إشارات شعائر الحج عند الصوفية
الغسل بالماء : إشارة إلى غسل القلوب بالتوبة .
الإحرام : إشارة إلى نزع الأسرار من الغل والحسد والحل عن القلب عقد الهوى ، ومحبة الدنيا .
التلبية : إشارة إلى عدم إجابة داعي النفس والشيطان بعد التلبية لله تعالى .
الطواف : إشارة إلى التشبه بالملائكة الحافين من حول العرش .
تقبيل الحجر الأسود : إشارة إلى مبايعة الله تعالى .
الصفا : إشارة إلى صفاء القلب من الأكدار .
الهرولة : إشارة إلى الإسراع بالفرار من العدو ، والهرب من متابعة النفس والهوى والشيطان .
الوقوف في منى : إشارة إلى التأهب للقاء الله تعالى ، وهو المنى .
عرفات : إشارة للتعرف إلى معروفهم .
الوقوف بعرفة : إشارة إلى الوقوف بين يدي سيدهم بالأدب .
المزدلفة : إشارة إلى كينونة العظمة والإجلال لله تعالى في القلب .
كسر الحجارة : إشارة إلى كسر إرادات البواطن ، وشهوات الأسرار ، ومكامن الأهواء .
المشعر الحرام : إشارة إلى تعظيم المشاعر ، وتشريف المشاهد وإعظام حرماتها .
رمي الجمار : إشارة إلى ملاحظة الأعمال ، ومشاهدة الأفعال من الله بحسن الأدب .
حلق الرؤوس : إشارة إلى حلق البواطن عن حب الثناء والمحمدة .
الذبح : إشارة إلى ذبح النفوس .
طواف الزيارة : إشارة إلى التعلق بالله تعالى واللياذة به لا بغيره .
ويقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الحج : إشارة إلى استمرار القصد في طلب الله تعالى .
والإحرام : إشارة إلى ترك شهود المخلوقات .
ترك المخيط : إشارة إلى التجرد عن الصفات المذمومة ... بالصفات المحمودة .
ترك حلق الرأس : إشارة إلى ترك الرياسة البشرية .
ثم ترك تقليم الأظافر : إشارة إلى شهود فعل الله في الأفعال الصادرة منه .
ترك الطيب : إشارة إلى التجرد عن الأسماء والصفات لتحققه بحقيقة الذات.
ترك النكاح : إشارة إلى التعفف عن التصرف في الوجود .
ترك الكحل : إشارة إلى الكف عن طلب الكشف بالاسترسال في هوية الأحدية .
الميقات : عبارة عن القلب .
مكة : عبارة عن المرتبة الإلهية .
ثم الكعبة : عبارة عن الذات .
ثم الحجر الأسود : عبارة عن اللطيفة الإنسانية ،
واسوداده : عبارة عن تلونه بالمقتضيات الطبيعية ، وإليه الإشارة بقوله : نزل الحجر الأسود أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم ، فهذا الحديث عبارة عن اللطيفة الإنسانية ، لأنه مفطور بالأصالة على الحقيقة الإلهية ،
وهي معنى قوله تعالى : لَقَدْ خَلَقْنا الْأِنْسانَ في أَحْسَنِ تَقْويمٍ ،
ورجوعه إلى الطبائع والعادة والعلائق والقواطع هو اسوداده ، وكل ذلك خطايا بني آدم ، وهذا معنى قوله تعالى : ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلينَ.
فإذا فهمت فاعلم أن الطواف : عبارة عما ينبغي له أن تدرك هويته ، ومحتده ، ومنشؤه ، ومشهده .
وكونه سبعة : إشارة إلى الأوصاف السبعة التي بها تمت ذاته ، وهي : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام .
وثَمّ نكتةٌ باقتران هذا العدد بالطواف وهي : ليرجع من هذه الصفات إلى صفات الله تعالى ، فينسب حياته إلى الله وعلمه إلى الله
وإرادته إلى الله وقدرته إلى الله وسمعه إلى الله وبصره إلى الله وكلامه إلى الله ،
فيكون كما قال :
أكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... الحديث.
ثم الصلاة مطلقاً بعد الطواف : إشارة إلى بروز الأحدية ، وقيام ناموسها فيمن تم له
ذلك ...
مقام إبراهيم : إشارة إلى مقام الخلة ...
زمزم : إشارة إلى علوم الحقائق .
فالشرب منها : إشارة إلى التضلع من ذلك .
الصفا : إشارة إلى التصفي من الصفات الخلقية .
المروة : إشارة إلى الارتواء من الشرب بكاسات الأسماء والصفات الإلهية .
الحلق حينئذٍ : إشارة إلى تحقق الرياسة الإلهية في ذلك المقام .
التقصير : إشارة لمن قصّر فنزل عن درجة التحقيق التي هي مرتبة أهل القربة ، فهو في درجة العيان ، وذلك حظ كافة الصديقين .
ثم الخروج عن الإحرام : عبارة عن التوسع للخلق والنزول إليهم بعدم العندية في مقعد الصدق .
عرفات : عبارة عن مقام المعرفة بالله .
والعلمين : عبارة عن الجمال والجلال ، اللذين عليهما سبيل المعرفة بالله ، لأنهما الأدلاء على الله تعالى .
ثم المزدلفة : عبارة عن شيوع المقام وتعاليه .
المشعر الحرام : عبارة عن تعظيم الحرمات الإلهية بالوقوف مع الأمور الشرعية .
منى : عبارة عن بلوغ المنى لأهل مقام القربة .
الجمار الثلاث : عبارة عن النفس والطبع والعادة ، فيحصب كل منها بسبع حصيات ، يعني يفنيها ويذهبها ويدحضها بقوة آثار السبع الصفات الإلهية .
ثم طواف الإفاضة : عبارة عن دوام الترقي لدوام الفيض الإلهي ، فإنه لا ينقطع بعد الكمال الإنساني إذ لا نهاية لله تعالى .
طواف الوداع : إشارة إلى الهداية إلى الله تعالى بطريق الحال ، لأنه ايداع سر الله تعالى في مستحقه ، فأسرار الله تعالى وديعة عند الولي لمن يستحقها لقوله تعالى :
فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فادْفَعوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ .
إشارات أركان الحج عند أهل السلوك
" إن الله تعالى جعل البيت والحج إليه وأركان الحج والمناسك كلها إشارات إلى أركان السلوك ، وشرائط السير إلى الله وآدابه .
فمن أركانه الإحرام : وهو إشارة إلى الخروج عن الرسوم ، وترك المألوف ، والتجرد عن الدنيا وما فيها ، والتطهر من الأخلاق المذمومة ، وعقد إحرام العبودية بصحة التوجه .
ومنها الوقوف بعرفة : وهو إشارة إلى الوقوف بعرفات المعرفة ، والعكوف على عقبة جبل الرحمة ، بصدق الالتجاء ، وحسن العهد والوفا .
ومنها الطواف : وهو إشارة إلى الخروج عن الأطوار البشرية السبعة حول كعبة الربوبية .
ومنها السعي : وهو إشارة إلى السير بين صفا الصفات ومروة الذات .
ومنها الحلق : وهو إشارة إلى محو آثار العبودية بموسى أنوار الإلهية .
والحج : يشير إلى عين الطلب والقصد إلى الله بخلاف سائر أركان الإسلام .
والاستطاعة في قوله : مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبيلاً: هي جذبة الحق التي توازي عمل الثقلين . ولا يمكن السير إلى الله والوصول إليه إلا بها ".
لما أجابوا التلبية فدخلوا الحرم باعتقاد ترك كل محرم . ثم أشرفوا على الكعبة ، فأشرف عليهم حال من الحق بإشرافهم عليها .
ثم دخلوا المسجد الحرام ، فشهدوا عند ذلك قربه ، فطافوا ولاذوا وهللوا وهرولوا وتعلقوا بأستار بيته ، فكان في ذلك هربهم من الدنيا ، والحجر شاهد لهم بوفاء عهودهم . وخرجوا إلى الصفا فصفوا من كل كدر من آفات الدنيا والنفس .
ولما وصلوا إلى عرفة ، عرفوا ما أقروا به والتزموه من الأمانة حين عرض عليهم ،
فلما وقفوا بها أقبلوا على المولى وخلفوا الدنيا .
فلما باتوا بالمزدلفة ازدلفت عليهم الرحمة ، وتمت عليهم النعمة . فلما ذبحوا قربانهم أشاروا إلى ذبح أنفسهم تحت قضاء الله .
وإذا رموا الحجر أشاروا إلى رمي الطمع عن دون ما سوى الله والقناعة به دون غيره . ولما وصلوا إلى منى وقع بهم التمني لما يأملون فأعطوا ما تمنوا .
ودائما بخير وسلام فى كل عيد وكل إعادةيارب العالمين ببركة رسول الله سيد العالمين ورحمة الكائنات وآله وأصحابه وأحبابه ...