نظريتي المعرفة والقيم عند الفارابى
د.صبري محمد خليل أستاذ الفلسفة جامعه الخرطوم sabri.khalil@hotmail.com
نظرية المعرفة: تحدث الفارابي عن الملكات العقلية تحت مسمى العقول وصنفها كالآتي:
أ) العقل بالقوة وإمكانية المعرفة: وهو توافر المعرفة عند الإنسان ويأخذ شكل استعداد معرفي فطري وجاءت التسمية من تقسيم أرسطو للوجود إلى وجود بالقوة إمكانية الوجود ووجود بالفعل تحقق الوجود.
ب) العقل بالملكة والعقل بالفعل( تحقق المعرفة الحسية والمجردة): ويقصد بها تحقق المعرفة الحسية أي الإدراك الحسي في حالة العقل بالملكة والتجريدية أي الإدراك المجرد في حالة العقل بالفعل.
ت) العقل المستفاد(الخبرة المعرفية): ويعني به الخبرة المعرفية المتراكمة عند الإنسان وعلى وجه الخصوص الفيلسوف.
ث) العقل الفعال (عقل الكون): ويعني به العقل الكلي أي العقل الكون، فهو بخلاف العقل الجزئي أي عقل أفراد النوع الإنساني، وهو العقل الحادي عشر المسئول عن عالم ما دون فلك القمر، وهو بمثابة شرط موضوعي للمعرفة (كالضوء بالنسبة للإبصار) فهو الذي ينقل العقل من القوة إلى الفعل أي من الإمكانية إلى التحقق.
الاتصال بالعقل الفعال: إذا كان أرسطو يرى أن هناك طريقاً واحداً للاتصال بالعقل الفعال هو طريق العقل وذلك بالنسبة للفيلسوف فإن ذلك يعني استبعاد الوحي وسيلة للمعرفة لذا أضاف الفارابي طريقاً آخر للاتصال بالعقل الفعال بالإضافة إلى الطريق السابق هو التخيلية القوية جداً بالنسبة للنبي.
نظرية القيم:وتحقق الفضائل ئ(القيم) شأنه شأن تحقق المعرفة عن الفارابي يتم عن طريق الاتصال بالعقل الفعال على النحو السابق ذكره.وقد قدم تصنيفاً للفضائل والقيم على النحو التالي:
أ) الفضائل (القيم) النظرية: وتتعلق بتحصيل العلوم النظرية (الفلسفة والمنطق...).
ب) الفضائل (القيم): الفكرية: وتتعلق بمعرفة العلوم التجريبية وبتعبيره "بمعرفة الأمور الجزئية على التجربة".
ت) الفضائل (القيم) العلمية: وتتعلق بالممارسة العلمية للواقع (التطبيق) كقيادة الجيش والاقتصاد.
ث) الفضائل (القيم) الخلقية: وتتعلق بالقيم الأخلاقية
• تقويم:
أراد الفارابي إضافة الوحي كوسيلة للمعرفة بالإضافة إلى العقل وإثبات أن أمر النبوة أمر ممكن وليس مستحيلاً كما هو معتقد منكري النبوة. ولكن يلزم من كلامه أن مرتبة الفيلسوف أعلى من مرتبة النبي بواسطة مخيلته على محاكيات (نماذج) للأشياء. كما أن العقل أقوى من المخيلة.
• كما يلزم من كلامه أن النبوة مكتسبة وليست اصطفائية لأن المخيلة مشتركة بين كل الناس. وقد حاول الفارابي استبعاد هذه النتيجة المنطقية اللازمة من مذهبه بقوله أن المخيلة القوية فطرة يفطر الله تعالى عليها الناس.
• كما يلزم من مذهبه عدم علم الله تعالى بالجزئيات المتغيرة (الأشياء) إلا عن طريق الكليات الثابتة (الأفكار) وقد حاول استبعاد هذا اللازم بتصريحه مرات بشمول علم الله لكل شيء كلي كان أو جزئي كما في قوله (معنى علمه الأول لذاته لا ينقسم وعلمه الثاني عن ذاته إذا تكثر لم يكن الكثرة في ذاته بل بعد ذاته ما تسقط من ورقة إلا يعلمها من هنا يجري القلم في اللوح جرياً متناهياً إلى يوم القيامة)
- للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان http://drsabrikhalil.wordpress.com)