في أصول التصوف
هي خمسة : تقوى الله في السر والعلانية ، واتباع السنة في الأقوال والأفعال ، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار ، والرضى عن الله تعالى في القليل والكثير ، والرجوع إلى الله في السراء والضراء .
فتحقيق التقوى : بالورع والاستقامة ، وتحقيق اتباع السنة : بالتحفظ وحسن الخلق ، وتحقيق الإعراض عن الخلق : بالصبر والتوكل ، وتحقيق الرضى عن الله : بالقناعة والتفويض ، وتحقيق الرجوع إلى الله تعالى : بالشكر له في السراء والالتجاء إليه في الضراء .
وأصول ذلك كله خمسة : علو الهمة ، وحفظ الحرمة ، وحسن الخدمة ، ونفوذ العزيمة ، وتعظيم النعمة .
فمن علت همته ارتفعت رتبته ، ومن حفظ حرمة الله حفظ الله حرمته ، ومن حسنت خدمته وجبت كرامته ، ومن نفذت عزيمته دامت هدايته ، ومن عظم النعمة شكرها ، ومن شكرها استوجب المزيد .
وأصول العلامات خمسة : طلب العلم للقيام بالأمر ، وصحبة المشايخ والإخوان للتبصر ، وترك الرخص والتأويلات للتحفظ ، وضبط الأوقات بالأوراد للحضور ، واتهام النفس في كل شيء للخروج من الهوى والسلامة من العطب .
فطلب العلم آفته : صحبة الأحداث سناً وعقلاً وديناً مما لا يرجع إلى أصل ولا قاعدة . وآفة الصحبة : الاغترار والفضول . وآفة ترك الرخص والتأويلات : الشفقة على النفس . وآفة اتهام النفس : الأنس بحسن أحوالها واستقامتها ، وقد قال تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها } سورة الأنعام : الآية 70 .
وأصول ما تداوى به علل النفس خمسة : تخفيف المعدة بقلة طعام والشراب ، والالتجاء إلى الله تعالى مما يعرض عند عروضه ، والفرار من مواقف ما يخشى الوقوع فيه ، ودوام الاستغفار مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم آناء الليل وأطراف النهار باجتماع الخاطر وصحبة من يدلك على الله .
في بيان الوصول إلى الله تعالى
وهو بالتوبة من جميع المحرمات والمكروهات ، وطلب العلم بقدر الحاجة إليه ، والملازمة على الطهارة ، وأداء الفرائض الرواتب في أول وقتها جماعة ، وملازمة ثمان ركعات الضحى، وست بين المغرب والعشاء، وصلاة الليل ، والوتر ، وصوم الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام البيض، والأيام الفاضلة، وتلاوة القرآن بالحضور والتدبر ، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وملازمة أذكار السنة صباحاً ومساء ، ومنها :
“ اللهم بك نصبح ، وبك نمسي ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك النشور ” صباحاً و [ تستبدل ] “ المصير ” [ بالنشور ] مساءً . [ الترمذي (3388) ، وأبو داود (5068) ، وابن ماجة ، (3868) ] .
“ أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، والكبرياء لله ، والعظمة لله ، والخلق والأمر والليل والنهار وما سكن فيهما لله ” [ عمل اليوم الليلة لابن السني (3 ] .
“ اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر ” ثلاثاً [ أبو داود (5073) ] .
“ اللهم إني أصبحت أُشهدك ، وأُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ” أربعاً [ أبو داود (5078) ].
“ رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً ” ثلاثاً [ الترمذي (3386) وأبو داود (5072) ] .
{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ سورة البقرة ، الآيتان 285 286 ] .
{ فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم } سبعاً . [ سورة التوبة ، الآية 129 ]
{ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } [ سورة الروم ، الآيات 17 - 19 ] .
و[ قراءة سورة ] يس .
“ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ” ثلاثاً
{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } [ سورة الحشر ، الآيات 21 - 24 ] .
و [ سورة ] الإخلاص والمعوذتين ، ثلاثاً . [ الترمذي (3570) ، النسائي (5082) ] .
“ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” ثلاثاً . [ أبو داود (5088 ، (5098) ، الترمذي (3385) ، ابن ماجة (3869) ] .
“ أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون ” ثلاثاً . [ مسلم (2709) ، وابن السني (49) ] .
“ أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم أتوب إليه ” ثلاثاً . [ عمل اليوم والليلة لابن السني (82) ] .
“ سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضى نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ” ثلاثاً . [ مسلم (2726) ] .
وإذا اتسع الوقت فقل : “ سبحان الله ، الحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ” مئة مرة .
و “ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ” كذلك مئة مرة . [ البخاري (6384) ، ومسلم (2704) ] .
“ لا إله إلا الله الملك الحق المبين” كذلك مئة مرة .
“ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ” كذلك مئة مرة أو ثلاثاً . [ البخاري (1154) ، وابن السني (10) ] .
“ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ، وحبيبك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه ” ثلاثاً ، أو كذلك مئة مرة .
وفي هذا القدر كفاية لذوي العناية ، والله الموفق للهداية ، وهو يهدي السبيل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . آمين