الانقطاع انما يكون بالغياب عن الاصل
والسبب هو الحبل كما في قوله تعالى (فليمدد بسبب الى السماء) واليه الاشارة في ان اهل البيت عليهم السلام (حبل ممدود بين الارض والسماء) يعني وصلة بين الاطلاق والتقييد او بين الاعتبار واللا اعتبار, فمحمد وآل محمد هم السبب الذي لا ينقطع قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( يا علي أنا وأنت من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى), وانما كانوا شجرا شتى لتفرقهم وغيابهم عن الاصل, فثم من فرقته الدنيا عن الاخرة وثم من فرقته الاخرة عن الله وثم من فرقته الروح عن السر وثم من فرقه السر عن معناه وثم وثم , قال الله تعالى لموسى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ علما) فعبر بمن فلم يكتب لموسى كل شئ, وقال الله تبارك وتعالى لعيسى (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه), حتى إذا جاء الحديث عن الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم, قال (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ)
فمع ان عيسى هو روح الله وهو روح لكل ذي روح فلا نفس يتنفس سواه وهو المنسوب بالبنوة بمعنى انه لا ينسب الى غير الله وهو شأن روح الكل والكلمة, الا ان سببه مقطوع أيضا لانه وقف مع الكلمة, ومحمد المحمود سر الكلمة, قدرها ظاهرا وباطنا ومعنى ووجودا,
هنيئا لأهل الدير كم سكروا منها
وما شربوا منها ولكنهم هموا
ولاجل عدم مبايعته للجهات سيحشر في تلك الامة ويأتم بإمامها فيوصل بذلك النسب فسببه ونسبه مقطوع من حيث ذوقه وموصول إذا انتسب لنا وإاتم بسببنا
ومن راى ان الله يفعل الاشياء بالاسباب فقد اعطاها قطعا وغيبها في مرارة انفسها ولكنه يفعل عند الاسباب فلا فاعل سواه
ومن راى الصفات له نورها الله له فقد قطعها عن حقيقتها وغيب نفسه عن ذاته بل الله هو الظاهر فيها بحقيقة الظهور وما ثم سواه
فإذا لم تغيبك الافعال ولا الصفات لم يكن لك مقدارا ليكون له حسابا وميزانا يوم القيامة بل كنت كما قال من تقدم
واثبت في مستنقع الموت رجله
وقال لها من دون اخمصك الحشر
وجزت المقامات الى حيث اليثربيون الذين لا مقام لهم
فلا ينقطع نسبك وسببك