يقول الشيخ ناصر البهلاني مادحاً سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنوارُ حُبِّكَ في قَلْبِي قَدِ انْطَبَعَتْ | جِبِلَّةً كانْطِباعِ الشَّمْسِ في القَمَرِ
ما زَالَ حُبُّكَ في رُوحِي يُخَامِرُها | حتى تَجَرَّدْتُ عَنْ عَيْنِي وَعَنْ أَثرِي
ما للمَحَبَّةِ مِقْدَارٌ إذا اقْتَصَرَتْ | الحَقُّ حُبُّكَ حُبٌ غَيرُ مُقْتَصِرِ
تَجَرُّداً مِنْ هِناتٍ كُلُّها حُجُبٌ | لا وَصْلَ، وَالحُبُّ مَحْجُوبٌ بذي السُّتُرِ
أدْعُوكَ خَلْفَ حِجَابِ الكَوْنِ مُنْبَسِطاً | في بَسْطِ حُبِّكَ لم أَخْلُصْ مِنَ الأثرِ
ذُهِلْتُ عَنْ كُلِّ شَيءٍ مُذْ عَلِقتُ بهِ | فلا أفرِّقُ بَينَ الصَّفْوِ وَالكَدَرِ
لا أحْسَبُ الرُّوحَ إلاّ أنها خُلِقتْ | مِنَ الهَوَى فَاخْتَفتْ عَنْ عَالَم الصُّوَرِ
فلا عِلاجَ لها مِنْ أَصْلِ فِطْرَتها | إذا أُصِيبَتْ بِسَهْمِ الحُبِّ عَنْ قَدَرِ
وَجَدْتُ رُوحِي صَرِيعاً في مَصَارِعِهِ | يا حُبُّ لا تُبْقِ مِنْ رُوحِي وَلا تَذَرِ
نارُ المَحَبَّةِ نارٌ لا يُقامُ لها | لوَّاحَةٌ، قَسَماً بالحُبِّ، للبَشرِ
طَارَحْتُ أَهْلَ الهَوَى حَتَّى بُلِيتُ بِهِ | فَفُقْتُهُم وَمَشَوا خَلْفِي عَلَى أَثَرِي
لا يُصْدِق الحُبَّ إلاّ مَنْ يَمُوتُ بِهِ | ما للهَوَى دُونَ حَسْوِ المَوْتِ مِنْ قَدَرِ
وَلَيْتَها مَوْتةٌ فِي الحُبِّ مُوصَلَةٌ | بوَصْلَةٍ مِنْ حَبِيبِ اللهِ في العُمُرِ
وَلَسْتُ في الحُبِّ مِنْ نَفسِي على ثِقةٍ | مِنْ نَصْبِها للهَوَى طَوْراً عَلَى وَطَرِ
إنْ كَانَ حُبِّيَ مَعْلُولاً فأنتَ لها | أدْرِكْ عَلِيلَكَ قَبْلَ الأَخْذِ في الخَطَرِ
بقُدْسِ نُورِكَ أسْتشْفِي وَقد ضَنِيتْ | نَفسِي بآفاتِ هَذا العَالَمِ القَذِرِ
وَأنتَ طِبٌّ بَصِيرٌ قد بُعِثتَ بما | يَشفِي العُضَالَ؛ فأنْقِذْنِي مِنَ الضَّرَرِ
فِداً لكَ الكَوْنُ لا أَسْلُو بزَهْرَتِهِ | عَنْ فَرْطِ حُبِّكَ يا مَنْ حُبُّهُ وَزَرِي