موقف ما لا ينقال
أوقفني في ما لا ينقال وقال لي به تجتمع فيما ينقال.
وقال لي إن لم تشهد ما لا ينقال تشتت بما ينقال.
وقال لي ما ينقال يصرفك إلى القولية والقولية قول والقول حرف والحرف تصريف، وما لا ينقال يشهدك في كل شيء تعرفي إليه ويشهدك من كل شيء مواضع معرفته.
وقال لي العبارة ميل فإذا شهدت ما لا يتغير لم تمل.
وقال لي القول يصرف إلى الوجد والتواجد بالقول يصرف إلى المواجيد بالمقولات.
وقال لي المواجيد بالمقولات كفر على حكم التعريف.
وقال لي لا تسمع في من الحرف ولا تأخذ خبري عن الحرف.
وقال لي الحرف يعجز أن يخبر عن نفسه فكيف يخبر عني.
وقال لي أنا جاعل الحرف والمخبر عنه.
وقال لي أنا المخبر عني لمن أشاء أن أخبره.
وقال لي لإخباري علامة بإشهاد لا توجد بسواه ولا يبدو إخباري إلا فيه.
وقال لي لا تزال تكتب ما دمت تحسب فإذا لم تحسب لم تكتب.
وقال لي إذا لم تحسب ولم تكتب ضربت لك بسهم في الأمية لأن النبي الأمي لا يكتب ولا يحسب.
وقال لي لا تكتب ولا تهم، ولا تحسب ولا تطالع.
وقال لي الهم يكتب الحق والباطل، والمطالعة تحسب الآخذ والترك.
وقال لي ليس مني ولا من نسبتي من كتب الحق والباطل وحسب الآخذ والترك.
وقال لي كل كاتب يقرأ كتابته وكل قارئ يحسب قراءته.