بسم الله الرحمن الرحيم
ذوات بشرية أم هيئات علمية روحية؟!
لسيدي الفقير إلى الله تعالى سيدي الباسل رضي الله تعالى عنه و أرضاه
شيخ ومؤسس الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية
ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
الحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة ًمبرّأة ًمن الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد...
نعم هذا موضوع عظيم جدا لأنه يبيّن أسرار خلق عالم الإنسان بحد ذاته في دائرة الظاهر والباطن بهيئته الذاتية وبهيئته العلمية الروحية، فكما أن الهيئة الذاتية محدودة الحجم والقياس وصغيرة وضئيلة الحجم بالنسبة للمخلوقات الأخرى التي خلقها الله سبحانه وتعالى فإن الهيئة العلمية الروحية كبيرة الحجم جدا بالنسبة للمخلوقات الأخرى بعكس الهيئة الذاتية، فالهيئة العلمية الروحية تجدْها نسخة عن الكون كله بتفاصيله الكبيرة والصغيرة، كل ما تم اكتشافٌ بهذا الكون الكبير يتم بالمقابل اكتشاف بهذه الذات البشرية الصغيرة، وما تم اكتشافه بالنسبة للكون والإنسان نقطة في محيط ما لم يتم اكتشافه بهما، فالإنسان سيد هذا الكون ليس فقط بهيئته الذاتية إنما بهيئته العلمية الروحية، وإلا لما استطاع أن يسود على هذا الكون أبدا، فالفاني لا يسود على الباقي أبدا إنما الذي يسود من له البقاء أكثر ويتحلى به، فالهيئات العلمية الروحية لا تفنى إنما التي تفنى هي الذوات البشرية وبما أنها لا تفنى إذا لها حكم السيادة على هذا الكون بما فيه بالله سبحانه وتعالى، وإن كانت الهيئات والأحجام الملائكية كما وَرَدَت وجاءنا من العلم أنها ذات أحجام كبيرة جدا جدا فإن الهيئات العلمية الروحية لهي أكبر حجما وعظمة من الملائكية في كل أحجامها.
فالذات البشرية صورة مصغـّرة عن الكون والكون صورة مصغـّرة عن الهيئة العلمية الروحية، والهيئة العلمية الروحية هي الأساس بالأمر ذاته، وهي البداية والنهاية فيها ولها، وهي التي ستظهر حقيقتها يوم الدين وماهيتها وعظمتها لأن حقيقتها لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى لأنها راجعة إلى علم الله عز وجل والنفخة والتي هي فوق دائرة كن والتكوين، يعني أنها إبداع من الحق سبحانه وتعالى، أي مخلوقة بطريقة أخرى من الحق سبحانه وتعالى وتسمّى الإبداع أي أبدعها بتحقيقها بما أراد من صفاته وأسمائه. والذات البشرية خـُلِقـَت بكُنْ وبالتكوين، فالهيئة العلمية الروحية تحقيق والهيئة الذاتية البشرية تخليق. وهيهات ما بين التخليق والتحقيق فما قام التخليق إلا بالتحقيق، وكيف سيدرك التخليق التحقيق وهو قائم به؟ وهنا تتجلى عظمة الله سبحانه وتعالى بخلـْق هذا الإنسان العظيم بهيئتيْه العلمية الروحية والذاتية البشرية، فالإنسان بذاته بالنسبة لما خلق الله سبحانه تعالى لا يُرى حجماً وهذا مصداقاً للحديث القدسي ما الأرض بالنسبة للسماء الأولى إلا كحلقة بفلاة وما السماء الأولى بالنسبة للسماء الثانية إلا كحلقة بفلاة وما السماء الثانية بالنسبة للسماء الثالثة إلا كحلقة بفلاة وما السماء الثالثة بالنسبة للسماء الرابعة إلا كحلقة بفلاة وما السماء الرابعة بالنسبة للسماء الخامسة إلا كحلقة بفلاة وما السماء الخامسة بالنسبة للسماء السادسة إلا كحلقة بفلاة وما السماء السادسة بالنسبة للسماء السابعة إلا كحلقة بفلاة وما السماء السابعة بالنسبة لساق العرش إلا كحلقة بفلاة،،، إلى آخر الحديث العظيم هذا، فانظر إلى عظمة الحق سبحانه وتعالى،،، لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله،،، فهل هذه الذات البشرية هي فقط المخاطبة من قـِبَل الحق سبحانه وتعالى، وهي التي ستكون مهيّأة للأسماء والصفات لكي يظهر فيها تجلي الحق عز وجل أم الهيئة العلمية الروحية هي المقصودة من وراء ذلك؟ طبعا الهيئة العلمية الروحية هي المقصودة من وراء ذلك والذات البشرية هي التي تقع ما بين الحركة والسكون في ظهور هذا التجلي على الهيئة العلمية الروحية وتجلي هذه الهيئة بشيء على الذات البشرية، فتظهر عليها علامات وأمور منها ما يُدْرَك ومنها ما لا يُدْرَك. إن الذات البشرية أصلا منذ بداية خلقتها هي كبيرة الحجم كما ورد في الآيات والأحاديث، وكما تروي الأحاديث أن سيدنا آدم عليه السلام كان حجمه كبيراً جداً حتى رُوِيَ أنه كان ستين ذراعاً وهكذا أولاده وذريته، ولقد قال الحق سبحانه وتعالى عن قوم عاد بذلك بأنهم ذو أحجام كبيرة جدا بقوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۞ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ } وقوله تعالى: { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ۞ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ } وهكذا فإن الذات البشرية في بدايتها كانت كبيرة جدا وبدأت تَصْغُر بتباعد الأزمان وهذا لحكمة أرادها الحق سبحانه وتعالى، والإنسان بعالم المنام قد يراه الخلق بأحجام غير أحجامهم الحقيقية يراها أكبر حجماً بكثير، وهذا يحصل لكل أحد تقريبا، وكذلك فإن عالم البرزخ يكون في الأمر على غير الهيئة التي كانت في الدنيا، وكذلك عند دخول الناس الجنة والنار تكون أحجامهم كبيرة جداً مغايـِرة للحجم الذي كانت عليه بالدنيا ذواتهم، فإن من الروايات أن الكافر بجهنم جلده سبعة أمتار وضرسه على قدر جبل أحد إذاً كم حجم ذات هذا الإنسان الذي بجنّهم؟ إذا كان بعض وصفه بهذا الشكل وهذا الشأن،،،، إذا هناك تغيّر حتى بالهيئة الذاتية البشرية في الأطوار التي تمر بها، فكيف بالهيئة العلمية الروحية؟ فهذا ما لا يدركه إلا من وفـّقه الله عز وجل لذلك بوهبه لهذا العلم.
فالذات البشرية يجري عليها حكم الصِّغر والكـِبَر والولادة والموت والحياة ولها العمر في مُدَّتِه والحيوية والشباب والهرَم كل هذه المجريات والأمور تجري على الذات البشرية بعكس الهيئة العلمية الروحية فإنه لا يجري عليها أي شيء مما ذكرنا من ذلك، فهي هي من بدايتها لنهايتها، من أولها لآخرها بظاهرها وباطنها، فإن الذات البشرية التي بالدنيا لا تحتمل إن لم يجرِ عليها تغيرات ما يوجد بالبرزخ والآخرة من أمور، فإذاً لا بدّ من هذه التغيرات والأطوار التي ستحِلُّ بها، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: { مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا۞وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا }.
ولنعود الآن إلى الهيئة العلمية الروحية، طبعا إن من يعلم شيئاً عن حقيقة الهيئة العلمية الروحية يعلم حقيقة أسرار هذه الهيئة الذاتية البشرية وكيفية معاملتها وفك رموزها بظاهرها وباطنها، وما دام يجهل هذه الحقيقة للهيئة العلمية الروحية سيبقى جاهلاً لهذه الهيئة الذاتية البشرية حتى لو اكتشف أشياء عن ظاهر هذه الهيئة وهذا من رحمة الله تعالى لكي تقوم هذه الحياة الدنيا بما أراده الله تعالى بما يوافق كل عصر وزمان، فأسرار الكون كله موجودة في الهيئة العلمية الروحية. فالذات البشرية لا يمكن لها أن تكون مستودعاً ومرآة لهذا التجلي العظيم الذي يقع عليها من قـِبـَل الحق سبحانه وتعالى، وأن يظهر فيها شيئاً من حقيقة الأسماء والصفات والتجليّات إنما هذا الأمر يقع على الهيئة العلمية الروحية لأنها عرش لتلك الحقائق والتجليات النورانية المحمدية الربانية الإلهية، فالهيئة العلمية الروحية هي الأصل بالإيجاد وهي الأصل بالإمداد، فهي إذاً الأصل، والهيئة الذاتية البشرية الفرع لها والفرع من الأصل، لكن كيف يستطيع أن يدرك الفرع الأصل؟ لو نظرت إلى ظلك أنت لوجدته منك لك قائماً بك، ولكن هذا الظل كالموجود وليس موجود، موجود في الوجود وليس له وجود، فِعْليّ بحركة ذاتية منه بالرغم من أن هذا الظل سبب وجود وقوع أشعة الشمس عليك فينعكس ظلك، وظلك له حجم معين يمكن له أن يقصر أو أن يطول أو أن يكون بالحجم الطبيعي، وساعة تجده أمامك وساعة خلفك وساعة على يمينك وساعة على شمالك وكل هذا قائم بك حركته وشكله، وانظر إلى قول الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا } فالظل للهيئة الذاتية البشرية وليس للهيئة العلمية الروحية. فكل شيء مادي له ظل وإن كان هذا الشيء المادي له أطوار وأشكال وهيئات مختلفة، حتى العرش وَرَدَ أن له ظل كما في الحديث الشريف: ( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ...) والمقصود هنا ظل العرش لأن هناك أحاديث وروايات لأحاديث أن ظل العرش يحتمي به الخلق من حرارة الشمس يوم القيامة، فوجود الظل دليل على الوجود المادي. أما الهيئات العلمية الروحية فهي ليس لها ظل أبدا لأنها لطيفية جدا، وألطف ما خلق الله سبحانه وتعالى من الجن والملائكة وكل شيء وحتى بالجنة، يقول الحق سبحانه وتعالى: { ظِلاًّ ظَلِيلاً } ووردت كلمة {ظِلالُهَا} أيضا فالظل موجود في كل الأطوار فالهيئة العلمية الروحية اسمها معها، فهي نورانية لطيفية جدا فليس لها ظل لذلك فهي عظيمة الإبداع عظيمة الصنع ماهيتها وكنهها لا يعلمه إلا الحق عز وجل، فهي حقيقة من حقيقة الروح الكبرى التي هي حقيقة من الحقيقة الكبرى التي هي من الهوية التي لا تـُدْرَك ولا يعلم عنها شيء إلا الله سبحانه وتعالى،،، سبحانك سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فاغفر لنا تقصيرنا بذلك وارزقنا معرفتك يا الله.
فهي هيئة علمية بعلم الله سبحانه وتعالى من دائرة العلم الإلهي، روحية بالنفخة الإلهية {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} كيف ستُدرَك تلك الهيئة إذًا هي التي سجدت الملائكة لها؟ لكنها كانت بالهيئة الذاتية البشرية وهي علـّمَها الله سبحانه وتعالى الأسماء كلها ولكنها حجبت تلك الهيئة العلمية الروحية بالهيئة الذاتية البشرية لأنها لو ظهرت لما كان الكون يصلح لها مكانا، لكنها احتجبت بالهيئة الذاتية البشرية الآدمية فمن هنا تفهم مقولة سيدنا أبو الحسن الشاذلي لو كـُشِف عن نور الوليّ لعُبِدَ من دون الله او لطفق ما بين السماء والأرض، فالولي بصدقه يكشف عن ماهية هذه الهيئة شيئا فشيئا وينال من الأنوار والأسرار منها. فالله عز وجل ما خلق الخلق وكل شيء إلا لها فهي العارفة العابدة، فالهيئة العلمية الروحية لها الروح الكاملة والقلب الأكمل والعقل الأكمل والنفس الكاملة، فهي بمثابة صورة محمدية كاملة انبنى عليها نظام الكون بما فيه. فهي التي لها الخلافة على هذه الأرض من الله سبحانه وتعالى، فقول الله سبحانه وتعالى قبل خلق الهيئة الذاتية البشرية: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }لأنها هي الأصل والمقصودة بالخطاب، وتلك الهيئة هي المعنيّة من قـِبـَل الحق سبحانه وتعالى بكل شيء، فهذه الهيئة هي الجالسة على كرسي العز والعَظــَمَة . فهذه الهيئة العلمية الروحية في عالم الغيب وعالم الشهادة موجودة ولها وجود في العالميْن، فهي المتحققة بتجليات الأسماء والصفات، فالصادق المقرَّب من الحق سبحانه وتعالى تبدأ أنوار هيئته العلمية الروحية تظهر على هيئته الذاتية البشرية، فكما قلنا بدرس اخر تبدأ لطافته تغلب على كثافته حتى لا يبقى من الكثافة إلا الشكل. فالصحابة رضوان الله تعالى عنهم كانت هيئاتهم العلمية الروحية ظاهرة ومتحكــِّمة بهيئاتهم الذاتية البشرية وذلك لقربهم ووجودهم من صاحب الهيئة العلمية الروحية الكبرى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فالصادق يجب أن يسعى لإظهار هيئته العلمية الروحية لأنه بهذا فلاحه وقربه من الحق عز وجل ومن النبي صلوات الله وسلامه عليه. يجب ان يخرق حجاب ذاته البشرية حتى يرى الكمال والجمال مصداقا لقول الشاعر:
إن شئت أن ترى الجميل منزهاً فافـــــــن عن التكوين والهيئــــة
كيف سيرى أنوار جماله وجلاله المحجوب بهيكل ذاته وحاله ؟من لم يفنَ عن ذاته لا تنقطع ملذاته. فكأنك ترى كأن الهيئات الذاتية البشرية نجوم والهيئات العلمية مواقع لها لأنها المُمِدّة لها لتلك النجوم كقول الله تعالى: { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ۞ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ۞ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } فكم من نجم يخبو نوره لأنه يغادر موقع ويخرج عن مساره حتى أنه يصطدم مع غيره وينفجر بعد ذلك، أما الذي يبقى بموقع ويستمد منه يكون صورة منيرة ومضيئة عن الموقع الذي هو فيه ومنه فإن الهيئات الذاتية البشرية ظاهراً والهيئات العلمية الروحية باطناً، فالهيئة العلمية الروحية هي طاهرة نقية زكية ليس فيها أي نقص أو أي عيب لأنها سماوية كاملة متكاملة، هكذا أراد الله سبحانه وتعالى لها أن تكون، فمن هنا كان اشرف المخلوقات وأعظمها الإنسان فيما خلق الله سبحانه وتعالى، فلا مخلوق يفضَّل على الإنسان أبدا، منه الرسل ومنه الأنبياء والأولياء والعظماء، ومنه الخليفة كان وهو الذي له السيادة في هذا الكون وهو المسؤول في هذه الدنيا وهو المحاسَب يوم القيامة وهو الذي له القيادة والريادة وهو الذي سخَر الله عز جل له كل شيء ليُتـِمّ خلافته التي خلــّــفه الله تعالى إيّاها على اتم وجه. ومن هنا يجب أن يسعى الإنسان إلى أن يكتشف خلقته ونفسه بتقرُّبه من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن الأولياء العلماء الربانيين الذين وهبهم الله عز جل القرب منه ومن حبيبه صلى الله عليه وسلم لكي يكون جاهزاً لهذه المعرفة، ولكي يدخل على معرفة تلك الهيئة العلمية الروحية التي بها يقوم الإنسان وبها شـُرِّفَ وزاد قدْره وعلا شأنه وارتقى حاله وكــَمُلــَـت صفاته وتجمّلت أسماؤه، كل ذلك بهيئته العلمية الروحية.
نسأل الله العظيم أن يلهمنا معرفته ويرزقنا محبته وقربه، وأن يعرّفنا بنفسونا وبهيئاتنا الذاتية البشرية وهيئاتنا العلمية الروحية، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين