منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 توضيحات حول كلمة المدد

اذهب الى الأسفل 
+2
قدرى جاد
يعقوب الحوساني
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يعقوب الحوساني

يعقوب الحوساني


عدد الرسائل : 16
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 08/04/2008

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2008 9:42 pm


هذا كلام نفيس لسيدي الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله حول كلمة المدد


يقول الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله في كتاب حقائق عن التصوف :
ـ ومن الكلمات التي لها تأويل شرعي صحيح كلمة [مدد] التي يُردِّدها بعض الصوفية، فينادي بها أحدهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو يخاطب بها شيخه.
وحجة المعترِض عليهم أن هذه الكلمة هي سؤال لغير الله واستعانة بسواه ولا يجوز السؤال إِلا له ولا الاستعانة إِلا به ؛ حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «إِذا سألت فاسأل الله، وإِذا استعنت فاستعن بالله»(أخرجه مسلم)، ثم إِن الله تعالى بيَّن في كتابه العزيز أنه هو مصدر الإِمداد حين قال: {كلا ً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك } [الإِسراء: 20].
وقد جهل هؤلاء المعترضون أن السادة الصوفية هم أهل التوحيد الخالص، الذين يأخذون بيد مريديهم ليذيقوهم حلاوة الإِيمان، وصفاء اليقين ؛ ويخلصوهم من شوائب الشرك في جميع صوره وأنواعه.
ولتوضيح المراد من كلمة [مدد] نقول: لابد للمؤمن في جميع أحواله أن تكون له نظرتان:
ـ نظرية توحيدية لله تعالى، بأنه وحده مسبب الأسباب، والفاعل المطلق في هذا الكون، المنفردُ بالإِيجاد والإِمداد، ولا يجوز للعبد أن يشرك معه أحداً من خلقه، مهما علا قدره أو سمت رتبته من نبي أو ولي.
ـ ونظرة للأسباب التي أثبتها الله تعالى بحكمته، حيث جعل لكل شيء سبباً.
فالمؤمن يتخذ الأسباب ولكنه لا يعتمد عليها ولا يعتقد بتأثيرها الاستقلالي، فإِذا نظر العبد إِلى السبب واعتقد بتأثيره المستقل عن الله تعالى فقد أشرك، لأنه جعل الإِله الواحد آلهة متعددين. وإِذا نظر للمسبِّب وأهمل اتخاذ الأسباب، فقد خالف سنة الله الذي جعل لكل شيء سبباً. والكمال هو النظر بالعينين معاً، فنشهد المسبِّبَ ولا نهمل السبب. ولتوضيح هذه الفكرة نسوق بعض الأمثلة عليها:
ـ إِن الله تعالى وحده هو خالق البشر ؛ ومع ذلك فقد جعل لخلقهم سبباً عادياً، وهو التقاء الزوجين، وتكوُّنُ الجنين في رحم الأم، وخروجه منه في أحسن تقويم.
ـ وكذلك فإِن الله تعالى هو وحده المميت ؛ ولكنه جعل للإماتة سبباً هو ملك الموت، فإِذا لاحظنا المسبب قلنا: { الله يتوفى الانفس}
[الزمر: 42].
وإِذا قلنا: إِن فلاناً قد توفاه ملك الموت، لا نكون قد أشركنا مع الله إِلهاً آخر ؛ لأننا لاحظنا السبب، كما بينه الله تعالى في قوله: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم} [السجدة: 11].
ـ وكذلك فإِن الله تعالى هو الرزاق، ولكنه جعل للرزق أسباباً عادية كالتجارة والزراعة.. فإِذا لاحظنا المسبب في معرض التوحيد، أدركنا قوله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58]. وإِذا لاحظنا السبب وقلنا: إِن فلاناً يُرزَقُ من كسبهِ، لا نكون بذلك قد أشركنا، فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده»(أخرجه البخاري). وقد جمع الرسول (صلى الله عليه وسلم) بين النظرتين توضيحاً للأمر وبياناً للكمال في قوله: «وإِنما أنا قاسم والله يعطي»( أخرجه البخاري).
ـ وكذلك الأمر بالنسبة للإِنعام، ففي معرض التوحيد قوله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} [النحل: 53]. لأنه المنعم الحقيقي وحده. وفي معرض الجمع بين ملاحظة المسبِّب والسبب قوله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ..} [الأحزاب: 37]. فليس الرسول (صلى الله عليه وسلم) شريكاً لله في عطائه، وإِنما سيقت النعم لزيد بن حارثة رضي الله عنه بسببه (صلى الله عليه وسلم )، فقد أسلم على يديه، وأُعتِقَ بفضله، وتزوج باختياره..
ـ وكذلك بالنسبة للاستعانة، إِذا نظرنا للمسبب قلنا: «إِذا استعنْتَ فاستعن بالله». وإِذا نظرنا للسبب قلنا: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2]. «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»(أخرجه مسلم ). فإِذا قال المؤمن لأخيه: أَعِنِّي على حمل هذا المتاع ؛ لا يكون مشركاً مع الله تعالى أحداً أو مستعيناً بغير الله، لأن المؤمن ينظر بعينيه، فيرى المسبِّب والسبب، وكل من يتهمه بالشرك فهو ضال مضل.
ـ وهكذا الأمر بالنسبة للهداية ؛ إِذا نظرنا للمسبب، رأينا أن الهادي هو الله وحده، لهذا قال الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم): { إنك لاتهدي من أحببت } [القصص: 56]. وإِذا لاحظنا السبب، نرى قول الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم): {وإنك لتهدي الى سراط مستقيم} [الشورى: 52]. أي تكون سبباً في هداية من أراد الله هدايته.
والعلماء العارفون المرشدون هم ورثة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هداية الخلق ودلالتهم على الله تعالى. فإِذا استرشد مريد بشيخه، فقد اتخذ سبباً من أسباب الهداية التي أمر الله بها، وجعل لها أئمة يدلون عليها {و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة: 24].
وصلة المريد هي صلة روحية، لا تفصلها المسافات ولا الحواجز المادية، وإِذا كانت الجُدُر والمسافات لا تفصل أصوات الأثير فكيف تفصل بين الأرواح المطلقة ؟! لذا قالوا: (شيخك هو الذي ينفعك بُعدُه كما ينفعك قربُه) وبما أن الشيخ هو سبب هداية المريد ؛ فإِن المريد إِذا تعلق بشيخه، وطلب منه المدد، لا يكون قد أشرك بالله تعالى، لأنه يلاحظ هنا السبب، كما أوضحناه سابقاً، مع اعتقاده أن الهاديَ والمُمِدَّ هو الله تعالى، وأن الشيخ ليس إِلا سبباً، أقامه الله لهداية خلقه، وإِمدادهم بالنفحات القلبية، والتوجيهات الشرعية. ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو البحر الزاخر الذي يستمد منه هؤلاء الشيوخ وعنه يصدرون.
فإِذا سلمنا بقيام الصلة الروحية بين المريد وشيخه، سلمنا بقيام المدد المترتب عليها، لأن الله يرزق البعض بالبعض في أمر الدين والدنيا. انتهى قوله رحمه الله تعالى

منقول من منتديات الخير الاسلامية
http://alhair.yoo7.com/index.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7204
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 1:43 am


توضيحات حول كلمة المدد 20041016031808_uni-02-2
السلام عليكم
الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وأصحابه وأحبابه
مادة ( م د د )
الإمداد
في اللغة
" مدد : عون وغوث " .
في القرآن الكريم
" إذا استمد [ المريد ] من شيخه جاءه المدد لقوله تعالى :
"وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر ".
[ مسألة - 2 ] : في تجدد المدد
يقول الشيخ داود بن باخلا :
" ما من وقت جديد إلا وينزل فيه مدد جديد يتلقاه " .
[ مسألة - 3 ] :
في جريان نعمة الإمداد
يقول الشيخ أحمد زروق :
" نعمة الإمداد تجري بثلاثة : دفع المضرات ، وجلب الفوائد ، وتوجيه الخطاب " .
[ من أقوال الصوفية ] :
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" ورود الإمداد بحسب الاستعداد " .
[ من وصايا الصوفية ] :
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
" لازم باب الله ووجه قلبك لرسول الله ، واجعل الاستمداد من بابه
العالي بواسطة شيخك المرشد " .
ويقول الشيخ زين الدين الخوافي :
" يجب على المريد أن يرى استمداده من شيخه الخاص هو بعينه استمداده من
النبي ، وأن استمداد رسول الله من الحق تعالى ، ليتصل المريد بطريق أهل الله حقيقة ".
المدد الوجودي
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " المدد الوجودي : هو وصول كل ما يحتاج الممكن في وجوده على الولاء حتى يبقى ، فإن الحق يمده من النفس الرحماني بالوجود ، حتى يترجح وجوده على عدمه الذي هو مقتضى ذاته بدون موجده ، وذلك في التحلل وبدله من الغذاء والتنفس ومدده من الهواء ظاهر محسوس ، وأما في الجمادات والأفلاك والروحانيات فالعقل يحكم بدوام رجحان وجودها من ... والشهود يحكم بتكوين كل ممكن في كل آن خلقا جديدا ".
ممد الهمم
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " ممد الهمم : هو النبي ، لأنه الواسطة في إفاضة الحق والهداية على من يشاء من عباده ، وإمدادهم بالنور والأيد ".
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " ممد الهمم [ عند ابن عربي ] : هو أحد الأسماء الوظيفية للإنسان الكامل =[ النبي محمد ] ".
الموسوعة الكسنزانية المباركة
وإلى لقاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7204
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 1:58 am

توضيحات حول كلمة المدد Indonesia17s




موقع الشيخ عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ
ابن الشيخ أبو بكر بن سالم

نص السؤال :
ما معنى كلمة (مدد)
كأن يقول الإنسان مدد يا رسول الله أو مدد يا شيخ فلان؟


نص الجواب :
وفقكم الله وشرح صدوركم وأخذ بأيديكم إلى كل خير،
معنى كلمة المدد هي الإمداد بأي شيء كان حسيا أو معنويا،
فكل ما أعطيه الإنسان وأُمِدَّ به فهو مدد له سواء كان حسيا من إمداد بمال
أو إمداد بمادة أو إمداد بسلاح وما إلى ذلك، أو كان معنويا
ومن جملة ذلك الإمداد بالدعاء والإمداد بالوجهة إلى الله تبارك وتعالى،
ويُقال أمدَّنا فلان بدعواته الصالحة أي توجه بدعواته
يدعو الحق سبحانه وتعالى في شأننا وأمرنا ،
وكذلك الإمداد بالاعتناء بأن يكون الإنسان معتنيًا بأمرك وملاحظًا له
ومتوجهًا فيه إلى الحق تبارك وتعالى وفاعلا ما يستطيعه ،
والذي هو منتشر بين المسلمين في ذكر المدد
من الأنبياء أو الأصفياء والأولياء
فيُراد به وجهتهم إلى الله تبارك وتعالى
في شأن ذلك الإنسان ومساره وحاجاته إلى الله تبارك وتعالى


http://www.alhabibomar.com/ask/article.php?id=000108
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7204
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 2:05 am

المدد

معنى لفظ المدد

يختلف معنى كلمة (مدد) باختلاف نية قائلها.

وورد في لسان العرب عن معنى كلمة مدد: مددنا القوم، أي صرنا لهنا أنصارا ومددا.

وأمدَّ الأمير جنده بالخيل والرجال وأعانهم وأمدهم بمال كثير وأغناهم..

والمدد: العساكر التي تلحق بالمغازي في سبيل الله والإمداد أن يرسل الرجل مددا([1]).

وقال الإمام الفيومي رحمه الله تعالى: أمددته بمدد: أعنته وقويته به([2]).

فإذا قال المسلم: مدد يا الله أي أعنِّي وأمدَّني بقوتك وانصرني على عدوك وزدني بالرحمات والبركات وأمدني بالمقدرة على طاعتك ومحاربة نفسي وشيطاني.

وأما إذا قال: مدد يا أولياء الله فمعناه: علمونا مما علمكم الله وأمدونا مما أمدكم الله سبحانه به من العلوم والعرفان وساعدونا بما ينفعنا لسيرنا وأرشدونا في سلوكنا إلى محبة الله بإذن الله: وما كان هذا إلا لأن أكثر العباد فقدوا من يدربهم ويؤدبهم بالإسلام وبأخلاق سيد الأنام صلى الله عليه وآله وسلم فإنهم بحاجة إلى من يعينهم ويمدهم بالعلم ويعلمهم أدب طريقة السير والسلوك والمدد بالمعنى الذي ذكرناه موجود حسا ومعنى في حياتنا فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الإنسان يستعين بوسائط النقل كالسيارة والطيارة والباخرة والقطار لقضاء الحوائج الدنيوية والانتقال بواسطتها من بلد إلى آخر لا يصل اليه الإنسان بدونها إلا بشق الأنفس هذا وإن البحارة والطيارين يستولون على وجهة سفرهم بحرا وجوا بواسطة قطعة معدنية يقال لها: البوصلة ترشدهم إلى الجهة المطلوبة ولا ينكر هذا فهل الاستعانة بالمعدن تخرج عن الملة؟! وهل ترفض مساعدة ثمينة يقدمها الينا من له خبرة في سلوك طريق محبة الله المحفوفة بشتى أنواع المخاطر للوصول من خلال ذلك المدد وتلك المساعدة بلا مشقة ولا تعب.. علما بأن أقل الأعداء في هذا الطريق النفس والشيطان والهوى..؟!

ومن هنا يظهر لنا أن الإنسان بحاجة إلى الاستعانة بأشياء كثيرة من مخلوقات الله لتمده بمدد قد سخره الله له على أيدي خلقه ومصنوعاتهم من أي نوع كانت. وهناك فرق بين مدد الخالق سبحانه ومدد المخلوق فكلمة مدد تأتي بمعنى المساعدة والمعاونة وهي مستحبة في كل أنواع البر بجميع الطرق التي أجازها الشرع الحنيف فاستعانة الناس بعضهم ببعض في الأمور لا مفر منها ولا غنى عنها والإنسان مأمور بها لا سيما في أمور البر والتقوى فقد قال الله تعالى ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾([3]).

فالتعاون بين الخلائق هو المدد أي المساعدة ونصرة بعضهم لبعض فلو طلب الإنسان من بني جنسه الإمداد فليس بمعنى أنه يطلب منه كما يطلب من ربه ولكن بالمدد والقدرة التي أمده الله بها والإمداد بالمعنى المذكور على قسمين:

القسم الأول: هو مدد صرف من الله سبحانه وهو ما لا يتم على الحقيقة إلا منه ولا تكون الإغاثة للخلق إلا به سبحانه قال الله تعالى ﴿كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا﴾([4])، والمعنى كما قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى : نزيده من عطائنا على تلاحق من غير انقطاع، نرزق المؤمنين والكفار وأهل الطاعة وأهل المعصية([5]).

والقسم الثاني: وهو ما يجريه الله سبحانه على يد ملائكته الكرام بما آتاهم الله من القوة والأسرار وعلى يد أنبيائه عليهم الصلاة والسلام بواسطة المعجزات وعلى يد أوليائه بطريق الكرامات.

والفرق جلي واضح جدا: وهو أن الله سبحانه يمد من يشاء من عباده من خزائن فضله ورحمته بالمعونة والإغاثة والنصرة على الكفار والمشركين متى شاء وكيفما شاء ولا يتوقف عطاؤه تعالى على إذن أحد أو رضاه وأما أنبياؤه وأولياؤه فلا يكون إمدادهم للطالبين إلا بإذن الله ومشيئته ورضاه وهو بالحقيقة مستمد من إمداد الله تعالى والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.

وقد جعل الله تعالى في هذه الدنيا ملائكة لهم وظائف وأعمال ظاهرية وباطنية ويخدمون بها خلق الله تعالى بما أمرهم به الله.

قال الإمام الرازي رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة : ﴿من الله ذي المعارج﴾([6]): وعندي فيه وجه رابع: وهو أن هذه السماوات كما أنها متفاوتة في الارتفاع والانخفاض والكبر والصغر وقوتها وشدة القوة على تدبر هذا العالم (أي بحسب أمر الله تعالى لها) فلعل نور إنعام الله وأثر فيض رحمته لا يصل إلى هذا العالم إلا بواسطة تلك الأرواح إما على سبيل العادة أو لا([7]).

وقال أيضا رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى: ﴿وما منا إلا له مقام معلوم﴾: وهذا يدل على أن لكل واحد منهم مرتبة لا يتجاوزها ودرجة لا يتعدى عنها، وتلك الدرجات إشارة إلى درجاتهم في التصرف في أجسام هذا العالم([8]).

ولقد سخر الله ملائكة لمعرفة وكتابة أفعال العباد بأمر منه جل وعلا وهو في الوقت نفسه ينسب المعرفة والكتابة لنفسه قائلا سبحانه: ﴿إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين﴾([9]).

قال الإمام الطبري رضي الله عنه : أي ونكتب ما قدموا في الدنيا من خير وشر ومن صالح الأعمال وسيئها([10]).

وقال تعالى في حق الملائكة ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾([11]).

وسخرهم أيضا لحفظ العباد وكذلك نسب الحفظ لذاته سبحانه وتعالى فقال: ﴿فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين﴾([12]).

وقال سبحانه وتعالى أيضا في حق الملائكة ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾([13]).

وسخر ملك الموت لقبض الأرواح وفي نفس الوقت أيضا نسب ذلك لنفسه سبحانه فقال: ﴿والله خلقكم ثم يتوفاكم﴾([14]).

وقال عز وجل في حق الملائكة : ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾([15]).

فالفعل في هذه الآية راجع لملك الموت بأمر الله وإذنه سبحانه.

وعلى هذا فإن الله تعالى قد أمد الملائكة بأسرار يحفظون بها عباد الله بتسخير منه عز وجل ، فهو فعال لما يريد فمهما ظهر من الملائكة الكرام من عجائب وغرائب لا يكون ذلك منهم على الحقيقة فهم مسخرون بأمر الله فقد قال عنهم ربنا تعالى: ﴿لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون﴾([16]).







وقد جعل الله تعالى في هذه الدنيا لخلقه ما جعل للملائكة الكرام عليهم السلام من وظائف وأعمال ظاهيرة وباطنية وزودهم بإمدادات وقدرات نورانية فقد أكرم الله أنبياءه ورسله وأولياءه بشيء من الأسرار التي تجعلهم قائمين بها على نصرة دين الله ويمدون بها من شاؤوا بإذن ربهم ورضاه لإقامة دين الله جل جلاله وقال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في تفسير قول الله سبحانه: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء﴾([17]) أي لا يعلمون من علمه إلا ما شاء أن يعلمهم إياه بتعليمه([18]).

وقال البغوي رحمه الله تعالى في تفسير قوله سبحانه في حق سيدنا الخضر رضي الله عنه : ﴿وعلمناه من لدنا علما﴾([19]) أي علم الباطن إلهاما([20]).

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أرفع درجة وأجل قدرا عند الله من الملائكة عليهم السلام فلذلك أمدهم ببعض صفاته وأجرى على أيديهم بعض الخوارق التي لو سمع بها من ينكر المدد لأول وهلة ولم يعلم أنها صدرت عن رسول مؤيد لحكم على قائلها بالكفر والخروج عن الملة فورا!! وأدل دلالة على هذا ما أجراه الله على يد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام فلنسمع إلى قول الله تعالى وهو ينسب إلى نفسه إحياء الموتى قائلا: ﴿فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شيء قدير﴾([21])، ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ﴿وإذ تخرج الموتى بإذني﴾([22])، وكذلك ينسب شفاء المرض اليه سبحانه وتعالى فيقول: ﴿وإذا مرضت فهو يشفين﴾([23])، ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: ﴿وتبرى الأكمه والأبرص بإذني ﴾([24]) وينسب الخلق إلى نفسه سبحانه وتعالى فيقول: ﴿وخلق كل شيء فقدره تقديرا﴾([25])، ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ﴿وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني﴾([26]) وليس ذلك فحسب بل بعد أن أمد الله سيدنا عيسى بتلك الصفات نراه يتكلم بلسان المدد الإلهي فينسب الأسباب إلى نفسه والفعل الحقيقي إلى مسببها فيقول: ﴿أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله﴾([27])، وهذه الآية أكبر دليل على جواز إطلاق مثل هذه الألفاظ على من جعل الله المقدرات على يديه من باب المجاز الذي لا سبيل لإنكاره كما مر معنا في باب التوسل.

ثم إن هذا في الحقيقة أعظم من كلمة مدد في مضمونها ودلالتها فالبركات والخيرات التي يمد الله تعالى بها أحدا من مخلوقاته يستفيد منها كل من حوله من المؤمنين فقد قال الله تعالى في حق سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام : ﴿قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك﴾([28]).

وأي وخيرات عظيمة عليك وعلى ذرية من معك من أهل السفينة([29]).

وقال القرطبي: دخل في هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة([30]).

ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

«مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير»([31]).

وما يمد الله سبحانه وتعالى به رسله وأنبياءه إنما هو في سبيل إقامة الحجة ونشر الدعوة وقد علمنا أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء على الإطلاق كما قال صاحب الجوهرة رحمه الله تعالى:

وأفضل الخلق على الإطلاق
نبينا فمل عن الشقاق


وبهذا يكون المدد المعطى له صلى الله عليه وآله وسلم من الله سبحانه وتعالى أرقى وأعظم من جميع ما أعطيه سائر الأنبياء والمرسلين لأن الله بعث كل نبي مبلغا وداعيا لقومه ولكن بعثة الحبيب المصطفى كانت للخلق كافة.

قال أحد الصالحين: إن الإمداد الذي يفيضه الله على أنبيائه كالأمانة المستعارة عندهم ليعلموا بواسطتها لهداية الخلق إلى طاعة ربهم ألم يقل الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ﴿وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم﴾([32])، وقال أيضا سبحانه وتعالى في حقه صلى الله عليه وآله وسلم ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾([33]).

فما دام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حاملا الرحمة والرأفة الإلهية للعالمين وأسرار التزكية للعالم باجمعه فهذا يعني أنه يمد الخلق بإذن الله بالرحمة والرأفة والآية الكريمة واضحة في كلمة ﴿ويزكيهم﴾ واستطاع بفضل الله وبواسطة عطاء الله له تزكية من اتبعه وأطاعه فأصلح من كانوا أشر الناس في الجاهلية وأفظهم قتلا وكفرا فأصبحوا بعدها ألطف الناس وأحسنهم أخلاقا ودينا وإيمانا.

وإن الله تعالى أعطى سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم المقدرة والإمداد ليرشد الخلق.

وهو يحمل في صدره المبارك مددا نورانيا يمد به عباد الله بإذن الله وقال القاضي البيضاوي في تفسير الآية الكريمة ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾([34]) قال: (إن استخلافه سبحانه وتعالى ليس مبنيا على العجز والاحتياج ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل هو مبني على قصور المستخلف عليه .. فمعاملته تعالى في إفاضة الكمالات والمعارف على خلقه إنما هي بحسب استعداداتهم فمن كان مستعدا لاستفاضتها بلا واسطة يفيض عليه بنفسه بلا واسطة ملك ومن كان لا يقبلها إلا ممن كان من جنسه يفيض عليه بواسطة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الأنبياء قوتهم النظرية فائقة على قوى سائر الأنام من حيث إنهم يتمكنون بقواهم على استنباط أنوار العلوم والمعارف لكونهم اعطوا مصباح البصيرة المودع في زجاجة القلب الكائنة في مشكاة الجسد الموقدة تلك الزجاجة من زيت الروح الصافية عن الكدرات بحيث يكاد زيتها لغاية صفائه يضيء ولو لم تمسسه نار .([35]) أهـ انتهى كلام البيضاوي.

فالمدد إذاً هو النور الرباني الذي يفيضه الله تعالى على قلوب أنبيائه وأوليائه من الرحمات والبركات والأسرار وفي الحقيقة إن كل دليل ذكرناه في معرض إثبات التوسل عامة وبالغائبين والأموات خاصة يصلح لأن يكون دليلا لإثبات المدد وسنذكر هنا بعضها ونزيد عليها إن شاء الله تعالى فمن ذلك ما رواه سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى قال: «إذا انفلتت دابة أحدكم في أرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي دابتي فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم»([36]).

وقال الإمام النووي رحمه الله تعلى أنه جربه هو وبعض أكابر شيوخه ووجد أثره وجاء في الحديث الشريف أيضا عن سيدنا عتبة بن غزوان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله تعالى عبادا لا نراهم»([37]) وقال الحافظ: ولحديث عتبة شاهد من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني([38]).

والإغاثة هنا ليست كإغاثة الله لخلقه إنما هي تعليم وتعريف وإرشاد ومساعدة بإذن الله.

وفي هذه الأحاديث دلالة على أن الله سبحانه وتعالى قد خص عبادا بأسرار وإمدادات ليخدموا بها المؤمنين مهما كان بين الداعي والمجيب من مسافات شاسعة وذلك كله بأمر الله تعالى وهذا دليل صريح بجواز طلب المدد من عباد الله .

وهذا لا يتعارض مع حديث «إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله »([39]) كما مر معنا في التوسل والاستغاثة.

(نظرة):

وما يقال في معنى المدد وطلبه من الله عن طريق الأحياء والمنتقلين يقال كذلك في معنى (النظرة) فإن من يقول لفظ (نظرة) وهو يتوسل أو يستغيث إنما يقصد أن يقول: انظر الي (يا رسول الله أو يا ولي الله) نظرة رحمة وإغاثة واشفع لي عند ربك يقضي حاجتي.

هذا هو نفس معنى (أغيثوني – أعينوني – يا محمد – يا محمداه) وغيرها من الألفاظ التي مرت معنا بصدد الكلام عن الأدلة.

=21]حميدو حميدو منتديات الغريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7204
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 2:12 am

وطالبو المدد من الأنبياء والصالحين لا يدفعهم إلى ذلك إلا اعترافهم بتقصيرهم في أداء ما افترض الله عليهم على الوجه الكامل وعدم وصولهم لمقامات الإحسان فطلبوا الإمداد والمساعدة من الله بواسطة المصطفين الأخيار والأولياء الأبرار لما لهم من قوة ومقدرة كبيرة بفضل الله على الطاعة والصدق والصفاء والعبادة والإخلاص والمعرفة بآداب العبودية وما هذا إلا اقتداء بما أمر الله به صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾([40]) فالآية المباركة ترشدنا إلى أدب السؤال والطلب فأمر أولا بالمجيء إلى رسول الله ثم استغفار المذنب بنفسه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم اعترافه بعدم أهليته للطلب من الله لسواد صحيفته مع الله فيطلب من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يستغفر له وما ذلك إلا لأن استغفار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهم افضل واقرب قبولا منهم لما عنده من إخلاص وصفاء قلب وقوة في الطاعة أعظم مما عند السائل المستغفر فالسائل يسأل ربه أولا ومن ثم يطلب المدد ممن هو أرفع منه اعترافا بتقصيره وبأنه ليس أهلا لإجابة دعائه وبهذا يكون ملتزما بالكتاب والسنة حالا ومقالا.

فقول السائل: مدد يا رسول الله أي استغفر لي وعلمني مما علمك الله بإذن الله وكذلك إذا قال: مدد يا أولياء الله أي يطلب منهم التوسط له عند سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بطلب الشفاعة والمغفرة والإحسان ، فكل إنسان مبتدئ في أمور الدين والتزكية يحتاج إلى علم من سبقه في هذا المجال.

والذي يذهب إلى الطبيب ويستغيث به بقوله: يا طبيب خلصني من آلامي هل يكون مخطئا لأنه يستغيث بإنسان ليمده بالشفاء بواسطة العقاقير بالطبع لا لأن الله جعل الوسائط والأسباب بين خلقه وسعي العباد لكسب الأرزاق وكذلك معالجة المرأة العاقر بالعقاقير والأدوية مع العلم يقينا أن الله سبحانه هو رازق العباد بالأموال والبنين لا ينافي قول الله ﴿ويمددكم بأموال وبنين﴾([41])، ومما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى بحكمته قد سخر الخلائق بعضها لبعض، وليفيد بعضها بعضا بإذنه تعالى، فكل نوع يفيد نوعه، فالشمس تعكس نورها على القمر في الليل، والقمر يعكس ضوءه على الأرض ويقال لهذه الظاهرة : (مدد انعكاس).

فمن هنا نرى بأن الإنسان يستفيد من هذه الأنوار المخلوقة بوسائط ووسائل، فالله عز وجل قادر أن ينير الأرض بدون شمس ولا قمر وهو ليس بحاجة لهما ولا لغيرهما من مخلوقاته.

قال تعالى ﴿هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا﴾ فالشمس والقمر ليسا أعظم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي وهبه قوة أعظم من الشمس والقمر تضيء بنور سراج قلبه عالم القلوب بإذن ربه لقوله تعالى ﴿يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا﴾([42]).

فإن طلب المريد المدد من شيخه ما هو إلا انعكاس قلب الولي الكامل الذي هو أفضل عند الله من الشمس والقمر على قلب المريد ولا شك أن الشيخ هو أحد وراث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال «إن العلماء ورثة الأنبياء» وقال في الحديث نفسه «وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب »([43]). قال «كفضل القمر» لأنه صلى الله عليه وآله وسلم هو الشمس المضيئة كما أن الشمس تعكس نورها على القمر والقمر يعكس نوره على الأرض كذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعكس نوره على قلوب الأولياء وهم يعكسون ذلك النور على المريدين.

وإذا ثبت الاستمداد بين الجمادات فيما بينها، فيكف ينتفي بين المخلوقات البشرية والله خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرم بني آدم؟!

قال المحدث الورع الفقيه الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي رضي الله عنه في شرحه لحديث الإفك: ... ولهذا المعنى جعل صلى الله عليه وآله وسلم لقيا المؤمن لأخيه المؤمن ببشاشة الوجه صدقة لأن المؤمن يستمد من أخيه بحسب ما يظهر على ظاهره، كما أن أهل البواطن يستمد بعضهم من بعض بحسب ما يكون في بواطنهم..([44]) .

وقد أورد الإمام الفقيه محمد أمين أفندي المشهور بابن عابدين في رسالته : (الفوائد المخصصة) حيث يقول: ... وقد رأيت فيها رسالتين الأولى لعمدة المحققين فقيه النفس أبي الإخلاص الشيخ حسن الشرنبلي الوفائي رحمه الله تعالى وشكر سعيه والثانية لحضرة الأستاذ من جمع بين علمي الظاهر والباطن مرشد الطالبين ومربي السالكين سيدي عبدالغني النابلسي قدس الله تعالى سره وأعاد علينا من بركاته آمين فأردت أن أذكر حاصل ما في هاتين الرسالتين مستعينا بالله تعالى مستمدا من مدد هذين الإمامين الجليلين... .

فهذا الإمام الجليل ابن عابدين الذي لا يخفى على أحد من طالبي العلم الشريف مكانته العلمية يستمد من أمداد الصالحين وهو رحمه الله تعالى يعلم يقينا أن الذي أمد هؤلاء الأكارم إنما هو الله سبحانه وهو يطلب مدد ربه بواسطة صلاح وتقوى هؤلاء الأكارم والأمثلة على ذلك كثيرة جدا ومن هنا يتبين لنا جواز الاستمداد من الأولياء (أي طلب المدد منهم) بشرط أن يعتقد المرء عند الطلب أن ما من شيء يجري في هذا الكون إلا بإذن الله تعالى ومشيئته وعلمه .

وإن الولي إذا أمد الطالبين فإنما يمدهم مما أمده الله به فهو لا يفيد الناس بشيء من دون الله إنما الضار والنافع في الحقيقة هو الله تعالى فجميع الفوائد التي ظهرت على أيدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء رضي الله عنهم من عجائب المعجزات وغرائب الكرامات ما هي إر إشارات على نعم المنعم العظيم سبحانه التي أظهرت على يد من أنعم عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإن إمداد الله لرسله وأوليائه يكون حسب ما يريد الله ويشاء وإمداد الرسل والأولياء لباقي العباد يكون أيضا حسب ما يريد الله ويشاء هذا ولم ترد آية أو حديث بتكفير من يستمد من الأنبياء والصالحين الاستمداد الشرعي الصحيح ومن ادعى يلزمه الدليل: ﴿قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين﴾([45]) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


حميدو حميدو منتديات الغريب


--------------------------------------------------------------------------------

([1]) لسان العرب مادة (م د د ).

([2]) المصباح المنير مادة (م د د).

([3]) سورة المائدة الآية 2.

([4]) سورة الإسراء الآية (20).

([5]) فتح القدير (3/217).

([6]) سورة المعارج الآية (3).

([7]) تفسير الفخر الرازي (24/122).

([8]) تفسير الفخر الرازي (26/174).

([9]) سورة يس الآية (12).

([10]) صفوة التفاسير (3/8).

([11]) سورة ق الآية (18).

([12]) سورة يوسف الآية (64).

([13]) سورة الرعد الآية (11).

([14]) سورة النحل الآية (70).

([15]) سورة السجدة الآية (11).

([16]) سورة التحريم الآية (6).

([17]) سورة البقرة الآية (255).

([18]) الأسماء والصفات للبيهقي ص (143).

([19]) سورة الكهف الآية (65).

([20]) معالم النزيل في التفسير (3/584).

([21]) سورة الشورى الآية (9).

([22]) سورة المائدة الآية (110).

([23]) سورة الشعراء الآية (80).

([24]) سورة المائدة الآية (110).

([25]) سورة آل عمران الآية (49).

([26]) سورة المائدة الآية (110).

([27]) سورة آل عمران الآية (49).

([28]) سورة هود الآية (48).

([29]) صفوة التفاسير (2/17).

([30]) تفسير القرطبي (9/48).

([31]) أخرجه البخاري (2101) ومسلم (6635) وأحمد (4/408) وابن حبان (561) والطيالسي موقوفا (515) والقضاعي (1380) عن أبي موسى وأخرجه أيضا البغوي (3483).

([32]) سورة الشورى الآية (52).

([33]) سورة الجمعة الآية (2).

([34]) سورة البقرة الآية (30).

([35]) حاشية تفسير القاضي البيضاوي (1/24 أو 27).

([36]) أخرجه الطبراني في الكبير (10518) وأبو يعلى (5269) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (17105).

([37]) أخرجه الطبراني في الفتح الكبير (1/83).

([38]) قال الشيخ عبدالقادر أرناؤوط : وقال الحافظ : هذا حديث حسن الإسناد ، الأذكار للنووي (ص 192).

([39]) أخرجه الترمذي (2516) وقال حديث حسن صحيح وأحمد (1/293).

([40]) سورة النساء الآية (64).

([41]) سورة نوح الآية (12).

([42]) سورة يونس الآية (5).

([43]) رواه ابن حبان (ج1/88) وأبو داود (3641) وابن ماجه (223) والدارمي (1/98) وأحمد (5/196) والترمذي (2682) .

([44]) بهجة النفوس (3/62 - 63).

([45]) سورة البقرة الآية: (111).


وشكر للحبيب يعقوب على هذا البحث الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ربي أكبر




عدد الرسائل : 21
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 8:22 am

السلام عليكم
أحسنتم النقل فجزاكم الله خيرا
وهذا ماقالوه
فماذا قلتم أنتم ياسادتي؟؟؟
على أي حال هذا كلام منقول أيضا ولكنه كلام جديد
في نفس الموضوع
https://almuada.4umer.com/montada-f2/topic-t1577.htm?sid=8b63b37ad363e13317fa173894d6d58d
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فقير الاسكندرية

فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 192
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالخميس أبريل 17, 2008 10:56 am

الحمد لله يمد هؤلاء وهؤلاء من العطاء،
والصلاة والسلام على خير أهل الأرض والسماء وآله وصحبه أهل الصفاء .
سلام الله على إخوتي الكرام.
لما كان مثل هذا السؤال قد تم طرحه على شيخنا الراحل الحاضر رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي رحمه الله، وكان هذا السؤال ضمن (مجموعة ويسألونني) - مطبوعة، فقد رأينا اتماماً للفائدة ولأن اسلوب شيخنا المذكور هو السهل الممتنع، ذو الدلالات والذوق الراقي، فقد نقلنا لكم هنا رد سيادته فيما يلي والله ولي التوفيق:
قال: ونستكمل خواطرنا حول ما ورد علينا من الأسئلة.
فمنها أنهم يسألوننى عن المدد - ماهو وما قولكم فيما يقوله الوهابية ومن نحا نحوهم من طرق هذا الزمان فى أن طالبه مشرك وأن المدد لايطلب إلا من الله؟
فنقول مستمدين منه تعالى أن المدد هو أن يفيض الممد بعض ما أمده الله به على غيره.
فإن الله سبحانه وتعالى إذا أعطى عبداً عطية فإنه يتركها له خالصةً يتصرف فيها كيف يشاء.
يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾[1].
فأهل الدنيا يمدهم الحق تبارك وتعالى بمدده وبه يكتشفون ما فى المادة من أسرار يعملون على إظهارها، وهم لايعملون هذا بأنفسهم ولكن بإمدادات الحق تبارك وتعالى لهم.
أما أهل الآخرة فلهم إمدادتهم التى توصلهم إلى معرفة الحق تبارك وتعالى والدعوة إليه وأخذ العبيد إلى سيدهم، فـ ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ﴾[2]. والحياة الدنيا هى منذ ولادتهم إلى يوم القيامة لأن الحق تبارك وتعالى لم يقل لهم البشرى فى حياتهم الدنيا.
ومن البشرى أن تكون لهم الكرامة بين محبيهم وعارفى فضلهم، وإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن من الدعاء المستجاب دعاء الأخ لأخيه بظاهر الغيب ، فأى أخِ يدعو لأخيه تستجاب دعوته فما بالك بولىٍ أفاض الله عليه بمدده وجعله إماماً يُقتضى به.
فالمدد هنا كأنى أقول للولى: "مدنى مما أمدك الله"، أو "أعطنى مما أعطاك الله".
فإذا كان الولى أعطاه الله الخير فله أن يتصرف فيه كيف يشاء، وانظر إلى قوله تعالى لسيدنا سليمان عليه السلام: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[3] أى أنه سبحانه أعطى وترك حرية التصرف لمن أعطاه، قال تعالى: ﴿قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾[4] فقد خيره تعالى فى الحكم الذى خلعه عليه كما خير سيدنا سليمان فى العطاء الذى أمده به.
وفى الحياة العادية فإنك تطلب من شخصٍ ما أن يمدك بما تريد، فإن أردت مالاً طلبته منه، وقد يكون هذا الشخص تارك للصلاة مثلاً، كما أنك تستمد من علم الطبيب إذا مرضت ومن علم الصيادلة والعلماء بتركيبات الدواء رغم أن الشافى على الحقيقة هو الله، أفلا تستمع إلى قول سيدنا إبراهيم عليه السلام إذ يقول : ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[5] فإن هذا اسلوب قصر أى فهو -لاغيره - الذى يشفين.
فأنت تعتقد أن الشافى على الحقيقة هو الله ولكنك تستمد أى تطلب المدد من الطبيب والدواء على سبيل السبب لا الخلق والإيجاد، فكذلك استمدادك من الولى على سبيل السبب فهو يفيض عليك مما أفاض الله به عليه وخالق المدد والذى يفيضه حقيقةً هو الله تعالى، قال عز وجل:
﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾[6]
وقال تعالى :
﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾[7]
وقال سبحانه:
﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾[8]
فالإيجاد وهو إخراج المدد من العدم إلى الوجود هو لله تعالى، ثم الإمداد وهو توالى المدد وعدم إنقطاعه هو لله تعالى، وهذا هو شهود القيومية، فالكل من الله والكل بالله، ولكننا مطالبون باتخاذ الاسباب والتماس الوسائل قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾[9]
وقال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾ – الآية[10]. أى أنهم يلتمسون أيهم أقرب إلى الله ليتوسلوا به إليه. وقد ذكر نحوه بعض العلماء.
ثم يجب علينا أن نبعد من قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عن الشرك والكفر وما شابه ذلك، إذ لايعقل إطلاقاً أن تُشرك بالله أحداً من عباده تعلم أنه سيموت وتقف أنت وهو بين يدى الله، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمته ما يتهمه بها الوهابيون حيث يقول وهو الصادق المصدوق:
إِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا"[11].
وأما قولهم: كيف تطلب المدد ممن مات وانقطع عمله؟
فنقول: أما كون الولى قد مات وإنقطع عمله ففيها كلام لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث"[12] - الحديث، والولى قد يكون جامعاً للثلاث فإن أولاده فى الروح والتربية يدعون له ويقرأون له الفواتح ونحوها، وهو قد ترك أيضاً علم ينتفع به فى السير إلى الله، وقد يكون له صدقات جاريات من باب "بكل تكبيرة صدقة وبكل تسبيحة صدقة"... وهو قد علم أبنائه دوام الذكر ورقاهم من ذكر اللسان إلى ذكر القلب إلى ذكر الروح إلى ذكر السر إلى ما شاء الله.
ثم إن العمل المقصود ذلك العمل الذى يعود على صاحبه بالنفع من تعبد ونحوه، أما خصوصية الولى وقربه من الله وتوجهه إليه سبحانه فى قضاء حاجات المتوسلين به فذلك لم ينقطع لقوله تعالى : ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾[13] فهل انقطع ذلك بدخول القبر؟
بل لقد نص الله على حياة الشهداء ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾[14] وفى ذلك إشارة لحياة كاملة لا تستشعرها أنت فايكما الميت وأيكما الحى، ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾[15].
انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالأربعاء أبريل 01, 2009 5:08 pm

:32:
:33:
999
000

_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
الباقر الشريف

الباقر الشريف


عدد الرسائل : 2
تاريخ التسجيل : 13/05/2009

توضيحات حول كلمة المدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: توضيحات حول كلمة المدد   توضيحات حول كلمة المدد Emptyالسبت سبتمبر 05, 2009 6:24 am

:32:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توضيحات حول كلمة المدد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذوات بشرية أم هيئات علمية روحية؟! لسيدي الباسل رضي الله عنه
» المدد
»  قدرى جاد مدونة صوفية
» (شيء لله ...المدد يا سيدي الشيخ )
» ما هو المدد؟ وهل طالبه مشرك؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: مصطلحات القـوم-
انتقل الى: