صبرى محمد خليل
عدد الرسائل : 187 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: فلسفه الكندي الخميس أغسطس 16, 2012 12:04 am | |
| فلسفه الكندي د.صبري محمد خليل/ أستاذ الفلسفة جامعه الخرطوم sabri.khalil@hotmail.com أولاً: نظرية الوجود: العالم:يقول الكندي بحدوث العالم المقصود به أنه العالم له بداية ونهاية فانتقل من العدم إلى وجود، وسينتقل من الوجود إلى العدم بفعل الإرادة الإلهية. فهنا يرفض القول بقدم العالم أي أنه ليس للعالم بداية أو نهاية فهو أزلي أبدي كما يرى بعض الفلاسفة اليونانيين. ثم يورد عدة أدلة على حدوث العالم منه دليل تناهي الجسمالله تعالى:أدلة وجوده تعالى:أخر الكندي الكلام عن وجود الله تعالى على الكلام عن حدوث العالم لأنه مبني عليه ويعتبر الكندي أن وجود الله بديهي عند من يمتلك العقل والفهم أما من يحتاج إلى برهان فهو من عميت بصيرته، ويرى أن البراهين الجائز الأخذ بها هي البراهين التي جاءت في الكتب السماوية وكتب بعض الفلاسفة وقد أورد عدة براهين من هذا النوع منها برهان الغائية القائم على الاستدلال بالنظام الموجود في العالم على وجود منظم له. أما البراهين اللمية (من لم كذا) أو الماذية (من لماذا كذا) ولا يجوز الأخذ بها لأنها قائمة على مفاهيم العلة والمعلول أو السبب والمسبب (العلية أو السببية) هي مفاهيم مرتبطة بالعالم المخلوق لا الخالق. صفاته تعالى :وصفات الله تعالى على نوعين: صفات السلب "أي سلب صفات النقض عند الله" وصفات الإيجاب "أي إثبات صفات الكمال لله تعالى" والكندي يجمع بين صفات السلب وصفات الإيجاب فيقول عن صفات السلب ".... فقد نبين أن الواحد الحق ليس شيء من المعقولات ولا عنصر ولا جنس ولا نوع ولا شخص ولا عقل ولا كل جزء "وأما صفات الإيجاب فهي مثل قوله" .... هذا تدبير حكيم عليم جواد عالم متقن لما صنع. غير أنه يرجع صفات الإيجاب إلى صفات السلب أي يقول بأولوية صفات السلب كالمعتزلة. كما يقول بوحدة الصفات والذات أي أن الصفات ليست شيئاً زائداً عن الذات بل هي والذات شيء واحد . صفة العلم الإلهي :ويرى الكندي أن العلم الإلهي يشمل الكليات الثانية (الأفكار) والجزئيات المتغيرة ( الأشياء المادية) وهو هنا يخالف بعض الفلاسفة اليونانيين الذين قصروا العلم الإلهي على الكليات المتغيرة أيضاً يقول الكندي ".... لأن كان هذا هكذا فقد بعد الحق كثيراً من ظن أن العلة الأولى لا تعلم الجزئيات . ثانياً: نظرية المعرفة:وسائل المعرفة عن الكندي ثلاث هي : 1/الحواس : وبها تدرك النفس ما هو جزئي متغير (الأشياء) فهي معرفة بظاهر الأشياء وتتميز هذه المعرفة بأن المدرك له صورة أو مثال في النفس . 2 / العقل : وبه تدرك النفس ما هو كلي ثابت (الأفكار) فهي معرفة بباطن الأشياء وتتميز هذه المعرفة بأن المدرك ليس له صورة أو مثال في النفس لأن المدرك هنا عبارة عن تجريد "الاقتصار على ما هو مشترك والقصور عن ما هو مختلف ككلمة إنسان ". 3/الوحي: يرى الكندي أن من يقتصر على الحواس فهو يعرف ظاهر الأشياء فقط ومن يقتصر على العقل فهو يعرف باطن الأشياء ولكن يحتاج إلى زمان طويل ليتدرب على هذه المعرفة التجريدية ، وربما يخطئ العقل في هذه المعرفة لذا وجدت طريقة ثالثة هي المعرفة الإشراقية التي يعني بها الوحي فهي خاصة بمن يصطفيهم الله تعالى للنبوة والرسالة وهي تنال للكسب ( والجهل الإنساني) شأن الوسيلتين السابقتين بل تأتي لصاحبها بلا طلب أو تكلف فإذاً هي تابعة لإرادة الله تعالى . ثالثاً: نظرية القيم : يذكر الكندي من تعريفات الفلسفة أنها "التشبه بأفعال الإله بقدر طاقة الإنسان " وأفعال الإله هي الفضائل الكاملة "القيم المطلقة" وتشبه الإنسان بها هو الالتزام بهذه الفضائل "القيم" وهو نسبي محدود . ولتعريف الفضيلة "القيمة" يعتمد على تقسيمها إلى قسمين : القسم الأول: ويكون داخل النفس "أي القيم الفردية" ويضم نوعين من القيم : أ) قيم معرفية : وهي الحكمة وهي معرفة الأشياء بحقائقها فهي معرفة نظرية تتطلب استعمال ما يجب استعماله من هذه الحقائق . ب) قيم عملية وتضم: • قيمة النجدة : وهو استعمال القوة الغضبية في الموضع المناسب كالدفاع عن الأوطان وهي وسط بين إفراط "عدوان وتفريط الجبن ". • قيمة العفة : وهي فضيلة القوة الشهوانية وهي الاعتدال في إشباع الحاجات العضوية . القسم الثاني: ويكون خارج النفس "أي قيم اجتماعية" وهو بمثابة الثمرة للقسم الأول ويضم • قيمة العدل ثمرة جميع القيم السابقة تقويم : • أخذ الكندي بمفهوم الخلق القرآن القائم على الإيجاد من العدم كما قال بحدوث العالم وخالف بعض الفلاسفة اليونانيين "أفلاطون، أرسطو" الذين قالوا بقدم العالم وتابعهم في ذلك بعض الفلاسفة الإسلاميين . • كما يتفق كلامه في علم الله تعالى بالكليات والجزئيات بالتصور القرآني للعلم الإلهي المطلق (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) كما تأثر في تصوره للفضائل بمفهوم الوسطية القرآني (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) "الإسراء". بالإضافة إلى تأثره بتقسيم أفلاطون للفضائل إلى حكمة ونجدة وعفة وعدل . كما أخذ من المعتزلة القول برد صفات الإيجاب إلى صفات السلب ووحدة الذات.
- للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان http://drsabrikhalil.wordpress.com) | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: فلسفه الكندي الأربعاء أغسطس 22, 2012 9:10 pm | |
| | |
|