رسالة إلى الشيخ عبد العزيز المهدوي. كتاب الفتوحات المكية في معرفة أسرار المالكية والملكية المجلد الأول
الشيخ الأكبر محيي الدين أبو عبد الله محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي قدس الله روحه
رسالة إلى الشيخ عبد العزيز المهدوي
هذه رسالة كتبت بها أما بعد فإنه :
لما انتهى للكعبة الحسناء ..... جسمي وحصل رتبة الأمناء
وسعى وطاف وثم عند مقامها ..... صلى وأثبته من العتقاء
من قال هذا الفعل فرض واجب ..... ذاك المؤمل خاتم النباء
ورأى بها الملأ الكريم وآدما ..... قلبي فكان لهم من القرناء
ولآدم ولدا تقيا طائعا ..... ضخم الدسيعة أكرم الكرماء
والكل بالبيت المكرم طائف ..... وقد اختفى في الحلة السوداء
يرخي ذلاذل برده ليريك في ..... ذاك التبختر نخوة الخيلاء
وأبي على الملإ الكريم مقدم ..... يمشي بأضعف مشية الزمناء
والعبد بين يدي أبيه مطرق ..... فعل الأديب وجبرئيل إزائي
يبدي المعالم والمناسك خدمة ..... لأبي ليورثها إلى الأبناء
فعجبت منهم كيف قال جميعهم ..... بفساد والدنا وسفك دماء
إذ كان يحجبهم بظلمة طينة ..... عما حوته من سنا الأسماء
وبدا بنور ليس فيه غيره ..... لكنهم فيه من الشهداء
إن كان والدنا محلا جامعا ..... للأولياء معا وللأعداء
ورأى المويهة والنويرة جاءتا ..... كرها بغير هوى وغير صفاء
فبنفس ما قامت به أضداده ..... حكموا عليه بغلظة وبذاء
وأتى يقول أنا المسبح والذي ..... ما زال يحمدكم صباح مساء
وأنا المقدس ذات نور جلالكم ..... وأتوا في حق أبي بكل جفاء
لما رأوا جهة الشمال ولم يروا ..... منه يمين القبضة البيضاء
ورأوا نفوسهم وعبيدا خشعا ..... ورأوه ربا طالب استيلاء
لحقيقة جمعت له أسماء من ..... خص الحبيب بليلة الإسراء
ورأوا منازعة اللعين بجنده ..... يرنو إليه بمقلة البغضاء
وبذات والدنا منافق ذاته ..... حظ العصاة وشهوتا حواء
علموا بأن الحرب حتما واقع ..... منه بغير تردد وإباء
فلذاك ما نطقوا بما نطقوا به ..... فأعذرهم فهم من الصلحاء
فطروا على الخير الأعم جبلة ..... لا يعرفون مواقع الشحناء
ومتى رأيت أبي وهم في مجلس ..... كان الإمام وهم من الخدماء
وأعاد قولهم عليهم ربنا ..... عدلا فأنزلهم إلى الأعداء
فحرابة الملإ الكريم عقوبة ..... لمقالهم في أول الآباء
أو ما ترى في يوم بدر حربهم ..... ونبينا في نعمة ورخاء
بعريشه متملقا متضرعا ..... لإلهه في نصرة الضعفاء
لما رأى هذي الحقائق كلها ..... معصومة قلبي من الأهواء
نادى فاسمع كل طالب حكمة ..... يطوي لها بشملة وجناء
طي الذي يرجو لقاء مراده ..... فيجوب كل مفازة بيداء
يا راحلا يقص المهامه قاصدا ..... نحوي ليلحق رتبة السمراء
قل للذي تلقاه من شجرائي ..... عني مقالة أنصح النصحاء
واعلم بأنك خاسر في حيرة ..... لما جهلت رسالتي وندائي
إن الذي ما زلت أطلب شخصه ..... ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس ..... الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه ..... بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة ..... من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية ..... من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي ..... فيه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى ..... أبدا منور ليلة قمراء
وابن المرابط فيه واحد شأنه ..... جلت حقائقه عن الإفشاء
وبنوه قد حفوا بعرش مكانه ..... فهو الإمام وهم من البدلاء
فكأنه وكأنهم في مجلس ..... بدر تحف به نجوم سماء
وإذا أتاك بحكمة علوية ..... فكأنه ينبي عن العنقاء
فلزمته حتى إذا حلت به ..... أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه ..... سر المجانة سيد الظرفاء
من عصبة النظار والفقهاء ..... لكنه فيهم من الفضلاء
وافى وعندي للتنفل نية ..... في كل وقت من دجى وضحاء
فتركته ورحلت عنه وعنده ..... مني تغير غيرة الأدباء
وبدأ يخاطبني بأنك خنتني ..... في عترتي وصحابتي القدماء
وأخذت تائبنا الذي قامت به ..... داري ولم تخبر به سجرائي
والله يعلم نيتي وطويتي ..... في أمر تائبه وصدق وفائي
فإنا على العهد القديم ملازم ..... فوداده صاف من الأقذاء
ومتى وقعت على مفتش حكمة ..... مستورة في الغضة الحوراء
متحير متشوف قلنا له ..... يا طالب الأسرار في الإسراء
أسرع فقد ظفرت يداك بجامع ..... لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله ..... من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو لها ..... إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزها وإزاره ..... لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده ..... من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبرا ..... وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لنا ..... صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذا ومن تعني به ..... قلنا المحقق آمر الأمراء
نادى فاسمع كل طالب حكمة ..... يطوي لها بشملة وجناء
طي الذي يرجو لقاء مراده ..... فيجوب كل مفازة بيداء
يا راحلا يقص المهامه قاصدا ..... نحوي ليلحق رتبة السمراء
قل للذي تلقاه من شجرائي ..... عني مقالة أنصح النصحاء
واعلم بأنك خاسر في حيرة ..... لما جهلت رسالتي وندائي
إن الذي ما زلت أطلب شخصه ..... ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس ..... الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه ..... بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة ..... من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية ..... من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي ..... فيه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى ..... أبدا منور ليلة قمراء
وابن المرابط فيه واحد شأنه ..... جلت حقائقه عن الإفشاء
وبنوه قد حفوا بعرش مكانه ..... فهو الإمام وهم من البدلاء
فكأنه وكأنهم في مجلس ..... بدر تحف به نجوم سماء
وإذا أتاك بحكمة علوية ..... فكأنه ينبي عن العنقاء
فلزمته حتى إذا حلت به ..... أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه ..... سر المجانة سيد الظرفاء
من عصبة النظار والفقهاء ..... لكنه فيهم من الفضلاء
وافى وعندي للتنفل نية ..... في كل وقت من دجى وضحاء
فتركته ورحلت عنه وعنده ..... مني تغير غيرة الأدباء
وبدأ يخاطبني بأنك خنتني ..... في عترتي وصحابتي القدماء
وأخذت تائبنا الذي قامت به ..... داري ولم تخبر به سجرائي
والله يعلم نيتي وطويتي ..... في أمر تائبه وصدق وفائي
فإنا على العهد القديم ملازم ..... فوداده صاف من الأقذاء
ومتى وقعت على مفتش حكمة ..... مستورة في الغضة الحوراء
متحير متشوف قلنا له ..... يا طالب الأسرار في الإسراء
أسرع فقد ظفرت يداك بجامع ..... لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله ..... من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو لها ..... إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزها وإزاره ..... لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده ..... من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبرا ..... وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لنا ..... صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذا ومن تعني به ..... قلنا المحقق آمر الأمراء
نادى فاسمع كل طالب حكمة ..... يطوي لها بشملة وجناء
طي الذي يرجو لقاء مراده ..... فيجوب كل مفازة بيداء
يا راحلا يقص المهامه قاصدا ..... نحوي ليلحق رتبة السمراء
قل للذي تلقاه من شجرائي ..... عني مقالة أنصح النصحاء
واعلم بأنك خاسر في حيرة ..... لما جهلت رسالتي وندائي
إن الذي ما زلت أطلب شخصه ..... ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس ..... الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه ..... بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة ..... من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية ..... من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي ..... فيه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى ..... أبدا منور ليلة قمراء
وابن المرابط فيه واحد شأنه ..... جلت حقائقه عن الإفشاء
وبنوه قد حفوا بعرش مكانه ..... فهو الإمام وهم من البدلاء
فكأنه وكأنهم في مجلس ..... بدر تحف به نجوم سماء
وإذا أتاك بحكمة علوية ..... فكأنه ينبي عن العنقاء
فلزمته حتى إذا حلت به ..... أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه ..... سر المجانة سيد الظرفاء
من عصبة النظار والفقهاء ..... لكنه فيهم من الفضلاء
وافى وعندي للتنفل نية ..... في كل وقت من دجى وضحاء
فتركته ورحلت عنه وعنده ..... مني تغير غيرة الأدباء
وبدأ يخاطبني بأنك خنتني ..... في عترتي وصحابتي القدماء
وأخذت تائبنا الذي قامت به ..... داري ولم تخبر به سجرائي
والله يعلم نيتي وطويتي ..... في أمر تائبه وصدق وفائي
فإنا على العهد القديم ملازم ..... فوداده صاف من الأقذاء
ومتى وقعت على مفتش حكمة ..... مستورة في الغضة الحوراء
متحير متشوف قلنا له ..... يا طالب الأسرار في الإسراء
أسرع فقد ظفرت يداك بجامع ..... لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله ..... من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو لها ..... إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزها وإزاره ..... لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده ..... من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبرا ..... وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لنا ..... صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذا ومن تعني به ..... قلنا المحقق آمر الأمراء
وما أحس بي من ذلك الجمع المكرم إلا أبو عبد الله بن المرابط كليمهم المبرز المقدم ولكن بعض إحساس والغالب عليه في أمري الالتباس .
وأما الشيخ المسن المرحوم جراح فكنت قد تكاشفت معه على نية في حضرة عليه ولم أزل بعد مفارقتي حضرة الولي أبقاه الله له ذاكرا ولأحواله شاكرا وبمناقبه ناطقا ولآدابه عاشقا .
وربما سطرت من ذلك في الكتب ما سارت به الركبان وشهر في بعض البلدان وقد وقف الولي عليه ورأى بعض ما لديه فقد ثبت له الود مني قبل سبب يقتضيه وغرض عاجل أو آجل يثبته في النفس ويمضيه .
ثم كان الاجتماع بالولي تولاه الله بعد ذلك بأعوام في محله الأسنى وكانت الإقامة معه تسعة أشهر دون أيام في العيش الأرغد الأهنى عيش روح وشبح وقد جاد كل واحد منا بذاته على صفيه .
وسمح ولي رفيق وله رفيق وكلاهما صديق وصديق فرفيقه شيخ عاقل محصل ضابط يعرف بأبي عبد الله بن المرابط ذو نفس أبية وأخلاق رضية وأعمال زكية وخلال مرضية يقطع الليل تسبيحا وقرآنا ويذكر الله على أكثر أحيانه سرا وإعلانا .
بطل في ميدان المعاملات فهم لما يرد به صاحب المنازل والمنازلات منصف في حاله مفرق بين حقه ومحاله .
وأما رفيقي فضياء خالص ونور صرف حبشي اسمه عبد الله بدر لا يلحقه خسف يعرف الحق لأهله فيؤديه ويوقفه عليهم ولا يعديه قد نال درجة التمييز وتخلص عند السبك كالذهب الإبريز كلامه حق ووعده صدق .
فكنا الأربعة الأركان التي قام عليها شخص العالم والإنسان فافترقنا ونحن على هذه الحال لانحراف قام ببعض هذه المحال فإني كنت نويت الحج والعمرة ثم أسرع إلى مجلسه الكريم الكرة .
فلما وصلت أم القرى بعد زيارتي الخليل الذي سن القرى وبعد صلاتي بالصخرة والأقصى وزيارة سيدي سيد ولد آدم ديوان الإحاطة والإحصاء .
أقام الله في خاطري أن أعرف الولي أبقاه الله بفنون من المعارف حصلتها في غيبتي وأهدى إليه أكرمه الله من جواهر العلم التي اقتنيتها في غربتي .
فقيدت له هذه الرسالة اليتيمة التي أوجدها الحق لأعراض الجهل تميمة ولكل صاحب صفي ومحقق صوفي ولحبيبنا الولي وأخينا الذكي وولدنا الرضي عبد الله بدر الحبشي اليمني معتق أبي الغنائم ابن أبي الفتوح الحراني .
وسميتها رسالة الفتوحات المكية في معرفة الأسرار المالكية والملكية .
إذ كان الأغلب فيما أودعت هذه الرسالة ما فتح الله به علي عند طوافي ببيته المكرم أو قعودي مراقبا له بحرمه الشريف المعظم وجعلتها أبوابا شريفة وأودعتها المعاني اللطيفة .
فإن الإنسان لا تسهل عليه شدائد البداية إلا إذا عرف شرف الغاية ولا سيما إن ذاق من ذلك عذوبة الجنى ووقع منه بموقع المني .
فإذا حصر الباب البصر تردد عليه عين بصيرة الحكيم فنظر فاستخرج اللآلي والدرر .
ويعطيه الباب عند ذلك ما فيه من حكم روحانية ونكت ربانية على قدر نفوذه وفهمه وقوة عزمه ووهمه واتساع نفسه من أجل غطسه في أعماق بحار علمه
لما لزمت قرع باب الله ..... كنت المراقب لم أكن باللاهي
حتى بدت للعين سبحة وجهه ..... وإلى هلم لم تكن إلا هي
فاحطت علما بالوجود فما لنا ..... في قلبنا علم بغير الله
لو يسلك الخلق الغريب محجتي ..... لم يسألوك عن الحقائق ما هي
فلنقدم قبل الشروع في الكلام على أبواب هذا الكتاب بابا في فهرست أبوابه.
ثم أتلوه بمقدمة في تمهيد ما يتضمنه هذا الكتاب من العلوم الإلهية الإسرارية وعلى أثرها يكون الكلام على الأبواب على حسب ترتيبها في باب الفهرست إن شاء الله تعالى .
والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
انتهى الجزء الأول والحمد لله
يتلوه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى
وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين
كتاب الفتوحات المكية النسخة المنقحة المجلد الأول وورد Word
كتاب الفتوحات المكية النسخة المنقحة المجلد الأول وورد PDF
كتاب الفتوحات المكية في معرفة أسرار المالكية والملكية نسخة منقحة بصيغة الشاملة
.