
تعني كلمة "البهرة" التجارة بالهندية، وترمز لواحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة
والتي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله،
وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين
وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هُزمت بهزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي،
الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم.
ينقسم البهرة إلى فرقتين: "البهرة الداوودية" نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه،
وينتشرون فى الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجرى، فيما يقيم داعيتهم فى مومباى؛
أما الفرقة الثانية فهي في اليمن، ويطلق عليها اسم "البهرة السليمانية" نسبة إلى سليمان بن الحسن.
"في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، جاءت طائفة الأغاخانية إلى مصر، وهي إحدى طوائف البهرة،
ولها حضور قوي في الهند، وفي ذلك الوقت كانت العلاقات قوية بين مصر والهند،
وطلب الأغاخان من عبد الناصر أن يدفن في إحدى الروضات المطلة على أسوان وهذا ما حدث بالفعل.
وفي الهند، يقع قصر سلطانهم الداعي المطلق الـ53 مفضل سيف الدين، ويصل عددهم اليوم إلى مليونين،
وأهم الدول التي يعيشون فيها بعد الهند واليمن هي: باكستان وكينيا وتنزانيا ودول الخليج،
خاصةً الكويت والإمارات ومنطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، كما استقر عدد منهم في مصر
منذ عام 1976 بالاتفاق مع الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات.
انتقل البهرة إلى مصر خلال فترة الستينيات من القرن الماضي،
ويعد مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي هو القبلة الأساسية التي يذهبون إليها لأداء طقوسهم. وتشير تقديرات غير رسمية
إلى أن عددهم في مصر يصل إلى نحو 15 ألف شخص.
يعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالا طائلة لترميمها،
إذ ساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية،
منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، وأنشطة خيرية في مصر.
كانت طائفة البهرة سببا في إعادة إحياء مسجد الحاكم بأمر الله بعد فترات طويلة من التردي،
كما كان لها دور مهم مؤخرا في تجديد مبانٍ تراثية وأثرية
من مقامات آل البيت والمساجد المتعلقة بمعتقداتها، مثل مساجد الأقمر والسيدة زينب والسيدة رقية.
يعمل أغلب البهرة في مصر في التجارة ولهم العديد من الأنشطة الخيرية، كما شهدت السنوات الماضية دعم الطائفة لصندوق "تحيا مصر".