سألت شيخي ما الحل لازمات العالم المتتالية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ؟
قال : اكتب ما أقوله لك , واشهد نفسي أني قد بلغت :
1- اعلم أن سبب كل الأزمات على كل الأصعدة هو الإنسان , فالطبيعة بحد ذاتها تسير وفق قانون الحق , وهو قانون حرف السين ( قانون حرف السين لا تفشي سره فتكون من المطرودين ) , الإنسان هو من يعيث فسادا بهذا الكون , لأنه يريد كل شيء لنفسه وعلى حساب الآخرين , فلو تصورت الكون بلا إنسان هل ستفسد الطبيعة ؟ الجواب بالتأكيد لا .
2- إذا كان الإنسان هو سبب فساد الكون فالواجب أن يكون الإصلاح له .
3- المقصود بالإنسان هو نسل ادم من كل الملل والديانات .
4- إن رسائل الحق في هذا الزمان مبعوثة إلى الناس كافة , لان الصلاح لا يتم لان بهم كافة .ألا ترى أن الأزمات لا تحِل بقوم دون آخر , فإذا بعث الحق بمرض جديد يبدأ في بلد معين , ثم ينتشر في كل العالم . والأزمة الاقتصادية تحل بكل العالم أيضا . وارتفاع درجة حرارة الأرض وتلوث البيئة يعم أثره كل الأرض .
5- اعلم أن صلاح الكون في صلاح الإنسان وصلاح الإنسان في معرفة نفسه .
6- اعلم أن كل ما جاء به أقطاب الصوفية لم يكن إلا لأهل هذا الزمان , ألا ترى أن اغلب كلامهم كان مكتوبا بالرمز , لان فهم هذه الرموز لا يذوقه إلا من كان بحاجة إليه , والحاجة الكبيرة تتولد من الرغبة الكبيرة , وتكون هذا الرغبة عندما يصل الإنسان إلى حائط مسدود كما أهل هذا الزمان , فلم يعد تجدي نفعا كل القوانين التي ابتدعها الإنسان لأنها مبنية على قانون ( الأنا) .
7- ألا ترى أن كل القوانين السابقة تعطلت , فلا الرأسمالية تجدي ولا الاشتراكية تجدي . وحتى زعماء العالم لا يستطيعون إيجاد حلول للازمات , كيف يقدرون وهم لا يعلمون القانون الجديد ؟
8- القانون الجديد يقول انه لا جديد على البشر أن يعيدوا ربط أرواحهم في جسد واحد كما كان ادم , ألا ترى كيف يعمل الجسم ! , كل خلية وعضو يقوم بواجبه اتجاه الكل , ولا يأخذ إلا حاجته , وإذا فسد مرض يقوم كل الأعضاء والخلايا بالدفاع عنه .
9- تصور انك و مئة إنسان حكمتم هذا القانون بينكم , المئة يعملون من أجلك كل تريد وأنت تعمل لصالح المئة كل ما يريدون .
10- قد تسأل ما هي القوة التي تستطيع ربط الناس ببعضها , الجواب هو الحب , أي أن المحبوب لا يشعر بذاته بل بمحبوبه , ومن هذا تفهم ما قاله حبيبك :
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان، ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طـائـف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه.. فالحب ديني وإيماني
11- أما دور أهل التصوف , فهو الخروج من حجاب الصوف إلى نور إسداء المعروف , أي يشرحوا للناس هذا الحل بكل السبل , لنجنب البشرية وأنفسنا المعاناة والآلام , لأنه إن لم يجمعنا حب الآخر فسوف يقضي عليتا حب الذات ,والواجب أيضا على هذه الجماعة أن تكون المثل للناس في الحب وما ينتج عن ذلك من الخير .