جمع الجمع
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي
جمع الجمع : هي درجة الوحدة المحضة التي يفنى فيها من كان باقياً في الجمع ، ويبقى من كان فانياً .
الجمال
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : الجمال : راجع إلى وصفين : العلم واللطف ...
الجمال الظاهر للخلق : إنما هو جمال الجلال
الجمال الإلهي
قول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الجمال الإلهي له معان : وهي الأسماء ، والصفات ، والأوصاف الإلهية . وله صورة : وهي تجليات تلك المعاني فيما يقع عليه من المحسوس أو المعقول .
فالمحسوس ، كما في قوله : رأيت ربي
والمعقول ، كقوله : أنا عند ظن عبدي بي
جمال الله
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : جمال الله تعالى : هو عبارة عن أوصافه العليا وأسمائه الحسنى هذا على
العموم ، وأما على الخصوص : فصفة الرحمة وصفة العلم وصفة اللطف والنعم وصفة الجود والرزاقية والخلاقية وصفة النفع وأمثال ذلك كلها صفات جمال . وثم صفات مشتركة لها وجه إلى الجمال ووجه إلى الجلال ، كاسمه الرب ، فإنه باعتبار التربية والإنشاء اسم جمال ، وباعتبار الربوبية والقدرة اسم جلال ، ومثله اسم الله واسمه الرحمن ، بخلاف اسمه الرحيم : فإنه اسم جمال ، وقس على ذلك .
: في أنواع الجمال الإلهي
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الجمال الإلهي نوعان :
النوع الأول معنوي : وهو معاني الأسماء الحسنى والأوصاف العلا ، وهذا النوع مختص بشهود الحق إياه .
والنوع الثاني : صوري ، وهو هذا العالم المطلق المعبر عنه : بالمخلوقات وعلى تفاريعه وأنواعه ، فهو حسن مطلق إلهي ظهر في مجال الهيئة ، سميت تلك المجالي : بالخلق ، وهذه التسمية أيضاً من جملة الحسن الإلهي . فالقبيح من العالم كالمليح منه ، باعتبار كونه مجلى من مجالي الجمال الإلهي لا باعتبار تنوع الجمال ، فإن من الحسن أيضاً إبراز جنس القبيح على قبحه لحفظ مرتبته من الوجود ، كما أن الحسن الإلهي إبراز جنس الحسن على وجه حسنه لحفظ مرتبته من الوجود .
واعلم أن القبح في الأشياء إنما هو للاعتبار لا لنفس ذلك الشيء ، فلا يوجد في العالم قبح إلا بالاعتبار ، فارتفع حكم القبح المطلق من الوجود ، فلم يبق إلا الحسن المطلق . ألا ترى إلى قبح المعاصي إنما ظهر باعتبار النهي ، وقبح الرائحة المنتنة إنما ثبت باعتبار من لا يلائم طبعه ، وأما هي فعند الجعل ومن يلائم طبعه من المحاسن ... فما في العالم قبيح ، فكل ما خلق الله تعالى مليح بالأصالة ، لأنه صور حسنه وجماله ، وما حدث القبيح في الأشياء إلا بالاعتبارات ...
الجمال المعنوي ... إنما اختص الحق بشهود كمالها على ما هي عليه تلك الأسماء والصفات ، وأما مطلق الشهود لها فغير مختص بالحق ، لأنه لا بد لكل من أهل المعتقدات في ربه اعتقاداً أما أنه على ما استحقه من أسمائه الحسنى وصفاته العلا أو غير ذلك ، ولا بد لكل من شهود صورة معتقده ، وتلك الصورة هي أيضاً صورة جمال الله تعالى ، فصار ظهور الجمال فيها ظهوراً اضطرارياً لا معنوياً ، فاستحال أن يوجد شهود الجمال المعنوي بكماله لغير من هو له
في طبقات الجنان
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الطبقة الأولى : جنة السلام .
الثانية : جنة الخلد .
الثالثة : جنة المواهب .
الرابعة : جنة الاستحقاق .
الخامسة : جنة الفردوس .
السادسة : جنة الفضيلة .
السابعة : جنة الصفات .
في جنة الخواص ونارهم
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : جنة الخواص : الوصال ، ونارهم البعد . وجنة العوام : محسوسة ونارهم معروفة .
الجنة
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الجنة : هي بين مقعر الفلك الأطلس ومحدب فلك الثوابت
في الفرق بين جنة المكاسب وجنة المجازاة
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الفرق بين جنة المكاسب وجنة المجازاة : أن جنة المجازاة بقدر الأعمال فلها مقابلة ، وجنة المكاسب ربح محض ، لأنها نتائج العقائد والظنون الحسنة بالله تعالى ، ليس فيها شيء على طريق المجازاة بالأعمال البدنية
جنة الاستحقاق
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : جنة الاستحقاق : وهي جنة النعيم وجنة الفطرة . وهذه الطبقة أعلى من اللواتي قبلها السلام ، الخلد ، المواهب ، فإنها لا بمجازاة ولا موهبة ، بل هي لأقوام مخصوصة اقتضت حقائقهم التي خلقهم الله عليها أن يدخلوا هذه الجنة بطريق الاستحقاق الأصلي ، وهم طائفة من عباده خرجوا من دار الدنيا وأرواحهم باقية على الفطرة الأصلية . فمنهم : من عاش جميع عمره في الدنيا وهو على الفطرة وأكثر هؤلاء بهاليل ومجانين
وأطفال . ومنهم : من تزكى بالأعمال الصالحة والمجاهدة والرياضة والمعاملة الحسنة مع الله تعالى ، فرجعت روحه من حضيض البشرية إلى الفطرة الأصلية ... فهي لهم حق من غير أن يكون موهوباً ممنوناً أو مكسوباً مجازاة بطريق الأعمال أو غيرها ، فهؤلاء ... هم المسمون بالأبرار ... وسر هذا : أن الله تعالى تجلى في أهلها باسمه الحق ، فامتنع أن يدخلها إلا من يستحقها بطريق الأصالة والفطرة التي فطره الله عليها .
فمنهم : من خرج من دار الدنيا ، ومنهم : من عذب بالنار حتى انتفت خباثته فرجع إلى الفطرة ... وسقف هذه الجنة : هو العرش بخلاف الجنان المتقدم ذكرها السلام ،
الخلد ، المواهب .
جنة السلام
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : جنة السلام ، وتسمى : جنة المجازاة . خلق الله باب هذه الجنة من الأعمال الصالحة . تجلى الله فيها على أهلها باسمه الحسيب فصارت جزاء محضاً . وقوله : لا يدخل أحد الجنة بعمله ، إنما أراد جنة المواهب ، وأما جنة المجازاة فهي بالأعمال الصالحة . قال الله تعالى في ... هذه الجنة : وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلّا ما سَعى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى . ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى .. وتسمى هذه الجنة بالجنة اليسرى ، قال الله تعالى : فَأَمّا مَنْ أَعْطى واتَّقى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى .
الفردوس
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : الفردوس : هي جنة المعارف ، وأرضها متسعة شديدة الاتساع ، وكلما ارتفع فيها الإنسان ضاقت حتى أن أعلى مكان فيها أضيق من سم الخياط ، لا يوجد فيها شجر ولا نهر ولا قصر ولا حور ولا عين ، إلا إذا نظر أهلها إلى ما تحتهم فأشرفوا في إحدى الجنان التي هي تحتهم ... وهذه الجنة على باب العرش ... أهل هذه الجنة في مشاهدة دائمة ، فهم الشهداء ، أعني : شهداء الجمال والحسن الإلهي ، قتلوا في محبة الله بسيف الفناء عن نفوسهم ، فلا يشهدون إلا محبوبهم . وهذه الجنة هي المسماة : بالوسيلة ، لأن المعارف وسيلة العارف إلى معروفه .
جنة المواهب
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : جنة المواهب : هذه الطبقة أعلى من اللتين قبلها السلام ، والخلد ، لأن مواهب الحق تعالى لا تتناهى ، فيهب لمن لا عمل له ولا عقيدة أكثر ممن له أعمال كثيرة وعقائد وغير ذلك ... تجلى الله على أهلها باسمه الوهاب .. وهي الجنة التي قال عنها :
إنها لا يدخلها أحد بعمله فقالوا له : ولا أنت يا رسول الله ؟ فقال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته . هذه الجنة أكثر الجنان وأوسعها ، وهي سر قوله تعالى :
وَرَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ … وهذه الجنة المسماة في القرآن : بجنة المأوى ، لأن الرحمة مأوى الجميع .
الجودي
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : الجودي : هو إشارة إلى الجود الإلهي
جوهر الجواهر
الشيخ عبد الكريم الجيلي
جوهر الجواهر : هو الروح الكامل ، وهو الذات الساذج الذي يقبل معناه الانطباع بكل صورة من صور الوجود سواء كان تجليات الألوهية أم عينيات كونية ، أم حكميات علمية ، فيستطيع أن يتحقق بالصفات الإلهية وأن يبرز إلى الفعل ما هو بالقوة ، وأن ينطق بالشأن الإلهي الكلي ، لأنه غير مقيد بالحصر الجزئي