الدعاء المستجاب
في اصطلاح الكسنزان
نقول :
" الدعاء المستجاب : هو مخ العبادة ، أي ثمرة العبادة ولبها وغايتها ، وذلك لأنه يجعل العبد يتحقق - بنفسه هو - بوجود ذات الله وأنه حاضر وناظر وشاهد ومحيط بكل شيء ، فهو ينقل العبد من مرتبة الإيمان التقليدي التي يكون إيمانه بوجود الله تعالى فيها تقليداً لغيره ( والديه أو أهل بلده ) من غير برهان ، إلى مرتبة الإيمان التحقيقي التي يشهد فيها - بنفسه هو - حقيقة أنه موجود ، وذلك من خلال ما يلمس من الاستجابة الفورية لدعائه ، فلو لم يكن { عز وجل } موجوداً فكيف تحققت الإجابة ؟! فيطمئن قلبه بالإيمان .
" الدعاء المستجاب : هو البرهان على صدق الداعي إلى الله ( شيخ الطريقة ) في ديننا الإسلامي ، وأنه هو الوارث للنور المحمدي والمأذون بالإرشاد دون سواه ، وإلا فلماذا يستجاب له في الحال ولا يستجاب لغيره مهما طال الزمان ؟! فهذا إعلان وبيان من الحق إلى الخلق لمن يجب أن يتُبع في سلوك طريق التقرب إلى الله تعالى .
" الدعاء المستجاب : هو من أهم وسائل المأذون بالدعوة إلى الله تعالى ( شيخ الطريقة ) في إرشاد الناس - على اختلاف مللهم ونحلهم - إلى الصراط المستقيم ، إذ هو يُثبِت وجود ذات الله بالنسبة للملحد ، ويُثبِت وحدانية الله تعالى للمشرك ، ويُثبِت نبوة سيدنا محمد للكافر ، ويُثبِت صحة ولاية الداعي ( الشيخ ) للمسلم ، ويُثبِّت الإيمان ويحققه في قلب العبد المؤمن .
" الدعاء المستجاب : هو البرهان على تحقق مشايخ الطريقة بمرتبة العبودية المحضة لله تعالى ، وأنهم وراث الحقيقة المحمدية . فهو مخ عبادتهم ، وهو المعنى الحقيقي لكراماتهم ، اذ هو من تكريم الله تعالى لهم على صدق محبتهم وتقواهم له سبحانه حق