كانت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس، فيقول ابن الزبير:
«ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء،
وجودهما مختلف:
أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء،
حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه،
وأما أسماء فكانت لا تدخر شيئا لغدٍ.»
وتقول فاطمة بنت المنذر:
«إن أسماء كانت تمرض المرضة،
فتعتق كل مملوك لها.»
وكانت تقول لبناتها ولأهلها:
«أنفقن وتصدّقن ولا تنتظرن الفضل،
فإنّكنّ إن انتظرتنّ الفضل لم تُفضلن شيئًا،
وإن تصدّقتنّ لم تجدن فقده.»،
فرض عمر بن الخطاب الأعطية
ففرض لأسماء ألف درهم.
كما يُروى في تقواها أنها كانت
إذا أصابها الصداع وضعت يدها على رأسها وتقول:
«بَذَنبي وَمَا يَغْفِرُ اللَّهُ أَكْثَرَ.»،
وأنها لمَّا أصبحت عجوز عمياء
كانت تحرص على الصلاة،
فيقول الركين بن الربيع:
«دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ
فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا:
قُومِي. اقْعُدِي. افْعَلِي.»
كما كانت تحرص على لبس اللباس الشرعي،
فعن هشام بن عروة:
«أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ
فَأَرْسَلَ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِكِسْوَةٍ
من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق
بعد ما كُفَّ بَصَرُهَا.
قَالَ:
فَلَمَسَتْهَا بِيَدِهَا ثُمَّ قَالَتْ: أُفٍّ! رُدُّوا عَلَيْهِ كِسْوَتَهُ.
قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ
وَقَالَ: يَا أُمَّهْ إِنَّهُ لا يَشِفُّ.
قَالَتْ: إِنَّهَا إِنْ لَمْ تَشِفَّ فَإِنَّهَا تَصِفُ.
قال: فَاشْتَرَى لَهَا ثِيَابًا مَرْوِيَّةً وَقَوْهِيَّةً فَقَبِلَتْهَا
وَقَالَتْ: مِثْلَ هَذَا فَاكْسُنِي
كما يُروى في شجاعتها أن لمَّا
كثر اللصوص بالمدينة المنورة
في زمن والي المدينة سعيد بن العاص،
اتخذت أسماء خنجرًا، كانت تجعله تحت رأسها، فقيل لها:
«ما تَصْنَعين بِهَذا؟»
فقالت: «إِذا دَخَلَ عَلَيَّ لِصٌّ بَعَجْتُ بَطْنَه».
كما كانت من معبَّري الرؤى،
وأنها أخذت ذلك عن أبيها، وأخذ سعيد بن المسيب
تعبير الرؤى