أبو القاسم الجنيد
حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الله الحافظُ، قال: حدثنا بُكَيْر بنُ أحمدَ الحدادُ الصوفيُّ، بمكَّةَ؛ حدَّثنا الجُنَيْدُ بنُ محمد، أبو القاسم الصوفيُّ؛ حدثنا الحسنُ بنُ عَرَفَة؛ حدثنا محمد بن كُثَيِّر الكوفيُّ؛ عن عَمْرو بن قيس الملائيِّ؛ عن عَطيَّة؛ عن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال،
قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه و سلم:إحْذَرُوا فِرَاسَةَ المْؤْمِنِ، فإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ تَعَالَى
"
القُرْبُ بالوَجْد جَمْع، و الغَيْبَةُ بالبَشَرِيَّة تَفْرِقة "
"
بابُ كلِّ عِلْم نفيسٍ جليلٍ بَذْلُ المجهودِ. و ليس مَن طَلَب اللهَ ببذْل المجهود،
كمن طلَبه مِن طريق الجود " .
"
إن الله تعالى يَخلُص إلى القلوب مِن يِرِّه، حَسْب ما خَلُصتْ القلوبُ به إليه من ذِكْره؛
فانظر ماذا خالط قلبك
ياذاكر الذاكرين بما به ذَكَرُوه، و يا بادِيءَ العارفين بما به عَرَفوه؛ و يامُوَفِّق العابدين لصالح ما عَمِلوه، من ذا الذي يشفع عندك إلا بإذْنك؟! و من ذا الذي يَذْكُرك إلا بفضلك؟
ما أخذنا التصوف عن القيل و القال؛ لكنْ عن الجوع، و تَرْك الدُّنيا، و قَطْعِ المألوفاتِ و المُسْتَحْسَناتِ؛ لأنَّ التصوفَ هو صفاءُ المعاملةِ مع اللهِ تعالى؛ و أصله التَّعزُّف عن الدنيا،
كما قال حارث: عَزَفَتْ نفسي عن الدنيا، فأَسْهرتُ ليلِي، و أظمأتُ نهاري
فَتْح كلِّ باب شريف بذلُ المجهود
"
إنما هذا الاسم - يعني التصوفَ - نَعْت أقيم العبدُ فيه..
نعت للحق حقيقةً، و نعت للعبد رَسْمًا " .
إنك لن تكونَ له على الحقيقة عبداً، و شيءٌ مما دونه لك مُسْتَرِقٌّ.
و إنك لن تَصِل إلى صريح الحرية، و عليك من حقيقة عُبودِيَّته بقيَّة.
فإذا كنتَ له وحدَه عبداً، كنتَ مما دونه حُرًّا " .
الطرقُ كلُّها مسدودةٌ على الخَلْق، إلا من اٌقتَفَى أَثَر الرَّسول، صلى الله عليه و سلَّم، و اتَّبع سُنّتَه،
و لَزِم طريقتَه؛ فإن طُرُق الخيراتِ كلّها مفتوحةٌ عليه
"
من نظر إلى ولي من أولياء الله تعالى، فَقَبِله و أكرمه، أكرمه الله على رءوس الأَشهاد "
حاجةُ العارفين إلى كِلائَته و رِعايته؛ قال تعالى:قلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِالَّليْلِ وَ النّهارِ
كلامُ الأنبياء نَبَأ عن حُضور، و كلام الصدِّيقين اشاراتٌ عن مشاهدات
من أشار إلى الله، و سَكَن إلى غيره، ابتلاه اللهُ تعالى
"
من عرف اللهَ لا يُسَر إلا به "
عينَ المحبة أن تحب ما يحب اللهُ تعالى في عباده، و تكره ما يكره الله تعالى في عباده
يتأسف المحبُّ من أوقاته على زمان بَسْطٍ أورث قَبْضاً، أو زمان أُنْس أورث وَحْشة " .
ثم أنشأ يقول
قدْ كانَ لي مَشْرَب يَصْفُو برُؤيَتِكم فكَدَّرَتْهُ يدُ الأيَّامِ حينَ صَفَا
"
إذا لقيتَ الفقيرَ فلا تبدَأْه بالعِلْم، و ابدأه بالرِّفْق؛ فإن العِلْم يُوحِشُه، و الرفقَ يُؤنِسُه "
"
لا تقومُ بما عليك حتى تَتْرك مالك؛ و لا يَقْوَى على ذلك إلا نبيٌ أو صِدِّيقٌ "
"
الوقتُ إذا فات لا يُستدرَك. و ليس شيءٌ أعزَّ من الوقت "
لو أقْبلَ صادقٌ على الله ألف ألف سنة، ثم أعرض عنه لحظةً، كان ما فاته أكثر مما ناله
"
أكثرُ الناس عِلْماً بالآفات، أكثرُهم آفات "
العارفُ من نطق عن سِرِّك و أنت ساكتٌ
العارفُ من لم يَأسِرْه لَحْظُهُ و لا لَفْظُهُ