مخاطبة 1
يا عبد إن لم أنشر عليك مرحمة الرحمانية لطوتك يد الحدثان عن المعرفة.
يا عبد إن لم تنر أنوار جبروتي لخطفتك خواطف الذلة وطمستك طامسات الغيار.
يا عبد إن لم أسقك برأفتي عليك أكواب تعرفي إليك أظمأك مشرب كل علم وأحالتك برقه كل خاطر.
يا عبد أنا الناطق وما نطقي النطق، وأنا الحي وما حيوتي الحيوة، أحلت العقول عني فوقفت في مبالغها، وأذهلت الأفكار عني فرجعت إلى متقلبها.
يا عبد أنا الحاكم الذي لا يحكم عليه، وأنا العالم الذي لا يطلع عليه.
يا عبد لولا صمودي ما صمدت ولولا دوامي ما دمت.
يا عبد اخرج من همك تخرج من حدك.
يا عبد لو لم أكتبك في العارفين قبل خلقك ما عرفتني في مشهود وجدك لنفسك.
يا عبد إن لم تعرف من أنت مني لم تستقر في معرفتي.
يا عبد إن لم تستقر في معرفتي لم تدر كيف تعمل لي.
يا عبد إن عرفت من أنت مني كنت من أهل المراتب.
يا عبد أتدري ما المراتب، مراتب العزة يوم قيامي ومراتب التحقيق في يوم مقامي أولئك يلوني وأولئك أوليائي.
يا عبد اعرف من أنت يكن لقدمك ويكن أسكن لقلبك.
يا عبد إذا عرفت من أنت حملت الصبر فلم تعي به.
يا عبد إذا عرفت من أنت أشهدتك محل العلم بي من كل عالم ومقر الوجد بي من كل واجد
فإذا أشهدتك ذلك كنت من شهودي على العالمين وإذا كنت من شهودي على العالمين فأبشر بمرافقة النبيين.
يا عبد أنا أولى بك إن عقلت وأنت أولى بي إن حملت.
يا عبد لا أزال أتعرف إليك بما بيني وبينك حتى تعلم من أنت مني، فإذا عرفت من أنت مني تعرفت بما بيني وبين كل شيء.
يا عبد أنا القريب منك ولولا قربي منك ما عرفتني، وأنا المتعرف إليك لولا تعرفي إليك ما أطعتني.
يا عبد الجأ إلي في كل حال أكن لك في كل حال.
يا عبد اقصدني وتحقق بي فإن الأمر بيني وبينك، إذا أشهدتك أن ذكرى لا يمنع مني وأن أسمى لا يحجب عني
وأنني أمنع بذكرى من أشاء ممن أشاء وأحجب باسمي من أشاء عمن أشاء فأنت من خاصتي.
يا عبد أنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من رؤيتك
فإذا علمت فصر وما علمت إلي فاستمع مني فيه واحمل إلي رؤيتك ووقفتك وقف بين يدي وحدك لا بعلم
فإن العلم لا يواريك عني ولا بعمل فإن العمل لا يعصمك مني ولا برؤية فإن الرؤية لا تغني مني ولا بوقفة فإن الوقفة لا تملك بها مني.
يا عبد قف بين يدي في الدنيا وحدك أسكنك في قبرك وحدك وأخرجك منه إلي وحدك وتقف بين يدي في القيامة وحدك
وإذا كنت وحدك لم تر إلا وجهي وإذا لم تر إلا وجهي فلا حساب ولا كتاب وإذا لا حساب ولا كتاب فلا روع وإذا لا روع فأنت من الشفعاء.
يا عبد الوجد بما دوني سترة عن الوجد بي وبحسب السترة عن الوجد بي فتأخذ منك الباديات كنت من أهلها أم لم تكن من أهلها.