خادم الزهاد Admin
عدد الرسائل : 88 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: سيدي على زين العابدين، رضوان الله عليه الجمعة أكتوبر 05, 2007 1:55 pm | |
| زين العابدين الإمام السيد السند الثقة الثبت الفاضل. اشتهرت أياديه ومكارمه وطارت الجود في الوجود حمائمه. كان عظيم القدر، رحب الساحة والصدر. وكان في نقش خاتمه : القوة لله جميعاً. قال الإمام الزهري والإمام ابن عيينة رضي الله عنهما : ما رأينا قط قرشيا أفضل منه.
كنيته أبو الحسن أو أبو محمد أو أبو عبد الله، وهو علي الأصغر من أبناء الإمام الحسين، وأما الأكبر فقتل مع أبيه وكان هذا عمره ثلاث عشرة سنة وهو مريض فلم يقتل يومئذ.
روى عن أبيه سيدنا الحسين وعن سيدتنا عائشة أم المؤمنين وعن ساداتنا أبي هريرة وآخرين رضي الله عنهم أجمعين. وروى عنه بنوه ساداتنا محمد وزيد وعمر وتلاميده الزهري وأبو الزناد وغيرهم. قال الإمام الزهري رحمه الله : ما رأيت أحدا أفقه منه. وقال سيدي ابن المسيب : ما رأيت أورع منه.
وكان سيدي نافع بن جبير يقول له : غفر الله لك، أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد فتجلس معه - يعني زيد بن أسلم - فقال رضي الله تعالى عنه : إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيث ما كان.
وقد جاء عنه مناقب من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع. كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات. قال الإمام مالك رضي الله عنه : وسمى زين العابدين لكثرة عبادته.
وعن مبلغ علمه روى الإمام الزهري قائلا : دخلنا على علي بن الحسين بن علي، فقال : يا زهري، فيم كنتم؟ قلت : تذاكرنا الصوم، فأجمع رأيي ورأى أصحابي على أنه ليس من الصوم شيء واجب إلا شهر رمضان. فقال : يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجهاً، عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة منها حرام، وأربعة عشرة خصلة صاحبها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم النذر واجب، وصوم الاعتكاف واجب.
قال : قلت : فسرهن يا ابن رسول الله. قال : أما الواجب فصوم شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين - يعني في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق - قال تعالى : (وهن قتل مؤمناً خطأ) - النساء 92، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام، قال الله عز وجل : (ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم) - المائدة 89، وصيام حلق الرأس، قال الله تعالى : (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه) - البقرة 196، صاحبه بالخيار إن شاء صام ثلاثاً، وصوم دم المتعة لمن لم يجد الهدى، قال الله تعالى : (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج) - البقرة 196، وصوم جزاء الصيد، قال الله عز وجل : (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم) - المائدة 95، وإنما يقوم ذلك الصيد قيمة ثم يقص ذلك الثمن على الحنطة.
وأما الذي صاحبه بالخيار : فصوم يوم الاثنين والخميس، وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، كل ذلك صاحبه بالخيار ؛ إن شاء صام وإن شاء أفطر. وأما صوم الإذن : فالمرأة لا تصوم تطوعاً إلا بإذن زوجها، وكذلك العبد والأمة. وأما صوم الحرام : فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام، والضيف لا يصوم إلا بإذن صاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نزل على قوم فلا يصومن تطوعاً إلا بإذنهم" ويؤمر الصبي بالصوم إذا لم يراهق تأنيساً، وليس بفرض وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم وجد قوة في بدنه أمر بالإمساك، وذلك تأديب الله عز وجل، وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل أول النهار ثم قدم أمر بالإمساك.
وأما صوم الإباحة : فمن أكل أو شرب ناسياً من غير عمد، فقد أبيح له ذلك وأجزأه عن صومه. وأما صوم المريض وصوم المسافر فإن العامة اختلف فيه، فقال بعضهم: يصوم، وقال قوم : لا يصوم، وقال : قوم إن شاء صام، وإن شاء أفطر. وأما نحن فنقول: يفطران في الحالين جميعاً، فإن صام في السفر والمرض، فعليه القضاء، قال الله عز وجل : (فعدة من أيام أخر) - البقرة 184.
وعن سيدي أبي حمزة الثمالي، قال : أتيت باب [سيدنا] علي بن الحسين فكرهت أن أضرب، فقعدت حتى خرج فسلمت عليه ودعوت له فرد علي السلام ودعا لي ثم انتهى إلى حائط له فقال : يا أبا حمزة، ترى هذا الحائط؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : فإني اتكأت عليه يوماً وأنا حزين، فإذا رجل حسن الوجه حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي ثم قال : يا علي بن الحسين، ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ أعلى الدنيا فهو رزق حاضر يأكل منها البر والفاجر. فقلت : ما عليها أحزن لأنه كما تقول، فقال : أعلى الآخرة؟ هو وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر. قلت : ما على هذا أحزن لأنه كما تقول، فقال : وما حزنك يا علي بن الحسين؟ قلت : ما أتخوف من فتنة ابن الزبير، فقال لي : يا علي، هل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه؟ قلت : لا، ثم قال : فخاف الله فلم يكفه؟. قلت : لا... ثم غاب عني، فقيل لي : يا علي هذا الخضر عليه السلام ناجاك.
وحج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه، وجاء سيدنا علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه وقد نصب لهشام منبر قعد عليه فقال له أهل الشام : من هذا يا أمير المؤمنين؟. فقال : لا أعرفه، فقال الفرزدق : لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين رضى الله تعالى عنهما...
هذا ابن خير عباد الـلـه كـلـهـم
هذا التقي النقي الطاهـر الـعـلـم
هذا الذي تعرف البطحـاء وطـأتـه
والبيت يعرفه والـحـل والـحـرم
يكاد يمسـكـه عـرفـان راحـتـه
عند الحطيم إذا ما جـاء يسـتـلـم
إذا رأتـه قـريش قـال قـائلـهـا
إلى مكارم هذا ينتـهـي الـكـرم
إن عد أهل التقى كانـوا أئمـتـهـم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جـاهـلـه
بجده أنبياء الـلـه قـد خـتـمـوا
وليس قولك مـن هـذا؟ بـضـائره
العرب تعرف ما أنكرت والعـجـم
يغضي حياء ويغضي من مهـابـتـه
ولا يكـلـم إلا حـين يبـتـســم
كان سيدنا زيدا ابنه استشاره في الخروج فنهاه وقال : "أخشى أن تكون المقتول المصلوب. أما علمت أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة رضي الله عنها قبل خروج السفياني إلا قتل؟" فكان كما قال ؛ خرج سيدنا زيد في خمسة عشر ألفا فطُلِب فتفرقوا عنه فقتله الحجاج. ومنها أنه صلبه مكشوف العورة فنسجت العنكبوت عليها فلم تر بعد ذلك قط.
وأتاه نفر من أهل العراق فقالوا في ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم، فلما فرغوا قال لهم سيدنا علي بن الحسين : ألا تخبرونني أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا، قال : فأنتم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون؟، قالوا : لا. فقال سيدنا علي زين العابدين : أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين... أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل : [والذين جاءوا من بعدهم يقولون وبنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للدين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم]، اخرجوا فعل الله بكم!. وفي مناسبة أخرى قال لهم سيدنا علي زين العابدين : يا معشر أهل العراق! يا معشر أهل الكوفة! أحبونا حب الإسلام، ولا ترفعونا فوق حقنا.
ومن حوادثه أن الخليفة عبد الملك بن مروان حمله من المدينة مقيدا مغلولا في أثقل قيود وأغلال فدخل عليه الإمام الزهري لوداعه فبكى وقال : وددت أني مكانك وأنت سالم. فقال : يا زهري أتظن أن هذا مما ترى علي وفي عنقي يكربني؟، أما لو شئت ما كان، فإنه وإن بلغ منك وبأمثالك ليذكرني عذاب الله. ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد. ثم قال : يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة.
قال الإمام الزهري : فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه، فكنت فيمن سألهم عنه. فقال لي بعضهم : إنا لنراه متبوعاً، إنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده، إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده.
ثم قدم الإمام الزهري بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسأله عن سيدنا علي بن الحسين فأخبره، فقال الخليفة : "إنه قد جاءني في يوم فقده الأعوان، فدخل على فقال: ما أنا وأنت، فقلت: أقم عندي، فقال : لا أحب، ثم خرج. فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة". فقال الإمام الزهري : يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن، إنه مشغول بنفسه"، فقال الخليفة : "حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به". وكان الإمام الزهري إذا ذكر سيدنا علي ابن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين...
وكان رضي الله عنه يضرب به المثل في الحلم وله فيه حكايات عجيبة وأخبار غريبة. وكان شديد الخوف من الله تعالى بحيث إذا توضأ اصفر لونه وارتعد فيقال له : ما هذا؟ فيقول : تدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ وكان لا يعينه على طهوره أحد ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا. وقرب إليه طهره مرة في وقت ورده فوضع يده في الإناء ليتوضأ ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء والقمر والكواكب فجعل يتفكرفي خلقها حتى أصبح وأذن المؤذن ويده في الإناء فلم يشعر.
(ومن كلامه رضي الله عنه) :
· إذا نصح العبد لله في سره أطلعه على مساوئ عمله فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس.
· وقال : فقد الأحبة غربة.
· وقال : من كتم علماً أحداً، أو أخذ عليه أجراً رفداً، فلا ينفعه أبداً.
· وقال : عبادة الأحرار لا تكون إلا شكرا لله لا خوفا ولا رغبة.
· وقال : أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب.
· وقال : إن قوما عبدوه رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وقوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الأحرار.
· وقال : لله تعالى ثلاثمائة وستين نظرة إلى عباده في اليوم والليلة يمدهم بها في أمر دينهم ودنياهم، ولولا ذلك لتلاشى العالم في أقل من طرفة عين.
· وقال : عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نظفة وغدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، ولمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى الأولى، ولمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
· وقال لابنه سيدنا الباقر : لا تصحبن خمسة ولا ترافقهم في طريقهم ؛ الفاسق فإنه يبيعك بأكلة فما دونها. قيل فما دونها؟ قال : يطمع فيها ثم لا ينالها، والبخيل فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه، والكذاب فإنه كالسراب يبعد منك القريب ويقرب إليك البعيد، وقاطع الرحم فإنه ملعون في ثلاث آيات من كتاب الله.
· وقال : من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
· وقال : إذا كان يوم القيامة ينادى مناد أين أهل الصبر؟ فيقوم ناس من الناس، فيقال : علام صبرتم؟ قالوا: صبرنا على طاعة الله ،. وصبرنا عن معصية الله عز وحل، فيقال: صدقتم ادخلو الجنة.
· وقال : التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقى تقاة، (فقيل له) : وما تقاته؟ قال : يخاف جباراً عنيداً أن يفرط عليه أو أن يطغى.
· وروي عنه أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس، فيقال : انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين؟. فيقولون : إلى الجنة، قالوا : قبل الحساب؟ قالوا : نعم. قالوا: من أنتم؟. قالوا : أهل الفضل. قالوا : وما كان فضلكم؟. قالوا: كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء علينا غفرنا. قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. ثم يناد مناد: ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون : نحن أهل الصبر، قالوا : ما كان صبركم؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرناها عن معصية الله عز وجل. قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادى مناد : ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس من الناس وهم قليل، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم : مثل ذلك، قالوا : وبما جاورتم الله في داره؟ قالوا : كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله، قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
وكان سيدنا علي زين العابدين رضي الله عنه عاملا على كتمان أسرار الله تعالى في العالم كما أشار إليه بقوله :
يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا
ومن عجائب حلمه إنه خرج يوما من المسجد فلقيه رجل فسبه وبالغ وأفرط فبادر إليه العبيد والموالي فكفهم، وأقبل عليه فقال : ما ستر عليك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل فألقى له خميصة وأمر له بخمسة آلاف درهم، فقال : أشهد أنك من أولاد المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولقيه رجل فسبه فقال له : يا هذا، بيني وبين جهنم عقبة إن أنا جزتها فما أبالي بما قلت، وإن لم أجزها فإنا أكثر مما تقول، ألك حاجة؟ فخجل. وسبه رجل آخر فقال له : ما تعرفه مني أكثر مما لا تعرفه، فإن كان لك حاجة فاذكرها.
وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيا عليه. ووقع حريق في بيته وهو ساجد فجعلوا يقولون له : النار! فما رفع رأسه حتى طفئت، فقيل له : أشعرت بها؟ قال : ألهتني عنها النار الكبرى. وكان إذا نقصه أحد قال : اللهم إن كان صادقا فاغفر لي وإن كان كاذبا فاغفر له. ولما توفي وجدوه يقوت أهل مائة بيت. ويروى أنه يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، وكان يقول : إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل.
ودخل عليه في مرض موته سيدنا محمد بن أسامة بن زيد رضي الله عنه فبكى، قال : ما يبكيك؟ قال : عليّ دين خمسة عشر ألف دينار. فقال : هي علي ووفاها. ولما توفي غسلوه وجعلوا ينظرون إلى أثار سواد بظهره، فقالوا : ما هذا؟ فقيل كان يحمل جرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطه فقراء أهل المدينة، وكان ناس منهم يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، ولذلك قالوا : ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
توفي رضي الله عنه سنة 94هـ عن ثمان وخمسين سنة ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه عمه سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما.
قال الإمام عبد الرؤوف المناوي عن موقع ضريح سيدنا علي زين العابدين : "وهو الآن في القبة التي فيها العباس – كذا رأيته بخط جماعة أعيان منهم ابن رسلان. والمشهد الذي بقرب مجرات القلعة بقرب مصر القديمة بنى على رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقدم برأسه سنة اثنتين وعشرين ومائة وبنوا عليه هذا المشهد، قال بعضهم : الدعاء عنده مستجاب والأنوار ترى عليه". وهذا المشهد الذي بالقاهرة يقع في الزمن الحاضر عند حي السيدة زينب رضي الله عنها.
| |
|