اذواق النقشبندية
فى شرح الحكم العطائية
للشيخ محمد باسم دهمان
كتبها/ محمد يونس
_________________
( ما صحبك مَنْ صحبك وهو بعيبك عليم ، وليس ذلك الا مولاك
الكريم ، خير مَنْ صحبك مََنْ يطلبك لك ، لا لشىء يعود منك
اليه .)
كل مخلوق له أصحاب ، والسالكون أشدّ اهتماماً بالصحبة .
الأصحاب كثيرون:
(1) أصحاب المصلحة:
يصحبونك لينتفعوا منك ، فاذا انتفت المنفعة تركوك ، فاتركهم
من البداية .
(2) أصحاب السلوك :
فهم مغرورون بك ، يظنون عندك الصدق ، ولو علموا عيوبك لبصقوا
فى وجهك ، فان كنت أيها المريد موفقاً فابذل جهدك لتكون عند
حسن ظنهم بك ، لأن الطريق الى الله لا يقبل الغش أبدا.
(3) صحبة الشيخ :
ظهر لك من عيوبك القليل وخفى عنهم الكثير ، وهم الذين صحبوك
لأجل منفعتك ، تقريبك لا تقريبهم ، فالزمهم واصدقهم ، فصحبتهم
ما هى الا صحبة الله .
قال أحدهم :
فشمر ولذ بالأولياء فأن لـــــــــــــــهم **من كتاب الحق تلك الوقـــــــــائع
هم الذخر للملهوف والكنز والرجـــــــا**ومنهم ينال الصبُ ماهو طامـــــع
هم القصد والمطلوب والسؤل والمنى** واسمهم للصبر فى الحب شافع
هم الناس فالزم انْ عرفت جنابهم ** ففيهم لضرّ العالمين منافـــــــــع
(4) صحبة الله :
وهو خير صاحب وخير جليس ،علم كل ما فيك من العيوب ، ومع ذلك
صحبك ليزكّيك ويرقّيك ، فما صحبة الله لعبده الا صحبة احسان المولى
لمولاه. فاعرف حقيقة الصحبة والزم الأدب فى ظاهرك وباطنك ، واستح
من الله أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك .
قال أحدهم :
ولىّ الله ليس له أنيسٌ *** سوى الرحمن فهو له جليس
يذكره فيذكره فيبــــلى *** وحيد الدهر جوهره نفيـــــس
المراد من الحكمة :
==========
أيها السالك:
انظر أى الأصحاب أحق أن تصحب فاصحب ، ولا تغتر بكثرة الأصحاب
فان خير صاحب هو الله .
...............................................................وعلى الله قصد السبيل.