ماهيـة الحـروف
في اللغة
" حَرْفٌ :
1 . الحرف من كل شيء : طرفه وجانبه .
2. رمز مخطوط أو مطبوع يقوم مقام صوت أو كلمة أو عبارة أو معنى .
3. كل واحد من حروف الهجاء التي تتكون منها الكلمة في اللغة وتسمى في العربية بحروف المباني ".
في الاصطلاح الصوفي
سهل بن عبد الله التستري
يقول : " الحروف : لسان فعل لا لسان ذات ، لأنها في فعل مفعول ".
الحسين بن منصور الحلاج
يقول : " الحروف : هي آياته ووجوه إثباته ".
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الحرف ... ما يخاطبك به الحق من العبارات ".
ويقول : " الحروف : سر من أسرار الله تعالى ، والعلم بها من أشرف العلوم المخزونة عند الله ، وهو من العلم المكنون المخصوص به أهل القلوب الطاهرة من الأنبياء
والأولياء ".
ويقول : " الحروف : هي خزائن الله المخفية ، فمن شاهدها تصرف في العلوية والسفلية ".
ويقول : " الألفاظ والحروف : هي صور الأسماء والصفات ".
عبد الحق بن سبعين
يقول : " الحروف : هي خزانة الله ، وفيها أسراره وأسمائه وعلمه وأمره وصفاته وقدرته ومراده ، فإذا اطلعت على شيء منها فأنت من خزنة الله ، فلا تخبر أحداً بما فيها من المستودعات ، فمن هتك الأستار عذب بالنار ".
صدر الدين القونوي
يقول : " الحرف : هو عين العين الثابتة ، من حيث انفرادها ، حتى عن أحكامها
يقول : " الحروف : هي الحقائق البسيطة من الأعيان
ومن ( الموجودات الحجابية ، كالعقل والنفس ) ".
ويقول : " الألفاظ والحروف : هي كلام القديم المنزل إلى السماء الدنيا التي عبر بها الشرع عن : عالم المثال ، وتلك الحروف والألفاظ جميع الصور التي فيها تتقدر بحسب الأزمنة ، والتي هي مقادير حركات أجرامها ، وتتعلق بأسبابها بعد كونها مخزونة في عالم الجبروت ".
عبد الكريم الجيلي
يقول : " الحرف : هو الاسم والصفة الإلهية ".
ويقول : " الحروف : هي مرائي يظهر فيها معنى السر الإلهي ، لكن له في كل طور حكم مخصوص ومشهد منصوص ، وأثر منفرد بنسبة محققه على أسلوب عجيب ونمط
غريب ".
ويقول : " الحرف : هو وطاء ، أي : محل ظهور الأسرار الإلهية ".
ويقول : " الحرف : يعني الإنسان ".
ويقول : " الحرف : هو كائن في رتبته الإحاطية ، بائن عن حكم القيد ، لإحاطته لكونه يفعل بحقيقته في الغيب . فهو غير محصور على ما يشهده من صورته ".
الدكتور محمد مصطفى حلمي
يقول : " الحروف كلها إنما هي عند ابن عربي : دلالات رمزية على حقائق
وجودية ".
الدكتور عبد الحميد صالح حمدان
يقول : " الحروف : هي خزائن أسرار الله ، والأعداد هي أسرار الله ".
ويقول : " الحروف [عند أرباب الحقائق ] : علم من العوالم البرزخية ، وبها يعبر عما في الظاهر فتوصله إلى الباطن . ولما كانت الحروف من البرازخ كان لها نسبة في كل
عالم "( ).
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " الحروف : هي سر الله في خلقه ".
إضافات وإيضاحات
[ مبحث صوفي ] : في تفسير الألفاظ التي وردت في علم الحروف
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" في بيان تفسير الألفاظ التي ذكرت في الحروف من بسائط ، ومراتب ، وتقديس وأفراد ، وتركيب ، وأنس ، ووحشة ، وغير ذلك .
اعلم أولا : أن هذه الحروف لما كانت مثل العالم المكلف الإنساني المشاركة له في الخطاب لا في التكلف دون غيره من العالم لقبولها جميع الحقائق كالإنسان وسائر العالم ليس كذلك ... وإياك أن تتوهم تكرار هذه الحروف في المقامات أنها شيء واحد له وجوه ، إنما هي مثل الأشخاص الإنسانية ، فليس زيد بن علي هو عين أخيه زيد بن علي الثاني وإن كانا قد اشتركا في البنوّة والإنسانية ووالدهما واحد ، ولكن بالضرورة نعلم أن الأخ الواحد ليس عين الأخ الثاني ، فكما يفرق البصر بينهما والعلم ، كذلك يفرّق العلم بينهما في الحروف عند أهل الكشف من جهة الكشف وعند النازلين عن هذه الدرجة من جهة المقام التي هي بدل عن حروفه ...
أما قولنا الذي ذكرناه بعد كل حرف ، فأريد أن أبينه لكم حتى تعرفوا منه ما لا ينفركم عما لا تعلمون ، فأقل درجات الطريق التسليم فيما لا تعلمه وأعلاه القطع بصدقه وما عدا هذين المقامين فحرمان كما أن المتصف بهذين المقامين سعيد ، قال أبو يزيد البسطامي لأبي موسى : يا أبا موسى ، إذا لقيت مؤمنا بكلام أهل هذه الطريقة قل له يدعو لك فإنه مجاب الدعوة .
وقال رويم : من قعد مع الصوفية وخالفهم في شيء مما يتحققون به نزع الله نور الأيمان من قلبه ...