قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: « نجم الدين كبرى »" صانع الأولياء " أو ناحت الأولياء الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:41 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلا عن كتاب تباريح صوفية في أوراق مهربة من ذاكرة النسيان
« نجم الدين كبرى »
كتب خادم الزاوية النقشبندية برباط الفقراء
بسم الله الرحمن الرحيم
تباريح صوفية في أوراق مهربة من ذاكرة النسيان
الورقة الثانية :
« نجم الدين كبرى » رضي الله عنه
تمهيد : لقد استطاع الصوفية المسلمون من ذوي الأصول الفارسية أن يشاركوا إخوانهم من الصوفية العرب في كتابة التاريخ الصوفي ،فكانت
لهم الصدارة الملفتة ، و المكانة المميزة عند المسلمين .
فهم أصحاب مذاق خاص ، و أصحاب روح متأججة ترى ذلك في طبيعة حياتهم الروحية ، فهي أكثر اشتعالاً ، و أشدُّ احتراقاً من نظرائهم العرب يقول الباحث الدكتور يوسف زيدان : ( بدأت في عمل كتاب عن قتلى الصوفية ، و شهدائهم ، أولئك الذين تدفقت رحلتهم الروحية حتى انتهت بواقعة موت عارم مروِّع أخَّاذ ، فوجدتهم كلهم من ذوي الأصول الفارسية : الحسين ابن منصور الحلاج ، أبو الحسين النوري ، عماد الدين النسيمي ، عين القضاة الهمذاني ، شهاب الدين السهروردي ، مجد الدين البغدادي الخوارزمي ، نجم الدين كبرى ) .
و نجم الدين كبرى هو واحد من الصوفية الفرس الأفذاذ ، و لسبب ما جعلني أقف قليلاً عند هذا الصوفي الكبير ، فمن هو الشيخ نجم الدين كبرى ؟ .
اسمه وألقابه : اتفق كل من أرَّخ له على أنَّه : الإمام الزَّاهد القدوة المحدِّث الشَّهيد ، صانع الأولياء ، أبو الجنَّاب أحمد بن عمر بن محمد
نجم الدين كبرى الخوارزمي الخَيْوَقي .
فأمَّا قول المؤرخين عنه بأنَّه " الإمام القدوة الزَّاهد " فهي ألقاب لم ينفرد بها الشيخ نجم الدين في الواقع ، فإننا لا نكاد نجد فيما يقع بين أيدينا من تراجم سلف الأمة ، أو خَلَفِهَا مَنْ لم يلقب بهذه الألقاب .
أمّا تلقيبه ﺑ " المحدِّث الشَّهيد " فلاشتغاله بعلم الحديث الشريف و سماعه من المحدثين .
والشَّهيد : لاستشهاده بخُوارزم في فتنة التتار على ما سأذكره لا حقاً
و أمَّا قول المؤرخين عنه أنَّه " صانع الأولياء ، أبو الجنَّاب ، نجم الدين كبرى " فهي ألقاب انفرد بها الشيخ نجم الدين ، بل إن لكل لقب منها حكاية و سبب ، و سأعرض لهذه الألقاب بما يكشف عن بعض الجوانب المميَّزة لشخصية الشيخ نجم الدين .
أ _ " صانع الأولياء " أو " ناحت الأولياء " .
لا أعلم أحداً غير الشيخ نجم الدين أطلق عليه هذا اللقب و يُرجع د. يوسف زيدان إطلاق هذا اللقب على الشيخ لسببين يرى أنَّ أحدهما معقولا ، و الثاني منقولا .
فأمَّا السبب المعقول ، فهو كثرة من تخرَّجوا على يديه من أهل الولاية و الصلاح .
و أمَّا السبب المنقول فهو أنَّ بعض المؤرخين من الصوفية ذكروا أنَّ الشيخ نجم الدين كان إذا نظر إلى شخص ، و هو في حالة الوجد ، و الانجذاب فإنَّ هذا الشخص ينجذب ، و يصير من الأولياء .
ب _ " أبو الجنَّاب " بتشديد النون .
و لنترك الشيخ نجم الدين نفسه يحكي لنا قصة هذه الكنية ففي كتابه " فوائح الجمال ، و فواتح الجلال " يقول : ( و أمَّا كنيتي ، فكنت بالإسكندرية أسمع الأحاديث فغبت فرأيت النَّبي _ صلى الله عليه و سلم _ و هو قاعد معي ثاني اثنين ثم أُلهمت حينئذ أنْ أسأله عن كنيتي فقلت : يا رسول الله كنيتي أبو الجناب _ بالتخفيف _ أم أبو الجنَّاب _ بالتشديد_ ؟. فقال : لا بل أبو الجنَّاب _ بالتشديد
وفي هذا إشارة لاجتناب زخارف الدنيا ، و أمر بالتجرد ، و سلوك طريق الصوفية .
ﺟ " الكبرى " .
ذكر ابن العماد الحنبلي في كتابه " شذرات الذهب " أنَّ الشيخ نجم الدين كان يسبق أقرانه في صغره إلى فهم المشكلات والغوامض، فلقبوه ﺑ " الطامة الكبرى " ثم كثر استعماله ، فحذفوا " الطامة " ، و أبقوا
" الكبرى " تشير إليه.
د _ " الخُوارزمي الخَيْوَقي " .
نسبة إلى خُوارزم وهي ناحية كبيرة من بلاد فارس كما يذكر ياقوت الحموي وقد زارها سنة 616ﻫ ، والخَيْوَقي نسبة إلى بلدة خَيْوَق من نواحي خُوارزم .
مولده و نشأته : في بلدة خَيْوَق الخُوارزمية كان مولد الشيخ نجم الدين كبرى سنة 540هـ في أسرة متواضعة الحال _ كمعظم أهل خُوارزم _
هذا ما جاء في المراجع التي أرَّخت للشيخ دون الإشارة إلى الأسرة التي نشأ بين أفرادها .
توجه الشيخ نجم الدين لدراسة العلوم الشرعية ، و على رأسـها الحديث النبوي الشريف ثم درس الفقه و التفسير و غيرها من العلوم و لما استكمل معارفه الدينية وجد في نفسه ميولاً إلى التصوف ، فرحل لأجل ملاقاة شيوخ التصوف ، و الأخذ منهم .
رحلاته : خرج الشيخ نجم الدين من خُوارزم يطلب علوم الدين و على رأس هذه العلوم علم الحديث النبوي الشريف ، فقصد نيسابور ، و همذان ، و أصبهان ، و مكة المكرمة ، ثم عاد بعد ذلك إلى خُوارزم عالماً محدِّثاً ، ثم قام برحلة ثانية يطلب فيها التصوف ، وكانت هذه الرحلة على طريقة الصوفية ، فخرج من خُوارزم مرة أخرى قاصداً الأهواز ، لصحبة الشيخ إسماعيل القصري ، و بعد مدة خرج إلى أرمنية بناءً على أمر الشيخ إسماعيل حيث الشيخ عمار بن ياسر المقيم بناحية " بدليس " و منها خرج إلى " مصر " و قد قضى فيها زمناً متنقلاً من " القاهرة " إلى " قرى الدلة " إلى " الإسكندرية " و في مصر أخذ علم التصوف عن الشيخ روزبهان ، و كما أنَّه سمع الحديث
في هذه الرحلة من الحافظ أبي طاهر السِّلفي و كان ذلك سنة 575هـ و من الإسكندرية اتجه إلى " دمشق " حيث الشيخ ابن أبي عصرون ثم رحل إلى " بغداد " فأقام بها زمناً ، ثم اتجه مرة أخرى إلى " بدليس"
حيث الشيخ عمار بن ياسر، ثم عاد إلى بغداد ،و منها إلى بلده خَيْوَق
حيث ظل إلى وفاته يربي المريدين ، و يدعو إلى الحق تعالى .
شيوخه : يقول الباحث الدكتور يوسف زيدان : ( هناك ثلاثة أصناف من الرجال الذين استفاد منهم الشيخ نجم الدين كبرى ، فأما الصنف الأول فهم شيوخه في علوم الدين كــ " الحديث ، والتفسير ، و الفقه "و الصنف الثاني هم شيوخه غير المباشرين في التصوف ، أولئك
الذين تعلم نجم الدين من كتبهم ، و أخبارهم ، و الصنف الثالث الأخير شيوخه المباشرين في التصوف " .
و لا بأس من أن نتناول هذا التصنيف الثلاثي بشيء من التفصيل .
أما شيوخه في علوم الدين و هم من الفقهاء، و المحدثين كما أشار إليهم كلٌّ من الإمام الذهبي ، و الإمام السبكي ، و داماد إبراهيم باشا فهم :
أبو محمد المبارك بن الطباخ سمع منه في مكة ، و أبو طاهر السلفي ، و أبو الضياء بدر بن عبد الله الحدادي سمع منهما بالإسكندرية ، و أبو المكارم أحمد بن محمد اللبَّان ، و أبو سعيد خليل بن بدر الرازي ، و أبو عبد الله محمد ابن أبي بكر الكيزاني ، و أبو جعفر ابن محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني ، و مسعود بن مسعود الحمال هؤلاء سمع منهم بأصبهان ، والحافظ أبي العلاء سمع منه بهمذان ، و أبو المعالي الفراوي سمع منه بنيسابور .
و أما شيوخه غير المباشرين في التصوف فمنهم : أبو يزيد البسطامي ، و سهل ابن عبد الله التُّسْتَري ، و أبو القاسم الجنيد ، و أبو بكر الواسطي ، و سمنون المحب ، و أبو النجيب السهروردي ، و غيرهم .
أما شيوخه المباشرين في التصوف فهم أولئك الذين صحبهم ، و تتلمذ على أيديهم يقول الشيخ نجم الدين:( أخذت علم الطريقة عن روزبهان و العشق عن ابن العصر ، و الخلوة عن عمَّار ، و الخرقة عن إسماعيل القصري ) .
و روزبهان الذي أخذ عنه الشيخ نجم الدين علم الطريقة هو أبو محمد روزبهان ابن أبي نصر البقلي ، الفسوي ، الشيرازي الملقب ﺑ "شطَّاح فارس " و يعد روزبهان من أعظم صوفية الإسلام .
و أما ابن العصر الذي أخذ عنه الشيخ نجم الدين العشق ، فهو ابن أبي عصرون أبو سعد عبد الله بن محمد ابن هبة الله الموصلي، الدمشقي و كان فقيهاً محدثاً متصوفاً .
و أما عمَّار بن ياسر ، فهو أقرب شيوخ نجم الدين إلى نفسه ، و أكثرهم تأثيراً فيه ، فقد طالت الصحبة بينهما ، و لم يصحب الشيخ نجم الدين بعده شيخاً آخر .
أما الشيخ إسماعيل القصري ، فهو أول مشايخ نجم الدين في الطريق ، و في الترتيب الزمني لصحبة المشايخ ،و كان قد ألبسه الخرقة الصوفية .
على أيدي هؤلاء الكبار الأفذاذ تخرَّج الشيخ نجم الدين ، و صار مفيداً لأهل زمانه الذين قصدوه لينهلوا من علمه ، و يتبركوا بلقائه .
قال عنه الإمام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " : ( شيخ تلك الناحية ـ خوارزم ـ و كان صاحب حديث ، و سنة ملجأ للغرباء ، عظيم الجاه ) .
تلاميذه : أبرز لقب للشيخ نجم الدين مرَّ معنا هو " صانع الأولياء " بسبب كثرة من تخرَّج على يديه من أهل الولاية ، و الصلاح .
و أبرز مَنْ تتلمذ على الشيخ نجم الدين ، و تخرَّج به :
سيف الدين أبو المعالي سعيد ابن المطهَّر الباخرزي نزيل بخارى ، فقد صحب الشيخ ، و روى عنه الحديث ، و لبس منه الخرقة ، و منهم
مجد الدين شرف بن مؤيِّد ابن أبي الفتح البغدادي ، و منهم نجم الدين عبد الله بن محمد بن شاهاور بن أنو شروان المعروف بنجم الدين داية كان محدثاً حافظاً ، وصوفياً شاعراً ، و قد ترك عدداً كبيراً من المؤلفات أبرزها كتابه الذي وضعه في تفسير القرآن الكريم " بحر الحقائق و المعاني في تفسير السبع المثاني " .
و هو تفسير صوفي على طريقة " لطائف الإشارات " للقشيري ، و له أكثر من مئة رباعية شعرية ﺑ الفارسية ـ بعنوان " التمثل " .
و ممن تتلمذ على الشيخ نجم الدين الشيخ رضي الدين علي بن سعيد الغزنوي اللالا .
و منهم سعد الدين محمد ابن المؤيد ابن عبد الله بن علي الحموي الصوفي الجويني ، و هو تلميذه في الطريقة من بعده ، فقد تلقى التصوف و الخرقة منه ،ارتحل إلى الشرق ،و سكن سفح جبل قاسيون بدمشق ثم رجع إلى خراسان موطنه و ظل فيها حتى وفاته .
استشهاده : لقد اصطدم الشيخ نجم الدين بأعظم موجة في العصور الوسطى الإسلامية و هي " المغول و التتار " و التي انهارت أمامها الحصون و القلاع ، و كانت نهايتها بسقوط بغداد سنة 656ﻫ .
و لنترك ابن العماد يروي لنا قصة استشهاد الشيخ نجم الدين يقول : (استشهد الشيخ ـ رضي الله عنه ـ بخُوارزم في فتنة التتار ، وذلك أنَّ سلطانها قال للشيخ ، و أصحابه ، و كانوا نحو ستين : ارتحلوا إلى بلادكم فإنَّه قد خرجت نار من المشرق تحرق إلى قرب المغرب ، و هي فتنة عظيمة ما وقع في هذه الأمة مثلها .
فقال بعظهم للشيخ نجم الدين : لو دعوت برفعها ! فقال : هذا قضاء محكم لا ينفع فيه الدعاء . فقالوا له :أتخرج معنا ؟ قال : ارحلوا أنتم فإنِّي سأُقتل ها هنا .
و لما دخل الكفار البلد ، نادى الشيخ و أصحابه الباقون " الصلاة جامعة " ، ثم قال : قوموا نتقاتل في سبيل الله ، فدخل بيته ، و لبس خرقة شيخه ، وحمل على العدو ، فرماهم بالحجارة ، و رموه بالنبل و جعل يدور، و يرقص حتى أصابه سهم في صدره فنزعه و رمى به نحو
السماء و فار الدم و هو يقول : إنْ أردت فاقتلني بالوصال أو بالفراق !
ثم مات و دفن في رباطه ـ رحمه الله تعالى ـ و كان ذلك في سنة 618ﻫ
هذه هي واقعة استشهاد الشيخ نجم الدين كما رواها ابن العماد .
لقد أراد الشيخ نجم الدين أن يعلمنا كيف نموت ميتة ً مجيدةً ، أراد أن يضرب للمسلمين مثلاً في عدم الخوف من الموت ، وفي الاقتحام الذي آخره الشهادة ، وما رقصه لحظة استشهاده إلاَّ فرحة روحية بالخروج من أسر الخوف ، بل هو معنى الفناء في الله تعالى على ما أشار إليه مولانا جلال الدين الرومي من بعده حين قال : ( لا يفنى في الله من لم يعرف قوة الرقص ) .
مؤلفاته : ترك لنا الشيخ نجم الدين عدداً من المؤلفات ، وكلها ضمن نطاق التصوف بالرغم من اشتغاله بعلم الحديث النبوي الشريف ، والفقه ، ومن أهم مؤلفاته :
1 " التأويلات النجمية " و هو تفسير للقرآن العظيم و قد اعتمد على هذا التفسير اثنان من المفسرين :
الأول هو تلميذه نجم الدين داية في تفسيره " بحر الحقائق " .
الثاني هو الإمام إسماعيل حقي البرسوي في تفسيره "روح البيان".
2 " فوائح الجمال و فواتح الجلال " و قد قام بدراسته و تحقيقه و العناية به الباحث الدكتور " يوسف زيدان " وقد مهَّد للكتاب بدراسة وافية ، ومستفيضة عن حياة الشيخ نجم الدين جاءت في مئة صفحة قمت بتلخيصها ، و انتقاء الأفكار الرئيسة لها في هذا المقال الذي بين يديك .
3 " الأصول العشرة " و تعرف باسم " بيان أقرب الطرق " .
4 رسالة "السفينة " .
5 رسالة " الخائف الهائم من لومة اللائم " .
6 " طوالع التنوير " .
7 " منازل السائرين " .
8 " سكنات الصالحين " .
9 " الرباعيات " و هي مجموعة أشعار باللغة الفارسية .
طريقة الشيخ نجم الدين و فروعها :
كان لتلامذة الشيخ نجم الدين كبرى الفضل في نشر تعاليم الشيخ ، و طريقته التي عُرِفت بـ " الكبروية " ثم تفرعت بعد مرور الزمن إلى فروع عديدة صار لكل فرع من هذه الفروع شيخ و مريدون .
ومن هذه الفروع : الكبروية الهمدانية ، و الكبروية النورية ، و الكبروية الركنية ، و الكبروية الذهبية الأغتشاشية ، و الكبروية النوربخشية ، و الكبروية العيدروسية ، و الكبروية الفردوسية ، و قد تميزت هذه الفروع بنفس الخصائص التي ظهرت في تصوف شيخها الأول نجم الدين كبرى .
هذا و من أراد الإستزادة فليرجع إلى الدراسة التي أعدها الباحث الدكتور يوسف زيدان خلال خدمته لكتاب " فوائح الجمال و فواتح الجلال " و في هذه الدراسة يحيل الباحث الى المراجع ، و المصادر التي ترجمت الشيخ ،وهي تزيد عن خمسين مرجعاً ما بين مطبوع ومخطوط و عربي و أجنبي ، و كذلك في الترجمة التي أعدَّها له في كتابه " شعراء الصوفية المجهولون " .
هذا ، و بالله التوفيق ، و السداد .
وافق الفراغ من تحريرها في
12 ربيع الأول سنة 1425 ﻫ
بمدينة الباب حرسها الله بعين عنايته | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: « نجم الدين كبرى »" صانع الأولياء " أو ناحت الأولياء الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:45 pm | |
| وقال مولانا الأديب المؤرخ صلاح الدين الصفدي رضي الله عنه في كتابه (الوافي بالوفيات )
نجم الدين الكبري الصوفي رضيالله عنه
"أحمد بن عمر بن محمد الزاهد القدوة الشيخ نجم الدين الكبري بضم الكاف وسكون الباء الموحدة وكسر الراء أبو الجناب الخيوقي بالخاء المعجمة وضم الياء آخر الحروف وبعد الواو قاف، الصوفي شيخ خوارزم. قال أبو العلاء الفرضي: إنما هو نجم الكبراء ثم خفف وغير، وخيوق قرية من خوارزم، طاف البلاد وسمع الحديث واستوطن خوارزم وصار شيخ تلك الناحية ملجأ الغرباء عظيم الجاه لا يخاف في الله لومة لائم، سمع بالإسكندرية وبهمذان من الحافظ أبي العلاء.
وقال ابن نقطة: هو شافعي المذهب إمام في السنة، وقال غيره: إنه فسر القرآن في اثني عشر مجلداً. قال الشيخ شمس الدين: كان شيخنا عماد الدين الحزامي يعظمه ولكن في الآخر رأى له كلاماً فيه شيء من لوازم الإلحاد، وهو إن شاء الله تعالى سالمٌ من ذلك، فإنه محدث عارف بالسنة والتعبد كبير الشأن، ومن مناقبه أنه استشهد في سبيل الله تعالى لما قاتل التتار على باب خوارزم
واجتمع به الإمام فخر الدين الرازي وفقيه آخر وقد تناظرا في معرفة الله تعالى وتوحيده فأطالا الجدال فسألا الشيخ نجم الدين عن علم المعرفة فقال: ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها، فسأله الإمام فخر الدين: كيف الوصول إلى إدراك ذلك؟ قالتترك ما أنت فيه من الرئاسة والحظوظ أو كما قال. فقالهذا ما أقدر عليه، وانصرفوأما رفيقهفإنه تزهد وتجرد وصحب الشيخ ففتح الله عليهوتوفي الشيخ نجم الدين سنة ثماني عشرة وست مائة. " اهـ
(يتبع إن شاء الله تعالى مع نقول أخرى .... )
رضي الله تعالى عن مولانا العارف الرباني نجم الدين الكُـبْرِي وعن خلفائه ومريديه ومحبيه في الطريقة الكبروية، ورفع درجاته ودرجاتهم في الجنان الفردوسية، ونفعني وإيّاكم وجميع المحبيّن به وبهم وبعلومه وعلومهم وأنواره وأنوارهم وبركاته وبركاتهم وأسراره وأسرارهم وإمداده وإمدادهم في الدارين... اللهم آمين وبسرّ أسرار الفاتحة الشريفة وإلى روحه وأرواحهم الزكية رضياللهعنهم وإلى أرواح جميع أهل الله في غامض علم الله رضياللهعنهم وإلى حضرة الروح الأعظم لسيدّنا وحبيبنا وشفيعنا وقرّة أعيننا عليّ فخيم عزيز جناب مولانا رسول الله الأكرم | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: « نجم الدين كبرى »" صانع الأولياء " أو ناحت الأولياء الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:48 pm | |
| وقال مولانا الباحث المؤرخ الصوفي عفيف الدين اليافعي رضي الله عنه في (مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان)
"وفيها [ أي سنة ثمان عشرة وستمائة] توفى الشيخ الكبير السيد الشهير ذو المعارف والأسرار واللطائف والأنوار والمقامات العليات، والأحوال السنيات، والأنفاس الصادقات والكرامات الخارقات والقدر الجليل، والعطاء الجزيل، المحقق، المحدث قدوة المحدثين، وإمام السالكين ناصر السنه نجم الدين البكري، رحل إلى الأقطار وتنقل في الأمصار، ورأى المشائخ الجلة الكرام، وحج بيت الله الحرام راكبًا وماشيًا، وفضله لا يزال يسمو في الأيام فاشيًا. سمع الحديث والأخبار والتفاسير والاثار عمن لا يحصى كثرة،
ولبس خرقة الأصلمن يد الشيخ العارف أبي الحسن إسماعيل القصري، عن محمد بن مانكيل، عن داؤد بن محمد المعروف بخادم الفقراء، عن العباس بن إبن إدريس، عن أبي القاسم بن رمضان، عن أبي يعقوب الطبري، عن عبدالله بن عثمان، عن أبي يعقوب النهرجورفي، عن أبي يعقوب السوسي، عن عبد الواحد بن زيد، عن كميل بن زياد، عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ولبس خرقة التبرك من الشيخ أبي ياسر عمار بن ياسر التدليسي، عن الشيخ أبي النجيب عبد القاهر بن عبدالله السهروردي، عن أبيه، عن عمه عمر بن محمد، عن أبيه محمد بن عمويه، عن أحمد بن سبا، عن ممشاد الدينوري، عن أبي القاسم الجنيد، عن خاله السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن داؤد الطائي، عن الحبيب العجمي ، عن الحسن البصري، عن علي رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
واختلف في تسمية الشيخ نجم الدين الكبري فقال بعضهم هو الكبرى مقصور وقال آخرون هو ممدود مفتوح الموحدة أي هو نجم الكبرى جمع تكسير الكبير قالوا والصحيح هو الأول ووجه صحته على ما ذكروا أنه كان أيام صباه شديد الذكاء فطنًا لم يلق مؤدبه إلى أقرانه في المكتب شيئًا من المشكلات إلا سبقهم بثاقب ذهنه، فلقبوه الطامة الكبرى، ثم غلب عليه ذلك اللقب، فحذفوا الطامة ولقبوه بالكبرى وهو وجه صحيح نقله جماعة من أصحابه ممن يوثق بهم،
واستشهد رضي الله تعالى عنه بظاهر خوارزم في الوقعة العامة، والفتنة التتارية في السنة المذكورة، قال الراوي الشيخ الجليل كمال الدين العارف بالله السالك الحفيل المعروف بالسفناقي بالسين المهملة والفاء والنون، وقبل ياء النسبة قاف من أصحاب الشيخ نجم الدين المذكور قال: لما وصل التتار إلى خوارزم سنة سبع عشرة وست مائة، وحصروها جمع الشيخ أصحابه وهم أكثر من ستين، وقد هرب السلطان محمد وهم يظنون أنه بها، ودخلوا البلد، وكان في أصحاب الشيخ المذكور الشيخ سعد الدين الحموي، والشيخ علي لالا، وابن أخيه علي بن محمد مع جماعة من العارفين ، فطلبهم الشيخ، وقال لهم: قوموا وارتحلوا وارجعوا إلى بلادكم، فإنه خرجت نار من المشرق وتحرق إلى قريب المغرب، وهي فتنة عظيمة ما وقع في هذه الأمة مثلها فقال بعضهم: لو دعوت الله أن يرفع هذه الفتنة عن بلاد المسلمين، فقال: هذا قضاء من الله تعالى حكم لا يرده ولا ينفع فيه الدعاء فقالوا: يا مولانا معنا دواب تركب معنا وتخرج الساعة، فقال أني: أقتل هاهنا ولم يأذن الله لي أن أخرج منها فاستعدوا لخروجكم إلى خراسان، فخرجوا، ولما دخل الكفار إلى البلد نادى الشيخ في أصحابه الذين لم يأمرهم بالخروج للصلاة جامعة، ثم قال: قوموا على اسم الله تقاتل في سبيل الله، ودخل البيت، ولبس خرقة شيخه، وشد وسطه وكانت فرجية وجعل الحجارة في جانبيها، وأخذ العنزة، وخرج، ولما واجههم أخذ يرميهم بالحجارة حتى فرغ جميع ما معه، ورموه بالنبل، فجرحوه، وأخذ يدور ويرقص، فجاءه سهم في صدره، فنزعه ورمى به نحو السماء، وفاز الدم من صدره، فأخذ ينشد شعرًا بالعجمي من جملة معناه إن أردت فاقتلني بالوصال، أو بالفراق فأنا فارغ عنهما محبتك تكفيني، وما أنا حل إن قلت أغثني، ثم توفي ودفن في رباطة رحمة الله تعالى، ومما رثاه المؤيد بن يوسف الصلاحي، فقال في أثناء مرثيته:
زال جهد في مرضاة خالقه = وما أعد له الرحمن ما كسبا من ذا رأى بحر علم في بحار دم = يجري إذا ما طفت أنواره سببا يهوى النجوم الدراري من يكون لها = يومًا نسيبًا تداتيه إذا انتسبا يا يوم وقعة خوارزم التي اتصفت = فجعتنا وفقدنا الدين والحسبا أبح يا أله الخلق نيل رضى = لا يدرك الكنه منه حاسب حسبا | |
|