اقفال ومفاتيح

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين وصحابته المنتجبين واولياء الله الى يوم الدين.
وبعد فان الانبياء والاولياء بحكم سنة التنزل الالهي لابد ان يكلموا الناس على قدر عقولهم, فانزلوا المعاني التي لا تقبل التصوير والتشكيل الى صور حسية وخيالية كي تكون معبرا لاهل العقول الى حقائقها .
ولأجل العمق الذي صدرت عنه كلماتهم عليهم السلام ترى ان كل زمان ياخذ منها بقدره وكل فهم يعب منها بحسب وعاءه, ولكنهم عمدوا ايضا الى ان يتركوا كلمات ملغزة تثير في الروح قلقا وجوديا فتهم بالنهوض لتشهد ما يعجز عنه التروي والتفكر, تلك الالغاز تشبه الأقفال لابواب المعارف, ولكل قفل مفتاح ربما يفتحه بحركة واحدة او اكثر, ورأيت هنا ان نعين بعضنا بعضا في طرق ابواب المعارف من تلك الحضرات المغربية, حضرات رجال الله, بان نجد لكل قفل مفتاحا.
والله حسبي ونعم الوكيل

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

القفل
قال الشيخ الأكبر ابن عربي
(قال لي بعض الفقراء وما أنصفني إن بعض الرجال قيل له في المعرفة فقال أما أنا
فعرفته وما بقي إلا أن يعرفني وعسر هذا الكلام على أكثر أهل الأفهام من
السادات الأعلام وأراد مني الجواب وفتح هذه الأبواب فلم أفتح له لذلك بابا
ولا رفعت له حجابا وما علم إن لكل معتقد ربا في قلبه أوجده فاعتقده وهم
أصحاب العلامة يوم القيامة فما اعتقدوا إلا ما نحتوا ولذلك لما تجلى لهم
في غير تلك الصورة بهتوا فهم عرفوا ما اعتقدوه والذي اعتقدوه ما عرفهم
لأنهم أوجدوه والأمر الجامع إن المصنوع لا يعرف الصانع الدار لا تعرف من
بناها ولا من عدلها وسواها فاعلم ذلك)الفتوحات المكية باب 559
المفتاح:
ليس للهلال نور لانه في ذاته معرى من كل اشاره ثم وجد ان الاهلة منازل في الشهر
والشهر من الشهرة فلم يقف عند ما اشتهر وعلم ان التقييد حكم المنزل لا
حكمه فكان بدرا فكانت الاهلة منازل فيه وهو فيها وليس فيها فلم يحجره في
تجرده عنها النظر الى الشمس
قلت اريد ان استفرغ شعاعكي فلا يبقى منك شعاع الا وله وجه من قلبي يعرفه
قالت اذا عرفت اشعتي عرفتني فقلبك يسعني في كل اشعتي ولكن انت في ليل وليلتك التي تريد قدرية خفية غريب حكمها بين الليالي
قلت ان كان ثم ليلة فسالتمسها في نفسي فنحن حفظة القران والقران نزل فيها قالت سيكون معك خطابي وليس لغيري معك خطاب بعدها حتى لو كلمك غيري فما كلمك الا انا
قلت اميطي لثامك فقد انفجر الفجر المستجن
فاماطت لثامها فلم يكن لها شعاع
فعلمت الاشاره
فقلت عرفتك الان
قالت اما انت فقد عرفتني فكيف اعرفك
قلت لن تجديني في مجلى
قالت انت وليي ساعلم نفسي فعلمي نفسي علمي بك
قلت نعم ذاك انا في شيئيتي .
الحق يتجلى لك ما تعتقد فمن اطلق الحق في اعتقاده كان له الاطلاق, ومن لم يكيف الحق بكيفية فهو لا يكيف بكيفية

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

بعث ذو النون رجلا الى ابي يزيد يقول له: ( الى متى هذا النوم والراحة وقد جازت القافلة؟)

فقال ابو يزيد: ( قل لأخي ذي النون ان الرجل كل الرجل من ينام الليل كله, فاذا أصبح, أصبح آمنا في المنزل قبل نزول القافلة).
فرجع الرجل الى ذي النون فأخبره
فقال: (هذا كلام لا تبلغه أحوالنا, هنيئا له هذا المنزل, منزل عال شريف فيه أسرار عجيبة ومعان لطيفة)
القفل: لأبي يزيد البسطامي
(الرجل كل الرجل من ينام الليل كله فاذا أصبح, أصبح آمنا في المنزل قبل نزول القافلة)

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

المفتاح
ذو النون: أنا أتحرك كي أعيش كل حياة, وانجو من موت الصورة.
أبو يزيد: أنا السكون, الذي فيه كل حركة, في بحري اضطربت الأمواج, فلا أنا ساكن , ولا أنا متحرك.

ذو النون: كل الأشياء تحدثني عن نفسها, تخبرني بتأويلها , وان لها حقيقة وراء هذا العالم الحالم.
أبويزيد: الأشياء لا تحدثني, أنا أتحدث فيها وأبث الحلم, فأنا النائم في اليل كله.

ذو النون: انا أضحك زمانا وأبكي زمانا , أقارع الاسماء بالأسماء , لأتخلص من مزجة الخيال.
أبو يزيد: انا اليوم لا أضحك و لا أبكي, ولكن أظهر فيهما إحياءا, وتلاوة وذكرا. مررت بالضحك والبكاء, والان لم تعد الأحوال تأخذني بل هي تمر في, ومني, وعني.

ذو النون: أريد أن أستتم معرفتي بنفسي, لتكون يقظتي من هذا الحلم الكبير.
أبو يزيد: أريد أن أنام ليظهر حلمي, أبلو المنازل حتى أعلم نفسي, وفي يقظتي حلم, وفي حلمي يقظة.

ذو النون: حتام هذا النوم, ستجوز القافلة, وأنا أتقلب في دركات هذا الخيال.
أبو يزيد: الرجل كل الرجل, من تأخذ كل الأشياء عنه منازلها فهي أهل له, فهو الذي يقيم الخيال.
نحن في موطننا آمنون بذواتنا, قبل نزول القافلة, وننام الليل كله ليظهر مسير القوافل.

ذو النون: هل تريدني أن أسكن لخيالي, وأخضع لحلم هيكلي؟
أبو يزيد: طلبك لليقظة نوم, والخيال خيال, إذا كان ثم فصل.
أنت كعبة الحقيقة, أبن بيت نفسك, (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)

ذو النون: أليس هذا العالم وهما وحلما؟
أبو يزيد: النوم بحق من يأخذه الخيال, واما الحق فما يخرج منه فهو حق, وان سميته نوما.

ذو النون: سأسير مع القافلة, لأجد ذاتي.
أبو يزيد: أذا وصلتم ستجدوني هناك.

ذو النون: كل ما في الكون وهم.
أبو يزيد: وهو حق في الحقيقة.

كل ما في الكون وهم وهو حق في الحقيقة
والذي يعرف هذا حاز أسرار الطريقة

هدية الى الدرويش وأمير جاد وهما في حضرة السيد البدوي

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

مفتاح القفل السابق على لسان الشيخ الأكبر :

القائم بهذا المنزل عبد الرب, وهو الامام الأكمل الذي تقدم فيه سر الصباح والظلام, والذحول والنمائم, والرموز والتحاسد.

سلوك أهل الطريق الى الحق على طريقين, طريق يسلكونها بأنفسهم, وهو قوله: (من عرف نفسه عرف ربه), وطريق يسلك بهم عليها, وهذه هي حالة المرادين المنقطعين, والأولى حالة المريدين والمنقطعين, ومع هذا فكلا الفريقين سالك, وان سلك به, ومثالهما في السفر الحسي, سلوك المشاة في قطع المفازات, وسلوك راكبي البحر, ولهذا شبه بعضهم سير العمر بالانسان براكب البحر, قال قائلهم:

فسيرك يا هذا كسير سفينة

بقوم قعود والقلاع تطير

فيظهر من كلام أبي يزيد انه يريد هذا السفر بقوله أصبح آمنا في المنزل, قبل نزول القافلة, فدل كلامه على انه طالب ما طلبت القافلة, فزاد عليهم بالراحة والنعيم, مثل الفقراء, مع الاغنياء, بنصف اليوم الذي يختصمون به في نعيم الجنة, ثم تقع الشركة بعد ذلك, هذا هو الظاهر, من كلام أبي يزيد, ولكن له عندنا مدرك رفيع خلاف هذا, مذكور في شرح أحواله في الكتاب الذي (سميناه مفتاح أقفال الهام التوحيد) فلينظر, هناك, ثم نرجع ونقول, قال الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده), وقال ( ثم دنا فتدلىفكان قاب قوسين أو أدنى, ما كذب الفؤاد ما رأى) وقال (ما وسعني أرضي ولا سمائي, وقد وسعني قلب عبدي) , وهذه بحور لا سواحل لها, ولكن لابد لنا ان نظهر منها قدر ما يليق بهذا الكتاب, حتى نستوفيها, على مقتضى ما تعطيه, مرتبة هذا الكون, ان شاء الله, فاعلم ان القلوب التي اعتنى الله بها على ضربين, قلوب غلب عليها الشوق, وقلوب لم يغلب عليها الشوق, فالقلوب التي لا شوق لها, وصلت الى شاهد علمها بسير من أنواع المعاملات وقنعت واطمأنت ولذا قيل للمطمئنة, (ارجعي الى ربك) , واين هذا المقام , من قوله (الم تر الى ربك) , ثم سدل الحجاب, فقال (كيف مد الظل) , فرده اليه, فواحد يدعوه من نفسه, الأضعف, والأقوى, والأكبر, والأصغر, والأعلى, والأسفل, والأشرف , والأوضع, وجهان وجه يجتمع به مع ضده , يدل على الله ووجه ينفرد به كل واحد عن صاحبه, يدل به أيضا على العلم, بالله فالطريق وان تنوعت, وتشعبت, فكلها منه انبعثت, واليه تعود كالخطوط الخارجة من نقطة الدائرة الى المحيط.

فإذا تقررهذا وتبين تشعب الطرق اليه, فاعلم أيضا ان له جل وعلا لكل طريق وجه لا يشبه الوجه الآخر, كما لا يشبه الطريق الطريق, فاختلفت اذن المعارف ولا تقول تضادت, فصار كل متكلم عن الله بعد مشاهدة كانت منه اليه انما ينطق عن حقيقة, وقد خالف طريق صاحبه, فاختلفت المشاهدة فتنوع المشهود, فتنوعت العبارة, فوقع الإنكار, عند السامع المحجوب, الذي ليس له مدخل, في هذه الحقائق, فسمع محققين, قد اختلفا وكلاهما يقول ان الله اريد بما اقول , فيحمل السامع كلاهما على الجهل, ويقول لابد ان يكون الحق عند احدهما.

أو ليس عندهما حق على حسب ما تعطيه القسمة, في الانتشار, او الانحصار, وكلاهما مصيب, لا محالة, عند المحقق العارف بالحضرة الإلهية, فاذا ثبت هذا فقد تبين ان الساري الى الحق والنائم في المنزل كلاهما سار, وكلاهما عند الصباح واصل, غير ان المشاهدة اختلفت, إذ ليس طريق النوم طريق التعب, كان عليه السلام, يحمد الله على السراء بالمنعم المفضل, وعلى الضراء, بعلى كل حال والمحمود واحد, من حيث الذات, والمحمود مختلف من حيث الصفات والاسماء, فان الاسماء التي عينها تكون الذات, ليست الصفة التي عينها تكون الآلام, فلا وجود للصفات الا بالذات, فلا معنى, للذات الا بالصفات, والاسماء, فااذا بالجملة, يسلم لمن قال الحمد لله الراحم ويسلم لمن قال الرحمن, ولهذا حق يرجع اليه, فالأمر دقيق يعسر على الأفهام, فأبو يزيد نام عاشقا, فاستيقظ ومحبوبه عند رأسه التي تطلبه القافلة, والقافلة أصبحت عند مطلوبها, في الوقت الذي استيقظ فيه أبو يزيد برفيقتين صحيحتين مختلفتين متماثلتين.

وقد ذكرنا هذا المقام مرموزا في كتاب عنقاء مغرب في مرجانة.

(نقلا عن آخر كتاب منزل القطب ومقاله وحاله, للشيخ الأكبر )

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

سؤل أبو يزيد البسطامي عن الزهد
فقال: (ليس بشئ لا قدر له عندي ما كنت زاهدا سوى ثلاثة أيام أول يوم زهدت في الدنيا والثاني زهدت في الآخرة وثالث يوم زهدت في كل ما سوى الله
فنوديت: ما ذا تريد
فقلت: أريد أن لا أريد لأني أنا المراد وأنت المريد
..............................
القفل: لأبي يزيد البسطامي
قوله (أريد أن لا أريد , لأني أنا المراد وأنت المريد).

عدد الرسائل : 105 تاريخ التسجيل : 11/09/2007

الحق يتجلى لك ما تعتقد
فمن اطلق الحق في اعتقاده كان له الاطلاق.........

الطريق وان تنوعت, وتشعبت, فكلها منه انبعثت, واليه تعود كالخطوط الخارجة من نقطة الدائرة الى المحيط..

كل ما في الكون وهم وهو حق في الحقيقة
والذي يعرف هذا حاز أسرار الطريقة

..............
الفاضل ذو العين......

جزيل الامتنان والشكر بعدد حروف ماكتبت ونطق قلبك

مودتي

» محاورة حول حكم الوقت ومفاتيح الغنى في ساحة الإسكندرية