الباب الثالث والستون في سائر الأديان والعبادات ونكتة جميع الأحوال والمقامات. كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل
كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه
الباب الثالث والستون في سائر الأديان والعبادات ونكتة جميع الأحوال والمقامات
[center]الجزء الأول
اعلم أن الله تعالى إنما خلق جميع الموجودات لعبادته. فهم مجبولون على ذلك، مفطورون عليه من حيث الأصالة.
فما في الوجود شيء إلا وهو يعبد الله تعالى بحاله ومقاله وفعاله، بل بذاته وصفاته، فكل شيء في الوجود مطيع الله تعالى، لقوله تعالى للسماوات والأرض "ائتيا طوعا أو كرها، قالتا أتينا طائعين". آية 11 سورة فصلت.
وليس المراد بالسماوات إلا أهلها، ولا بالأرض إلا سكانها.
وقال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". آية 56 سورة الذاريات.
ثم شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يعبدونه بقوله: "كل ميسر لما خلق له"
صحيح مسلم في القدر 9، وأبو داود 4709 ، و الترمذي 3111، وابن ماجه 78 , 91.
لأن الجن والإنس مخلوقون لعبادته وهم میسرون لما خلقوا له، فهم عباد الله بالضرورة.
ولكن تختلف العبادات لاختلاف مقتضيات الأسماء والصفات، لأن الله تعالى متجلي باسمه المضل كما هو متجل باسمه الهادي.
فكما يجب ظهور أثر اسمه المنعم، كذلك يجب ظهور أثر اسمه المنتقم.
واختلف الناس في أحوالهم الاختلاف أرباب الأسماء والصفات، قال الله تعالى: "كان الناس أمة واحدة". آية 213 سورة البقرة.
يعني عباد الله مجبولين على طاعته من حيث الفطرة الأصلية.
فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ليعبده من اتبع الرسل من حيث اسمه الهادي، و ليعبده من يخالف الرسل من حيث اسمه المضل.
فاختلف الناس وافترقت الملل وظهرت النحل وذهبت كل طائفة إلى ما علمته أنه صواب، ولو كان ذلك العلم عند غيرها خطأ، ولكن حسنه الله عندها ليعبدوه من الجهة التي تقتضيها تلك الصفة المؤثرة في ذلك الأمر.
وهذا معنى قوله: "ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها". آية 56 سورة هود.
فهو الفاعل بهم على حسب ما يريده مراده، وهو عين ما اقتضته صفاته.
فهو سبحانه وتعالى يجزيهم على حسب مقتضى أسمائه وصفاته، فلا ينفعه إقرار أحد بربوبيته ولا يضره جحود أحد بذلك.
بل هو سبحانه وتعالى يتصرف فيهم على ما هو مستحق لذلك من تنوع عباداته التي تنبغي لكماله.
فكل من في الوجود عابد الله تعالى، مطيع لقوله تعالى:
"وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ".آية 44 سورة الإسراء.
لأن من تسبيحهم ما يسمى مخالفة ومعصية وجحودا وغير ذلك.
فلا يفقهه كل أحد، ثم إن النفي إنما وقع على الجملة، فصح أن يفقهه البعض فقوله: "ولكن لا تفقهون تسبيحهم " يعني من حيث الجملة، فيجوز أن يفقهه بعضهم.
ثم اعلم أن الله تعالى لما أوجد هذا الوجود، وأنزل آدم من الجنة، وكان آدم وليا قبل نزوله إلى الدنيا.
فلما نزل إلى الدنيا آتاه الله تعالى النبوة، لأن النبوة تشريع وتكليف، والدنيا دار التكليف، بخلاف الجنة، فإنه كان بها وليا، لأنها دار الكرامة والمشاهدة وذلك هو الولاية.
ثم لم يزل أبونا آدم وليا في نفسه إلى أن ظهرت ذريته فأرسل إليهم، وكان يعلمهم ما أمره الله تعالى به.
وكانت له صحف أنزلها الله عليه فمن تعلم من أولاده قراءة تلك الصحف آمن بالضرورة لما فيها من البيان الذي لا يمكن أن يرده متأمل.
فهؤلاء الذين اتبعوه من ذريته، ومن اشتغل بلذاته عن تعلم قراءة تلك الصحف، واتبع هواه، آلت به ظلمة الغفلة إلى الغرور بالدنيا، ثم آل به ذلك إلى الإنكار وعدم الإيمان بما في الصحف مما أنزله الله على آدم عليه السلام، وهؤلاء هم الكفار.
ثم لما توفي آدم عليه السلام افترقت ذريته:
فذهبت طائفة ممن كان يؤمن بقرب آدم عليه السلام من الله تعالى إلى أن يصور شخصية من حجر على صفة آدم، لحفظ حرمته بالخدمة له، وليقيم ناموس المحبة بمشاهدة شخصه على الدوام.
لعل ذلك يكون مقربا له إلى الله تعالى، لأنه يعلم أن خدمة آدم في حال حياته كان مقربا له إلى الله تعالى، فظن أنه لو خدم شخص آدم كان كذلك.
ثم تبعتها طائفة من بعدها فضلوا في الخدمة فعبدوا الصورة نفسها، فهؤلاء هم عبدة الأوثان.
ثم ذهبت طائفة أخرى إلى القياس بعقولهم، فزيفوا عبدة الأوثان وقالوا: الأولى أن تعبد الطبائع الأربعة،لأنها أصل الوجود.
إذ العالم مركب من حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة.
فعبادة الأصل أولى من عبادة الفرع، لأن الأوثان فرع العابد، لأنها تحتها فهو أصلها فعبدوا الطبائع، وهؤلاء هم الطبيعيون.
ثم ذهبت طائفة إلى عبادة الكواكب السبعة، فقالوا: إن الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة ليس شيء منها في نفسه له حركة اختيارية فلا فائدة في عبادتها،
والأولى عبادة الكواكب السبعة وهي: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر، لأن كل واحد من هؤلاء مستقل بنفسه سائر في فلكه.
يتحرك بحركة مؤثرة في الوجود تارة نفعا وتارة ضر فالأولى عبادة من له التصرف، فعبدوا الكواكب وهؤلاء هم الفلاسفة.
وذهبت طائفة إلى عبادة النور والظلمة لأنهم قالوا: إن اختصاص الأنوار بالعبادة تضييع للجانب الثاني، لأن الوجود منحصر من نور وظلمة. فالعبادة تضييع لهؤلاء أولی.
فعبدوا النور المطلق حيث كان من غير اختصاص بنجم أو غيره.
وعبدوا الظلمة المطلقة المتجلية حيث كانت، فسموا النور يزدان. وسموا الظلمة أهرمن وهؤلاء هم الثانوية.
ثم ذهبت طائفة إلى عبادة النار لأنهم قالوا: إن مبني الحياة على الحرارة الغريزية وهي معنى، وصورتها الوجودية هي النار، فهي أصل الوجود وحده، فعبدوا النار وهؤلاء هم المجوس.
ثم ذهبت طائفة إلى ترك العبادة رأسا زعما بأنها لا تفيد، وإنما الدهر بما يقتضيه مجبول من حيث الفطرة الإلهية على ما هو الواقع.
فما ثم إلا أرحام تدفع وأرض تبلع، وهؤلاء هم الدهریون ويسمون بالملاحدة أيضا ثم إن أهل الكتاب متفرقون :
فبراهمة وهؤلاء يزعمون أنهم على دين إبراهيم وأنهم من ذريته ولهم عبادة مخصوصة.
ويهود وهؤلاء الموسويين.
ونصارى وهؤلاء العيسويون.
ومسلمون وهم المحمديون.
فهؤلاء عشر ملل، وهم أصول الملل المختلفة، وهي لا تتناهى لكثرتها، ومدار الجميع على هذه العشر الملل.
وهم الكفار والطبائعية والفلاسفة والثانوية والمجوس والبراهمة والدهرية واليهود والنصارى والمسلمون.
وما ثم طائفة من هذه الطوائف إلا وقد خلق الله منها ناسا للجنة وناسا للنار.
ألا ترى أن الكفار في الزمن المتقدم من النواحي التي لم تصل إليها دعوة رسل ذلك الوقت منقسمون على عامل خير جزاه الله بالجنة؟ وعامل شر جزاه الله بالنار؟ .
وكذلك أهل الكتاب، فالخير قبل نزول الشرائع ما قبلته القلوب وأحبته النفوس واستبشرت به الأرواح.
وبعد نزول الشرائع ما تعبد الله به عباده، والشر قبل نزول الشرائع ما قبلته القلوب وكرهته النفوس وتألمت به الأرواح، وبعد نزول الشرائع ما نهى الله عنه عباده.
فكل هذه الطوائف عابدون لله تعالى كما ينبغي أن يعبد، لأنه خلقهم لنفسه لا لهم فهم له كما يستحق.
ثم إنه سبحانه وتعالى أظهر في هذه الملل حقائق أسمائه وصفاته فتجلى في جميعها بذاته فعبدته جميع الطوائف.
فأما الكفار فإنهم عبدوه بالذات، لأنه لما كان الحق سبحانه وتعالى حقيقة الوجود بأسره والكفار من جملة الوجود هو حقيقتهم فكفروا أن يكون لهم رب لأنه تعالى حقيقتهم ولا رب له بل هو الرب المطلق.
فعبدوه من حيث ما تقتضيه ذواتهم التي هو عينها، ثم من عبد منهم الوثن فلسر وجوده سبحانه ب?ماله بلا حلول ولا مزج في كل فرد من أفراد ذرات الوجود.
فكان تعالى حقيقة تلك الأوثان التي يعبدونها، فما عبدوا إلا الله، ولم يفتقر في ذلك إلى علمهم ولا يحتاج إلى نياتهم، لأن الحقائق ولو طال إخفاؤها لا بد لها أن تظهر على ساق مما هو الأمر عليه.
وذلك سر اتباعهم للحق في أنفسهم، لأن قلوبهم شهدت لهم بأن الخير في ذلك الأمر، فانعقدت عقائدهم على حقيقة ذلك وهو عند ظن عبده به.
وقال عليه الصلاة والسلام: "استفت قلبك ولو أفتوك المفتون".هذا على تأويل عموم القلب. الإتحاف 1 / 160 ، والحلية 44 / 9 ، والتاريخ الكبير 1 / 145.
وأما على الخصوص فما كل قلب يستفتي، ولا كل قلب يفتي بالصواب، فهذا يراد به بعض القلوب لا كلها.
فتلك اللطيفة الاعتقادية بحقيقة الأمر الذي هم فاعلوه قادتهم إلى ظهور حقيقة الأمر على ذلك المنهج في الآخرة، وقال تعالى: "كل حزب بما لديهم فرحون ". آية 32 سورة الروم.
يعني في الدنيا والآخرة، لأن الاسم لا ينفك عن المسمى , فهو سماهم بأنهم فرحون ووصفهم بهذا الوصف، والوصف غير مغاير للموصوف.
بخلاف ما لو قال: فرح كل حزب بما لديهم، كان هذا صيغة الفعل.
ولو قال: يفرح على صيغة المضارع كان يقتضي الانصرام.
وأما الاسم فهو لدوام الاستمرار، فهم فرحون في الدنيا بأفعالهم، وفرحون في الآخرة بأحوالهم، فهم دائمون في الفرح بما لديهم.
ولهذا لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه بعد إطلاعهم على ما ينتجه من العذاب لما وجدوه من اللطيفة الملذوذة في ذلك، وهي سبب بقائهم فيه.
فإن الحق تعالى من رحمته إذا أراد تعذيب عبد بعذاب في الآخرة أوجد له في ذلك العذاب لذة غريزية يتعشق بها جسد المعذب لئلا يصح منه الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به من العذاب.
فيبقى في العذاب ما دامت تلك اللذة موجودة له، فإذا أراد الحق تخفيف عذابه فقده تلك اللذة فيضطر إلى الرحمة.
وهو تعالى شأنه أنه يجيب المضطر إذا دعاه، فحين يصح منه الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به، فيعيذه الحق من ذلك.
فعبادة الكفار له عبادة ذاتية، وهي وإن كانت تؤول بهم إلى السعادة فإنها طريق الضلال لبعد حصول سعادتها.
فإنه لا تنكشف لصاحبها الحقائق إلا بعد خوض طباق النار الأخروية جميعها جزاء بما خاض في الدنيا طباق النار الطبيعية بالأفعال والأحوال والأقوال على مقتضى البشرية.
فإذا استوفي ذلك قطع طريقه إلى الله تعالى، لأنه نودي من بعد فیصل ذلك إلى سعادته الإلهية، فيفوز بما فاز به المقربون من أول قدم،لأنهم نودوا من قرب. فافهم.
وأما الطبائعية :
فإنهم عبدوه من حيث صفاته الأربع، لأن الأربعة الأوصاف الإلهية التي هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة، أصل بناء الوجود.
فالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة مظاهرها في عالم الأكوان.
فالرطوبة مظهر الحياة، والبرودة مظهر العلم، والحرارة مظهر الإرادة، واليبوسة مظهر القدرة وحقيقة هذه المظاهر ذات الموصوف بها سبحانه وتعالى.
فلما لاح لسائر أرواح الطبيعيين تلك اللطيفة الإلهية الموجودة في هذه المظاهر، وعاينوا أثر أوصافه الأربعة الإلهية ثم باشروها في الوجود على حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة.
علمت القوابل من حيث الاستعداد الإلهي أن تلك الصفات معان لهذه الصور، أو قل أرواح لهذه الأشباح، أو قل ظواهر لهذه المظاهر، فعبدت هذه الطبائع لهذا السر فمنهم من علم ومنهم من جهل، فالعالم سابق والجاهل لاحق.
فهم عابدون للحق من حيث الصفات، ويئول أمرهم إلى السعادة كما آل أمر من قبلهم إليها بظهور الحقائق التي بني أمرهم عليها.
وأما الفلاسفة فإنهم عبدوه من حيث أسماؤه سبحانه وتعالى، لأن النجوم مظاهر أسمائه وهو تعالى حقيقتها بذاته.
فالشمس مظهر اسمه الله، لأنه الممد بنوره جميع الكواكب كما أن الاسم الله تستمد جميع الأسماء حقائقها منه.
والقمر مظهر اسمه الرحمن، لأنه أكمل الكواكب يحتمل نور الشمس، كما أن الاسم الرحمن أعلى مرتبة في الاسم الله من جميع الأسماء كما سبق بيانه في بابه.
والمشتري مظهر اسمه الرب؛ لأنه أسعد كوكب في السماء، كما أن اسم الرب أخص مرتبة في المراتب لشموله كمال الكبرياء لاقتضائه المربرب.
وأما زحل فمظهر الواحدية لأن كل الأفلاك تحت حيطته، كما أن الاسم الواحد تحت جميع الأسماء والصفات.
وأما المريخ فمظهر القدرة لأنه النجم المختص بالأفعال القاهرية.
وأما الزهرة فمظهر الإرادة، لأنه سريع التقلب في نفسه، فكذلك الحق يريد في كل آن شيئة.
وأما عطارد فمظهر العلم لأنه الكاتب في السماء.
وبقية الكواكب المعلومة مظاهر أسمائه الحسنى التي تدخل تحت الإحصاء وما لا يعلم من الكواكب الباقية فإنها مظاهر أسمائه التي لا يبلغها الإحصاء.
فلما ذاقت ذلك أرواح الفلاسفة من حيث الإدراك الاستعدادي الموجود فيها بالفطرة الإلهية.
عبدت هذه الكواكب لتلك اللطيفة الإلهية الموجودة في كل كوكب؛ ثم لما كان الحق حقيقة تلك الكواكب اقتضى أن يكون معبودة لذاته فعبدوه لهذا السر.
فما في الوجود شيء إلا وقد عبده ابن آدم وغيره من الحيوانات كالحرباء فإنها تعبد الشمس، و?الجعل يعبد النتائة وغيرهما من أنواع الحيوانات، فما في الوجود حيوان إلا وهو يعبد الله تعالى.
إما على التقييد بمظهر ومحدث، وإما على الإطلاق؛ فمن عبده على الإطلاق فهو موحد، ومن عبده على التقييد فهو مشرك.
وكلهم عباد الله على الحقيقة لأجل وجود الحق فيها.
فإن الحق تعالى من حيث ذاته يقتضي أن لا يظهر في شيء إلا ويعبد ذلك الشيء؛ وقد ظهر في ذات الوجود.
فمن الناس من عبد الطبائع وهي أصل العالم.
ومنهم من عبد الكواكب.
ومنهم من عبد المعدن.
ومنهم من عبد النار.
ولم يبق شيء في الوجود إلا وقد عبد شيئا من العالم.
إلا المحمديون فإنهم عبدوه من حيث الإطلاق بغير تقييد بشيء من أجزاء المحدثات، فقد عبدوه من حيث الجميع ثم تنزهت عبادتهم عن تعلقهم بوجه دون وجه من باطن وظاهر، فكان طريقهم صراط الله إلى ذاته، فلهذا فازوا بدرجة القرب من أول قدم، فهؤلاء الذين أشار إليهم الحق بقوله:"أولئك ينادون من مكان قريب". آية 44 سورة فصلت.
بخلاف من عبده من حيث الجهة وقيده بمظهر كالطبائع أو كالكواكب أو كالوثن أو غيرهم، فإنهم المشار إليهم بقوله:"أولئك ينادون من مكان بعيد " لأنهم لا يرجعون إليه إلا من حيث ذلك المظهر الذي عبدوه من حيث هو ولا يظهر عليهم في غيره. وذلك عين البعد الذي نودوا إليه من حيث هو، وبعد الوصول إلى المنزل يتحد من نودي من قريب ومن نودي من بعيد فافهم.
وأما الثنيوية فإنهم عبدوه من حيث نفسه تعالى، لأنه تعالى جمع الأضداد بنفسه، فشمل المراتب الحقية والمراتب الخلقية، وظهر في الوصفين بالحكمين وظهر في الدارين بالنعتين.
فما كان منسوبة إلى الحقيقة الحقية فهو الظاهر في الأنوار، وما كان منسوبة إلى الحقيقة الخلقية فهو عبارة عن الظلمة.
فعبدوا النور والظلمة لهذا السر الإلهي الجامع للوصفين وللضدين والاعتبارين والحكمين كيف شئت من أي حكم شئت، فإنه سبحانه يجمعه وضده بنفسه.
فالثنوية عبدوه من حيث هذه اللطيفة الإلهية مما يقتضيه في نفسه سبحانه وتعالى، فهو المسمى بالحق وهو المسمى بالخلق، فهو النور والظلمة.
وأما المجوس فإنهم عبدوه من حيث الأحدية، فكما أن الأحدية مفنية لجميع المراتب والأسماء والأوصاف، كذلك النار فإنها أقوى الاستقصات وأرفعها، فإنها مفنية لجميع الطبائع بمحاذاتها، لا تقاربها طبيعة إلا وتستحيل إلى النارية لغلبة قوتها، فكذلك الأحدية لا يقابلها اسم ولا وصف إلا ويندرج فيها ويضمحل، فلهذه اللطيفة عبدوا النار وحقيقتها ذاته تعالى.
واعلم أن الهيولي قبل ظهورها في ركن من أركان الطبائع التي هي النار والماء والهواء والتراب لها أن تلبس صورة أي ركن شائت، وأما بعد ظهورها في ركن من الأركان فلا يمكنها أن تخلع تلك الصورة وتلبس غيرها، فكذلك الأسماء والصفات في عين الواحدية كل واحدة منهن لها معنى الثاني، فالمنعم وهو المنتقم.
فإذا ظهرت الأسماء في المرتبة الإلهية لا يفيد كل اسم إلا ما اقتضته حقیقته فالمنعم ضد المنتقم، فالنار في الطبائع مظهر الواحدية في الأسماء.
فلما انتشقت مشام أرواح المجوس لعطر هذا المسك زكمت عن شتم سواه، فعبدوا النار وما عبدوا إلا الواحد القهار.
وأما الدهرية فإنهم عبدوه من حيث الهوية، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر".صحيح مسلم الألفاظ من الأدب 5 ، وأحمد 2/395 , ، والبيهقي 3/365 .
وأما البراهمة فإنهم يعبدون الله مطلقا لا من حيث نبي ولا من حيث رسول، بل يقولون إن ما في الوجود شيء إلا وهو مخلوق له.
فهم مقرون بوحدانية الله تعالى في الوجود، لكنهم ينكرون الأنبياء والرسل مطلقة، فعبادتهم للحق نوع من عبادة الرسل قبل الإرسال.
وهم يزعمون أنهم أولاد إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويقولون إن عندهم كتابا كتبه لهم إبراهيم الخليل عليه السلام من نفسه من غير أن يقولوا إنه من عند ربه.
فيه ذكر الحقائق وهو خمسة أجزاء.
فأما الأربعة أجزاء فإنهم يبيحون قراءتها لكل أحد، وأما الجزء الخامس فإنهم لا يبيحون إلا للآحاد منهم لبعد غوره.
وقد اشتهر بينهم أن من قرأ الجزء الخامس من كتابهم لا بد أن يئول أمره إلى الإسلام فيدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذه طائفة أكثر من يوجدون ببلاد الهند، وثم ناس يتزيون بزيهم ويدعون أنهم براهمة وليسوا منهم، وهم معروفون بينهم بعبادة الوثن فمن عبد منهم الوثن فلا يعد من هذه الطائفة عندهم.
وكل هذه الأجناس السابق ذكرها لما ابتدعوا هذه العبادات من أنفسهم كانت سببا لشقاوتهم، ولو آل بهم الأمر إلى السعادة فإن الشقاوة ليست إلا ذلك البعد الذي يثبتون فيه قبل ظهور السعادة فهي الشقاوة فافهم.
وأما من عبد الله على القانون الذي أمره به نبیه ?ائنا من كان من الأنبياء فإنه لا يشقى، بل سعادته مستمرة تظهر شيئا فشيئا.
فكان ذلك الشيء سببا لشقاوتهم، وهم في الشقاوة على قدر مخالفتهم لأوامر الله تعالى وسعادتهم على قدر موافقتهم كتابه تعالى.
فإن الحق لم يرسل نبيا ولا رسولا إلى أمة إلا وجعل في رسالته سعادة من تبعه منهم.
وأما اليهود فإنهم يتعبدون بتوحيد الله تعالى ثم بالصلاة في كل يوم مرتين وسيأتي بيان سر الصلاة في محله إن شاء الله تعالى.
ويتعبدون بالصوم ليوم كنورة إذ هو اليوم العاشر من أول السنة وهو يوم عاشوراء، وسيأتي بيان سره أيضا.
ويتعبدون بالاعتكاف في يوم السبت، وشرط الاعتكاف عندهم أن لا يدخل في بيته شيئا مما يتمول به ولا مما يؤكل، ولا يخرج منه شيئا، ولا يحدث فيه ن?احا ولا بيعا ولا عقدا.
وأن يتفرغ لعبادة الله تعالى لقوله تعالى في التوراة: "أنت وعبدك وأمتك لله تعالى " في يوم السبت.
فلأجل هذا حرم عليهم أن يحدثوا في يوم السبت شيئا مما يتعلق بأمر دنياهم، ويكون مأكوله مما جمعه يوم الجمعة، وأول وقته عندهم إذا غربت الشمس من يوم الجمعة وآخره الاصفرار من يوم السبت.
وهذه حكمة جليلة فإن الحق تعالى خلق السموات والأرضين في ستة أيام و ابتدأها في يوم الأحد ثم استوى على العرش في اليوم السابع وهو يوم السبت.
فهو يوم الفراغ، فلأجل هذا عبد الله اليهود بهذه العبادة في هذا اليوم إشارة إلى الاستواء الرحماني وحصوله في هذا اليوم فافهم.
ولو أخذنا في الكلام على سر مأكولهم ومشروبهم الذي سنه لهم موسى، أو لما أخذنا في الكلام على أعيادهم وما أمرهم فيها نبيهم وفي جميع تعبداتهم وما فيها من الأسرار الإلهية خشينا على كثير من الجهال أن يغتروا به فيخرجوا عن دينهم لعدم علمهم بأسراره.
فلنمسك عن إظهار أسرار تعبدات أهل الكتاب، و لنبين ما هو أفضل من ذلك وهو أسرار و تعبدات أهل الإسلام، فإنها جمعت جميع المتفرقات ولم يبق شيء من أسرار الله إلا وقد هدانا إليه محمد صلى الله عليه وسلم فدينه أكمل الأديان وأمته خير الأمم.
وأما النصارى فإنهم أقرب من جميع الأمم الماضية إلى الحق تعالى، فهم دون المحمديين.
وسببه أنهم طلبوا الله تعالی فعبدوه في عيسى ومريم وروح القدس، ثم قالوا بعدم التجزئة، ثم قالوا بقدمه على وجوده في محدث عیسی، وكل هذا تنزیه في تشبيه لائق بالجانب الإلهي.
لكنهم لما حصروا ذلك في هؤلاء الثلاثة نزلوا عن درجة الموحدين، غير أنهم أقرب من غيرهم إلى المحمديين لأن من شهد الله في الإنسان كان شهوده أكمل من جميع من شهد الله من أنواع المخلوقات.
فشهودهم ذلك في الحقيقة العيسوية يئول بهم إذا انكشف الأمر على ساق أن يعلموا أن بني آدم كمراء متقابلات يوجد في كل منها ما في الأخرى.
فيشهدون الله تعالى في نفسهم فيوحدونه على الإطلاق فينقلبون إلى درجة الموحدين لكن بعد جوازهم على صراط البعد، وهو التقييد والحصر المتحكم في عقائدهم. وتعبد الله النصارى بصوم
تسعة وأربعين يوما يبتدأ فيه بيوم الأحد ويختم به.
وأباح لهم أن يصوموا بقية يوم الأحد فيخرج منهم ثمانية آحاد فيبقى أحد وأربعون يوما، ذلك مدة صومهم.
وكيفية صيامهم أن لا يأكلوا ما يقتات ثلاثة وعشرين ساعة من العصر إلى ما قبله بساعة وهي وقت الأكل.
ويجوز لهم فيما بقي من الأوقات التي يصومون فيها أن يشربوا الخمر والماء، وأن يأكلوا من الفواكه ما لا يقوم مقام القوت وتحت كل نكتة من هذه سر من أسرار الله تعالى.
ثم إن الله تعالى تعبدهم باعت?اف يوم الأحد و بأعياد تسعة لسنا بصدد ذكرها، وتحت كل لطيفة من هذه علوم جمعة وإشارات شتى، فلنقبض عن بيانها ولنذكر ما هو الأهم من بيان ما تعبد الله به المسلمين.
وأما المسلمون فاعلم أنهم كما أخبر الله تعالی عنهم بقوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" .آية 110 سورة آل عمران.
لأن نبيهم محمدا صلى الله عليه وسلم خير الأنبياء، ودينه خير الأديان، وكل من هو بخلافهم من سائر الأمم بعد نبؤة محمد صلى الله عليه وسلم وبعثه بالرسالة كائنا من كان فإنه ضال شقي معذب بالناركما أخبر الله تعالى.
فلا يرجعون إلى الرحمة إلا بعد أبد الآبدين، لست سبق الرحمة الغضب، وإلا فهم مغضوبون، لأن الطريق التي دعاهم الله تعالى إلى نفسه بها طريق الشقاوة والغضب، والألم والتعب، فكلهم هل?ی.
قال الله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(*) وأي خسارة أعظم من قوت السعادة المنزلة لصاحبها في درجة القرب الإلهي.
فكونهم نودوا من بعد هو خسارتهم وهو عين الشقاوة والعذاب الأليم، ولا يعتد بدينهم ولو كان صاحبه يصل بعيد مشقة لأنه دين شقاوة، فما شقوا إلا باتباع ذلك الدين.
ألا ترى مثلا إلى من يعذب في الدنيا ولو يوما واحدة بأنواع عذاب الدنيا وهو كخردلة وأقل من عذاب الآخرة، كيف يكون شقية بذلك العذاب؟
فما بالك بمن يمكث أبد الآبدين في نار جهنم.
وقد أخبرك الله تعالى أنهم باقون فيها ما دامت السموات والأرض، فلا ينتقلون منها إلى الرحمة إلا بعد زوال السموات والأرض، فحينئذ يدور بهم الدور ويرجعون إلى الشيء الذي كان منه البدء وهو الله تعالى فافهم.
والمسلمون كلهم سعداء بمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله:
لما قال له الأعرابي: أرأيت إذا حللت الحلال وحرمت الحرام وأديت المفروضة ولم أزد على ذلك شيئا ولم أنقص منه شيئا، أو كما قال هل أدخل الجنة.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : نعم، ولم يوقفه بشرط بل أطلق بتصريح دخول الجنة بذلك العمل فقط.
ومن حصل في الجنة فقد فاز بأول درجة من درجات القرب.
قال الله تعالى: "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز".آية 185 سورة آل عمران.
فالمسلمون على الصراط المستقيم وهو الطريق الموصل إلى السعادة من غير مشقة والموحدون من المسلمين، أعني أهل حقيقة التوحيد على صراط الله، وهذا الصراط أخص وأفضل من الأول.
فإنه عبارة عن تنوعات تجليات الحق تعالی لنفسه بنفسه، والصراط المستقيم عبارة عن الطريق إلى الكشف عن ذلك.
فالمسلمون أهل التوحيد، والعارفون أهل حقيقة وتوحيد، وما عدا هؤلاء فكلهم مشركون، سواء فيه جميع الملل التسع الذين ذكرناهم، فلا موحد إلا المسلمون.
ثم إن الله تعالى تعبد المسلمين من حيث اسمه الرب، فهم مقتدون بأوامره ونواهيه، لأن أول آية أنزلها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :"اقرأ باسم ربك الذي خلق ". آية 1 سورة العلق.
قرن الأمر بالربوبية لأنها محله، ولذلك افترضت عليهم العبادات، لأن المربوب يلزمه عبادة ربه.
فجميع عوام المسلمين عابدون الله تعالى من حيث اسمه الرب لا يمكنهم أن يعبدوه من غير ذلك.
بخلاف العارفين فإنهم يعبدونه من حيث اسمه الرحمن لتجلي وجوده الساري في جميع الموجودات عليهم فهم ملاحظون للرحمن، فهم يعبدونه من حيث المرتبة الرحمانية.
بخلاف المحققين فإن عبادتهم له سبحانه وتعالى من حيث اسمه الله لثنائهم عليه بما يستحقه من الأسماء والصفات التي اتصفوا بها.
لأن حقيقة الثناء أن تتصف بما وصفته به من الاسم أو الصفة التي أثنيت عليه وحمدته بها، فهم عباد الله المحققون و العارفون عباد الرحمن وعامة المسلمين عباد الرب.
فمقام المحققين الحمد لله و مقام العارفين "الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وتحت الثرى".
ومقام عامة المسلمين "ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ".آية 193 سورة آل عمران.
وأعني بعامة المسلمين جميع من دون العارفين من الشهداء والصالحين والعلماء والعاملين، فإنهم عوام بنسبتهم إلى أهل القرب الإلهي.
وهم المحققون الذين بنى الله أساس هذا الوجود عليهم، وأدار أفلاك العوالم على أنفاسهم، فهم محل نظر الحق من العوالم، بل هم محل الله من الوجود ولا أريد بلفظ المحل الحلول ولا التشبيه ولا الجهة، بل أريد به أنهم محل ظهور الحق تعالى بإظهار آثار أسمائه وصفاته فيهم وعليهم.
فهم المخاطبون بأنواع الأسرار، وهم المصطفون لما وراء الأستار، وجعل الله قواعد الدين بل قواعد جميع الأديان مبنية على أرض معارفهم.
فهي ملانة من أنواع اللطائف لهم، لا يعرفها إلا هم فكلامه سبحانه وتعالى عبارات لهم فيها إلى الحقائق إشارة.
ولأمره وتعبداته رموز، لهم عندها من المعارف الإلهية كنوز، ينقلهم الحق بمعرفة ما وصف لهم من مكانة إلى مكانه، ومن حضرة إلى حضرة، ومن علم إلى عيان، ومن عيان إلى تحقق إلى حيث لا أين.
فجميع الخلق لهم كالآلة حمال لتلك الأمانات التي جعلها الله تعالی ملكة لهذه الطائفة، فهم يحملون الأمانة مجازة إليهم، وهؤلاء يحملونها حقيقة له تعالی، فهم محل المخاطبة من كلام الله تعالى و مورد الإشارات ومجلى البيان والباقون ملحقون بهم على سبيل المجاز.
فهم عباد الله الذين يشربون من صرف الكافور، والباقون يخرج لهم من ذلك العين فكل على قدر كأسه قال الله تعالى:"إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا". آية 5 , 6 سورة الإنسان.
فعباد الله مع الله على الحقيقة، والأبرار مع الله على المجاز، والباقون مع الله على التبعية والحكم على الحقيقة، فالكل مع الله كما ينبغي لله، والكل عباد الله،والكل عباد الرحمن، والكل عباد الرب.
ثم اعلم أن الله تعالى جعل مطلق أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سبع مراتب:
المرتبة الأولى: الإسلام.
المرتبة الثانية: الإيمان.
المرتبة الثالثة: الصلاح.
المرتبة الرابعة: الإحسان.
المرتبة الخامسة: الشهادة.
المرتبة السادسة: الصديقية.
المرتبة السابعة: القربة.
وما بعد هذه المرتبة إلا النبوة، وقد انسد بابها بمحمد صلى الله عليه وسلم .
ثم إن الإسلام مبني على خمسة أصول:
الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
الثاني: إقامة الصلاة.
الثالث: إيتاء الزكاة.
الرابع: صوم رمضان.
الخامس: الحج إلى بيت الله الحرام. لمن استطاع إليه سبيلا. .
وأما الإيمان فمبني على ركنين:
الركن الأول: التصديق اليقيني بوحدانية الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى.
وهذا التصديق اليقيني هو عبارة عن سكون القلب إلى تحقيق ما أخبره به من الغيب، كسكونه إلى ما شاهده ببصره من الوجود فلا يشوبه ريب.
الركن الثاني: الإتيان بما بني الإسلام عليه.
وأما الصلاح فمبني على ثلاثة أركان:
الأول: هو الإسلام.
والثاني: هو الإيمان.
والثالث: دوام عبادة الله تعالى بشرط الخوف والرجاء في الله تعالی.
وأما الإحسان فمبني على أربعة أركان:
الأول: الإسلام.
والثاني: الإيمان.
والثالث:الصلاح.
والركن الرابع: الاستقامة في المقامات السبعة، وهي التوبة، والإنابة، والزهد والتوكل، والرضا، والتفويض، والإخلاص في جميع الأحوال.
وأما الشهادة مبنية على خمسة أركان:
الإسلام، والإيمان، والصلاح، والإحسان،
والركن الخامس: الإرادة.
وله ثلاثة شروط:
الأول: انعقاد المحبة لله تعالى من غير علة.
والثاني: دوام التذكر من غير فترة.
والثالث: القيام على النفس بالمخالفة من غير رخصة.
وأما الصديقية مبنية على ستة أركان:
الأول: الإسلام.
والثاني:الإيمان.
والثالث: الصلاح.
والرابع : الإحسان.
الخامس : الشهادة.
والركن السادس: المعرفة.
ولها ثلاث حضرات:
الحضرة الأولى: علم اليقين.
الحضرة الثانية: عين اليقين.
الحضرة الثالثة: حق اليقين.
ولكل حضرة من جنسها سبعة شروط:
الأول: الفناء.
الثاني: البقاء.
الثالث: معرفة الذات من حيث تجلى الأسماء.
الرابع: معرفة الذات من حيث تجلى الصفات.
الخامس: معرفة الذات من حيث الذات.
السادس: معرفة الأسماء والصفات بالذات.
السابع: الاتصاف بالأسماء والصفات.
وأما القربة مبنية على سبعة أركان:
الأول:الإسلام.
الثاني:الإيمان.
الثالث: الصلاح.
الرابع: الإحسان.
[size=24]الخامس: