«وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]
الألف من الم إشارة إلى التوحيد والميم للملك الذي لا يهلك واللام بينهما واسطة لتكون رابطة بينهما .فانظر إلى السطر الذي يقع عليه الخط من اللام فتجد الألف إليه ينتهي أصلها وتجد الميم منه يبتدئ نشوها ثم تنزل من أحسن تقويم وهو السطر إلى أسفل سافلين منتهى تعريق الميم قال تعالى خَلَقْنَا الْإِنْسانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ونزول الألف إلى السطر مثل قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنياوهو أول عالم التركيب لأنه سماء آدم عليه السلام ويليه فلك النار.فلذلك نزل إلى أول السطر فإنه نزل من مقام الأحدية إلى مقام إيجاد الخليقة نزول تقديس وتنزيه لا نزول تمثيل وتشبيه .وكانت اللام واسطة وهي نائبة مناب المكون والكون فهي القدرة التي عنها وجد العالم فأشبهت الألف في النزول إلى أول السطر ولما كانت ممتزجة من المكون والكون فإنه لا يتصف بالقدرة على نفسه وإنما هو قادر على خلقه فكان وجه القدرة مصروفا إلى الخلق ولهذا لا يثبت للخالق إلا بالخلق فلا بد من تعلقها بهم علوا وسفلا ولما كانت حقيقتها لا تتم بالوصول إلى السطر فتكون والألف على مرتبة واحدة طلبت بحقيقتها النزول تحت السطر أو على السطر كما نزل الميم فنزلت إلى إيجاد الميم ولم يتمكن أن تنزل على صورة الميم فكان لا يوجد عنها أبدا إلا الميم فنزلت نصف دائرة حتى بلغت إلى السطر من غير الجهة التي نزلت منها فصارت نصف فلك محسوس يطلب نصف فلك معقول فكان منهما فلك دائر فتكون العالم كله من أوله إلى آخره في ستة أيام أجناسا من أول يوم الأحد إلى آخر يوم الجمعة وبقي يوم السبت للانتقالات من حال إلى حال ومن مقام إلى مقام والاستحالات من كون إلى كون ثابت على ذلك لا يزول ولا يتغير ولذلك كان الوالي على هذا اليوم البرد واليبس وهو من الكواكب زحل فصار الم وحده فلكا محيطا من دار به علم الذات والصفات والأفعال والمفعولات فمن قرأ الم بهذه الحقيقة والكشف حضر بالكل للكل مع الكل فلا يبقى شيء في ذلك الوقت إلا يشهده لكن منه ما يعلم ومنه ما لا يعلم فتنزه الألف عن قيام الحركات بها يدل أن الصفات لا تعقل إلا بالأفعال كما قال عليه السلام كان الله ولا شيء معه وهو على ما عليه كان فلهذا صرفنا الأمر إلى ما يعقل لا إلى ذاته المنزهة فإن الإضافة لا تعقل أبدا إلا بالمتضايفين فإن الأبوة لا تعقل إلا بالأب والابن وجودا وتقديرا وكذلك المالك والخالق والبارئ والمصور وجميع الأسماء التي تطلب العالم بحقائقها وموضع التنبيه من حروف الم عليها في اتصال اللام الذي هو الصفة بالميم الذي هو أثرها وفعلها فالألف ذات واحدة لا يصح فيها اتصال شيء من الحروف إذا وقعت أولا في الخط فهي الصراط المستقيم الذي سألته النفس في قولها اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صراط التنزيه والتوحيد فلما أمن على دعائها ربها الذي هو الكلمة الذي أمرت بالرجوع إليه في سورة الفجر قبل تعالى تأمينه على دعائها فأظهر الألف من الم عقيب ولا الضَّالِّينَ وأخفى آمين لأنه غيب من عالم الملكوت من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الغيب المتحقق الذي يسمونه العامة من الفقهاء الإخلاص وتسميه الصوفية الحضور وتسميه المحققون الهمة ونسميه أنا وأمثالنا العناية ولما كانت الألف متحدة في عالم الملكوت والشهادة ظهرت فوقع الفرق بين القديم والمحدث فانظر فيما سطرناه تر عجبا ومما يؤيد ما ذكرناه من وجود الصفة المد الموجود في اللام والميم دون الألف فإن قال صوفي وجدنا الألف مخطوطة والنطق بالهمزة دون الألف فلم لا ينطق بالألف فنقول وهذا أيضا مما يعضد ما قلناه فإن الألف لا تقبل الحركة فإن الحرف مجهول ما لم يحرك فإذا حرك ميز بالحركة التي تتعلق به من رفع ونصب وخفض والذات لا تعلم أبدا على ما هي عليه فالألف الدال عليها الذي هو في عالم الحروف خليفة كالإنسان في العالم مجهول أيضا كالذات لا تقبل الحركة فلما لم تقبلها لم يبق إلا أن تعرف من جهة سلب الأوصاف عنها ولما لم يمكن النطق بساكن نطقنا باسم الألف لا بالألف فنطقنا بالهمزة بحركة الفتحة فقامت الهمزة مقام المبدع الأول وحركتها صفته العلمية ومحل إيجاده في اتصال الكاف بالنون فإن قيل وجدنا الألف التي في اللام منطوقا بها ولم نجدها في الألف قلنا صدقت لا يقع النطق بها إلا بمتحرك مشبع التحرك قبلها موصولة به وإنما كلامنا في الألف المقطوعة التي لا يشبع الحرف الذي قبلها حركته فلا يظهر في النطق وإن رقمت مثل ألف إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ فهذان ألفان بين ميم إنما وبين لام المؤمنين موجودتان خطا غير ملفوظ بهما نطقا وإنما الألف الموصولة التي تقع بعد الحرف مثل لام هاء حاء وشبهها فإنه لو لا وجودها ما كان المد لواحد من هذه الحروف فمدها هو سر الاستمداد الذي وقع به إيجاد الصفات في محل الحروف ولهذا لا يكون المد إلا بالوصل فإذا وصل الحرف بالألف من اسمه الآخر امتد الألف بوجود الحرف الموصول به ولما وجد الحرف الموصول به افتقر إلى الصفة الرحمانية فأعطى حركة الفتح التي هي الفتحة فلما أعطيها طلب منه الشكر عليها فقال وكيف يكون الشكر عليها قيل له إن تعلم السامعين بأن وجودك ووجود صفتك لم يكن بنفسك وإنما كان من ذات القديم تعالى فاذكره عند ذكرك نفسك فقد جعلك بصفة الرحمة خاصة دليلا عليه ولهذا قال إن الله خلق آدم على صورة الرحمن فنطقت بالثناء على موجدها فقالت لام ياء هاء حاء طاء فأظهرت نطقا ما خفي خطا لأن الألف التي في طه وحم وطس موجودة نطقا خفيت خطا لدلالة الصفة عليها وهي الفتحة صفة افتتاح الوجود فإن قال وكذلك نجد المد في الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها فهي أيضا ثلاث ذوات فكيف يكون هذا وما ثم إلا ذات واحدة فنقول نعم أما المد الموجود في الواو المضموم ما قبلها فهي مثل ن والقلم والياء المكسور ما قبلها مثل الياء من طس وياء الميم من حم فمن حيث إن الله تعالى جعلهما حرفي علة وكل علة تستدعي معلولها بحقيقتها وإذا استدعت ذلك فلا بد من سر بينهما يقع به الاستمداد والإمداد فلهذا أعطيت المد وذلك لما أودع الرسول الملكي الوحي لو لم يكن بينه وبين الملقي إليه نسبة ما ما قبل شيئا لكنه خفي عنه ذلك فلما حصل له الوحي ومقامه الواو لأنه روحاني علوي والرفع يعطي العلو وهو باب الواو المعتلة فعبرنا عنه بالرسول الملكي الروحاني جبريل كان أو غيره من الملائكة ولما أودع الرسول البشري ما أودع من أسرار التوحيد والشرائع أعطى من الاستمداد والإمداد الذي يمد به عالم التركيب وخفي عنه سر الاستمداد ولذلك قال ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ وقال إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ولما كان موجودا في العالم السفلي عالم الجسم والتركيب أعطيناه الياء المكسور ما قبلها المعتلة وهي من حروف الخفض فلما كانا علتين لوجود الأسرار الإلهية من توحيد وشرع وهبا سر الاستمداد فلذلك مدتا وأما الفرق الذي بينهما وبين الألف فإن الواو والياء قد يسلبان عن هذا المقام فيحركان بجميع الحركات كقوله ووَجَدَكَ وتؤوي وولوا الأدبار ينأون يغنيه إِنَّكَ مَيِّتٌ وقد يسكنان بالسكون الحي كقوله وما هُوَ بِمَيِّتٍ ويَنْأَوْنَ وشبههما والألف لا تحرك أبدا ولا يوجد ما قبلها أبدا إلا مفتوحا فاذن فلا نسبة بين الألف وبين الواو والياء فمهما حركت الواو والياء فإن ذلك مقامها ومن صفاتها ومهما ألحقتا بالألف في العلية فذلك ليس من ذاتها وإنما ذلك من جانب القديم سبحانه لا يحتمل الحركة ولا يقبلها ولكن ذلك من صفة المقام وحقيقته الذي نزلت به الواو والياء فمدلول الألف قديم والواو والياء محركتان كانتا أو لا محركتان فهما حادثان فإذا ثبت هذا فكل ألف أو واو أو ياء ارتقمت أو حصل النطق بها فإنما هي دليل وكل دليل محدث يستدعي محدثا والمحدث لا يحصره الرقم ولا النطق إنما هو غيب ظاهر وكذلك يس ون فنجده نطقا وهو ظهوره ولا نجده رقما وهو غيبه وهذا سبب حصول العلم بوجود الخالق لا بذاته بوجود لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ لا بذاته واعلم أيها المتلقي أنه كل ما دخل تحت الحصر فهو مبدع أو مخلوق وهو محلك فلا تطلب الحق لا من داخل ولا من خارج إذ الدخول والخروج من صفات الحدوث فانظر الكل في الكل تجد الكل فالعرش مجموع والكرسي مفروقيا طالبا لوجود الحق يدركه ..... ارجع لذاتك فيك الحق فالتزمارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فلو لم يرجعوا لوجدوا النور فلما رجعوا باعتقاد القطع ضرب بينهم بالسور وإلا لو عرفوا من ناداهم بقوله ارْجِعُوا وَراءَكُمْ لقالوا أنت مطلوبنا ولم يرجعوا فكان رجوعهم سبب ضرب السور بينهم فبدت جهنم فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ والْغاوُونَ وبقي الموحدون يمدون أهل الجنان بالولدان والحور الحسان من حضرة العيان فالوزير محل صفات الأمير والصفة التي انفرد بها الأمير وحده هي سر التدبير الذي خرجت عنه الصفات فعلم ما يصدر له من صفته وفعله جملة ولم يعلم ذلك الوزير إلا تفصيلا وهذا هو الفرق فتأمل ما قلناه تجد الحق إن شاء الله فإذا تبين هذا وتقرر أن الألف هي ذات الكلمة واللام ذات عين الصفة والميم عين الفعل وسرهم الخفي هو الموجد إياهم«وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]فنقول فقوله ذلِكَ الْكِتابُ بعد قوله الم إشارة إلى موجود بيد أن فيه بعدا وسبب البعد لما أشار إلى الكتاب وهو المفروق محل التفصيل وأدخل حرف اللام في ذلك وهي تؤذن بالبعد في هذا المقام والإشارة نداء على رأس البعد عند أهل الله ولأنها أعني اللام من العالم الوسط فهي محل الصفة إذ بالصفة يتميز المحدث من القديم وخص خطاب المفرد بالكاف مفردة لئلا يقع الاشتراك بين المبدعات وقد أشبعنا القول في هذا الفصل عند ما تكلمنا على قوله تعالى فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ من كتاب الجمع والتفصيل أي اخلع اللام والميم تبق الألف المنزهة عن الصفات ثم حال بين الذال الذي هو الكتاب محل الفرق الثاني وبين اللام التي هي الصفة محل الفرق الأول التي بها يقرأ الكتاب بالألف التي هي محل الجمع لئلا يتوهم الفرق الخطاب من فرق آخر فلا يبلغ إلى حقيقة أبدا ففصل بالألف بينهما فصار حجابا بين الذال واللام فأرادت الذال الوصول إلى اللام فقام لها الألف فقال بي تصل وأرادت اللام ملاقاة الذال لتؤدي إليها أمانتها فتعرض لها أيضا الألف فقال لها بي تلقاه فمهما نظرت الوجود جمعا وتفصيلا وجدت التوحيد يصحبه لا يفارقه البتة صحبة الواحد الأعداد فإن الاثنين لا توجد أبدا ما لم تضف إلى الواحد مثله وهو الاثنين ولا تصح الثلاثة ما لم تزد واحدا على الاثنين وهكذا إلى ما لا يتناهى فالواحد ليس العدد وهو عين العدد أي به ظهر العدد فالعدد كله واحد لو نقص من الألف واحد انعدم اسم الألف وحقيقته وبقيت حقيقة أخرى وهي تسعمائة وتسعة وتسعون لو نقص منها واحد لذهب عينها فمتى انعدم الواحد من شيء عدم ومتى ثبت وجد ذلك الشيء هكذا التوحيد إن حققته وهو معكم أينما كنتم فقال ذا وهو حرف مبهم فبين ذلك المبهم بقوله الكتاب وهو حقيقة ذا وساق الكتاب بحر في التعريف والعهد وهما الألف واللام من الم غير أنهما هنا من غير الوجه الذي كانتا عليه في الم فإنهما هناك في محل الجمع وهما هنا في أول باب من أبواب التفصيل ولكن من تفصيل سرائر هذه السورة خاصة لا في غيرها من السور هكذا ترتيب الحقائق في الوجود فذلك الكتاب هو الكتاب المرقوم لأن أمهات الكتب ثلاثة الكتاب المسطور والكتاب المرقوم والكتاب المجهول وقد شرحنا معنى الكتاب والكاتب في كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية في الباب التاسع منه فانظره هناك فنقول إن الذوات وإن اتحد معناها فلا بد من معنى به يفرق بين الذاتين يسمى الوصف فالكتاب المرقوم موصوف بالرقم والكتاب المسطور موصوف بالتسطير وهذا الكتاب المجهول الذي سلب عنه الصفة لا يخلو من أحد وجهين إما أن يكون صفة ولذلك لا يوصف وإما أن يكون ذاتا غير موصوفة والكشف يعطي أنه صفة تسمى العلم وقلوب كلمات الحق محله ألا تراه يقول الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ قل أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ فخاطب الكاف من ذلك بصفة العلم الذي هو اللام المخفوضة بالنزول لأنه يتنزه عن إن تدرك ذاته فقال للكاف التي هي الكلمة الإلهية ذلك الكتاب المنزل عليك هو علمي لا علمك لا ريب فيه عند أهل الحقائق أنزله في معرض الهداية لمن اتقاني وأنت المنزل فأنت محله ولا بد لكل كتاب من أم وأمه ذلك الكتاب المجهول لا تعرفه أبدا لأنه ليس بصفة لك ولا لأحد ولا ذات وإن شئت أن تحقق هذا فانظر إلى كيفية حصول العلم في العالم أو حصول صورة المرئي في الرائي فليست وليس غيرها فانظر إلى درجات حروف لا ريب فيه هدى للمتقين ومنازلها على حسب ما نذكره بعد الكلام الذي نحن بصدده وتدبر ما بثثته لك وحل عقدة لام الألف من لا ريب تصير ألفان لأن تعريقة اللام ظهرت صورتها في نون المتقين وذلك لتاخر الألف عن اللام من اسمه الآخر وهي المعرفة التي تحصل للعبد من نفسه فيقوله عليه السلام من عرف نفسه عرف ربهفقدم معرفة اللام على معرفة الألف فصارت دليلا عليه ولم يمتزجا حتى يصيرا ذاتا واحدة بل بان كل واحد منهما بذاته ولهذا لا يجتمع الدليل والمدلول ولكن وجه الدليل هو الرابط وهو موضع اتصال اللام بالألف فاضرب الألفين اا أحدهما في الآخر تصح لك في الخارج ألف واحدة آ وهذا حقيقة الاتصال كذلك اضرب المحدث في القديم حسا يصح لك في الخارج المحدث ويخفى القديم بخروجه وهذا حقيقة الاتصال والاتحاد وإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً وهذا نقيض إشارة الجنيد في قوله للعاطس إن المحدث إذا قورن بالقديم لم يبق له أثر لاختلاف المقام أ لا ترى كيف اتصل لام الألف من لا ريب فيه من الكرسي فبدت ذاتان لآ جهل سر العقد بينهما ثم فصلهما العرش عند الرجوع إليه والوصول فصارت على هذا الشكل آل فظهرت اللام بحقيقتها لأنه لم يقم بها مقام الاتصال والاتحاد من يردها على صورته فأخرجنا نصف الدائرة من اللام التي خفيت في لام الألف إلى عالم التركيب والحس فبقيت ألفان أ أ في الفرق فضربنا الواحد في الواحد وهو ضرب الشيء في نفسه فصار واحدا آ فلبس الواحد الآخر فكان الواحد رداء وهو الذي ظهر وهو الخليفة المبدع بفتح الدال وكان الآخر مرتديا وهو الذي خفي وهو القديم المبدع فلا يعرف المرتدي إلا باطن الرداء وهو الجمع ويصير الرداء على شكل المرتدي فإن قلت واحد صدقت وإن قلت ذاتان صدقت عينا وكشفا ولله در من قالرق الزجاج ورقت الخمر ..... فتشاكلا فتشابه الأمرفكأنما خمر ولا قدح ..... وكأنما قدح ولا خمروأما ظاهر الرداء فلا يعرف المرتدي أبدا وإنما يعرف باطن ذاته وهو حجابه فكذلك لا يعلم الحق إلا العلم كما لا يحمده على الحقيقة إلا الحمد وأما أنت فتعلمه بوساطة العلم وهو حجابك فإنك ما تشاهد إلا العلم القائم بك وإن كان مطابقا للمعلوم وعلمك قائم بك وهو مشهودك ومعبودك فإياك إن تقول إن جريت على أسلوب الحقائق إنك علمت المعلوم وإنما علمت العلم والعلم هو العالم بالمعلوم وبين العلم والمعلوم بحور لا يدرك قعرها فإن سر التعلق بينهما مع تباين الحقائق بحر عسير مركبه بل لا تركبه العبارة أصلا ولا الإشارة ولكن يدركه الكشف من خلف حجب كثيرة دقيقة لا يحس بها أنها على عين بصيرته لرقتها وهي عسيرة المدرك فأحرى من خلقها فانظر أين هو من يقول إني علمت الشيء من ذلك الشيء محدثا كان أو قديما بل ذلك في المحدث وأما القديم فأبعد وأبعد إذ لا مثل له فمن أين يتوصل إلى العلم به أو كيف يحصل وسيأتي الكلام على هذه المسألة السنية في الفصل الثالث من هذا الباب فلا يعرف ظاهر الرداء المرتدي إلا من حيث الوجود بشرط أن يكون في مقام الاستسقاء ثم يزول ويرجع لأنها معرفة علة لا معرفة جذب وهذه رؤية أصحاب الجنة في الآخرة وهو تجل في وقت دون وقت وسيأتي الكلام عليه في باب الجنة من هذا الكتاب وهذا هو مقام التفرقة وأما أهل الحقائق باطن الرداء فلا يزالون مشاهدين أبدا ومع كونهم مشاهدين فظاهرهم في كرسي الصفات ينعم بمواد بشرة الباطن نعيم اتصال وانظر إلى حكمته في كون ذلك مبتدأ ولم يكن فاعلا ولا مفعولا لما لم يسم فاعله لأنه لا يصح أن يكون فاعلا لقوله لا ريب فيه فلو كان فاعلا لوقع الريب لأن الفاعل إنما هو فكيف ينسب إليه ما ليس بصفته لأن مقام الذال أيضا يمنع ذلك فإنه من الحقائق التي كانت ولا شيء معها ولهذا لا يتصل بالحروف إذا تقدم عليها كالألف وأخواته الدال والراء والزاي والواو ولا يقول فيه أيضا مفعول لم يسم فاعله لأنه من ضرورته أن يتقدمه كلمة على بنية مخصوصة محلها النحو والكتاب هنا نفس الفعل والفعل لا يقال فيه فاعل ولا مفعول وهو مرفوع فلم يبق إلا أن يكون مبتدأ ومعنى مبتدأ لم يعرف غيره من أول وهلة أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فإن قيل من ضرورة كل مبتدأ أن يعمل فيه ابتداء قلنا نعم عمل فيه أم الكتاب فهي الابتداء العاملة في الكتاب والعامل في الكل حقا وخلقا الله الرب ولهذا نبه الله تبارك وتعالى بقوله أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ فشرك ثم قال إِلَيَّ الْمَصِيرُ فوحد فالشكر من مقام التفرقة فكذلك ينبغي لك أن تشكر الرداء لما كان سببا موصلا إلى المرتدي والمصير من الرداء ومنك إلى المرتدي كل على شاكلته يصل فتفهم ما قلناه وفرق بين مقام الذال والألف وإن اشتركا في مقام الوحدانية المقدسة قبلية حالا ومقاما وبعدية مقاما لا حالا.«تنبيه» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]قال ذلِكَ ولم يقل تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ فالكتاب للجمع والآيات للتفرقة وذلك مذكر مفرد وتلك مفرد مؤنث فأشار تعالى بذلك الكتاب أولا لوجود الجمع أصلا قبل الفرق ثم أوجد الفرق في الآيات كما جمع العدد كله في الواحد كما قدمناه فإذا أسقطناه انعدمت حقيقة ذلك العدد وما بقي للالف أثر في الوجود وإذا أبرزناه برزت الألف في الوجود فانظر إلى هذه القوة العجيبة التي أعطتها حقيقة الواحد الذي منه ظهرت هذه الكثرة إلى ما لا يتناهى وهو فرد في نفسه ذاتا واسما ثم أوجد الفرق في الآيات قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ثم قال فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فبدأ بالجمع الذي هو كل شيء قال تعالى وكَتَبْنا لَهُ في الْأَلْواحِ من كُلِّ شَيْءٍ في الألواح مقام الفرق من كل شيء إشارة إلى الجمع موعظة وتفصيلا رد إلى الفرق لكل شيء رد إلى الجمع فكل موجود كان عموما لا يخلو أن يكون إما في عين الجمع أو في عين الفرق لا غير ولا سبيل أن يعري عن هاتين الحقيقتين موجود ولا يجمعها أبدا فالحق والإنسان في عين الجمع والعالم في عين التفرقة لا يجتمع كما لا يفترق الحق أبدا كما لا يفترق الإنسان فالله سبحانه لم يزل في أزله بذاته وصفاته وأسمائه لم يتجدد عليه حال ولا ثبت له وصف من خلق العالم لم يكن قبل ذلك عليه بل هو الآن على ما كان عليه قبل وجود الكون كماوصفه صلى الله عليه وسلم حين قال كان الله ولا شيء معه وزيد في قوله وهو الآن على ما عليه كانفاندرج في الحديث ما لم يقله صلى الله عليه وسلم ومقصودهم أي الصفة التي وجبت له قبل وجود العالم هو عليها والعالم موجود وهكذا هي الحقائق عند من أراد أن يقف عليها فالتذكير في الأصل وهو آدم قوله ذلك والتأنيث في الفرع وهو حواء قوله تلك وقد أشبعنا القول في هذا الفصل في كتاب الجمع والتفصيل الذي صنفناه في معرفة أسرار التنزيل فآدم لجميع الصفات وحواء لتفريق الذوات إذ هي محل الفعل والبذر وكذلك الآيات محل الأحكام والقضايا وقد جمع الله تعالى معنى ذلك وتلك في قوله تعالى وآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وفَصْلَ الْخِطابِ فحروف الم رقما ثلاثة وهو جماع عالمها فإن فيها الهمزة وهي من العالم الأعلى واللام وهي من العالم الوسط والميم وهي من العالم الأسفل فقد جمع الم البرزخ والدارين والرابط والحقيقتين وهي على النصف من حروف لفظه من غير تكرار وعلى الثلاث بغير تكرار وكل واحد منهما ثلث كل ثلاث وهذه كلها أسرار تتبعناها في كتاب المبادي والغايات وفي كتاب الجمع والتفصيل فليكف هذا القدر من الكلام على الم البقرة في هذا الباب بعد ما رغبنا في ترك تقييد ما تجلى لنا في الكتاب والكاتب فلقد تجلت لنا فيه أمور جسام مهولة رمينا الكراسة من أيدينا عند تجليها وفررنا إلى العالم حتى خف عنا ذلك وحينئذ رجعنا إلى التقييد في اليوم الثاني من ذلك التجلي وقبلت الرغبة فيه وأمسك علينا ورجعنا إلى الكلام على الحروف حرفا حرفا كما شرطناه أولا في هذا الباب رغبة في الإيجاز والاختصار.والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.
انتهى الجزء الخامس والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
(بسم الله الرحمن الرحيم)
[الكلام على الحروف حرفا حرفا]«فمن ذلك حرف الألف»ألف الذات تنزهت فهل ..... لك في الأكوان عين ومحلقال لا غير التفاتي فأنا ..... حرف تأبيد تضمنت الأزلفأنا العبد الضعيف المجتبى ..... وأنا من عز سلطاني وجلالألف ليس من الحروف عند من شم رائحة من الحقائق ولكن قد سمته العامة حرفا فإذا قال المحقق إنه حرف فإنما يقول ذلك على سبيل التجوز في العبارة ومقام الألف مقام الجمع له من الأسماء اسم الله وله من الصفات القيومية وله من أسماء الأفعال المبدئ والباعث والواسع والحافظ والخالق والبارئ والمصور والوهاب والرزاق والفتاح والباسط والمعز والمعيد والرافع والمحيي والوالي والجامع والمغني والنافع وله من أسماء الذات الله والرب والظاهر والواحد والأول والآخر والصمد والغني والرقيب والمتين والحق وله من الحروف اللفظية الهمزة واللام والفاء وله من البسائط الزاي والميم والهاء والفاء واللام والهمزة وله من المراتب كلها وظهوره في المرتبة السادسة وظاهر سلطانه في النبات وإخوته في هذه المرتبة الهاء واللام وله مجموع عالم الحروف ومراتبها ليس فيها ولا خارجا عنها نقطة الدائرة ومحيطها ومركب العوالم وبسيطها«و من ذلك حرف الهمزة»همزة تقطع وقتا وتصل ..... كل ما جاورها من منفصلفهي الدهر عظيم قدرها ..... جل أن يحضره ضرب المثلالهمزة من الحروف التي من عالم الشهادة والملكوت لها من المخارج أقصى الحلق ليس لها مرتبة في العدد لها من البسائط الفاء والميم والزاي والألف والياء لها من العالم الملكوت ولها الفلك الرابع ودورة فلكها تسع آلاف سنة ولها من المراتب الرابعة والسادسة والسابعة وظهور سلطانها في الجن والنبات والجماد ولها من الحروف الهاء والميم والزاي والهاء في الوقف والتاء بالنطقين من فوق في الوصل والتنوين في القطع لها من الأسماء ما للألف والواو والياء فأغنى عن التكرار وتختص من أسماء الصفات بالقهار والقاهر والمقتدر والقوي والقادر وطبعها الحرارة واليبوسة وعنصرها النار واختلفوا هل هي حرف أو نصف حرف في الحروف الرقمية وأما في التلفظ بها فلا خلاف إنها حرف عند الجميع«و من ذلك حرف الهاء»هاء الهوية كم تشير لكل ذي ..... إنية خفيت له في الظاهرهل لا محقت وجود رسمك عند ما ..... تبدو لأوله عيون الآخراعلم أن الهاء من حروف الغيب لها من المخارج أقصى الحلق ولها من العدد الخمسة ولها من البسائط الألف والهمزة واللام والهاء والميم والزاي ولها من العالم الملكوت ولها الفلك الرابع وزمان حركة فلكها تسع آلاف سنة ولها من الطبقات الخاصة وخاصة الخاصة ولها من المراتب السادسة وظهور سلطانها في النبات ويوجد منه بآخرها ما كان حارا رطبا وتحيله بعد ذلك إلى البرودة واليبوسة ولها من الحركات المستقيمة والمعوجة وهي من حروف الأعراق ولها الامتزاج وهي من الكوامل وهي من عالم الانفراد وطبعها البرودة واليبس والحرارة والرطوبة مثل عطارد وعنصرها الأعظم التراب وعنصرها الأقل الهواء ولها من الحروف الألف والهمزة ولها من الأسماء الذاتية الله والأول والآخر والماجد والمؤمن والمهيمن والمتكبر والمتين والأحد والملك ولها من أسماء الصفات المقتدر والمحصي ولها من أسماء الأفعال اللطيف والفتاح والمبدئ والمجيب والمقيت والمصور والمذل والمعز والمعيد والمحيي والمميت والمنتقم والمقسط والمغني والمانع ولها غاية الطريق«و من ذلك حرف العين المهملة»عين العيون حقيقة الإيجاد ..... فانظر إليه بمنزل الاشهادتبصره ينظر نحو موجد ذاته ..... نظر السقيم محاسن العوادلا يلتفت أبدا لغير إلهه ..... يرجو ويحذر شيمة العباداعلم أن العين من عالم الشهادة والملكوت وله من المخارج وسط الحلق وله من عدد الجمل عقد السبعين وله من البسائط الياء والنون والألف والهمزة والواو وله الفلك الثاني وزمان حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة وله من طبقات العالم الخاصة وخاصة الخاصة وله من المراتب الخامسة وظهور سلطانه في البهائم ويوجد عنه كل حار رطب وله من الحركات الأفقية وهي المعوجة وهو من حروف الأعراف وهو من الحروف الخالصة وهو كامل وهو من عالم الإنس الثنائي وطبعه الحرارة والرطوبة وله من الحروف الياء والنون وله من الأسماء الذاتية الغني والأول والآخر وله من أسماء الصفات القوي والمحصي والحي ومن أسماء الأفعال النصير والنافع والواسع والوهاب والوالي«و من ذلك حرف الحاء المهملة»حاء الحواميم سر الله في السور ..... أخفى حقيقته عن رؤية البشرفإن ترحلت عن كون وعن شبح ..... فارحل إلى عالم الأرواح والصوروانظر إلى حاملات العرش قد نظرت ..... إلى حقائقها جاءت على قدرتجد لحائك سلطانا وعزته ..... أن لا يداني ولا يخشى من الغيراعلم أيها الولي أن الحاء من عالم الغيب وله من المخارج وسط الحلق وله من العدد الثمانية وله من البسائط الألف يكون إما في عين الجمع أو في عين الفرق لا غير ولا سبيل أن يعري عن هاتين الحقيقتين موجود ولا يجمعها أبدا فالحق والإنسان في عين الجمع والعالم في عين التفرقة لا يجتمع كما لا يفترق الحق أبدا كما لا يفترق الإنسان فالله سبحانه لم يزل في أزله بذاته وصفاته وأسمائه لم يتجدد عليه حال ولا ثبت له وصف من خلق العالم لم يكن قبل ذلك عليه بل هو الآن على ما كان عليه قبل وجود الكون كماوصفه صلى الله عليه وسلم حين قال كان الله ولا شيء معه وزيد في قوله وهو الآن على ما عليه كانفاندرج في الحديث ما لم يقله صلى الله عليه وسلم ومقصودهم أي الصفة التي وجبت له قبل وجود العالم هو عليها والعالم موجود وهكذا هي الحقائق عند من أراد أن يقف عليها فالتذكير في الأصل وهو آدم قوله ذلك والتأنيث في الفرع وهو حواء قوله تلك وقد أشبعنا القول في هذا الفصل في كتاب الجمع والتفصيل الذي صنفناه في معرفة أسرار التنزيل فآدم لجميع الصفات وحواء لتفريق الذوات إذ هي محل الفعل والبذر وكذلك الآيات محل الأحكام والقضايا وقد جمع الله تعالى معنى ذلك وتلك في قوله تعالى وآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وفَصْلَ الْخِطابِ فحروف الم رقما ثلاثة وهو جماع عالمها فإن فيها الهمزة وهي من العالم الأعلى واللام وهي من العالم الوسط والميم وهي من العالم الأسفل فقد جمع الم البرزخ والدارين والرابط والحقيقتين وهي على النصف من حروف لفظه من غير تكرار وعلى الثلاث بغير تكرار وكل واحد منهما ثلث كل ثلاث وهذه كلها أسرار تتبعناها في كتاب المبادي والغايات وفي كتاب الجمع والتفصيل فليكف هذا القدر من الكلام على الم البقرة في هذا الباب بعد ما رغبنا في ترك تقييد ما تجلى لنا في الكتاب والكاتب فلقد تجلت لنا فيه أمور جسام مهولة رمينا الكراسة من أيدينا عند تجليها وفررنا إلى العالم حتى خف عنا ذلك وحينئذ رجعنا إلى التقييد في اليوم الثاني من ذلك التجلي وقبلت الرغبة فيه وأمسك علينا ورجعنا إلى الكلام على الحروف حرفا حرفا كما شرطناه أولا في هذا الباب رغبة في الإيجاز والاختصار.والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.
انتهى الجزء الخامس والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
(بسم الله الرحمن الرحيم)[الكلام على الحروف حرفا حرفا]«فمن ذلك حرف الألف»ألف الذات تنزهت فهل ..... لك في الأكوان عين ومحلقال لا غير التفاتي فأنا ..... حرف تأبيد تضمنت الأزلفأنا العبد الضعيف المجتبى ..... وأنا من عز سلطاني وجلالألف ليس من الحروف عند من شم رائحة من الحقائق ولكن قد سمته العامة حرفا فإذا قال المحقق إنه حرف فإنما يقول ذلك على سبيل التجوز في العبارة ومقام الألف مقام الجمع له من الأسماء اسم الله وله من الصفات القيومية وله من أسماء الأفعال المبدئ والباعث والواسع والحافظ والخالق والبارئ والمصور والوهاب والرزاق والفتاح والباسط والمعز والمعيد والرافع والمحيي والوالي والجامع والمغني والنافع وله من أسماء الذات الله والرب والظاهر والواحد والأول والآخر والصمد والغني والرقيب والمتين والحق وله من الحروف اللفظية الهمزة واللام والفاء وله من البسائط الزاي والميم والهاء والفاء واللام والهمزة وله من المراتب كلها وظهوره في المرتبة السادسة وظاهر سلطانه في النبات وإخوته في هذه المرتبة الهاء واللام وله مجموع عالم الحروف ومراتبها ليس فيها ولا خارجا عنها نقطة الدائرة ومحيطها ومركب العوالم وبسيطها«و من ذلك حرف الهمزة»همزة تقطع وقتا وتصل ..... كل ما جاورها من منفصلفهي الدهر عظيم قدرها ..... جل أن يحضره ضرب المثلالهمزة من الحروف التي من عالم الشهادة والملكوت لها من المخارج أقصى الحلق ليس لها مرتبة في العدد لها من البسائط الفاء والميم والزاي والألف والياء لها من العالم الملكوت ولها الفلك الرابع ودورة فلكها تسع آلاف سنة ولها من المراتب الرابعة والسادسة والسابعة وظهور سلطانها في الجن والنبات والجماد ولها من الحروف الهاء والميم والزاي والهاء في الوقف والتاء بالنطقين من فوق في الوصل والتنوين في القطع لها من الأسماء ما للألف والواو والياء فأغنى عن التكرار وتختص من أسماء الصفات بالقهار والقاهر والمقتدر والقوي والقادر وطبعها الحرارة واليبوسة وعنصرها النار واختلفوا هل هي حرف أو نصف حرف في الحروف الرقمية وأما في التلفظ بها فلا خلاف إنها حرف عند الجميع«و من ذلك حرف الهاء»هاء الهوية كم تشير لكل ذي ..... إنية خفيت له في الظاهرهل لا محقت وجود رسمك عند ما ..... تبدو لأوله عيون الآخراعلم أن الهاء من حروف الغيب لها من المخارج أقصى الحلق ولها من العدد الخمسة ولها من البسائط الألف والهمزة واللام والهاء والميم والزاي ولها من العالم الملكوت ولها الفلك الرابع وزمان حركة فلكها تسع آلاف سنة ولها من الطبقات الخاصة وخاصة الخاصة ولها من المراتب السادسة وظهور سلطانها في النبات ويوجد منه بآخرها ما كان حارا رطبا وتحيله بعد ذلك إلى البرودة واليبوسة ولها من الحركات المستقيمة والمعوجة وهي من حروف الأعراق ولها الامتزاج وهي من الكوامل وهي من عالم الانفراد وطبعها البرودة واليبس والحرارة والرطوبة مثل عطارد وعنصرها الأعظم التراب وعنصرها الأقل الهواء ولها من الحروف الألف والهمزة ولها من الأسماء الذاتية الله والأول والآخر والماجد والمؤمن والمهيمن والمتكبر والمتين والأحد والملك ولها من أسماء الصفات المقتدر والمحصي ولها من أسماء الأفعال اللطيف والفتاح والمبدئ والمجيب والمقيت والمصور والمذل والمعز والمعيد والمحيي والمميت والمنتقم والمقسط والمغني والمانع ولها غاية الطريق«و من ذلك حرف العين المهملة»عين العيون حقيقة الإيجاد ..... فانظر إليه بمنزل الاشهادتبصره ينظر نحو موجد ذاته ..... نظر السقيم محاسن العوادلا يلتفت أبدا لغير إلهه ..... يرجو ويحذر شيمة العباداعلم أن العين من عالم الشهادة والملكوت وله من المخارج وسط الحلق وله من عدد الجمل عقد السبعين وله من البسائط الياء والنون والألف والهمزة والواو وله الفلك الثاني وزمان حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة وله من طبقات العالم الخاصة وخاصة الخاصة وله من المراتب الخامسة وظهور سلطانه في البهائم ويوجد عنه كل حار رطب وله من الحركات الأفقية وهي المعوجة وهو من حروف الأعراف وهو من الحروف الخالصة وهو كامل وهو من عالم الإنس الثنائي وطبعه الحرارة والرطوبة وله من الحروف الياء والنون وله من الأسماء الذاتية الغني والأول والآخر وله من أسماء الصفات القوي والمحصي والحي ومن أسماء الأفعال النصير والنافع والواسع والوهاب والوالي«و من ذلك حرف الحاء المهملة»حاء الحواميم سر الله في السور ..... أخفى حقيقته عن رؤية البشرفإن ترحلت عن كون وعن شبح ..... فارحل إلى عالم الأرواح والصوروانظر إلى حاملات العرش قد نظرت ..... إلى حقائقها جاءت على قدرتجد لحائك سلطانا وعزته ..... أن لا يداني ولا يخشى من الغيراعلم أيها الولي أن الحاء من عالم الغيب وله من المخارج وسط الحلق وله من العدد الثمانية وله من البسائط الألف والهمزة واللام والهاء والفاء والميم والزاي وله من العالم الملكوت وله الفلك الثاني وسنى حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة وهو من الخاصة وخاصة الخاصة وله من المراتب السابعة وظهور سلطانه في الجماد ويوجد عنه ما كان باردا رطبا وعنصره الماء وله من الحركات المعوجة وهو من حروف الأعراق وهو خالص غير ممتزج وهو كامل يرفع من اتصل به هو من عالم الأنس الثلاثي وطبعه البرودة والرطوبة وله من الحروف الألف والهمزة وله من أسماء الذات الله والأول والآخر والملك والمؤمن والمهيمن والمتكبر والمجيد والمتين والمتعالي والعزيز وله من أسماء الصفات المقتدر والمحصي وله من أسماء الأفعال اللطيف والفتاح والمبدئ والمجيب والمقيت والمصور والمذل والمعز والمعيد والمحيي والمميت والمنتقم والمقسط والمغني والمانع وله بداية الطريق«و من ذلك حرف الغين المنقوطة»الغين مثل العين في أحواله ..... إلا تجليه الأطم الأخطرفي الغين أسرار التجلي الأقهر ..... فاعرف حقيقة فيضه وتستروانظر إليه من ستارة كونه ..... حذرا على الرسم الضعيف الأحقراعلم أيدك الله بروح منه أن الغين المنقوطة من عالم الشهادة والملكوت ومخرجه الحلق أدنى ما يكون منه إلى الفم عدده عندنا تسعمائة وعند أهل الأسرار وأما عند أهل الأنوار فعدده ألف كل ذلك في حساب الجمل الكبير وبسائطه الياء والنون والألف والهمزة والواو وفلكه الثاني وسنى فلكه في حركته إحدى عشرة ألف سنة يتميز في طبقة العامة مرتبته الخامسة ظهور سلطانه في البهائم طبعه البرودة والرطوبة عنصره الماء يوجد عنه كل ما كان باردا رطبا حركته معوجة له الخلق والأحوال والكرامات خالص كامل مثنى مؤنس له الإفراد الذاتي له من الحروف الياء والنون له من الأسماء الذاتية الغني والعلي والله والأول والآخر والواحد وله من أسماء الصفات الحي والمحصي والقوي وله من أسماء الأفعال النصير والواقي والواسع والوالي والوكيل وهو ملكوتي«و من ذلك حرف الخاء المنقوطة»الخاء مهما أقبلت أو أدبرت ..... أعطتك من أسرارها وتأخرتفعلوها يهوى الكيان وسفلها ..... يهوى المكون حكمة قد أظهرتأبدى حقيقتها مخطط ذاتها ..... فتدنست وقتا وثم تطهرتفأعجب لها من جنة قد أزلفت ..... في سفلها ولهيب نار سعرتاعلم أيدك الله أن الخاء من عالم الغيب والملكوت مخرجه الحلق مما يلي الفم عدده ستمائة بسائطه الألف والهمزة واللام والفاء والهاء والميم والزاي فلكه الثاني سنى فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في العامة مرتبته السابعة ظهور سلطانه في الجماد طبع رأسه البرودة واليبوسة والحرارة والرطوبة بقية جسده عنصره الأعظم الهواء والأقل التراب يوجد عنه كل ما اجتمعت فيه الطبائع الأربع حركته معوجة له الأحوال والخلق والكرامات ممتزج كامل يرفع من اتصل به على نفسه مثلث مؤنس له علامة له من الحروف الهمزة والألف له من الأسماء الذاتية والصفاتية والفعلية كل ما كان في أوله زاى أو ميم كالملك والمقتدر والمعز أو هاء كالهادي أو فاء كالفتاح أو لام كاللطيف أو همزة كالأول«و من ذلك حرف القاف»القاف سر كماله في رأسه ..... وعلوم أهل العرب مبدأ قطرهوالشوق يثنيه ويجعل غيبه ..... في شطره وشهوده في شطرهوانظر إلى تعريقه كهلاله ..... وانظر إلى شكل الرئيس كبدره
عجبا لآخر نشأة هو مبدأ ..... لوجود مبدئه ومبدأ عصرهاعلم أيدنا الله وإياك أن القاف من عالم الشهادة والجبروت مخرجه من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك عدده مائة بسائطه الألف والفاء والهمزة واللام فلكه الثاني سنى حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة مرتبته الرابعة ظهور سلطانه في الجن طبعه الأمهات الأول آخره حار يابس وسائره بارد رطب عنصره الماء والنار يوجد عنه الإنسان والعنقاء له الأحوال حركته ممتزجة ممتزج مؤنس مثنى علامته مشتركة له من الحروف الألف والفاء وله من الأسماء على مراتبها كل اسم في أوله حرف من حروف بسائطه له الذات عند أهل الأسرار وعند أهل الأنوار الذات والصفات«و من ذلك حرف الكاف»كاف الرجاء يشاهد الإجلالا ..... من كاف خوف شاهد الإفضالافانظر إلى قبض وبسط فيهما ..... يعطيك ذا صدا وذاك وصالاالله قد جلى لذا إجلاله ..... ولذاك جلى من سناه جمالااعلم أيدنا الله وإياك أن الكاف من عالم الغيب والجبروت له من المخارج مخرج القاف وقد ذكر إلا أنه أسفل منه عدده عشرون بسائطه الألف والفاء والهمزة واللام له الفلك الثاني حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة مرتبته الرابعة ظهور سلطانه في الجن يوجد عنه كل ما كان حارا يابسا عنصره النار طبعه الحرارة واليبوسة مقامه البداية حركته ممتزجة هو من الأعراق خالص كامل يرفع من اتصل به عند أهل الأنوار ولا يرفع عند أهل الأسرار مفرد موحش له من الحروف ما للقاف وله من الأسماء كل اسم في أوله حرف من حروف بسائطه وحروفه«و من ذلك حرف الضاد المعجمة»في الضاد سر لو أبوح بذكره ..... لرأيت سر الله في جبروتهفانظر إليه واحدا وكماله ..... من غيره في حضرتي رحموتهوإمامه اللفظ الذي بوجوده ..... أسرى به الرحمن من ملكوتهاعلم أيدنا الله وإياك أن الضاد المعجمة من حروف الشهادة والجبروت ومخرجه من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس عدده تسعون عندنا وعند أهل الأنوار ثمانمائة بسائطه الألف والدال اليابسة والهمزة واللام والفاء فلكه الثاني حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في العامة له وسط الطريق مرتبته الخامسة ظهور سلطانه في البهائم طبعه البرودة والرطوبة عنصره الماء يوجد عنه ما كان باردا رطبا حركته ممتزجة له الخلق والأحوال والكرامات خالص كامل مثنى مؤنس علامته الفردانية له من الحروف الألف والدال وله من الأسماء كما أعلمناك في الحرف الذي قبله رغبة في الاختصار والله المعين الهادي«و من ذلك حرف الجيم»الجيم يرفع من يريد وصاله ..... لمشاهد الأبرار والأخيارفهو العبيد القن إلا أنه ..... متحقق بحقيقة الإيثاريرنو بغايته إلى معبوده ..... وببدئه يمشي على الآثارهو من ثلاث حقائق معلومة ..... ومزاجه برد ولفح الناراعلم أيدنا الله وإياك أن الجيم من عالم الشهادة والجبروت ومخرجه من وسط اللسان بينه وبين الحنك عدده ثلاثة بسائطه الياء والميم والألف والهمزة فلكه الثاني سنيه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في العامة له وسط الطريق مرتبته الرابعة ظهور سلطانه في الجن جسده بارد يابس رأسه حار يابس طبعه البرودة والحرارة واليبوسة عنصره الأعظم التراب والأقل النار يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته معوجة له الحقائق والمقامات والمنازلات ممتزج كامل يرفع من اتصل به عند أه