بين المسلمين روح الأتباع والتمسك بالكتاب والسنة ، وليعلم اللذين وهنوا إن الأمة الإسلامية والتي هي خير امة أخرجت للناس لا زالت وستبقى بعون الله تزهو برجالاتها وان سمائها تمطر وأرضها تجود ما دار الزمان وتعاقب الماوان معالم شخصيته وملامحه البشرية --------------------------------------- مظهر محمدي ، وشخصية فذة تنجذب لها الشخصيات ، وطلعة تمتلك الافئد والمهج فلا تمل ، من رآه هابه وذكر الله تعالى ، ومن تطلع فيه أطمأن وانتهضت همته ، وكلما أمعنت نظرك فيه زادك نورا وجمالا لقد كانت له لحية بيضاء لا كثة ولا مفرقة قليل شعر الجلد رقيق الادم شاخص الرأس والصدر ولا تفارقه اشراقة النور ، وقور الحركة كثير الإطراق شديد الصمت لا تلمح في قوله ولا في فعله رنة الزهو ولا لذة الشهرة وإذا داخلته ودخلت إلى عالمه تكشف لك عن موهبة إلهية كبيرة تستتر بين الحياء والحشمة ، وجذوة نورانية تتوراى غالبا خلف التضرع والتواضع وكان رضي الله عنه دقيق الحس فلا يهوى الجدال ، سليم الصدر لا يحمل على احد ، رقيق القلب لا يقسو ، نفاح اليد لا يبخل ولا يشح ، إذا نظرته أحببته ، وإذا خالتطه ازددت له حبا ،حتى إذا ما فارقته تملكك الحنين والشوق إلى لفائه مرة أخرى فهكذا رأيناه وهكذا عايشناه غرست الحب غرسا في فؤادي فلا أسلو إلى يوم التنادي جرحت القلب مني باتصال فشوقي زائدا والحب بادي سقاني شربة أحيت فؤادي بكاس الحب من بحر الوداد فلولا الله يحفظ عارفيه لهام العارفون بكل وادي
| |
|
العابد الفقير
عدد الرسائل : 33 الموقع : طرابلس ....ليبيا تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: رد: من رجال الطريقة العلاوية في ليبيا الإثنين سبتمبر 07, 2009 11:58 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين تصدره للطريق بعد وفاة الشيخ الأكبر سيدي ( محمد الفيتو ري حمودة )عام 1981 م تولى الشيخ محمد احمد المهرك أمر الطريق في طرابلس وعن هذا الأمر قال رضى الله عنه : انه قبل وفاة الشيخ محمد الفيتو ري انه قال محمد (يقصد سيدي المهرك) في الغرب وسيدي (سعد بن حريز) في الشرق ، وبمقتضى هذا الإذن آل إليه أمر الطريق في طرابلس ومصرانه وغيرها من مدن الغرب مجلس وعظه ومذاكراته كان رضي الله عنه حاكم على المجلس تلجم هيبته الأفواه فتنكسف أبصار من حوله أدبا واحتراما ولا أظن أن احد حضر عنده يمكن أن يشبع منه بصره ولا دخل عليه شيخ علم أو طريق إلا وسلم له واعترف بفضله وكان رضي الله عنه يوزع الأنظار ويسال عن الفقراء حتى ليظن كل جليس انه وحده المقصود بالمذاكرة وكان نظره تلقيحا للقلوب وعافية للأرواح ، يكلمك حاله قبل مقاله ، فإذا نطق لا تدري ايهما يسبق إلى روعك فينهض همتك ويجتذب لباب قلبك ويعزز سهم محبته لديك وينسيك حديثه ما سوى الله ورسوله وينقلك إلى خالقك وبارئك فتشعر يقينا كأنك في حضرة شهود ولذلك لا تجد احد لديه إلا وهو مشدود ألبه مأخوذ بين يديه كما كان رضي الله عنه جميل الكلام دقيق التحقيق عميق الغور في المفهوم والمدلولات قوي الحجة والبيان ينطبع حديثه في الجنان وتتغذى بكلماته المهج وتنعم بنسيم ألهاماته القلوب وتستأنس بجواهره النفوس الزكية ، أن درسا واحدا من دروسه لا تستوفى فهومه وعلومه ،وربما أطلق المعنى أو التحقيق في مسالة فيترك جليسه متلذذا بها زمنا . والعجب كل العجب لسرعة رده وبداهته وكأن الجواب حاضرا على شفتيه ،يطرز مواعظه بالآيات والحديث والمثل والشعر والقصة، وكلماته حقيقة ميزان من الذهب كما انه رضى الله عنه لا يمل طول الدرس والمذاكرة إذا ما وجد همما عالية واذانا صاغية ، ويكثر في حديثه من الإشارة والتساولات ويجيب عليها ، وكثيرا ما كان يفتح مع جلسائه أبواب المشورة وربما يورد الخبر والحكاية والنكتة منهجه ومبادئه في الطريق إن نظرة يلقيها الفقير على المبادئ التي انتهجها كافية لان ترسم له معالم الطريق ومن أهمها: دعوة إلى الإسلام دون زيادة أو نقصان بالتمسك بالطريقة العلاوية الشاذلية ذوقا وحالا ومقالا وبوعي صحيح موصول بالله ورسوله بعيدا عن كل الإطراء والاتجاهات اللا دينية والمداخل العصبية والطائفية والحزبية والا ثارات الخلافية فقد كان يقول : ا إذا لم تجدوا الطريف موافقة للكتاب والسنة فاتركوها والحقيقة تقال إن الطريقة العلاوية مظهر كمال للطرق الصوفية لاعتمادها كما سبق على الكتاب والسنة و موافقة لجميع المذاهب دون تميز مذهب عن أخر كما تهتم الطريق اهتماما تاما بالفقير وتربيته تربية صوفية حقيقية تجمع كل المشارب بامتثال الأوامر والنواهي وفق مفاهيم تزكية النفس لله والأتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتهدف بذلك إلى تكوين شخصية نزيهة وذاتية صادقة مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تؤهل المريدلكمال المرادات الإلهية والكمالات المحمدية فينتج عن ذلك لبنة صالحة وقيادة فذة ومعرفة بالله سبحانه وتعالى وتعني الطريق بجميع الشرائح إناثا وذكورا وأطفالا وشيوخا وقد اخذ عن سيدي محمد المهرك كل اولئك فلله الحمد ومكارم الأخلاق وأمهات الفضائل من شرف وشجاعة وكرم ونزاهة وصدق وأدب وإخلاص من أهم الأسس التي تقوم عليها الطريقة العلاوية تأكيدا لمعاني الغيرة على الدين والعقيدة ولقد كان للشيخ محمد المهرك رضي الله عنه أساليب لا تحصى يرد بها إلى الله سبحانه وتعالى إلا انه لا ينسب لنفسه شيئا بل ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)* كما انه لا يرى نفسه موطن إفادة بل مجرى للفوائد فالمفيد والناصح الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى ويعرض رضي الله عنه بضاعة الطريق فيستهوي القلوب ويجذبها حنانا إلى الله ورسوله متوخيا صب المعاني الإيمانية في اطهر الكوؤس والأواني وهو لا يجابه بالنصح المباشر بل يتلطف بالمنصوح تلطف الجواهري بالجوهرة كي ينفض عنها ما علق بها من غبار ويستعمل في ذلك القصة الموجهة والإشارة المبهمة دون أن يقرع تصريحا أو تلويحا وينفد إلى قلب منصوحه من الباب الذي يحبه ذلك المنصوح وكان رضى الله عنه يعلم كل صاحب مهنة أو صنعة الصدق والإخلاص بهما إلى الله سبحانه ونعالي فيدهش عقله ويا خذ بمجامع صدره حنانا إلى الله سبحانه وتعالى شانه في ذلك شان الطبيب الحاذق الذي يضع الإبرة في العضلة ليصل بمفعولها إلى العضو المصاب والعليل من البدن وشتان بينه وبين من يجابه بالنصيحة اللهم إلا إذا سئل على انفراد وظهر له صدق السائل فيقول له افعل كذا ولا تفعل كذا وكان دائما ما يقول كلموا الناس وخاطبوهم على قدر عقولهم وكان رضي الله عنه يتنزل إلى فهوم الفقراء ويقول في ذلك تنزلوا إلى مراتب الفقراء ليعطوكم قلوبهم فإذا أعطوكم قلوبهم فذلك وقت النصيحة بلطف وعلى قدر استعداد المنصوح وتسليمه لك وكان دائما ما يحذر من أدعياء التصوف فيقول إياك وان تخدع بالمتدين الذي يحب الدنيا فان ديانته صورة وحب الدنيا هو الذي استولى على قلبه فهذا لا تامن له وتنغش بديانته وكان دائما ما يصرح بان حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان في قلبا واحدا أبدا فبهذه الكلمات وضع رضي الله عنه ميزان التناصح والتذكير .................................................. ................ وله رضي الله عنه ميزان عجيب في كيفية الإجابة عن أسئلة الفقراء وغيرهم فهو رضي الله عنه لا يعطي جوابا يخص به السائل وهنا يظهر اثر فراسته والتي هي بمثابة الاشعة ويقول عنه مريدوه وإتباعه انه لا يجيب بحسب حال السائل فحسب وإنما يفاتح جلاسه باشكالاتهم وخواطرهم دون مباشرة سوال منهم فهو بذلك طبيب لا نظير له بعلل النفوس وحجب القلوب ومراعاة لا حوال السائلين يجيب على أسئلتهم الفقهية لا عن مذهب معين وإنما على المذاهب المعتبرة معتمدا في دلك على تدريس وشرح كتاب ( كشف الغمة عن جميع الأمة ) للإمام عبد الوهاب الشعراني وانك لتجده في مجلس دروسه ومذاكراته طبيبا ماهرا في صيدلية الإسلام فما من سؤال إلا ولديه جواب بعد فحص سريع بنور الله تعال ينتقي به الجواب المناسب من تلك الصيدلية ومن أساليبه الغريبة في التربية قتل العدواة بالإحسان إلى المسئ وكان كثيرا ما يقول ((ما أنا إلا خادم للفقراء )) وكان يعتز بكلمة خادم كثيرا وتراه رضي الله عنه لا يحكم على فاسق أو فاجر أو مجرم بالشقاوة بل يوطد نفسه لنصحه وإرشاده فهو رضي الله عنه لا يبغض الشخص لذاته بل يكره أفعاله فإذا تجاوزها وصلح فهو الصديق ومما يقوله عنه مريدوه وأحبائه انه كثيرا ما يقول أنا أريد فقير كسرته الأيام وأثقلته الذنوب والأوهام ويربد أن يتوب إلى الله فهو أسرع في الوصول من غيره وبهذا الخلق المحمدي كان يدعوا الفقراء ويذاكرهم دون أن يبغض أحدا أو يتحامل على احد أو يحقد أو يتعصب ولم يكن يهتم رضي الله عنه بكثرة المريدين والأتباع بل كان الذي يهمه نوعيتهم فيحب المريد الصادق المتيع المهتم بأمر نفسه على المنهج الذي رسمه الله ورسوله هكذا كان شانه رضي الله عنه يدعو إلى الله بالكمال الذي كمله الله سبحانه وتعاى به وبالحال الذي تخلق به وبما ورثه عن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وهون عون حقيقي للمحتاجين وكهف أمان للسالكين
**************
ما يقوله عنه مريدوه :
كانت إقامة الشيخ محمد أحمد المهرك رضي الله عنه بمدينة ( مصرانه ) بقرية اسمها ( يدر ) وكنا نزور الشيخ كل جمعة تقريبا ننطلق منذ الصباح الباكر بعد صلاة الصبح قاصدين مدينة مصراته وهي على بعد حوالي 200كلم من مدينة طرابلس فنصلها بعد حوالي ساعتين ونصف ، وكان الشيخ رضي الله عنه يرحب بنا بكل مكارم الأخلاق -رغم كبر سنه – فكانت اللطافة واللطف وكرم الضيافة وطمائنينة القلب وراحة النفس وصفاء الخاطر وكل ما حولك يثير إعجابك وربما هز أوتار قلبك بالفرح والسرور.
فأية روضة تلك واي جنة ؟
وقد بدت الأيام كلها أعياد ولاسيما يوم الجمعة الذي نزوره فيه هذا الشيخ الجليل والمربي الفاضل وكنا أحيانا نذهب يوم الخميس مساء ونحضر الحضرة معه وهي على النحو التالي : نقرأ سورة الواقعة والوظيفة الشاذلية ، تم يفتتح الشيخ الذكر، ونقوم للحضرة على هيئة حلقة ويأخذون في الذكر في حركة متناسقة وبهية ويهتزون بذكر الله بلا إفراط استئناسا بقوله تعالى (واللذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) تم تكون هناك استراحة ينصت فيها الحاضرون إلى المنشد وهم واقفون ، ثم تعقبها وصلة ذكر ثانية حتى يختتم الشيخ الذكر بإشارة منه . تم يجلس الفقراء و يقرأ أحدهم ما تيسر من القرآن الكريم ثم تنشد القصائد العلاوية وتختتم حلقة الذكر بقول لا اله إلا الله محمد رسول الله .
وكان رضي الله عنه دائما ما يحث الفقراء على التمسك بآداب الذكر من طهارة وسكينة والحضور القلبي وعدم رفع الصوت والصراخ .
ولقد رأيناه ذات مرة يقول لأحد الفقراء أخذه الحال : نحن قوم نحكم في الحال ولا يحكم الحال فينا فانتبه لنفسك
وكان يقول لمن يصرخ في الذكر اخفض صوتك وتأدب في حضرة الله والطريق العلاوية لا دف فيها ولا ناي ولا أي أداة من أدوات الطرب والموسيقى.
إن هذا الشيخ الجليل الفذ كان جامعا لصفات الرحمة الإنسانية وسراجا منيرا من جميع الوجوه ومن لحظ أحواله ظنها في ميدان سباق فكلما تفحص واحدة قال هي الصفة المتميزة والعبودية لله هي الأولى بلا تكلف في جميعها. كيف لا وهو الذي ما أُثر عنه إلا خيرا فالشيخ رضي الله عنه متحقق بمقامات عبوديته يبغض أهل الدعوى في طريق الله . وكان دائما ما يردد (هذا شهد الزنبور فأين عسل النحل ؟ ).
والشيخ كما عرفناه لا ينسب لنفسه شيئا ولا يرى لنفسه مقاما ولا يعتمد على نفسه أو على الخلق في شئ ولا يشهد لنفسه مع الله وجودا أو إرادة أو فعلا . وهو دائما فرحا بالله مسرور بمجاري أقداره كتوم لا يتأوه من ابتلاء ولا يشكو من أمر ولا يتحير في مسالة ، ديدنه التفويض الكامل لله والتسليم له ، فهو خزينة الاطمئنان وكنز الرضا بكل ما يصنع به مولاه.
والشيخ رضي الله عنه لا يغضب لنفسه ولا ينتقم ، بل يحسن لمن أساء إليه اللهم إلا إذا كانت الإساءة مردودها سيئاعلى الطريقة فانه رضي الله عنه يجابه ويرد ، ولقد رأينا ذلك منه مع بعض أهل الطريق الذين أرادوا الخروج بالطريق على غير منهجها ومبتغاها.
والشيخ رضي الله عنه اعتاد الحلم والصبر فقد تخلق وتحقق بالتسليم المطلق لله ولم يعول على نفسه أو على احد بل فوض أمره إلى الله ولم يجزع أو يسخط ازاء أي ابتلاء ولم يعط لنفسه حظا لان تنتقم وإنما بعبودية مطلقة واضطرار ذاتي يبادر لخلوته ويفزع إلى الذكر ، فهو لا يبالي بكدر السواقي مادام راس العين صافيا ، وكان عابد القانت. في العوارض ثابت. ولنفسه عاتب ولشيطانه شامت . محفوظاً عن النقص والخسران. متحصنٌ بحصن اليقين والإيمان. فهو رجل الحق الذي قارع الباطل وأهله فما وهن وما استكان والرجل الذي لا تأخذه في الله لومة لائم.
ومن صفاته الكرم فهي صفة عانقت حياته حتى كان عينا لها وكان للمال قاسم، وللبخل قاصم، وللغيظ كاظم كان أغلب أحواله عليه الصبر واليقين. فأيد بالنصر والتمكين.
وكان رضي الله عنه من أجود الناس وأسبقهم في قضاء حوائج الفقراء فكم من فقير أخد بيده وسانده وكم من فقير حض أهل البر والإحسان على مساعدته .
والله الموفق للصواب | |
|