ابن الباسل
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 الموقع : فلسطين المحتلة تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: آن الأوان لسيدي الشيخ الباسل رضي الله عنه الجمعة أغسطس 28, 2009 9:35 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم آن الأوان للشيخ المبجل و الفقير إلى الله تعالى سيدنا ومولانا الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه وأرضاه شيخ ومؤسس الطريقة النورانيةالمحمدية الربانية الإلهية ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
الحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة ًمبرّأة من الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد،،، إننا نعيش اليوم في زمان انقلب العالم كله على الإسلام ووصفوه بأوصاف لا تليق به، بل هو الذي كان يجرد العالم بأسره من هذه الأوصاف والسؤال لماذا؟ هل لأن المسلمين قلة؟؟؟ والجواب لا وإنما كُـثُـرْ !!!.. مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولكن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي أجاب على هذا السؤال عندما قال: ( بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) !! وغثاء السيل لا خير يرجى منه !! الله أكبر !!!! إن الناظر لحال المسلمين اليوم كم يجدهم غرباء عن هذا الدين الحديث الذي ارتضاه الله عزوجل لنا ورفضناه نحن، يأتي من يقول انظر إلى هذه الصحوة نقول نعم والحمد لله تعالى لقد بدأ المارد الإسلامي يتململ من سباته الذي طال ولكن نحن نريد صحوة القلوب والأحوال وليس صحوة النفوس والأشكال إن ما جرى مع المسلمين اليوم أنهم فقدوا معيّة الله تعالى معهم لأن قلوبهم عمروها بالدنيا الفانية وشهواتها فأغرقتهم بلذائذها والنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) فعندما عمرت الدنيا القلوب ونسيت الآخرة فقدت المعيّة مع الله تعالى لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) النحل/١٢٨، أين هذه التقوى بالقلوب والله عزوجل يقول: (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) الأحزاب/٤، التقوى تؤدي إلى الإحسان وهو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) نعم هذه منة المراقبة من قِـبَـلْ العبد لله تعالى، لو كان هناك عند العبد مراقبة لله عز وجل لكان هناك معاتبة ومحاسبة للنفوس على الدوام على ميلها عن الله عز وجل، فإذا فقد العبد تلك التقوى والمراقبة كأنه قطع الحبل الذي بينه وبين الله تعالى. فإن التقوى كما عرفها النبي عليه الصلاة والسلام أن يجدك الله تعالى حيث أمرك ويفتقدك حيث نهاك، وكما قال سيدنا علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام عندما عرّف التقوى قال : - الخوف من الجليل والعمل بمحكم التنزيل والرضا والقناعة بالقليل والاستعداد للرحيل... طبّـِق لي ـ لو سمحت ـ هذه التقوى على أفراد هذه الأمة المحمدية!! كم تجد من عبد عنده هذه التقوى؟؟ ولهذا مالت الأمة عن سيرها ومسارها الصحيح الذي كان عليه أسلافها السابقين فكانوا كما بين بين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء نعم هذا حال الأمة ؟ ِلمَ لا تعود إلى ماضي مجدها وعزها ؟؟ أنسِيَت قول الفاروق لأبي عبيد رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغير الاسلام أذلنا الله تعالى، إذاً هذه الذلة التي نراها على الأمة إنما هي لبعدنا على الإسلام الحنيف، فلو رجعنا لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم لرجَعَت إلينا عزتنا وهيبتنا ولأصبح القلب والعقل هو الذي يتحكم بالعبد وليست النفس البشرية الأمارة بالسوء والغل والأحقاد، لماذا الأمة أصابها العماء ؟؟ ونسيت كل آية من كتاب الله تعالى وحديث حبيبه صلى الله عليه وسلم ؟؟ أما كان لها بذلك كفاية (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى) الإسراء/٧٢، هل هذا ما تريده الأمة أن تكون عمياء وعالة وثقل زائد على هذه الأرض؟ فقدت دورها في الخلافة التي استخلفها الله تعالى لها أما تتلو الآية التي تقول: (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا۞قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) طه/١٢٥-١٢٦، هل هذا ما تريده ؟؟ نسيان الله تعالى لنا في الدنيا والآخرة ؟ إن هذا لظلم كبير ظلمنا أنفسنا به فلو بدأ كل إنسان بنفسه يصلحها ويردّها إلى الله تعالى وإلى التمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراِشدين رضوان الله عليهم من بعده لصلُحَت هذه الأمة، فلو صوبنا نظرنا إلى الصالحين وليس إلى المفسدين واقتدينا بهم لصلحنا، فإن الأرض لا تخلو من الصالحين الذين رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه وانتسبنا لهم وتعلمنا على أيديهم ليخرجونا من الظلمات إلى النورن فلو أننا نبذنا الفُرْقَة وراء ظهورنا وتجمّعنا على قلب واحد وهو قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحققنا ما يريده الله تعالى منا لأعزنا الله عز وجل، فلو أننا حققنا إصلاح النفوس والقلوب والعقول والأرواح على منهاج النبوة لكنا كما أراد الله عز وجل، لو أن كل فرد من هذه الأمة بدأ بنفسه ثم بأسرته التي هو مسؤول عنها وبدأ بإصلاحها لنهضت الأمة مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )، لو أن كل عبد بدأ يطبق تعاليم الإسلام لعاشت الخليقة بسلام، لو أننا غذّينا عقولنا بالفكر الإسلامي الصحيح ونبذنا الفكر الغربي القبيح الذي يعارض تعاليم ديننا لكانت نهضة الأمة. يا أمة الهادي،،، كفاكِ نوما وبعدا عن الله عز وجل،،، آن الأوان أن تنهضي وتستسلمي وتنقادي لله تعالى ولأوامره ونواهيه،،، آن الأوان أن تستعيدي مجدك وعزك اللذيْن تنازلت عنهما لغيرك واستبدلت بهما الذل والهوان ؟ آن الأوان فإن الخير لا ينقطع منك أبدا لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) . آن الأوان أن تتحققي في هذه الاية (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) آل عمران/١١٠. أما آن الأوان لكي تكوني عنوان العدل والطهارة للحضارة على وجه هذه الأرض؟؟! أما آن الأوان أن تكوني أيتها الأمة المحمدية في الطليعة وبالأمام وإماما لكل ملوك الحضارات تقتبس منكِ ومن أخلاقك وعدلك وشموخك .
وفي الختام أسال الله عز وجل أن يردنا إلى ديننا ردا جميلا وأن يعيد علينا عزنا ومجدنا وأن يحققنا بخير أمة أخرجت للناس و أن يحققنا بمعيّة الله تعالى الدائمة لنا في كل حال،،، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير،،، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
| |
|