الحمد لله رب العالمين الذي أطلع في قلوب أحبابه بالمعارف الإلهية وأسبغ عليهم نعمه لظاهرة والخفية , والصلاة والسلام على سيدنا محمد المخصوص بأعظم شرف وأكرم عطية وعلى آله وأصحابه أصحاب النجدة والحمية وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد : فهذه نبذة عن سيرة القطب الرباني والغوث الجليل الصمداني العارف بالله الحسيب النسيب السيد الشريف فرع الشجرة النبوية وطراز العصابة الهاشمية بحر الأسرار الراوي أبو الفتوح الشيخ سعد الدين الجباوي ( نسبة إلى قرية جبا التابعة إلى محافظة القنيطرة ) الشيباني ( نسبة إلى جده السابع مؤيد الدين الشيباني ) الجناني ( نسبة إلى جده الخامس مولاي علي الشريف الجناني ) الحسني (نسبة إلى جده لأبيه الإمام الحسن السبط رضي الله عنه ) الحسيني (نسبة إلى جده لإمه الإمام الحسين السبط رضي الله عنه )
- نسبه الشريف :
و الإمام الكبير والصوفي الشهيرمربي المريدين ومرشد السالكين العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الإدريسي الحسني الحسيني قدس الله سره العزيز.فهو عريق الأصلين كريم النسبين فهو : سعد الدين بن العارف بالله العلامة الشيخ يونس الشيباني الشيبي الكبير المكي بن السيد عبد الله الشيباني الحسني (المهاجر من طرابلس الغرب إلى مكة المشرفة) بن سيدي يونس الشيباني (دفين جبل غريان في طرابلس الغرب) بن مولاي علي الشريف الجناني (نزيل أم جنان نواحي الأربعة في طرابلس الغرب )بن مولاي البحر الرائق كنز العلوم والحقائق صاحب الإمداد والعرفان السيد مؤيد الدين شيبان (صاحب الرواق في جامع الزيتونة بتونس) بن مولاي سعد الله الشهير بشيبان (دفين الزاوية الشيبانية الكائنة في قابس بتونس) بن مولاي عبد الرحمن الأكبر بن مولاي علي المحجوب (دفين مكناس بالمغرب) بن مولاي عبد الله دفين مراكش بالمغرب بن مولاي عمر الإدريسي (دفين فاس بالمغرب) بن مولاي صاحب الحظ الأوفر مولاي ادريس الأنور (دفين فاس بالمغرب) بن مولاي ادريس الأكبر الذي شرفه الله بفتح المغرب بن الإمام عبد الله المحض الشهير بالكامل الحسني بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة عليه السلام بن الإمام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه زوج السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.هذا نسب سيدنا سعد الدين الجباوي من جهة أبيه وأما من جهة أمه فهو بن السيدة العابدة الزاهدة أم الخير ولية الله عائشة بنت السيد أيوب بن السيد عبد المحسن بن السيد يحيى والذي يساق نسبها الشريف إلى الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء عليه السلام بن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام زوج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- فيما ورد عن مولده ونشأته وبعضاً من صفاته وذريته رضي الله عنه :
ولد سيدنا سعد الدين في مكة المكرمة عام (460 هجرية) كماقيل في تاريخ ولادته :(بدأ الهناء بسعد سعد الدين ) وتوفي قدس الله سره عام
(575 هجرية) كما قيل في تاريخ وفاته: (كمل نور سعد الدين) .
كان سيدنا سعد الدين فيما بلغنا عنه : لطيف الذات جميل الصفات أبيض اللون معتدل القامة واسع العينين جهوري الصوت يستحي الناظر أن ينظر إليه لمهابته وجلالة قدره .وروي أنه كان ذكياً موهوباً جميل الخلْق والخلُق نديّ الصوت مولعاً بالفروسية وركوب الخيل والرماية والكرّ والفرّ , فقد انكب على حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره فأتمه وكان يرتله في الحرم المكي بصوت جيل نديّ , وأتم تحصيله للعلوم الدينية في سنّ صغيرة فقد درس الحديث والتفسير والتوحيد والتصوف والفقه على المذهب الشافعي رضي الله عنه وكان ملازماً لوالده الشيخ يونس الشيباني الحسني في مجالسه ومارآه أحد من هذه الأمة إلا وتوسم فيه الرفعة والسيادة والنجابة والوراثة المحمدية , وكان له عدة سياحات طويلة في بقاع الأرض كان أولها باليمن ثم مصر وبلاد المغرب وبلاد الشام وبيت المقدس والعراق مما زاد في تحصيله العلمي والمعرفي وزار الكثير من العلماء والأولياء والصالحين , وقيل أنه كان يدون رحلاته قام بجمعها ولده الشيخ محمد شمس الدين ورتبها في كتابين الأول : خصصه لرحلاته والثاني : لمروياته .
وفي هذه الفترة من عمر الشيخ المبكرة كانت البلاد الإسلامية يعمها الفوضى والبلابل والفتن وابتليت بالحملات الصليبية التي كانت تغزو بلاد الشام تباعاً فخرج الشيخ إلى بلاد الشام ونزل أرض الجولان تجاه جبل الشيخ فكر عليه جماعة من قطاع الطرق لسلب أمتعتهم وأخذ مالديهم فكر عليهم الشيخ فاستوثق زعيمهم وطلبوا منه أن يطلق سراحه وأن يتزعمهم وقد توسم فيهم الخير والشجاعة وقرر أن يبقى معهم رغبة منه في استتابتهم وإصلاحهم فعمل على مداواة نفوسهم وتوجيههم بحكمة وبُعْد نظر فدعاهم للتحلي بأخلاق الرجال والفرسان وصور لهم معنى الرجولة والشجاعة وأثار فيهم نوازع الرجولة والشجاعة والإقدام وشاع بين الناس أن الشيخ تزعم جماعة من قطاع الطرق وأنه اشتغل بلهوه وبطالته ووصل الخبر إلى والده الشيخ يونس بمكة فاغتم لذلك وعظم عنده الأمر فدخل المسجد الحرام وبذل مجهوده في الدعاء في أن يهدي الله ولده أوياخذه لديه فما أتم دعائه حتى جاء الغوث من الله وبينما الشيخ وجنده ماهم عليه إذ بنفر من ثلاثة أشخاص على خيول بيض بثياب بيض فأقبلوا عليهم فصوّب عليهم الشيخ خشية منهم فنظر إليه أوسطهم وناداه مخاطباً بقوله تعالى ( ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) فقال له : بلى يارسول الله آن , فأخذه البكاء وسقط مغشياً عليه من شدة البكاء وكذلك جماعته صعقوا وقد أغمي عليهم من شدة الموقف فلما أفاق مسح الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على صدره وأمره بالاستغفار وخلع عليه ردائه الشريف وألبسه الخرقة المباركة ثم تقدم إليه أحد الفرسان وهو سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه وقد أخرج من جيبه تمرات ثلاث وناولهن لحضرة الصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتفل عليهن ونفث بأنفاسه المباركة وناولها للشيخ سعد الدين وقال له صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( خذها لك ولذريتك من بعدك إلى يوم القيامة فتناولها الشيخ وقبّلها وقبلها وعظمها فأشرقت شمس القبول وصار ببركة الصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من كبار العارفين بالله ونال مانال من الأسرار الربانية فانجذب إلى مولاه وأفاض أنوار باطنه على ظاهره وجرت عليه صور المجاهدة من غيرمكابدة وعناء بل بلذاذة وهناء حتى امتلأ حب الله في قلبه وقد روي أنه يكون جالساً فيبتسم ثم يغلب عليه الجلال فيبكي فيقول الله فيخرج من فيه نور يشاهده الكثير من جلسائه . وقد ذكر الإمام المحدث السخاوي ان الشيخ سعد الدين كان صاحب الوقت مبتدى وصاحب الأنفاس منتهى وصاحب الأحوال بينهما قال القشيري:
( النفس ترويح القلوب بلطائف الغيوب وصاحب الأنفاس أرق وصفاً من صاحب الأحوال فالأوقات لأصحاب القلوب والأحوال لأرباب الأرواح والأنفاس لأهل السرائر ) وقال أبو علي الدقاق : ( السر محل المشاهدة كما أن الأرواح محل المحبة والقلوب مجال المعرف والسر ألطف من الروح والروح أشرف من القلب ويطلق لفظ السر على مايكون مصون مكنون بين العبد والحق سبحانه وتعالى في الأحوال . )
وهكذا صارت روحه رضي الله عنه تترنم بألحان العرفان على عيدان أغصان الإنسان فطار من مستوى النفس إلى أوج العقل ليأخذه تحت جناح
طربه إلى مدينة كان الله ولا شيء معه فالتقيا فارتقيا فوردا فشهدا فجمعا فوسعا فأعادا غرائباً من حضرة ( وعلمتم مالم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ) .
واعلم ان مقام الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عزيز لايناله أيّ أحد كما وقع لسيدنا سعد الدين رضي الله عنه وقد أثبت العلماء الأعلام والمحدثين الثقات جواز رؤيته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم روحاً وجسداً كما ذكر الإمام السيوطي ( وأن النبي عليه الصلاة والسلام حي بجسده وروحه وأنه يتصرف ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو في هيئته الشريفة التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل منه شيء وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم فإذا أراد الله أن يرفع الحجاب عمن أراد إكرامه برؤيته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم رآه على هيئته التي هو عليها لا مانع من ذلك ولا داعي للتخصيص برؤيته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وقال الإمام الشعراني: ( فسلّم ياأخي للفقراء ما يدعونه من مثل ذلك ولا تنكر عليهم وقد أجمعوا على كل من أنكر شيئاً من مقاماتهم حرم الوصول إليه فافهم ذلك . )
وبعد هذه الكرامة التي أكرم الله بها الشيخ سعد الدين رضي الله عنه عاد إلى مكة المكرمة فتلقاه والده وهنأه بما تفضل الله عليه وأذن له بالدخول في سلك القوم ولقنه الذكر وألبسه الخرقة المحمدية ثم أمره بالتوجه إلى الشام حيث فتوحه فيها فأنشأ رباطه ومسجده في جَبَا الشام وصار جنده الذين خرج من أجلهم من العارفين والمجاهدين وصارت جبا الشام محط الرجال ومنارة للعلم والمعرفة ومنهلاً للعارفين وعمّت بركات الشيخ الآفاق وذاع صيته في الأمصار .
- سند الشيخ في الخرقة رضي الله عنه :
وأما سنده في الطريقة : فللشيخ رضي الله عنه سندان في الطريق أحدهما وهبي والآخر كسبي ،فأما الوهبي :فهو ما اشتهر بين العام والخاص من القصة الشهيرة التي أكرمه الله بها بلقاء سيد الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقنه الذكر وألبسه ردائه الشريف فانجذب إلى مولاه وصار ببركة المصطفى صلى الله عليه وسلم من العارفين فقد فتح الله عليه فتوح العارفين فأصبح من أكابر الواصلين أضائت أوقاته بالوصل وأشرقت أوقاته بالوصل وأشرقت أنواره في سماء الفضل والأمر فوق مايقال على يد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وصحابته السادة المتقين رضي الله عنهم .فهذه الطريقة الوهبية المأخوذة عن خير البرية صلى الله عليه وسلم .وأما سنده الكسبي : فقد أخذ الطريقة ولبس الخرقة عن والده ومرشده البحر المحيط العلامة الشيخ يونس الشيباني المكي الحسني وهو أخذ الطريقة عن الشيخ أبو بكر النساج عن أبي القاسم الجرجاني عن أبي عثمان المغربي عن أبي علي الكاتب عن الشيخ علي الروذبادي عن شيخ الطائفة الجنيد البغدادي عن خاله السري السقطي عن معروف الكرخي عن الإمام علي الرضى عن الإمام موسى الكاظم عن والده الإمام جعفر الصادق والده الإمام عن محمد الباقر عن والده الإمام علي زين العابدين والده الإمام عن والده الإمام الحسين السبط عن والده الإمام علي عن ابن عمه سيد الأنبياء والرسل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
-مؤلفات الشيخ رضي الله عنه :
للشيخ مؤلفات عديدة لم تزل مخطوطة ومحفوظة في المكتبات العامة والخاصة في البلدان العربية والأجنبية ومنها :
1. كتاب الفتوح : يقع في مجلدين من القطع الكبير .
2. كتاب الهواتف ( مجلد )
3. كتاب الأخبار .
4. كتاب الوقائع ( مجلد )
1. الورد الكبير والأوسط والصغير والورد الفضي
2. حزب الفتوحات – حزب الصفا – حزب الأنوار والتحصين –الورد المسبع والمثلث- مجموعة أوراد الليالي والأيام – صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .وغيرها من الأوراد والأدعية المباركة ورقع وأسرار خاصة لأهل الطريقة العلية
3. مجموعة قصائد ومنظومات في التوحيد ومدح الرسول الأعظم والحقيقة المحمدية .
كرامات الشيخ سعد الدين رضي الله عنه :الكرامة جائزة عقلاً ونقلاً فالكرامة أمر خارق غير مقترن بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها تظهر الكرامة على يد عبد صالح ملتزم بمتابعة نبي كلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح والولي ليس بمعصوم لأن العصمة للأنبياء بل هو محفوظ وكرامات الأولياء لاتدخل تحت حصر .فالكرامة علامة على صدق الولي والكرامة حسية ومعنوية فالمعنوية هي حفظ الآداب الشرعية ومكارم الأخلاق وطهارة القلب ومراعاة حقوق الله وهي الأسمى عند الساة الصوفية وأما الحسية فهي المتمثلة في الأمور المادية كالفراسة والكشف والإلهام وإجابة الدعاء وغيرها .كما أن الكرامة تظهر في حياته وكذلك تظهر بعد وفاته دليلاً على صدقه واستمرار مدده والشيخ سعد الدين تتحقق فيه الكرامة المعنويةوالحسية فهو الشيخ العارف بربه والمرشد الكامل والإمام المجاهد , ولنذكر نبذة من من كراماته رضي الله عنه :
1. يروى أن الشيخ ذهب مرةً لزيارة قطب الأولياء الباز الأشهب الشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني فرحب به وأتحفه وقربه ثم قال له يا سعد الدين من أحبنا جلب لنا الحطب فقال له الشيخ عليّ بالأسباب لجلب الحطب فأحضر له آلة القطع والحزم والدواب اللزمة لذلك فسار الشيخ سعد الدين لجلب ما طلب منه على عجل وبعد أن قطع الحطب وأراد أن يحملهم على الدواب فلم يجدهم وكان الشيخ عبد القادر رضي الله عنه طلب من بعض مريديه أن يخبئوا الدواب امتحاناً للشيخ فلما علم الشيخ سعد الدين بذلك صرخ على السباع والحيات فلما حضروا إليه عقد الحيات كالحبال وحزم الحطب وحمله على السباع ودخل بهم دار السلام فهرب الناس فزعين من هيبة المنظر حتى وصل الشيخ إلى الشيخ عبد القادر وأوصل الحطب إلى أماكنها فقال له الشيخ عبد القادر : ( يا سعد الدين بك سعد الدين وأنت بركة المسلمين ولا ريب أن الولاية خرجت من معدنها ففرق عسكرك من السباع والحيات إلى بواطنها . ) .
2. قال صاحب عرائس المعاني رحمه الله : روي عن الشيخ الكبير علي الأكحل بن الشيخ سعد الدين أنه قال : لقد منح الله والدي بكرامات لاتعد ولاتحصى وأطاع الله له جنداً كثيراً من الجن كانوا يقومون على طاعته ويتبركون به .
وروي أن الخليفة الناصر لدين الله العباسي كان له ولد مغرم به فحصل له عارض أرضي فسأل عمن يلاطفه فلم يظفر بأحد فقيل له بأرض الشام رجل يقال له الشيخ سعد الدين له مدد مديد في ذلك فتجهز السلطان بولده وأتى مقيداً إلى الشيخ فلما وصل إلى الشام سأل بعض الناس عن الشيخ فقيل له بأن الشيخ قد انتقل إلى رحمة الله تعالى منذ أيام فتأسف السلطان واستشار بعض أتباعه في الرجوع إلى بلده فقيل له إن بركة الشيوخ عامة وبهم يغاث أصحاب المحن والدعاء وطلبوا منه أن يدخل ولده إلى الضريح لعل بركته تحل عليه فأدخل الخليفة ولده إلى الضريح وأغلق الباب عليه ثم قص الغلام لوالده ما رأى من كرامة الشيخ بعد أن عافاه الله تعالى ثم جهز مالاً جزيلاً بقصد العمارة على الضريح فرأى الشيخ في منامه قائلاً له : لا تبنٍِِ شيئاً ولا تهدم بنائي وتصدق بمالك على الفقراء فتصدق به الخليفة .
3. ومن كراماته أنه إذا أخذ العهد على يديه أحد المريدين والتائبين ينقطع عن الذنوب الكبائر وإذا أراد أن يفعل ذنباً يجد الشيخ أمامه كما هو فيمتنع عن الذنب .
4. ومن كراماته : أن رجلاً حصل له مرض مزمن وقد عجزت عنه الأطباء فقال لأهله خذوني إلى الشيخ فيطلب من الشيخ أن يسأل الله له الشفاء فقال له اصبر إلى وقت المناجاة في السحر فقال له المريض لا بل ادع لي الساعة فرفع رأسه إلى السماء وكأن السماء قدفتحت لدعائه فعوفي لوقته .
5. ومن كراماته : أنه كان في البادية فوجد راعياً على بئر يسقي غنمه فاستعار الشيخ الدلو فأدلى به فوقع في البئر فنظر الراعي إلى الشيخ وقال له : لا خير في المشايخ ولا الفقراء فتبسم الشيخ وقال للراعي : أصلح الله الراعي أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) وهمّ الشيخ بإخراج الدلو فإذا بالماء يرتفع إلى فم البئر فأخذ الدلو والحبل ودفعه الى صاحبه فلما رأى الراعي ذلك المشهد ترامى على الشيخ فأجابه الشيخ : هون عليك ياأخي والله هذا ليس مني وإنما من الله غيرةً على عباده .
6. ومن كراماته : أنه في بعض أسفاره نزل مع أتباعه في مكان يصب فيه ما ساخن فاغتسل الشيخ وأتباعه ثم جلسوا ليتناولوا الطعام فإذا برجل دخل بينهم وتعدى عليهم وبيده سكين فقام نقيب الشيخ وضربه على يده فكسرت ذراعه فقال له الشيخ : قم فاجبر ما كسرت فقام إليه ومسح عليها وبرئت بإذن الله تعالى .
7. ومن كراماته : أن امرأة فقدت ولدها وكان أسيراً فطلبت من الشيخ أن يحضر ولدها فأحضره لها في وقت العشاء وأخبر الولد أمه بما رأى من كرامة الشيخ رضي الله عنه .
8. ومن كراماته : أنه أراد زيارة بيت المقدس وفي الطريق نزل بطرف بلد العرب العصاة وضربوا له خيمة وإذا ببعض جماعته من أهل تلك البلدة أتوه بابنتهم السطيحة ووضعوها أمام الشيخ فقامت تقوم بإذن الله تعالى وهي تقول : لا إله إلا الله كما كان الشيخ يقول رضي الله عنه .
9. ومن كراماته : أن رجلاً من الجند نزل لزيارة ضريح الشيخ ومعه أمتعته وبينما هو نائم سمع صرخة عظيمة فاستيقظ فإذا بلص جمع أمتعته وأراد الخروج فوقع ملقى كالخشبة وصرخ وعندما أفاق تاب إلى الله ولازم العبادة هو والجندي إلى أن لقيا الله تعالى .
10. ومن كراماته أن أهل طريقته يبرؤن من الجنون بإذن الله تعالى وببركته يقول الإمام العلامة الحافظ شمس الدين السخاوي : ( والشيخ سعد الدين من أنفاسه يشفى العاني إذا أصاب نفوساً أي فساداً في العقل ونسله باق بكثرة وفيهم رحمة ومن رحمة الله بهم من كان مخبلاً في عقله يشفى ببركتهم وبركة أسلافهم إخوان خير مالديهم خلل في عقائدهم فهم أهل كتاب وسنة . )
ومن ذرية الشيخ سعد الدين : القطب العارف بالله الشيخ حسن الجباوي الجناني نزيل دمشق وهو صاحب الزاوية السعدية العامرة في الميدان ( ولد
سنة 801 هجرية توفي سنة 914 هجرية ) ودفن في مقبرة باب الله بدمشق .
وهذا بعض ما جاء في ذريته المباركة الذين تفرقوا في كثير من البلدان وكلهم على حال حسن وسيرة مرضية بارك الله فيهم .
أخوة الشيخ سعد الدين رضي الله عنه :
إن والد الشيخ سعد الدين هو الشيخ العارف بالله يونس الشيباني الشيبي الجناني الحسني المكي مولده في مكة المكرمة سنة 430 هجرية وانتقاله في مكة المكرمة سنة 541 هجرية وقد أعقب ذرية مباركة وهم :
1-الشيخ العارف بالله محمد أبو هلال ولد في مكة سنة 455 هجرية وتوفي في القاسمية في دمشق سنة 544 هجرية وقبره بها يزار وهو جد آل التغلبي الشيباني ي بدمشق وجد آل الرجيحي الشيباني
2-القطب العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني
( مولده بمكة سنة 460 هجرية وانتقاله في قرية جبا التابعة لمحافظة القنيطرة.
3- الشيخ مؤيد الدين شيبان دفين الجولان .
4-الشيخ عبد الله يونس وهو جد آل الشرابي السعدي في مدينة حماه ومدينة الخليل بفلسطين توفي ودفن في مسجد بالبحصة بدمشق .
5- الشيخ عبد الله مزيد في دمشق الشام .
6- الشيخ محمد سعيد .
بعض المنظومات التي تنسب إليه :
قـف علـى بـاب كريـمٍ كلمـا طرق الطارق بالخير فتـح
وإذا أذنبـت ذنبـاً فـاحشــاً ستر الذنب وإن تبت سمح
نحـن لا نعشـق إلا عـاشـقاً غلب الوجد عليه فشـطح
وإذا حــادٍ تغنـى باسـمـنا قوي الوجد عليه فافتضـح
هـذه نسمـة ذيّـاك الـحمـى عـبقـت والعـرف منـها قـد نـضـح
وبـروق الغـرب لمـا لمعـت ظـهـر المـحبـوب مـنـا واتـضـح
وكـؤوس الـحب قد أبدت لنـا عـيـنُ رقَـت مـن مـعـان ومـلـح
يا بعيـد الـدار كـم هذا الجفا وزنـا د الشـو ق فـي قـلبـي قـدح
إن تكـن منا فكـن مـمتثـلاً وافـهـم المـعنى وخـذ صـافـي القـدح
إنـمـا العـلم كـلحـم ودم مـا حـواه جــد ُّ إلا اصـطـلـح
- ذرية الشيخ سعد الدين الجباوي الإدريسي الحسني رضي الله عنه :توفي الشيخ عام خمس وسبعين وخمسمائة ودفن في قرية جبا التابعة إلى محافظة القنيطرة ومرقده هناك ظاهر يزار ويتبرك به على الدوام وقد أعقب ذرية كثيرة في القرية المذكورة وفي دمشق وحوران ومصر وفي قرية الذيب بديار عكا والقدس والخليل وصفد ونابلس وغيرها من بلاد الشام وبلاد تركيا وقد تفرقوا في كثير من البلاد وكلهم على حال حسن وسيرة مرضية بارك الله فيهم . وقد أعقب الشيخ سعد الدين رضي الله عنه تسعة ذكور وأربع إناث فأكبرهم :
1. العارف بالله تعالى الشيخ محمد شمس الدين وقد هاجر إلى الأناضول وهو أول من أدخل الخرقة السعدية إلى الأناضول وظهر بها واشتهر بها وأرشد السالكين وانتفعت به أمة ثم عاد إلى دمشق وجبا حيث توفي فيها .
2. ومنهم العارف بالله الشيخ يونس الأصغر دفين مصر في باب النصر وله بها ذرية كثيرة وشهرة عظيمة وقبره ظاهر في الزاوية المسماة باسمه يزار ويتبرك به على الدوام . ومن ذريته الشيخ حسين دفين مصر في الغريب وقبره الشريف يزار ويتبرك به ومنهم السيد برهان الدين عثمان دفين مصر ومنهم القطب الشهير السيد أحمد نور الدين دفين مصر ومنهم السيد قاسم الشهير دفين مصر ومنهم أبو الفرج السعدي دفين مصر والسيدة أم الفضل مريم الزهراء وسعدية فهؤلاء السادة ستة ذكور وابنتان هم أبناء السيد يونس الأصغر .
3. ومن أبناء الشيخ سعد الدين : القطب الأجل الأكمل الأستاذ الشيخ علي الأكحل دفين قرية جبا خارج قبة والده , وصفته : أنه كان أسمر اللون طويل القامة عريض المنكبين أكحل العينين كان إذاغضب يظهر الزبد على أشداقه وكان في حاجبه شجة
4. ومن أولاد الشيخ سعد الدين رضي الله عنه : العارف بالله الشيخ ابراهيم أبو الوفا
دفين رواق والده والعارف بالله الشيخ فخر الدين أحمد والعارف بالله الشيخ برهان الدين عثمان الأكبر والعارف بالله الشيخ اسماعيل والعارف بالله الشيخ عبد الله الجنيد والعارف بالله الشيخ جلال الدين أحمد المستعجل والسيدة الولية التقية عائشة وأم المكارم فاطمة والسيدة أم الفضل علما والسيدة أم الخير رابعة فهم تسعة ذكور وأربع إناث وإن والدتهم هي السيدة العابدة الزاهدة ولية الله الشريفة فاطمة بنت السيد أخمد بن السيد حسن بن السيد عثمان والذي ينتهي نسبها إلى الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ومن ذرية الشيخ سعد الدين : صاحب الأسرار السبحانية وفائض الأنوار الرحمانية القطب العارف بالله الشيخ المجاهد المعمر ابراهيم الأنور بن الشيخ علي الأكحل دفين رواقه الشهير في قرية الذيب بديار عكا سنة ( 651 هجرية ) وهو أول من هاجر من قرية جبا إلى ديار عكا وله فيها زاوية ورواق شهير وله ذرية مباركة , ومن ذريته الشيخ العارف بالله حسن الجباوي السعدي الشاغوري نزيل الزاوية في مسجد الدّبان والمدفون فيها سنة ( 988 هجرية ) في باب الصغير بدمشق الشام وهو ابن الشيخ محمد الكبير بن الشيخ محمد سعيد بن الشيخ سعد الدين بن الشيخ أبو بكر تقي الدين بن الشيخ ابراهيم الأنور بن الشيخ علي الاكحل بن الشيخ سعد الدين رضي الله عنهم أجمعين