سيدنا محمد عند الصوفية
" تقديم "
من أقوال سيدى سلامة الراضى عن سيدنا محمد ـ هو الحبيب الأعظم الذى لايرد الله من تشفع به عنده ودعاه ـ أبرزت من سر فيضه أنواع الموجودات ـ أعظم حامد لربه بجوامع اللادنية .. وأكمل قائم بين يدى ربه فى الحضرة الإلهية ..فهو جامع كل فضل وخطيب حضرة الوصال وإمام أهل الكمال وصاحب الجلال والجمال و يقول الشيخ صلاح الدين القوصى سيدنا محمد هو مشكاة النور .. وحجاب القدس الأعظم .. حول دائرة الصعود والنزول والبرزخ الحامل لكل موهوم ومعقول والكتاب الشامل لكل فاضل ومفضول والواصل لكل مفصول والفاصل لكل موصول و يقول عبد الكريم الجيلي : الله تعالى أول ما خلق حقيقة محمد بلا واسطة … وعلى الوجه الأول لا يأخذ عن الله بلا واسطة إلا رسولنا ، لأنه سيد العبيد والعبد المقرب الذي يدخل الخلوة الخاصة بالملك وهو قوله : لي مع الله وقت .. الحديث ، وجميع ما عداه من الآخذين لا يأخذون ما يأخذونه إلا بواسطة ، وهم متفاوتون في الأخذ ، فمنهم : من يأخذ عنه بلا واسطة وهم الأنبياء والرسل بأجمعهم والكمل من ورثته من التابعين من أمته … ومنهم : من يأخذ عنه بالواسطة " يقول محمد المكي الإنسان هو النبي ، فالعالم كله من نوره ، وهو من نور الله كما هو مشهور في غير ما كتاب "
سيدنا محمد عند الصوفية
بحث موسوعى
يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} :
" الم رمز وإشارة بينه وبين حبيبه محمد أراد ألا يطلع عليه سواهما . أخرجه بحروف ، بعّده عن درك الأغيار وظهر السر بينهما لا غير "
ويقول التابعي الضحاك بن مزاحم :
" الألف من الله ، واللام من جبريل ، والميم من محمد ، أي : أنزل الله الكتاب على لسان جبريل إلى محمد ".
التفسير المنسوب لمحيى الدين بن عربى
ا) إشارة على الذات الأحدية, و ل) إلى الذات مع صفة العلم كما مرّ, و م) إلى التميمة الجامعة التي هي معنى محمد , أي: نفسه وحقيقته, و ص) إلى الصورة المحمدية التي هي جسده وظاهره.
تفسير روح البيان ـ إسماعيل حقى
{ المص } ا إشارة إلى الذات الاحدية ل إلى الذات مع صفة العلم م إلى معنى محمد صلى الله عليه وسلم أى نفسه وحقيقته ص إلى الصورة المحمدية وهى جسده وظاهره
وعن ابن عباس رضى الله عنهما
ص جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن حين لا ليل ولا نهار إشارة بالجبل إلى جسد محمد صلى الله عليه وسلم . وبعرش الرحمن إلى قلبه كما ورود فى الحديث « قلب المؤمن عرش الله » وقوله حين لا ليل ولا نهار إشارة إلى الوحدة لأن القلب إذا وقع فى ظل أرض النفس واحتجب بظلمة صفاتها كان فى الليل وإذا طلع عليه نور شمس الروح واستضاء بضوئه كان فى النهار واذا وصل إلى الوحدة الحقيقية بالمعرفة والشهود الذاتى واستوى عنده النور والظلمة لفناء الكل فيه كان وقته لا ليل ولا نهار ولا يكون عرش الرحمن إلا فى هذا الوقت . فمعنى الآية أن وجود الكل من أوله الى آخره كتاب أنزل اليك عمله كذا فى التأويلات القاشانية
ويقول إسماعيل البروسوي :
" أ إشارة إلى الذات الأحدية ، ل إلى الذات مع صفة العلم ، م إلى معنى محمد ، أي : نفسه وحقيقته إلى الصورة المحمدية وهي جسده وظاهره "
ويقول سهل بن عبد الله التستري :
" ا ل م : الألف الله ، واللام العبد ، والميم محمد كي يتصل العبد بمولاه من مكان توحيده واقتدائه بنبيه " .
ويقول : " ألم : اسم الله ـ عز وجل ـ وجل فيه معان وصفات يعرفها أهل الفهم به غير أن لأهل الظاهر فيه معان كثيرة . فأما هذه الحروف إذا انفردت ، فالألف تأليف الله ـ عز وجل ـ ألّف الأشياء كما شاء ، واللام لطفه القديم ، والميم مجده العظيم " .
ويقول الإمام القشيري :
وقيل : الألف تدل على اسم الله ، واللام تدل على اسم جبريل ، والميم تدل على اسم محمد ، فهذا الكتاب نزل من الله على لسان جبريل إلى محمد .
يقول ابن عربي :
" آدم لجميع الصفات ، وحواء لتفريق الذوات ، إذ هي محل الفعل والبذر " .
" في حين يتبوأ آدم في المعنى السابق مرتبة الإجمال في مقابل حواء مرتبة التفصيل ، نرى هنا أنه يظهر في مرتبة التفصيل في مقابل محمد الذي له
الجمع ... يقول ابن عربي : " محمد للجمع ، وآدم للتفريق " .
كما يفرد الأكبر الصفحات في كلامه على البسملة ، ليبين كيف أنها تبدأ بآدم وتنتهي بمحمد ، فآدم بداية الأمر ومحمد نهايته ، يقول ابن عربي :
" فالرحيم هو محمد و بسم هو أبونا آدم ، واعني مقام ابتداء الأمر ونهايته ".