السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة الثالثة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفص الخالدي الفقرة الثالثة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكمالفقرة الثالثة :- الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولم يصف النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبيّهم حيث لم يبلّغوه مراده .
فهل بلّغه اللّه أجر أمنيته؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنيته. وإنّما الشكّ والخلاف في أجر المطلوب ؛ هل يساوي تمنّي وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا؟
فإنّ في الشّرع ما يؤيّد التّساوي في مواضع كثيرة : كالآتي للصّلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وكالمتمنّي مع فقره ما همّ عليه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم . ولكنّ مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم فإنّهم جمعوا بين العمل والنّيّة ؟ ولم ينصّ النّبيّ عليهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوي بينهما . ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين ، واللّه أعلم .)
قال رضي الله عنه : ( ولم يصف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قومه بأنّهم ضاعوا ، وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبيّهم حيث لم يبلّغوه مراده ، فهل بلّغه اللّه أجر أمنيته ؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنيته ، وإنّما الشكّ والخلاف في أجر المطلوب ؛ هل يساوي تمنّي وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟ ) .
قال رضي الله عنه : ( وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبيهم حيث لم يبلغوه مراده ) من إظهار النبوة البرزخية ، وإفادة العلم القوي للعامة بإخبارات الأنبياء عليهم السّلام ، وإيمانهم ، وحصول الحظ الوافر من الرحمة الجامعة المحمدية له ، وإذا كانوا مضيعين له لعدم إبلاغهم مراده ، ( فهل بلغه اللّه أجر أمنيته ) ، أي : نيته وقصده ،
قال رضي الله عنه : ( فلا شكّ ) لأهل الكشف ( ولا خلاف ) بين أهل الظاهر في ( أن له أجر أمنيته ) ، فلا يكون تضييعه بتفويت هذا الأجر ، ( وإنما الشك والخلاف في أجر ) وقوع ( المطلوب ) بالتمني ( هل تساوى ) أجر ( تمني وقوعه ) به ، أي : قائما بالتمني لا يعتبره ، فإنه من تمنى وقوع المطلوب بغيره يكون له أجر التمني سواء وقع من التمني منه الوقوع أو لا مع ( عدم وقوعه في الوجود ) ، وإن وقع في الذهن ( أم لا ) ، وإنما وقع هذا الشرك والخلاف ؛ لتعارض نصوص الشرع .
قال رضي الله عنه : ( فإنّ في الشّرع ما يؤيّد التّساوي في مواضع كثيرة : كالآتي للصّلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وكالمتمنّي مع فقره ما هم عليه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم ، ولكنّ مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم فإنّهم جمعوا بين العمل والنّيّة ؟ ولم ينصّ النّبيّ عليهما ولا على واحد منهما ، والظّاهر أنّه لا تساوي بينهما . ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين ، واللّه أعلم ) .
قال رضي الله عنه : ( فإن في الشرع ما يؤيد التساوي ) وفي ما يؤيد عدم التساوي كما نحن فيه ، وأما التساوي ، فهو ( كالآتي ) إلى المسجد ( للصلاة في الجماعة فتفوته الجماعة ، فله أجر من حضر الجماعة ) ؛ لقوله عليه السّلام : « من توضأ فأحسن وضوءه ، ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه اللّه مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا » . رواه البخاري ومسلم .
قال رضي الله عنه : ( وكالمتمني ) من الفقراء مع بعده عن حصول متمناه ( ما هم عليه أصحاب الثروة ) ، أي : السعة ( والمال من فعل الخير ) كالصدقة ، وبناء المساجد والمدارس ، ( فله مثل أجورهم ) ؛ لقوله عليه السّلام : « إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه اللّه مالا وعلما ، فهو يتقي فيه ربه ، ويصل رحمه ، ويعمل للّه فيه بحقه ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فأجرهما سواء » . رواه أحمد في المسند والترمذي .
قال رضي الله عنه : ( ولكن ) ما بين الشارع ما به من المماثلة ، إذ لم يقل ( مثل أجورهم في نياتهم وفي عملهم ) ، فصار مجملا ؛ لأن المشبه به يحتمل أن يكون أجر النية أو العمل أو كليهما ، ( فإنهم جمعوا بين العمل والنية ) ، فلا يتعين أحد هذه الثلاثة إلا بالتنصيص من الشارع ،
ولكن ( لم ينص النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عليهما ) ، أي : على الجمع بينهما ، ( ولا على واحد منهما ) منفردا ، فبقي مجملا ، ولكن ( الظاهر ) من قوله عليه السّلام في حق خالد أنه أضاعه قومه يدل على ( أنه لا تساوي بينهما ) ، فصار بيانا لهذا المجمل ، وكيف يساوي أجر المنفرد بأحدهما أجر الجامع بينهما ؛
قال رضي الله عنه : ( ولذلك ) أي : ولعدم تساوي أجر الانفراد مع أجر الجمع ( طلب خالد بن سنان فعل الإبلاغ ) ، ولم يكتف بتمنيه ( حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين ) أجر التمني وأجر الفعل ، ( فيحصل على الأجرين ) أجر ما استقل به من النبوة ، وأجر ما قصد من الحظ الوافر من الرحمة المحمدية ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
ولما فرغ من الحكمة الصمدية التي غايتها الجمع بين الكمالات كلها ، والجمع إنما يتصور أقله من شيئين فهو مرتبة ثالثة بعد المرتبتين ، والثلاثة أول العدد الفرد عقبها بالحكمة الفردية ؛
فقال : فص حكمة فردية في كلمة محمدية
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولم يصف النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبيّهم حيث لم يبلّغوه مراده .
فهل بلّغه اللّه أجر أمنيته؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنيته. وإنّما الشكّ والخلاف في أجر المطلوب ؛ هل يساوي تمنّي وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا؟
فإنّ في الشّرع ما يؤيّد التّساوي في مواضع كثيرة : كالآتي للصّلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وكالمتمنّي مع فقره ما همّ عليه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم . ولكنّ مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم فإنّهم جمعوا بين العمل والنّيّة ؟ ولم ينصّ النّبيّ عليهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوي بينهما . ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين ، واللّه أعلم .)
( وإنّما وصفهم بأنهم أضاعوا نبيّهم ، حيث لم يبلغوا مراده ) وهو النبش على ما وصّاهم به .
تفصيل قصّة خالد بن سنان
وقصّته أن خالدا رجل من العدن ، ظهر به داعيا إلى الله ومبدأ أمره أنّه خرجت في أيّامه نار عظيمة من مغارة ، فأهلكت الزرع والضرع ، والتجأ إليه قومه ، فأخذ خالد يضرب تلك النار بعصاه حتى رجعت هاربة منه إلى حيث خرجت عنه ، ثمّ وصّى لأولاده أنّي أدخل المغارة خلف النار لاطفئها ، وأمرهم أن يدعوه بعد ثلاثة أيّام .
فلما دخل صبروا يومين فاستفزّهم الشيطان ولم يصبروا تمام الثلاثة وصاحوا فخرج خالد وعلى رأسه ألم من صياحهم ،
وقال رضي الله عنه : « ضيّعتموني وأضعتم قولي ووصيّتي » ، وأخبرهم بموته ، وأمرهم أن يقبروه ويرقبوه أربعين يوما ، فإنّه يأتيهم قطيع من الغنم ، يقدمها حمار أبتر مقطوع الذنب ، فإذا حاذى قبره ووقف فلينبشوا عليه قبره ، فإنّه يقوم لهم ويخبرهم بأحوال البرزخ والقبر عن يقين .
فانتظروا أربعين يوما فجاء قطيع كذلك ، فهمّ مؤمنو قومه أن ينبشوا ، فأبى أولاده خوفا من العار عند العرب أن يقال لهم : " أولاد المنبوشين " ، فضيّعوا وصيّته وأضاعوه .
فلما بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جاءته بنت خالد ، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم : « مرحبا بابنة نبيّ أضاعه قومه » .
"" أضاف المحقق :
عن المسعودي في مروج الذهب ( 1 / 75 ) : « وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ذلك نبي أضاعه قومه » .
وفيه ( 2 / 370 ) : « وردت ابنة له عجوز قد عمّرت على النبيّ ص ، فتلقاها بخير وأكرمها ، فأسلمت وقال لها : مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه أهله » . ""
تأويل قصّة خالد
ثمّ إنّ لهذه القصّة تأويلا لطيفا يمكن حملها عليه ، ولكن يحتاج فهمه إلى مقدمة :
وهي أن الولاية أقسام ثلاثة :
ولاية هي باطن النبوة المطلقة ، وهي شاملة لولايات جميع الأنبياء ، وولاية هي باطن النبوة الخاصّة بكل من النبيّين ، وكمالها ما هو باطن النبوّة المحمديّة ،
وولاية مطلقة لا اختصاص لها بالنبوّة .
ولكل من هذه الأقسام خاتم ظهر به تمامها ، وخاتم الولاية منهم هو الذي ختم به القسم الثالث ، أعني الولاية المطلقة الشاملة للكلّ .
وأما القسم الثاني ، فخاتمه الشيخ المؤلَّف ، كما علم من تصفّح كلامه أنّه خاتم الولاية المحمديّة وأما القسم الأول ، فخاتمه علىّ عليه السّلام ، ولذلك قال ما معناه : " لو اجتمع أهل الكتب الأربعة لحكمت علي كلّ منهم بكتابه " .
ثمّ إنّ خالدا صورة باطن نبوّة الأنبياء ، وباطنها هو الولاية المختصّة بها ، ولذلك ما امر بالتبليغ ، واقتضى النبوّة البرزخيّة التي هي باطن هذه المرتبة ، وبه سمّي بـ « الخالد » واقتضى « الحكمة الصمدانية » التي لها الدوام كما عرفت فإنّ الولاية لا انقطاع لها كما سبق بيانه .
وإذا تقرّر هذا فاعلم أنّ الولاية التي هي باطن نبوّة الأنبياء قد ظهر بعد ختم النبوّة بمحمد صلوات الله وسلامه عليه - في أهل بيته ، فمن قرب إليه زمانا غير خاتم الولاية ، فإنّه مظهر الولاية المطلقة ، والكلام هاهنا في الولاية التي هي باطن النبوّة .
ثمّ إنّه لا يخفى على المتفطَّن أنّ الرجل الذي ظهر من عدن معدن الكمال والظهور من هو ؟
فإنّه قد ظهر في أيّامه نار فتنة عظيمة من مغارة الغيرة والتنافس ، فأهلكت زرع أحكام النبوّة وأوضاعها العمليّة ، وضرع الحقائق وكمالاتها العلميّة التي في أيّام الخاتم فانطفت النار بقوّة رأيه ونظره الثاقب المشار إليها بعصا ،
واختفى في تلك المغارة ، ووصّى أولاده وأتباعه أن لا يدعوه إلى الظهور والخروج إلَّا بعد انقضاء ثلاثة أيام من الظهورات الكاملة ، فما صبروا إلى أن يتمّ الثالث ، بل استفزّهم الشيطان وجعلوه تامّا ، وصاحوا عليه ليخرج ، فخرج وعلى رأس رياسته ألم لمخافة الناس ، وتفرّقهم عن اتّصال كمال ظهوره .
وأمّا صورة وعدهم بالنبش - عند وصول القطيع الذي تقدمه حمار أبتر حذاء قبره ، حتى يظهر تلك الولاية ، ويخبرهم عن أحكام البرزخ التي بين الخاتمين - هو صورة ما ظهر في أيّام أبي مسلم الخراساني ، فهو الحمار الأبتر ، لخيرته وانقطاع ذنب أمره ، وباقي الصور ظاهر للفطن إذا تأمّل فيه .
ومن آيات تطبيق هذا التأويل هو أنّ الواسطة في نسبة هذا الرجل إلى محمد - صلوات الله وسلامه عليه - هو البنت ، حيث قال عند رؤيته إياها : " مرحبا بابنة نبيّ أضاعه قومه " .
أجر النيّة
ثمّ إنّه قد علم أن أمة خالد ما بلغته مراده ، وفي عبارته هذه لطيفة كاشفة عن أصل هذه الحكمة وخصوص كلمتها ، حيث أنّ قوم خالد هو المبلغ إيّاه ، كما أنّه هو المضيّع له ، على خلاف ما عليه كلمة النبيّين بأجمعهم .
ثمّ أخذ يشير في طيّ هذه اللطيفة إلى أصل كلَّي وقانون جملي يتعلَّم منه كثير من الأحكام الجزئية عند استخراج فروعه ، وذلك أنّ المتوجّه إلى أيّ نحو من طرق الكمال إذا وقع له في الطريق قبل وصوله إلى ما جعله قبلة امنيّته ومقصد توجّهه ما يقطع رابطته التي له بحسب هذه النشأة الجمعية - هل يمكن له الوصول إليه في العوالم البرزخيّة والنشآت الآتية ،
حيث قال رضي الله عنه: ( فهل بلغه الله أجر امنيّته ؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر امنيّته وإنّما الشك والخلاف في أجر المطلوب : هل يساوي تمنّى وقوعه نفس وقوعه بالوجود أم لا فإنّ في الشرع ما يؤيّد التساوي في مواضع كثيرة ) ظهوريّة غير متعدّية وإظهاريّة متعدّية :
فالأوّل ( كالآتي للصلاة في الجماعة ، فتفوته الجماعة ، فله أجر من حضر الجماعة )
وأمّا الثاني : ( كالمتمنّي مع فقره ما هم عليه أصحاب الثروة والمال من فعل الخير فيه ، فله مثل أجورهم ) في نيّاتهم .
فهذا ما يدلّ في الشرع على التساوي بين الأجرين : أجر المتمنّي الفائت منه العمل ، وأجر العامل ولكن فيه إجمال ، فإنّ العامل له أجر التمنّي أيضا ، فالمساواة المشار إليها في الشرع هل هو ما بين أجري التمنّي للفائت والعامل ، أو بين أجريهما مطلقا ؟
وإليه أشار بقوله رضي الله عنه : ( ولكن مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم ، فإنّهم جمعوا بين العمل والنيّة ) وليس في كلام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ما يرجّح أحد الاحتمالين ( ولم ينصّ النبيّ عليهما ولا على واحد منهما ، والظاهر أنّه لا تساوي بينهما ) ، فإنّ النسبة بينهما نسبة الكل إلى الأجزاء والجمع إلى أفراده .
قال رضي الله عنه : ( ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ ، حتى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين ، فيحصّل على الأجرين ).
شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولم يصف النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبيّهم حيث لم يبلّغوه مراده .
فهل بلّغه اللّه أجر أمنيته؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنيته. وإنّما الشكّ والخلاف في أجر المطلوب ؛ هل يساوي تمنّي وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا؟
فإنّ في الشّرع ما يؤيّد التّساوي في مواضع كثيرة : كالآتي للصّلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وكالمتمنّي مع فقره ما همّ عليه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم . ولكنّ مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم فإنّهم جمعوا بين العمل والنّيّة ؟ ولم ينصّ النّبيّ عليهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوي بينهما . ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين ، واللّه أعلم .)
قال رضي الله عنه : ( ولم يصف النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبيّهم حيث لم يبلّغوه مراده . فهل بلّغه اللّه أجر أمنيته ؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنيته . وإنّما الشكّ والخلاف في أجر المطلوب ؛ هل يساوي تمنّي وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟ فإنّ في الشّرع ما يؤيّد التّساوي في مواضع كثيرة : كالآتي للصّلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وكالمتمنّي مع فقره ما همّ عليه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم . ولكنّ مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم فإنّهم جمعوا بين العمل والنّيّة ؟ ولم ينصّ النّبيّ عليهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوي بينهما .)
( وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبيهم ) ، بإضاعة وصيته ( حيث لم يبلغوه مراده )، كما عرفت.
قال رضي الله عنه : ( فهل بلغه اللّه أجر أمنيته ؟ فلا شك ولا خلاف في أن له أجر أمنيته وإنما الشك والخلاف في أجر ) العمل ( المطلوب وأنه هل يساوي تمني وقوعه ) ، أي وقوع العمل المطلوب مع ( عدم وقوعه بالوجود ) ، أي وجود العمل المطلوب ( أم لا ) ، فقوله بالوجود متعلق بتساوي .
( فإن في الشرع ما يؤيد التساوي في مواضع كثيرة كالآتي للصلاة في الجماعة فتفوته ال 7 جماعة فله أجر من حضر الجماعة ) ، وظاهر أنه ليس للآتي للصلاة مجرد التمني بل مع السعي للجماعة ( وكالمتمني مع فقره ما هم عليه أصحاب الثروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم . ولكن له مثل أجورهم في نياتهم أو في عملهم فإنهم جمعوا بين العمل والنية ولم ينص النبي صلى اللّه عليه وسلم عليهما ولا على واحد منهما . والظاهر أنه لا تساوي بينهما ) ، فإن النسبة بينهما نسبة الكل إلى الأجزاء .
قال رضي الله عنه : ( ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين ، واللّه أعلم .)
( ولذلك )، أي لعدم التساوي بينهما ( طلب خالد بن سنان الإبلاغ ) ولو في البرزخ ( حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين )، تمني العمل والإثبات ( فيحصل على الأجرين ) ، أجر التمني والعمل ( واللّه سبحانه أعلم ) وأعلى وأجل .
.