يشهد الجمهور حاليا في متحف بيكاسو
بمدينة مالقة، جنوب اسبانيا،
معرضا حول اثر فن السيراميك الاسلامي
وفن البحر الابيض المتوسط
على الفنان بابلو بيكاسو (1881 ـ 1973).
ويستمر حتى يوم 5 فبراير (شباط) القادم.
ويضم المعرض 92 قطعة، منها 56 من ابداع
بيكاسو و36 من التراث الفني القديم،
تم جمعها من ثلاثة وعشرين متحفا
ومركزا من انحاء مختلفة من العالم.
ويحوي القسم الاول المتعلق
بأثر فن السيراميك الاسلامي
على بيكاسو على قطع من القاشاني والصحون
والكؤوس وتماثيل واشكال حيوانية،
استعمل فيها بيكاسو اللون الاخضر والبنفسجي،
ومن هذه القطع «زينة موريسكية» (1957) و
«قطيع من الثيران» (1958).
ويعرض في القسم الثاني، المتعلق بأثر فن
البحر الابيض المتوسط في فن السيراميك عند بيكاسو،
تماثيل واشكال حيوانية وخرافية وصحونا، منها
«صحن مع اربع طماطات»
(1947) و«الطائر» (1947)
و«طبيعة ميتة مع سمك» (1953)
و«مزهرية مع زهور» (1954).
وقد بدأ اهتمام بيكاسو بالسيراميك
بعد الحرب العالمية الثانية،
وبرع فيها حتى اخذ صناع السيراميك
يلقبونه بالشيطان، لمعرفته العجيبة في
تطبيق طرق جديدة للحصول على
نماذج سيراميكية مبتكرة وصعبة.
وتقول كريستينا رويث بيكاسو،
زوجة ابن بيكاسو، ان هناك فنانين
قضوا اكثر من 40 عاما في هذا الفن
ولم يتوصلوا الى ما توصل اليه بيكاسو.
لقد مر الفنان الاسباني بثلاث مراحل
متميزة في فن السيراميك
، الاولى من 1947 حتى 1953 والثانية
من 1958 الى 1961 والثالثة
من 1961 وحتى وفاته
عام 1973. ومعلوم ان بيكاسو كان يحتفظ بالكثير
من القطع لنفسه،
ولم يعرف هذا
حتى عام 2000 عندما تم العثور عليها.
وعلقت مستشارة الثقافة في اقليم الاندلس،
جنوب اسبانيا، روسا توريس، بأن بيكاسو
«لم ينظر الى السيراميك على
انه فن اقل من الفنون الاخرى،
او من الدرجة الثانية،
وانما نظر اليه باعتباره فنا من الدرجة الاولى
فوجه كل قدراته وعبقريته نحوه».