|
| حكايا الرجال | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: حكايا الرجال الأربعاء أكتوبر 24, 2007 4:38 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الحقل ان شاء الله , نورد حكايا قصيرة, مما أوردتها الكتب عن أهل الله بمختلف مشاربهم, أو حكايا شخصية, أو لرجال عايشناهم, باسماء رمزية, من دون تقيد بموازين العقلاء, وبمنطق أهل النظر, والله حسبي ونعم الوكيل.
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:34 pm عدل 2 مرات | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الأربعاء أكتوبر 24, 2007 4:46 pm | |
|
هكذا كانت بداية العطار ذات يوم كان العطار في دكان عطارته فجاءه هناك فقير. وقال له عدة مرات: أعطني شيئا لله. فلم يأبه للفقير. فقال الفقير: أيها السيد كيف تموت؟ فقال العطار: كما ستموت أنت. فقال الفقير: أيمكنك أن تموت مثلي؟ فقال العطار: نعم. فوضع الفقير قدحه تحت رأسه, وقال : الله ! وأسلم الروح. فتغير حال العطار وتخلص من متجره توا, وجاء الى هذا الطريق.
| |
| | | almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الأربعاء أكتوبر 24, 2007 10:41 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم خطوة مباركة جليلة إن شاء الله ... وبانتظار المزيد أيها الحبيب | |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الخميس أكتوبر 25, 2007 10:18 am | |
| أرجو من الأخوة جميعا مشاركة أخينا ذو العين الذي أستسمحه في نقل هذا الموضوع وتثبيته | |
| | | قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الخميس أكتوبر 25, 2007 11:12 am | |
| الصلاة والسلام عليك ياسيدى يارسول الله وآلك وأصحابك وأحبابك فكرة طيبة وجميلة وإن شاء الله لنا منها نصيب | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت أكتوبر 27, 2007 12:19 am | |
| بين اليقظة والمنام
حكاية عن رجل اعرفه, كان دون العشرين من العمر, حينما حكى لي هذه الحكاية لم يكن نائما, ولكنه وجد نفسه فجأة يسير في أرض خضراء رائعة الجمال ووجد انه يحتضن طفلا صغيرا بيديه, طفلا بديع الجمال, مليح القسمات, من يرى عيناه لا يستطيع ان يشيح بنظره عنهما, ومع انه لم يره من قبل, الا انه تعلق به تعلقا غريبا, كان يشعر انه يدنيه الى صدره كي لا يبتعد عنه. وهناك رأى ان المرج الأخضر الذي يسير عليه, ينتهي بحافة تشرف على واد سحيق لم يكن الوادي متدرجا, فأذا سقط أحد منه هلك لا محالة ولم يكن يرى له قرارا واحتضن الطفل بشدة, وتراجع بسرعه, كأن هناك من يريد ان يدفعه وهناك أحس بثقل في رأسه, وأحس بحرارة تملأ جسده وشعر ان هناك من ينظر اليه, وأحس , وعرف ورفع رأسه ليرى حبيبه حبيب اله العالمين, وتكلم معه من دون ان يكون بينهما كلام, يفهم كلامه في نفسه. ثم قال أرم الطفل في الوادي. كان كأنه على موعد مع تلك اللحظة, استحى ان يعود الى نفسه يستشيرها, ولم يقل لابنه أني ارى ....فانظر بل رماه ودفعه وبسرعة, واحس ان شيئا من صدره قد اقتلع من مكانه وسقط مع الطفل ثم احس براحة لا توصف, وكانت هناك تتمة, ولكن هذا ما ظهر من الحكاية ...................................................................... قتلت غلام النفس بين أقامتي الجــــــــــــــــــــــدار لأحكامي وخرق سفينتي
| |
| | | سفر توووت
عدد الرسائل : 8 تاريخ التسجيل : 24/10/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت أكتوبر 27, 2007 1:59 am | |
| حبيبي ذو العين
سلام عليكم
لا أجيد التعبير .. و لكن بقدر ما تيسر لفهمي العليل ..احاول المشاركة ..
اوضحت لنا ببيت ابن الفارض
أما صاحب إني أرى فقد شاور نفسه و سألها النظر .. و عليه كان الفدو .. لبقية في نفسه و من نفسه .. اما رجلنا هذا فكان الأمر من حبيبه و هو الأعرف .. من قال إن النفس لأمارة بالسوء .. فلم يشاور نفسه .. و رماها إلى واد .... و لها الله .. اما التتمة فجد علينا ببعضها .. و من قتلته فكنت ديته .. لا تحرمنا يا عيني من حكاوى بين اليقظة ...... و ............. المنام ... | |
| | | المحب
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت أكتوبر 27, 2007 2:55 am | |
| كان هناك فتى يتمتع بذكاء منذ الصغر في امور عديدة بل وينظم الشعر وقد نظم قصيدة عن تونس وهو في الطائرة المتوجهة اليها ، مع صغر سنه .
والجميل في هذا الفتى ليس ذكائه بل ما كان يحمله من حب محمد وآله(ع) بين ثنايا قلبه .
لكنه كان يظن ان الدين متمثل ببعض الأشخاص دون غيرهم وبقى يتقلب بظنونه بين أطباق دنياه .
حتى تجلى له الحق بأحد أوليائه كاشفا له بعض حقائقه فاذا به يترك كل ذكائه وظنونه وأهله طالبا حقيقته فاذا به لا يتكلم إلا بالحق ولا يصمت إلا بالحق .
فعجبا لمن يدعي ترك كل شئ لاجله فلايجده !!!!!!!!!!!! | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت أكتوبر 27, 2007 10:06 am | |
|
الاخ الحبيب الذي يجيد التعبير جدا سفر توووت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اجمل اختصارك واشارتك و رماها إلى واد .... و لها الله.. وقد أشرت أنت للتتمة من قتلته فكنت ديته .. فيا أيها السائل المجيب...ما أسعدني بهذا الحضور ..........................................
أخي (المحب ) الحبيب الغالي حكايتك تشبه إعلانا لما بعدها فقد حدثتنا عن لقاءه بأحد الأولياء, وأثر ذلك عليه, ولكنك لم تحكي لنا شيئا من حكاياه فتبقى لحكايتك تتمة هي التي انتظرها في حقل حكايا الرجال
| |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الإثنين أكتوبر 29, 2007 12:58 pm | |
|
رسالة خلعية كتب احد الرجال عن أول خلع يمر به: كنت ذات يوم ..... في بعض خلواتي ، أذكر ربى في تضاعيف أذكاري وأورادي ، باسمه الغني فاكرر " يا غني يا مغني " مشدوها بذلك عن كل شئ إلا عن التوغل في حريم سره ، و الامتحاء في شعاع نوره . وكأن خاطفة قدسية قد ابتدرت إلى ، فاجتذبتنى من الوكر الجسماني ، ففككت حلق شبكة الحس ، وحللت عقد حبالة الطبيعة ، وأخذت أطير بجناح الروع في جو ملكوت الحقيقة ، وكأني قد خلعت بدنى ، ورفضت عدني ومقوت خلدي ، ونضوت جسدي ، وطويت إقليم الزمان ، وصرت إلى عالم الدهر . فإذا أنا بمصر الوجود بجماجم أمم النظام الجملي من الابداعيات والتكوينيات والالهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمانيات ، وأقوام الكفر والايمان ، وأرهاط الجاهلية والاسلام ، من الدارجين والدارجات ، والغابرين والغابرات ، والسالفين والسالفات ، والعاقبين والعاقبات ، في الازال والاباد ، وبالجملة آحاد مجاميع الامكان ، وذوات عوالم الاكوان ، بقضها وقضيضها ، وصغيرها وكبيرها باثباتها وبابدائها حالياتها وإنياتها . وإذ الجميع زفة زفة ، وزمرة زمرة ، بحزبهم قاطعة معا ، مولون وجوه مهياتهم شطر بابه سبحانه ، شاخصون بابصار إنياتهم تلقاء جنابه ، جل سلطانه من حيث هم لا يعلمون ، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة ، وألسن فاقة هو ياتهم الهالكة ، في ضجيج الضراعة وصراخ الابتهال ، ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومنادوه بيا غنى يا مغني ، من حيث هم لا يشعرون . فطفقت في تلك الضجة العقلية ، والصرخة الغيبية ، أخر مغشيا على ، وكدت من شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذاتي العاقلة ، وأغيب عن بصر نفسي المجردة ، واهاجر ساهرة أرض الكون ، وأخرج من صقع قطر الوجود رأسا ، إذ قد ودعتني تلك الخلسة الخالسة شيقا حنونا إليها ، وخلفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقا لهوفا عليها ، فرجعت إلى أرض التبار ، وكورة البوار ، وبقعة الزور ، وقرية الغرور تارة اخرى .
| |
| | | سفر توووت
عدد الرسائل : 8 تاريخ التسجيل : 24/10/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 2:58 am | |
| الله
ولولا ما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعراج ما رحل ولا صعد إلى السماء ولا نزل وكان يأتيه شأن الملأ الأعلى وآيات ربه في موضعه كما زويت له الأرض وهو في مضجعه و يا عجبا
لمن هو في أعلى عليين ويتخيل أنه في أسفل سافلين | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 5:24 am | |
| اخي وحبيبي سفرتوووت
يبدو اننا سنتحاور كثيرا القصة التي اوردتها (رسالة خلعية) أنت معجب بها, وانا لم افكر ان اعلق عليها, ولكن حيث علقت أنت فلابد ان ابدي ملاحظاتي عليها, رغم اني انا من أوردها هنا, والحقيقة اني اقصد التنويع من إيرادها , واما ملاحظاتي عليها, فان هذا الرجل صاحب الحكاية, مأسور في عالم المثال الخيالي, وهذه مسألة يصعب تبيانها, ولكن يا سيدي الفتح عادة لا يكون عن تشوف, وانما هو وهب, وأهل الأذكار, ان لم يخرجوا من أسر خيالهم, يرون كل العوالم يقيمون ذكرهم, وهذا الرجل وجد الكل يقول يا غني يا مغني, وهو نفس الذكر الذي كان يذكره, وأما اهل المعارج, فيودعون كل موطن من انفسهم ما يناسبه, فلا يمكن ان يكون الذكر واحدا, لان القوس ليس فيه نقطتان على نفس الخط, والحديث عن حقيقة المعراج يطول وليس هذا أوانه. وأما الملاحظة الثانية, فذلك التزويق في العبارة والمجاجة فيها, لا اعرف كيف أصف ذلك, ان كلماته جبانه, خالية من الروح منكوسة الى الارض, ولا يصدر ذلك من ذوي الالباب الذين يغوصون الى لب المعاني. ولاأحسب الا ان رجلنا هذا رجل من أهل الظاهر, أو متفلسف, ما زالت كتبه وأوراقه, تشاغله, وقد من الله عليه بأن كشف له في خياله, شيئا من صورة الأمر, فهو في مثل الجنة الخيالية لأهل اليمين, ملتذ بما يرد عليه مما هو مناظر لنشأته. وأين هذا الحديث من عروج الأولياء. وشكرا لك أخي الحبيب
| |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 7:16 pm | |
|
مجالسة الاحياء
من حكايا الشيخ الأكبر في فتوحاته:
انقطعت في القبور مدة منفردا بنفسي فبلغني إن شيخنا يوسف بن يخلف الكرمي قال إن فلانا وسماني ترك مجالسة الأحياء وراح يجالس الأموات فبعثت إليه لو جئتني لرأيت من أجالس فصلى الضحى وأقبل إلي وحده فطلب علي فوجدني بين القبور قاعدا مطرقا وأنا أتكلم على من حضرني من الأرواح فجلس إلى جانبي بأدب قليلا قليلا فنظرت إليه فرأيته قد تغير لونه وضاق نفسه فكان لا يقدر يرفع رأسه من الثقل الذي نزل عليه وأنا أنظر إليه وأتبسم فلا يقدر أن يتبسم لما هو فيه من الكرب فلما فرغت من الكلام وصدر الوارد خفف عن الشيخ واستراح ورد وجهه إلي فقبل بين عيني فقلت له يا أستاذ من يجالس الموتى أنا أو أنت قال لا والله بل أنا أجالس الموتى والله لو تمادى علي الحال فطست وانصرف وتركني فكان يقول من أراد أن يعتزل عن الناس فليعتزل مثل فلان.
| |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الأربعاء أكتوبر 31, 2007 6:49 pm | |
|
من أحوال أهل الطريق
حدثني غير واحد عن احد الرجال ثم التقيته وحدثني هو نفس الحديث. وكان في بداية أحوال التوحيد, حيث غمره الكشف من كل جهة, فكان يريد الخروج فيرى في التلفزيون أياك أن تخرج, او يفكر في شئ, فيحدثه أحد أطفاله الصغار بما يفكر فيه, وكان هناك مثالا نوريا يحدثه باستمرار, ويأمره بأوامر يتابع فيها خطرات نفسه, وبعد ان فني عن نفسه وعلم ان ما ثم موجود الى الله, لم يتمكن له الصحو, بل بقي مدهوشا بذاك الحال, وعاد الى حسه مخلصا لتلك الدهشة, ولتلك الأحوال التي شهدها, وما زال الى اليوم وهو رجل قد كبرت سنه الآن يترجم كل حديث على أساس ذلك الحال, الذي طواه, أسأل الله أن يجذبه الى ذاته, ليعرف الله حق معرفته.
حدثني انه كان يسير في أحد شوارع عاصمة عربية, على جانب أحد الطرق السريعة, وكان الشخص النوري ملازما له, فقال ما تقول فيما ترى, قال ليس الا الله, قال واحساسك ماذا يرى, قال يرى سيارات تسير كالبرق من سرعتها, قال فأيهم أبلغ إحساسك أم إيمانك وما شهدته في حالك, فقال بل ما شهدته في حالي, فقال: سر في الطريق السريع واعبر الشارعين الى الجهة المقابلة. وكان هذا بمثابة القاء نفسه تحت السيارات بلا أدنى ريب. فلما أن توانى قليلا, قال له بصوت ملأ كيانه: سر. فأغمض عينيه وسار, مسلما نفسه للموت, وتذكر حاله الذي رآه وحلت أمامه عقد المتناقضات, ولكنه لا يستطيع وصف إحساسه آنذاك ومزيج المشاعر لديه, فهو الخوف كله والآمان كله . وفي وسط الطريق أحس أن سيارة تخترقه , تمر فيه كما يمر الهواء الغليظ على الانسان, ويسمع صوت تداخل السيارة فيه, وهو ممتلئ بالدهشة, التي صرفته عن كل معنى, وصوت قرقعة , وألم أصاب قدمه, ونسي بعد ذلك كيف أكمل المسافة, لكنه وصل الى الجهة الأخرى, وفتح عينيه بعد إعياء, ليقول له المثال النوري, لم أغمضت عينيك في عبورك, وأمره أن يعيد الكرة فاتحا عينيه, فلما فعل شهد سيارة كبيرة تجر خلفها حمولة كبيرة, كانت هي حظه في هذا الطريق, وشهد اختراقها له, والحديث يطول في وصف التفاصيل. واختفى عنه المثال النوري, وسار صاحبنا مسافة ليست ببعيدة, وقد شارف على القصر الجمهوري, لرئيس تلك الدولة, فظهر له المثال النوري من جديد, وقال له مباشرة (أدخل الى القصر), فتملكه من الخوف ما شاء الله, وسأله هل أتسلق السور , أو أستأذن, أو ماذا, قال لا أدخل مباشرة أمام الحرس, ولا تكلمهم بأي كلمة حتى لو كلموك. فدخل صاحبنا أمام الحرس, وهم ينظرون اليه ولا يكلمونه, واخترق الحديقة الكبيرة, ووصل الى بوابة ثانية, وهناك أكتفى منه, وقال له اخرج , فخرج. والحمد لله رب العالمين.
| |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الخميس نوفمبر 01, 2007 2:24 pm | |
|
هكذا تخلى أبو حامد الغزالي رحمه الله للسير في الطريق لاحظت أحوالي, فإذا أنا منغمس في العلائق, وقد أحدقت بي من الجوانب, ولاحظت أعمالي –وأحسنها التدريس والتعليم - فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة.
ثم تفكرت في نيتي في التدريس فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت, فتيقنت أني على شفا جُرُف هار، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال.
فلم أزل أتفكر فيه مدة، وأنا بعدُ على مقام الاختيار، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً، وأحل العزم يوماً، وأقدم فيه رجلاً وأؤخر عنه أخرى, لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة، إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة فيفترها عشية, فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام، ومنادي الإيمان ينادي:
(الرحيل! الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل، وبين يديك السفر الطويل، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن هذه العلائق فمتى تقطع؟)
فعند ذلك تنبعث الداعية ، وينجزم العزم على الهرب والفرار.
ثم يعود الشيطان ويقول: (( هذه حال عارضة، إياك أن تطاوعها، فأنها سريعة الزوال, فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم، ربما التفتت إليه نفسك، ولا يتيسر لك المعاودة. ))
فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب: فكان لا ينساغ لي ثريد، ولا تنهضم لي لقمة, وتعدى إلى ضعف القوى، حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج وقالوا: (( هذا أمر نـزل بالقلب ، ومنه سرى إلى المزاج ، فلا سبيل إليه بالعلاج ، إلا بأن يتروح السر عن الهم الملم )).
ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي (( يجيب المضطر إذا دعاه ))، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال (والأهل والولد والأصحاب)، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبّر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام, فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا أعاودها أبداً, واستهدفت لأئمة أهل العراق كافة، إذ لم يكن فيهم من يجوز أن يكون للإعراض عما كنت فيه سبب دينيّ، إذ ظنوا أن ذلك هو المنصب الأعلى في الدين, وكان ذلك مبلغهم من العلم.
ثم ارتبك الناس في الاستنباطات، وظن من بعُد عن العراق، أن ذلك كان لاستشعار من جهة الولاة, ( وأما من قرب من الولاة ): كان يشاهد إلحاحهم في التعلق بي والانكباب عليَّ، وإعراضي عنهم، وعن الالتفات إلى قولهم، فيقولون: (( هذا أمر سماوي ، وليس له سبب إلا عين أصابت أهل الإسلام وزمرة أهل العلم )).
ففارقت بغداد، وفرقت ما كان معي من المال، ولم أدخر إلا قدر الكفاف، وقوت الأطفال، ترخصاً بأن مال العراق مرصد للمصالح، ولكونه وقفاً على المسلمين. فلم أر في العالم مالاً يأخذه العالم لعياله أصلح منه.
ثم دخلت الشام، وأقمت به قريباً من سنتين لا شغل لي إلا العزلة والخلوة, والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتهذيب الأخلاق، وتصفية القلب لذكر الله ( تعالى )، كما كنت حصلته من كتب الصوفية, فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق، أصعد منارة المسجد طول النهار، وأغلق بابـها على نفسي.
ثم رحلت منها إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة، وأغلق بابـها على نفسي.
ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج ، والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز.
ثم جذبتني الهمم، ودعوات الأطفال إلى الوطن، فعاودته بعد أن كنت أبعد الخلق عن الرجوع إليه. فآثرت العزلة به أيضاً حرصاً على الخلوة، وتصفية القلب للذكر.
وكانت حوادث الزمان ، ومهمات العيال، وضرورات المعاش، تغير فيَّ وجه المراد، وتشوش صفوة الخلوة. وكان لا يصفو لي الحال إلا في أقوات متفرقة. لكني مع ذلك لا أقطع طمعي منها، فتدفعني عنها العوائق، وأعود إليها.
ودمت على ذلك مقدار عشر سنين, وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله (تعالى) خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من ( نور ) مشكاة النبوة, وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.
وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتـها - وهي أول شروطها - تطهير القلب بالكلية عما سوى الله (تعالى)، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟ وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز للسالك إليه.
ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات ( والمشاهدات )، حتى أنـهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه.
وعلى الجملة. ينتهي الأمر إلى قرب يكاد يتخيل منه طائفة الحلول ، وطائفة الاتحاد ، وطائفة الوصول، وكل ذلك خطأ. وقد بينا وجه الخطأ فيه في كتاب (( المقصد الأسنى )) ؛ بل الذي لابسته تلك الحالة لا ينبغي أن يزيد على أن يقول :
وكان ما كان مما لستُ أذكره فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ!
| |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت نوفمبر 03, 2007 11:29 am | |
|
الغزالي وكيف كان الفتح يقول: حتى انحلت عني رابطة التقليد و انكسرت علي العقائد الموروثة .....إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوء إلا على التنصر, و صبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود, و صبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام, و سمعت الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه", فتحرك باطني إلى حقيقة الفطرة الأصلية, و حقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين و الأستاذين, والتمييز بين هذه التقليدات, و أوائلها تلقينات, وفي تمييز الحق منها عن الباطل اختلافات, فقلت في نفسي أولا إنما مطلوبي العلم بحقائق الأمور, فلابد من طلب حقيقة العلم ما هي, فظهر لي إن العلم اليقيني هو الذي يكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب, و لا يقارنه إمكان الغلط و الوهم, ولا يتسع القلب لتقدير ذلك, بل الأمان من الخطأ ينبغي أن يكون مقارنا لليقين مقارنة لو تحدى بإظهار بطلانه مثلا من يقلب الحجر ذهبا و العصا ثعبانا, لم يورث ذلك شكا و إنكارا......ثم علمت إن كل مالا اعلمه على هذا الوجه, ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين فهو علم لا ثقة به و لا أمان معه", ثم يصف مسيرته في الشك "فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات أيضا" و يصف شكه في المحسوسات و كيف ان أحكامها قد تكون خاطئة, ثم يصف شكه بالعقليات, حتى بالأوليات ثم شكك في كل شئ و انه لعله في حلم كبير و هو لا يعلم بذلك, ثم تذكر قول رسول الله (ص)" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " و بعد مسيرة من الشك دامت شهرين قذف الله في قلبه نورا وانفتحت له المعارف.
ويصف ما حصل له من الفتح في موضع آخر, فتأمل ما حصل له:
لما أردت أن انخرط في سلكهم وآخذ مآخذهم, واغترف من البحر الذي اغترفوا منه, خلوت بنفسي واعتزلت عن نظري وفكري, وشغلت نفسي بالذكر, فانقدح لي من العلم ما لم يكن عندي ففرحت به, وقلت انه قد حصل لي ما حصل للقوم, فتأملت فإذا فيه قوة فقهية مما كنت عليه قبل ذلك فعلمت انه ما حصل لي فعدت ثانيا إلى خلوتي, و استعملت ما استعمله القوم, فوجدت مثل الذي وجدت أولا و أوضح و أسنى, فسررت, فتأملت فإذا فيه قوة فقهية مما كنت عليه, و ما خلص لي, عاودت ذلك مرارا, و الحال الحال, فتميزت عن سائر النظار أصحاب الأفكار بهذا القدر, و لم ألحق بدرجة القوم في ذلك, و علمت أن الكتابة على المحو, ليست كالكتابة على غير المحو
| |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الأربعاء نوفمبر 07, 2007 6:57 am | |
|
حكاية سمعتها
يقال ان واليا ذو حظوة من الخليفة, زار الخليفة ليلا في قصره, وصادف ان الخليفة في ذلك الوقت كان سكرانا, لا يدري ما يقول, فأهان الوالي وشتمه, وطرده, فلما أصبح الصباح, قيل للخليفة انك فعلت كذا وكذا, فأرسل الخليفة يعتذر من الوالي, فقال الوالي: انا اعلم ان ما صدر منك صدر في حال سكر, ولا احمل في نفسي شئ منه, ولكن أطلب منك ان تنحيني عن الإمارة, فسأله الخليفة عن السبب, فقال: لقد قضيت عمري, أرى إحسان الله لي ونعمه علي تترى, وأنا منصرف عنه لدنياي, وفي المقابل, فاني قضيت عمري في خدمتكم, وقد نالني ما نالني, ليس لشئ, الا لينبهني الله على جحودي, وغفلتي, والنتيجة ان الوالي اعتزل إمارته, وطلب شيخا معروفا من أهل الله, يدله على الطريق, ويحميه من عثراتها, ويشد أزره بالعلم أمام أهوالها, فقال الشيخ: انزع امارتك وتعال, فقال: نزعتها لتوي وأتيتك, فقال الشيخ: ولكنها ما زالت مستحكمة فيك, فإذا أردت صحبتي, فالبس لباس الشحاذين, وخذ من سلخ الشاة التي تراها امام الدار, فلطخ به ثيابك, ثم احمل كرشتها على ظهرك, وسر في شوارع المدينة, التي كنت تعظم فيها, حتى يراك الخاصة والعامة, فثقل الأمر للغاية, على الأمير, وعلم ان الامارة وآثارها ما زالت حاكمة عليه, وهنا توقدت همته, وأطاع الشيخ, وفعل ما أمره تماما, ثم رجع كالظافر المنتصر, وقال للشيخ علمني, فقد فعلت كل ما أمرت, والحمد لله, ان الله مكنني من نفسي, قال الشيخ: ما دمت ترى انك قد ظفرت, فانت رايت ان ما فعلته كان أمرا عظيما, وما عظمته الا من تعظيم, أمر نفسك, فالامارة ما زالت قائمة لم تزعزع, قال ما أفعل يا شيخ, قال كرر ما أمرتك به كل يوم, الى ان تتهذب نفسك وتصلح لمجالستي, وكرر الأمير ذلك العمل, كرره كل يوم, الى ان جاءه الوقت الذي لم يعد يهمه ان فعل وان لم يفعل, أحس ذلك من نفسه بكل وضوح, فعرف انها إشارة من الله اليه, فذهب الى الشيخ, وقال: لم يعد يهمني ان خرجت بلباس الذلة والإفتقار أو بلباس العزة والفخار, فأدناه الشيخ منه, وقال له: من أكثر من صادفته في أيامك هذه كان يلتفت الى ما انت فيه, ويراقبك, وتشعر انه يتعجب من أمرك, بحيث كنت تشعر بثقل المرور أمامه, فقال نعم, كان هناك تاجر غني يعرفني وانا امير, كان يحد النظر الي كلما مررت عليه, وكنت أشعر انه أكثر الناس التفاتا الي, فدعا الشيخ التاجر وسأله عن الأمير, هل كان يلتفت اليه كل يوم وهو يحمل كرشة الشاة على ظهره, فقال التاجر, انه هو الذي يتوهم ذلك, وانا لم التفت اليه أصلا, من يلتفت الى الاخرين, كل واحد منا مشغول بنفسه, ما يهمني منه ان حمل كرشة شاة او صولجان ملك.
| |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الأربعاء نوفمبر 07, 2007 11:14 am | |
| | |
| | | ألحائري
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 09/11/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الجمعة نوفمبر 09, 2007 10:23 pm | |
| حكي ان رجلاً متدينا صحب احد الاولياء يريد ان يتعلم منه طريق القوم واستمرت هذه الصحبة او الخدمة مدة عشرين عاما وذات مرة سال هذا الرجل الولي قائلا سيدي اني صحبتك منذ عشرين سنة وانا ملتزم بكل ما تقوله وتامرني به من رياضات واوراد وانا رجل ملتزم بديني ولكنه لم يفتح علي بشيء ولم يحصل لي ما يتحدث عنه اصحابك من الفتح الالهي وذوق أهل المعرفة .
فأجابه الشيخ انك لن تذوق الفتح حتى تفعل ما آمرك به, فقال الرجل سمعاً وطاعةً سيدي اذا كان ذلك يوصلني لمرادي, فقال له الشيخ احلق لحيتك واذهب الى السوق الذي فيه متجرك واحمل حقيبة فيها جوزاً ونادي على الصبيان بان من ضربني بحجر اعطيته جوزة اي أراد منه الشيخ ان يظهر بمظهر المجنون, فقال الرجل سيدي التمس لي طريقا آخر ألم تقولوا ان الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق ؟
فقال الشيخ: ليس لدي طريقا لك غير هذا فاجاب الرجل اذن استودعك الله.
عدل سابقا من قبل في الإثنين نوفمبر 19, 2007 9:57 pm عدل 3 مرات | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الخميس نوفمبر 15, 2007 8:32 pm | |
| من حكايا بين اليقظة والمنام
حدثني رجل أعرفه, أنه كان يظن ان حضرة الثبوت تباين هذا العالم, فرأى أنه واقف أمام النبي صلى الله عليه وآله, وهو متكأ على ذراعه على أرض رخوة, فخطر في بال الرجل أن يسأله عن معنى ان الواحد هو الكثير, وكيف له أن يفهم ذلك, فابتدره الحبيب صلى الله عليه وآله يكلمه من دون كلام مسموع بل يفهم حديثه من نفسه. فقال انت واحد, ومع ذلك فانت العين والانف ...الخ. فأطرق يفكر فيما القي اليه, ثم وجد نفسه يشاهد الحبيب صلى الله عليه وآله خلفه أيضا فنظرإليه واقفا وهو بهيئة ولباس مختلف, فتعجب أنه يشهده في مكانين في وقت واحد, وتمنى أن يكونان معا أمام عينيه, فنظر وأذا هما أمامه معا, يتحدث الأول فيسكت الثاني, فأطرق لثقل المعنى, ثم بدء يتعجب من نفسه لمّ يتعجب, مع أنه كان يريد ان يفهم كيف ان الواحد هو الكثير, ومحمد صلى الله عليه وآله واحد, وأراد أن يفهمه أنه كل الصور, فشعر بالانشراح, وسري عنه, وتمثل له انشراحه بطعام بيديه, فهّم ان يتناول منه لقمة, فنظر فاذا هو الطعام, وهو الآكل, فمن جهة كونه طعاما, شعر انه يريد ان يؤكل, ومن جهة انه الآكل شعر أنه يريد أن يأكل, وشعر بتناغم عجيب مع كل شئ, ثم سمع الحبيب صلى الله عليه وآله يكلمه وقد توحدت الصورة, عن ان حضرة الثبوت العلمية هي هذا الوجود, ولكن من دون إضافات وأنتساب, ومثل له بالفكرة كيف هي عين المفكر فلا مغايرة وهو مثل عن تجاور الحقائق في العلم, فإذا أضاف الانسان الفكرة لنفسه ونسبها له, غاير الفكرة, وانتشت بينهما إضافة وانتساب, وهو مثل عن هذا الوجود, الذي ظهر بالنسب, ثم مثل له بأمثلة كثيرة, مثالا بعد مثال, وشعر بوضوح غريب, للأمر, بل لا يسمى وضوحا, من شدته, وشعر ان الكلمات لم تعد تسمع بل هي نفس فكرته, وشعر بعمقها و أنها هي ما بداخله ولكن تظهر هنا كلاما, وصارت كل كلمة ترد عليه يحس بوقعها في نفسه, وبقي مثل الذاهل لشدة الحال, ثم انسرح من التفاته وانعتق من تعجبه, في لحظة لا توصف, ووجد انه المتكلم والسامع في آن. وكانت هناك تتمة ولكن هذا ما ظهر من الحكاية.
والحمد لله رب العالمين
| |
| | | ألحائري
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 09/11/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الإثنين نوفمبر 19, 2007 9:42 pm | |
| من حكايا الشيخ الاكبر في الفتوحات: قال حدثني اوحد الدين حامد بن ابي الفخر
الكرماني وفقه الله قال كنت اخدم شيخنا وانا شاب فمرض الشيخ وكان في محارة وقد اخذه البطن فلما وصلنا تكريت قلت له سيدي اتركني اطلب لك دواء ممسكا من صاحب مارستان سنجار من السبيل فلما راى احتراقي قال لي رح اليه قال فرحت الى صاحب السبيل وهو في خيمته جالس ورجاله بين يديه قائمون والشمعة بين يديه وكان لا يعرفني ولا اعرفه فرآني واقفا بين الجماعة فقام الي واخذ بيدي واكرمني وسألني ما حاجتك فذكرت له حال الشيخ فاستحضر الدواء واعطاني اياه وخرج معي في خدمتي والخادم بالشمعة بين يديه فخفت ان يراه الشيخ فيحرج فحلفت عليه ان يرجع فرجع فجئت الشيخ واعطيته الدواء وذكرت له كرامة الأمير صاحب السبيل بي فتبسم الشيخ وقال لي يا ولدي اني اشفقت عليك لما رايت من احتراقك من اجلي فأذنت لك فلما مشيت خفت ان يخجلك الأمير بعدم إقباله عليك فتجردت عن هيكلي هذا ودخلت في هيكل ذلك الأمير وقعدت في موضعه فلما جئت أكرمتك وفعلت معك ما رأيت ثم عدت الى هيكلي هذا ولا حاجة لي في هذا الدواء وما استعمله | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت ديسمبر 15, 2007 3:35 am | |
|
فقاعة في ماء
حكى لي بعض الأحبة عن شاب كان في السادسة عشرة من عمره, وكان يعمل في محل لبيع القماش, ولم تخطر بباله أحوال أهل الله في خاطر, ولم يعرف أن غاية حياته هي طلب الله, وكان في مدينته رجل من أهل الله يوقره كل أهل المدينة, وبلغ من هيبته ووقاره وجمال وجهه, أنه إذا مشى في السوق, ينشغل الجميع بالنظر إليه من يعرف ومن لا يعرفه, وكان ممن إذا رأيته ذكرت الله, وفي إحدى المرات جاء هذا العارف ووقف أمام محل القماش الشاب, وقرء بعض الآيات- والشاب منبهر لما يحدث- ثم قال للشاب: (إن الله يحبك , فلم لا تحبه؟). فانشغل الشاب بتلك الكلمة, وأحس أنها غيرت فيه شيئا, وكلما أراد أن ينفك عن التفكر فيها عادت إليه, من دون استئذان, وفي اليوم الثاني تكرر الموقف إذ جاء العارف من جديد ووقف أمام باب المحل, فتأثر الشاب جدا, لأن تلك الصورة قد انطبعت في ذهنه, وكانت تراوده في خياله كل حين, فلما أن رآها في الحس من جديد كاد أن يصرخ, وقرء العارف آيات قرآنية من جديد, ثم قال له نفس العبارة: (ان الله يحبك فلم لا تحبه؟), قالها بلحن فيه مثل العتاب . وتكرر الموقف في اليوم الثالث, بتأثير أكبر في نفس الشاب, ألهاه معه عن طعامه. ولم يستطع الشاب أن يذوق الاستقرار ليلتها, ولم ينم, وقبيل الفجر, ذهب الى المسجد, وكان خاليا فناجى هناك ربه في لحظة صدق, وكان من ضمن ما قال: الهي ان فلاناً – العارف -- يحثني على محبتك, وأنا لا أعرف كيف أحبك فعلمني محبتك. وهناك شعر أن قلبه قد غمره النور, وانه صار يحن لله في كل شئ, وشعر أن ما كان يراه حوله من أجزاء المسجد لم يكن خلوا من الله, فنظر فإذا أرض المسجد وجدرانه وسقفه وكل شئ فيه هي الله, ولم يستطع أن يحتمل ما بدهه من النور, يقول: (وشعرت أني مثل فقاعة ترتفع في الماء بلا مقاومه, وغبت عن نفسي). ولم يعد بعد صحوه إلى ما كان عليه, بل بقيت عليه آثار تلك المشاهدة التي مر بها, وقد انفتحت له معارف إلهية كثيرة. وما زال هذا الرجل حيا وقد التقيته مرتين يحمل كل لقاء منهما حكاية.
والحمد لله رب العالمين
| |
| | | almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال السبت ديسمبر 15, 2007 9:02 am | |
| الحبيب ذو العين سلام الله عليك
سؤل سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في قوله تعالى: يحبهم ويحبونه .. وفي قوله تعالى : فاذكروني أذكركم (كيف قدم محبته لهم ، وقدم ذكرهم له على ذكره اياهم ؟) فقال رضي الله عنه: ان الذكر مقام طلب..فكأنه أمرهم بالطلب منه..فقدم ذكرهم له. وأما المحبة فهى تحفة الهية..ليس للعبد فيها اختيار..فلا يصح وجوبها الا بعد بروزها من جانب الغيب على يد المشيئة..ولهذا قدم محبته لنا على محبتنا له.. فله الفضل والمنة.. والحمد لله رب العالمين | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الإثنين ديسمبر 17, 2007 9:52 am | |
| - ذو العين كتب:
-
فقاعة في ماء
حكى لي بعض الأحبة عن شاب كان في السادسة عشرة من عمره, وكان يعمل في محل لبيع القماش, ولم تخطر بباله أحوال أهل الله في خاطر, ولم يعرف أن غاية حياته هي طلب الله, وكان في مدينته رجل من أهل الله يوقره كل أهل المدينة, وبلغ من هيبته ووقاره وجمال وجهه, أنه إذا مشى في السوق, ينشغل الجميع بالنظر إليه من يعرف ومن لا يعرفه, وكان ممن إذا رأيته ذكرت الله, وفي إحدى المرات جاء هذا العارف ووقف أمام محل القماش الشاب, وقرء بعض الآيات- والشاب منبهر لما يحدث- ثم قال للشاب: (إن الله يحبك , فلم لا تحبه؟). فانشغل الشاب بتلك الكلمة, وأحس أنها غيرت فيه شيئا, وكلما أراد أن ينفك عن التفكر فيها عادت إليه, من دون استئذان, وفي اليوم الثاني تكرر الموقف إذ جاء العارف من جديد ووقف أمام باب المحل, فتأثر الشاب جدا, لأن تلك الصورة قد انطبعت في ذهنه, وكانت تراوده في خياله كل حين, فلما أن رآها في الحس من جديد كاد أن يصرخ, وقرء العارف آيات قرآنية من جديد, ثم قال له نفس العبارة: (ان الله يحبك فلم لا تحبه؟), قالها بلحن فيه مثل العتاب . وتكرر الموقف في اليوم الثالث, بتأثير أكبر في نفس الشاب, ألهاه معه عن طعامه. ولم يستطع الشاب أن يذوق الاستقرار ليلتها, ولم ينم, وقبيل الفجر, ذهب الى المسجد, وكان خاليا فناجى هناك ربه في لحظة صدق, وكان من ضمن ما قال: الهي ان فلاناً – العارف -- يحثني على محبتك, وأنا لا أعرف كيف أحبك فعلمني محبتك. وهناك شعر أن قلبه قد غمره النور, وانه صار يحن لله في كل شئ, وشعر أن ما كان يراه حوله من أجزاء المسجد لم يكن خلوا من الله, فنظر فإذا أرض المسجد وجدرانه وسقفه وكل شئ فيه هي الله, ولم يستطع أن يحتمل ما بدهه من النور, يقول: (وشعرت أني مثل فقاعة ترتفع في الماء بلا مقاومه, وغبت عن نفسي). ولم يعد بعد صحوه إلى ما كان عليه, بل بقيت عليه آثار تلك المشاهدة التي مر بها, وقد انفتحت له معارف إلهية كثيرة.
استدراك يخص الحكاية الأخيرة (فقاعة في ماء) من حكى لي هذه الحكاية قرء ما كتبته في المودة, وصحح لي وأضاف لي تتمة, فقال ان الرجل المهيب الوقور الذي دعا الشاب إلى المحبة لم يكن عارفا بل كان سيدا من أصحاب الأحوال في الحب, وذكر قصصا في محبته لله, وانه حين كان يأتي الشاب يقف أمام المحل فيقرأ بصوت عال ودموعه تتحادر على خديه, ثم يختم قراءته بان يتقدم للشاب ويقول له ان الله يحبك فلم لا تحبه, وحكى لي بعضهم أنه دخل على هذا السيد المحب الوقور يوما في بيته, وكان جاره مولعا بالست أم كلثوم فكانت كلمات أغنية أنت عمري, صوتها واضح في بيت هذا السيد المحب, خذني بعيد... أنا وانت لوحدنا ....عن الوجود وابعدني ....خذني لحنانك خذني وكان السيد يبكي ويشهق لسماع تلك الكلمات, ويكلم الضيف ويعود من جديد للبكاء وترديد تلك الكلمات. وهكذا كانت أحواله ما أن يتكلم متكلم إلا وصرف كلامه إلى محبوبه وبكى من غير فرق أين يكون ومتى يكون. تتمة الحكاية ان الشاب الذي تحدثنا عنه, بعد أن غاب عن نفسه كفقاعة انسرحت في ماء, بقي فانيا ثلاثة أشهر, ولما عاد إلى صحوه وجد انه لم يمر عليه يوما من أيام حياته في غفلته وذكره إلا وهو الله ووجد أن كل الوجود مترجم له في هذا الحال بالله, وان ما يسمى بالوصول أمر لا معنى له وإن صح فهو أمر عام الكل فيه, وان النور الإلهي لا ظلام فيه, وبعد مدة التقى السيد المحب الذي كان هو من دعاه إلى الطلب والمحبة, فحدثه الشاب عما يشهده, وان ما من شئ إلا وهو الله, يقول الشاب وإذا بالسيد يهجم علي ويخنقني وبصوة مباغتة, ويقول كيف تقول ذلك وذلك التفصيل فيه ما فيه, يقول الشاب فاستسلمت له ولم أرد عليه بأي تصرف, وأحسست بشدة قبضته علي, واني اختنق, حتى أني هيأت نفسي للموت وأعرف أن لا فاعل إلا الله, ثم رأيت السيد المحب قد أرخى قبضته عني, وضرب على جبهته أسفا وقال وما أدراني أنا الجاهل بما يكون عليه أهل الله في أحوالهم, وبدء يبكي ويلوم نفسه أن تعدى على هذا الشاب الذي ذكر له ما شهده في حاله مع الله, فهذه هي التتمة التي ذكرها لي من حكى لي هذه الحكاية, وحدثني كثيرا عن هذا الشاب ونقل عنه حكايا كثيرة, وان الله سبحانه ألهمه الكثير من المعارف لكنه في جملة أحواله لم يخرج عن أحوال أهل التوحيد, ولم يخرج عن معانيهم, في سلب حقائق الأشياء وإرجاع كل شئ إلى الله, ولم يعرف للتحقيق ذوقا. تمت الحكاية والاستدراك عليها. ..................................... وكل عام وأهل المودة جميعا بخير.
عدل سابقا من قبل في الإثنين ديسمبر 17, 2007 9:59 am عدل 1 مرات | |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الإثنين ديسمبر 17, 2007 10:35 am | |
|
عندما قدم الشاعر عبد الفتاح مصطفى .. كلمات أغنية : أقول ايه عن الشوق يا حبيبي للست ام كلثوم .. اتوقفها كلماته
شوية اني اقول لك يا حبيبي يا ريت فيه كلمة اكتر من حبيبي فقالت له يا عبد الفتاح مش كتير على الحبيب انه يتقال في حقه الكلام ده
فقال لها ... لو أنه الحبيب الذي لا يغيب .. يبقى كتير عليه الكلام ده .. فتبسمت الست وعرفت ...
سلام على ذو العين .. وفي انتظار الحكايتين
وكل عام وأنتم طيبين ..
فلا يدخل جنة الرب غير الطيبين
| |
| | | almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الإثنين ديسمبر 17, 2007 10:19 pm | |
| كل عام وأنتم الخير كله.... والسلام . | |
| | | ذو العين Admin
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الخميس ديسمبر 20, 2007 6:19 pm | |
|
من حكايا الشبلي في معنى الحج نوردها بمناسبة عيد الأضحى المبارك نقلها الشيخ ابن عربي في الفتوحات ( قال صاحب الشبلي وهو صاحب الحكاية عن نفسه
قال لي الشبلي عقدت الحج. قال فقلت نعم. فقال لي فسخت بعقدك كل عقد عقدته منذ خلقت مما يضاد ذلك العقد. فقلت لا. فقال لي ما عقدت. ..................................................................................... ثم قال لي نزعت ثيابك. قلت نعم. فقال لي تجردت من كل شئ. فقلت لا . فقال لي ما نزعت. .................................................................................... ثم قال لي تطهرت. قلت نعم . فقال لي زال عنك كل علة بطهرك. قلت لا . قال ما تطهرت. .................................................................................... ثم قال لي لبيت. قلت نعم. فقال لي وجدت جواب التلبية بتلبيتك مثله. قلت لا . فقال ما لبيت. .............................................................................................. ثم قال لي دخلت الحرم. قلت نعم. قال اعتقدت في دخولك الحرم ترك كل محرم . قلت لا . قال ما دخلت . ........................................................................................................ ثم قال لي أشرفت على مكة. قلت نعم. قال أشرف عليك حال من الحق لإشرافك على مكة. قلت لا. قال ما أشرفت على مكة. ............................................................................................................ ثم قال لي دخلت المسجد. قلت نعم . قال دخلت في قربه من حيث علمت. قلت لا . قال ما دخلت المسجد. ..................................................................................................................... ثم قال لي رأيت الكعبة. فقلت نعم. فقال رأيت ما قصدت له. فقلت لا. قال ما رأيت الكعبة. ........................................................................................................................ ثم قال لي رملت ثلاثا ومشيت أربعا. فقلت نعم. فقال هربت من الدنيا هربا علمت أنك قد فاصلتها وانقطعت عنها ووجدت بمشيك الأربعة أمنا مما هربت منه فازددت لله شكرا لذاك. فقلت لا. قال ما رملت. ...................................................................................................................... ثم قال لي صافحت الحجر وقبلته. قلت نعم . فزعق زعقة وقال ويحك إنه قد قيل إن من صافح الحجر فقد صافح الحق سبحانه وتعالى ومن صافح الحق سبحانه وتعالى فهو في محل الأمن أظهر عليك أثر الأمن. قلت لا. قال ما صافحت. ................................................................................................................... ثم قال لي وقفت الوقفة بين يدي الله تعالى خلف المقام وصليت ركعتين. قلت نعم. قال وقفت على مكانتك من ربك فأريت قصدك. قلت لا قال فما صليت ............................................................................................................... ثم قال لي خرجت إلى الصفا فوقفت بها. قلت نعم. قال أيش عملت. قلت كبرت سبعا وذكرت الحج وسألت الله القبول. فقال لي كبرت بتكبير الملائكة ووجدت حقيقة تكبيرك في ذلك المكان. قلت لا . قال ما كبرت. ..................................................................................................... ثم قال لي نزلت من الصفا. قلت نعم. قال زالت كل علة عنك حتى صفيت. قلت لا قال ما صعدت ولا نزلت .......................................................................................................... ثم قال لي هرولت. قلت نعم. قال ففررت إليه وبرئت من فرارك ووصلت إلى وجودك. قلت لا . قال ما هرولت . ......................................................................................................... ثم قال لي وصلت إلى المروة . قلت نعم. قال رأيت السكينة على المروة فأخذتها أو نزلت عليك. قلت لا. قال ما وصلت إلى المروة. .................................................................................................... ثم قال لي خرجت إلى منى. قلت نعم. قال تمنيت على الله غير الحال التي عصيته فيها . قلت لا. قال ما خرجت إلى منى. .............................................................................. ثم قال لي دخلت مسجد الخيف. قلت نعم. قال خفت الله في دخولك وخروجك ووجدت من الخوف ما لا تجده إلا فيه. قلت لا . قال ما دخلت مسجد الخيف. ........................................................................................................... ثم قال لي مضيت إلى عرفات. قلت نعم. قال وقفت بها. قلت نعم. قال عرفت الحال التي خلقت من أجلها والحال التي تريدها والحال التي تصير إليها وعرفت المعرف لك هذه الأحوال ورأيت المكان الذي إليه الإشارات فإنه هو الذي نفس الأنفاس في كل حال. قلت لا. قال ما وقفت بعرفات. .................................................................................................... ثم قال لي نفرت إلى المزدلفة. قلت نعم. قال رأيت المشعر الحرام. قلت نعم. قال ذكرت الله ذكرا أنساك ذكر ما سواه فاشتغلت به. قلت لا. قال ما وقفت بالمزدلفة. .............................................................................................. ثم قال لي دخلت منى. قلت نعم. قال ذبحت. قلت نعم. قال نفسك. قلت لا. قال ما ذبحت. .............................................................................................. ثم قال لي رميت. قلت نعم. قال رميت جهلك عنك بزيادة علم ظهر عليك. قلت لا . قال ما رميت .............................................................................................. ثم قال لي حلقت. قلت نعم. قال نقصت آمالك عنك. قلت لا . قال ما حلقت. ................................................................................. ثم قال لي زرت. قلت نعم. قال كوشفت بشئ من الحقائق أو رأيت زيادات الكرامات عليك للزيارة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحجاج والعمار زوار الله وحق على المزور أن يكرم زواره. قلت لا . قال ما زرت. .............................................................................. ثم قال لي أحللت. قلت نعم . قال عزمت على أكل الحلال. قلت لا. قال ما أحللت. .......................................................................... ثم قال لي ودعت. قلت نعم. قال خرجت من نفسك وروحك بالكلية. قلت لا . قال ما ودعت وعليك العود.
وانظر كيف تحج بعد هذا فقد عرفتك وإذا حججت فاجتهد أن تكون كما وصفت لك. انتهت الحكاية وقال الشيخ ابن عربي بعد أن أوردها, إني ما سقت هذه الحكاية الا تنبيها وإعلاما أن أهل طريق أهل الله على هذا مضى حالهم فيه (أي في الحج) والشبلي هكذا كان إدراكه في حجه.
| |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الإثنين ديسمبر 24, 2007 7:52 pm | |
|
الجنيد والشبلي
أبو بكر الشبلي .. وأبو القاسم الجنيد ابن محمد ..
الأول عاشق وله واجد ولكنه كتم سره وما باح فنجي من مقصلة الحلاج ... وكانا في عهدٍ واحد ..والثاني معلم وسيد الطائفة .. ورئيس القوم .. والمتحدث الرسمي ... وثالثهما الحلاج .. الحسين ابن منصور الحلاج .. .. ولنترك المجال هذه المرة للشبلي والجنيد .. فالثالث حبيب الأدباء والشعراء والقراء والفقراء .. فكان له صلاح عبد الصبور .. والمستشرق لوي ماسينيون ...وكامل الشيبي .. وآنا ماري شيمل .. وابن السباعي ..وهنري كوربان ..وماكس هيرتون .. والباحث قاسم محمد عباس وله بعض الدراويش ..
ارتبط الشبلي العاشق .. بالجنيد المعلم .. الواقف بعين الحقيقة على أرض الشريعة ..
فلما كان الوارد يأتي الشبلي .. والوارد هو بوادة الخاطر تأتي من السماء لأهل البهاء .. يرد على القلب فيغلب على صاحبه الحال .. ولا يطيق الاحتمال.. ويغلب عليه المقال ..
فكان الشبلي يذهب إلى الجنيد ليتحدث إليه ويسمع منه .. بحرٌ يفضي إلى بحر .. فكان لا يرى في طرقات بغداد أحدا ... حتى ولو قابل من يعرفهم قبلا ... ولا يسلم على أحدٍ ... فهو لا يرى غير الجنيد .. حتى يلاقيه .. ذهب مرة إلى بيت الجنيد .. فلما وقف بين يديه ، صفق بيديه ثم أنشد :
عودوني الوصال والوصل عذب ورموني بالصد والصد صعب
زعموا حين أزمعوا أن ذنبي فرط حبي لهم وما ذاك ذنب
لا وحق الخضوع عند التلاقي ما جزي من يحب إلا بحب
فأجابه الجنيد :
وتمنيت أن أراك فلما طرب الفؤاد رأيتكا
غلبت دهشة السرور علي فلم أملك البكا
وأحب الجنيد أن يخفف مرة عن الشبلي فقال مداعباً :
لو رددت أمرك إلى الله لاسترحت .
فقال الشبلي : لا ، بل لو رد الله أمري إليه لاسترحت .
ودخل الجنيد يوماً ، فقال الجنيد مداعبا : من كان الله همه طال حزنه .
فقال الشبلي العاشق : لا ، بل من كان الله همه زال حزنه ..
ولما كان كلاهما مغرمان بالسماع وقد أنكر القوم على الشبلي ذلك فصاح الشبلي :
لو يسمعون كما سمعت كلامها خروا لعزة رُكّعاً وسجوداً
ومن كلام الجنيد في الشبلي : حرام عليك يا أبا بكر إن كلمت أحداً فإن الخلق غرقى عن الله ، وأنت غَرقٌ في الله ..
وقد أحب الجنيد أن يصرف الناس عن نقد الشبلي .. وأن يعرفوا له قدره فقال :
لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بها بعضكم إلى بعض ، فإنه عين من عيون الله تعالى .
هذان علمان من أعلام أهل العرفان .. أهل الفتوة والهمة .. من كتبت أسماؤهم في دواوين الغرام .. وأمام أسمائهم .. كان هنا عاشق ..
| |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الثلاثاء يناير 08, 2008 3:22 am | |
| مناجاة إبراهيم بن أدهم :
وقف إبراهيم بن أدهم أمام الكعبة واخذ يقول للحق : يا مالك العالم ، اعصمني واغفر لي ذنوبي وامح آثامي التي اقترفتها ، عندئذٍ هتف به هاتف : إن هذه العصمة التي تطلبها من الحضرة، هي نفسها التي طلبها الخلق مني جميعاً . فإن حققت لكم جميعاً رجاءكم ، لبقيتم جميعاً معصومين فتحرموا من رحمتي ، وإن عصمت الجميع إلى الأبد فلمن أغفر يوم القيامة .
.... إلهي :
إن بحار الرحمة آلاف لا حصر لها لكن عبدك خائف ، فلا أعلم ما هي نهاية حرماني وما هو طريق عقلي التائه . ليس لي في الدنيا سوى نصف روح وآلامها لسان يشرح حالي . إنني لم أر من العمر سلامة ورأيت أذى كثيرا ولم أر نفعا ، إنني راض بالموت من هذه الحياة وإن منحتني النجاة بعد ذلك ، فأنت قادر ، إنني غارق من مفرق راسي حتى أخمص قدمي فلا يوجد مجال لجرح آخر في كل لحظة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قصة صوفي أمام دكان :
وقف أحد الصوفية أمام دكان وقلبه مفعم بالألم والأسى ، وطلب صدقة من صاحب الدكان فلم يجبه إلى طلبه . فأطال الوقوف أمام الدكان . فتحدث صاحب الدكان وهو مستاء قائلا : إنني لن أعطيك شيئاً إلا إذا أصبت بجراح ، إن جرحت نفسك فاطلب مني النقود و إلا فابق على هذا النحو . وعلى الفور خلع الصوفي ملابسه وقال له : انظر إلى جسدي ، لن تجد مكاناً واحداً من رأسي حتى قدمي لا تدميه الجراح . قل لي أين أجرح بعد ذلك فإنني لا أجد مكاناً بلا جراح . وإن وجد بي مكان لا أثر للجروح فيه لا تكون عين السوء جريرة منك آنذاك ، فأنا لا أخلو من الجروح من قدمي إلى رأسي . فامنحني شيئاً تهبني به الراحة . إن جسدي كله جروح وقد حل الدور على روحي الآن .
يا إلهي :
إنني مثل ذلك الصوفي المستجدي لا يوجد مكان على جسدي لا تكتنفه الجراح . إن لم أصب بمئات الجراح كل لحظة فلن أدرك الراحة في عمري . يلزمني عشقك من العالم أجمع فليس لي وجود ، لأني متدله بعشقك ، واأسفاه أنني لا أملك مئات الآلاف من الأرواح لأنثرها تحت أقدام عشقك .. مثل المطر عندما ترامت كلمة : " هو " إلى مسامعي صرخ وجودي كله بها ... رايتك فمحوت وجودي وبقيت بك وفنيت عن نفسي . إن ظللت على هذا النحو فهذا هو الكمال . وإن عدت إلى نفسي فهذا هو الزوال . يا إلهي خذ بيد هذا العاشق وخلصني من هذا السجن المحزن . في تلك الساعة عندما تصعد روحي إلى حلقي لن يبقى لي أمل في الدنيا . فامنح جسدي ضياء اللحد . وامنح قلبي المعرفة الأبدية . وعندما يزول وجودي لا تحرمني من بحر جودك .
- -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
من كتاب إلهي نامه ـ الشيخ فريد الدين العطّار
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
| |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| | | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| موضوع: رد: حكايا الرجال الأحد يناير 27, 2008 7:19 pm | |
| يقول الشيخ أبو الحارث الآلوسي :
" شهدت الفداء في الأسرى ، فكنت أرى كل أسير إذا خرج من المركب أخذ من مال السلطان ، فقلت : بالله تعالى ما في هؤلاء القوم رجل يتقي هذا المال ، فلما كان بعد أيام نزل شيخ فعرضوا عليه دنانير وخلعاً وطعاماً ، فلم يأخذ منهم شيئاً ، فقلت في نفسي : الله أكبر واتبعته حتى لحقته ، فعرضت عليه دراهم معي من جهة طيبة وقلت الحمد لله الذي لم يخل الأرض من ولي له ، فلم يقبل الدراهم ، وضرب بيده إلى حصى في الساحل فإذا هو ياقوت أحمر وأصفر .
فقال لي : من كان حاله مع مولاه مثل حالي لا يحتاج إلى دراهم .
فقلت له : يا حبيبي ، أي شيء كنت تعمل في بلد الروم وهذا حالك معه ؟
قال : نعم ، أقول لك : أسأت فيما بيني وبينه ، وتركت الأدب فعاقبني بالأسر ، فتبت إليه فرجع إلي ، فاستحييت منه أن أخرج من بلد الروم وأترك فيه المسلمين ، فتأخرت لخروجهم "
-----------------------------------------------------------------------------------
روي أن الشيخ صدقة البغدادي سمع الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني يقول :
" جاء لي مريد من بيت المقدس إلى هنا في خطوة ، وتاب على يدي ! فقال الشيخ صدقة في نفسه : من تكون خطوته من بيت المقدس إلى بغداد فمم يتوب وما احتياجه إلى الشيخ ؟
فالتفت الكيلاني إلى جهته وقال :
يا هذا ، يتوب من الخطو في الهواء فلا يرجع إليه ، ويحتاج أن أعلمه الطريق إلى محبة الله ـ عز وجل ـ .. ثم انطلق الإمام قائلاً بلسان القطبية :
أنا سيفي مشهور ، وقوسي موتور ، ونبالي مفوقة ، وسهامي صائبة ، ورمحي مصوب ، وفرسي مسرج .
أنا نار الله الموقدة ، أنا سلاب الأحوال ، أنا بحر بلا ساحل ، أنا دليل الوقت ، أنا المتكلم في غيري ، أنا المحفوظ ، أنا الملحوظ ، أنا المحظوظ ...
يا صوام ، يا قوام.. أقبلوا إلى أمر من أمر الله ، أنا أمر من أمر الله . يا بُنَيَّات الطريق ، يا رجال ، يا أبطال ، يا أطفال : هلموا وخذوا عن البحر الذي لا ساحل له "
---------------------------------------------------------------------------------
لقد حدث في أثناء غزوة الأحزاب أن غدر يهود بني قريضة بالرسول والمسلمين ونقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي وانضموا إلى المشركين في وقت شديد عصيب وشاءت عناية الله قهر حملة الأحزاب ، وتوجه الرسول بعدها إلى تأديب الغدرة الفجرة من بني قريضة .
وتمكن منهم بعد حصار طال وامتد ، وطلب هؤلاء من الرسول أن يبعث لهم بالصحابي أبي لبابة ، وكان حليفاً لهم في الجاهلية ، وكان له بينهم مال وعقار ، فحسبوا أنه سيكون سبب تخفيف عنهم ، ولما وصلهم أبو لبابة أخذوا وبلغت القصة مسمع رسول الله فقال : "أما لو جاءني لاستغفرت له وأما إذا فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه " .
وجاء الوحي من عند الله مؤدباً ومعلماً ، فقال :"يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تَخونوا اللَّهَ والرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمونَ " .
وظل أبو لبابة مربوطاً في المسجد عشرين يوماً لا تفك قيوده إلا لأداء الصلاة ثم يعود إلى القيد من جديد حتى نزلت مغفرة الله تعالى له على رسوله ، وأقبل جبريل يخبر الرسول بأن الله { عز وجل } قد تاب على أبي لبابه بعد هذا الندم ، وبعد هذا التطهير ، وجاء قوله عز من قائل : " وآخَرونَ اعْتَرَفوا بِذُنوبِهِمْ خَلَطوا عَمَلاً صالِحاً وآخَرَ سَيِّئاً عَسى اللَّهُ أَنْ يَتوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ " .
وانتهت البشرى إلى مسامع أبي لبابة ، فطار لها فرحاً وسعد بها كثيراً ، ولكنه ظل في قيده فأبى ذلك ، وقال : والله لا يفكني من قيدي إلا رسول الله ، وكأنه يريد بذلك أن يوثق توبته ، وأن يكون فك الرسول لقيده تأكيداً لغفران الله له وعفوه عنه ومحيت الهفوة من سجل أبي لبابه ، بفضل الله ورحمته ، وواصل حياته مجاهداً مستقيماً على الطريق ، وفياً بعهده ، لا يخون ولا يهون "
-----------------------------------------------------------------------------
يقول الشيخ عبد الله اليافعي :
" قال بعض الشيوخ : دخلت أنا وعشرة نفر في جبل لكام ، فسرنا فيه أياماً ... فدخل شيخ ومعه ثلاثون رجلاً ... فقال : اعلم رحمك الله أن الله { عز وجل } جعل لكل مؤمن سبعة حصون ، فقلت ما هذه الحصون ؟ قال :
الحصن الأول : من ذهب ، وهو معرفة الله تعالى .
وحوله حصن من فضة ، وهو الإيمان بالله .
وحوله حصن من حديد ، وهو التوكل على الله .
وحوله حصن من حجارة ، وهو الشكر والرضا عن الله .
وحوله حصن من فخار ، وهو الأمر والنهي والقيام بهما .
وحوله حصن من الزمرد ، وهو الصدق والإخلاص في جميع الأحوال .
وحوله حصن من لؤلؤ رطب ، وهو أدب النفس .
فالمؤمن من داخل هذه الحصون ، وإبليس من ورائها ينبح كما ينبح الكلب "
--------------------------------------------------------------------------------
يقول الشيخ عبد الله اليافعي :
" لما سعى بالصوفية إلى بعض الخلفاء أمر بضرب رقابهم ، فأما الجنيد فتستر بالفقه ، وكان يفتي على مذهب أبي ثور ، وأما الشحام والرقام والنوري فقبض عليهم وبسط النطع لضرب رقابهم ، فتقدم العارف بالله أبو الحسن النوري {رضى الله عنه} .
فقال له السياف : أتدري لماذا تبادر ؟
فقال : نعم .
فقال : وما يعجلك ؟
فقال : أوثر أصحابي بحياة ساعة .
فتحير السياف وأنهى الأمر إلى الخليفة ، فتعجب الخليفة ومن عنده بذلك ! وكان القاضي عنده ، فاستأذن الخليفة أن يذهب إليهم ليبحث معهم ويختبر حالهم ، فأذن له الخليفة في ذلك فأتاهم ، وقال : يخرج إلي واحد منكم حتى أبحث معه ، فخرج إليه أبو الحسن النوري ، فألقى عليه القاضي مسائل فقهية ، فالتفت عن يمينه ثم التفت عن يساره ثم أطرق ساعة ، ثم أجابه عن الكل ..
ثم جعل يقول :
وبعد ، فإن لله عباداً إذا قاموا قاموا بالله ، وإذا نطقوا نطقوا بالله ، وسرد كلاماً كثيراً أبكى القاضي ، ثم سأله القاضي عن التفاته ..
فقال :
سألتني عن المسائل ولا أعلم لها جواباً ، فسألت عنها صاحب اليمين فقال : لا علم لي ، ثم سألت عنها صاحب الشمال فقال : لا علم لي ، فسألت قلبي فأخبرني قلبي عن ربي ، فأجبتك بذلك ، فأرسل القاضي إلى الخليفة يقول له : إن كان هؤلاء زنادقة فليس على وجه الأرض مسلم " .
| |
| | | الدرويش
عدد الرسائل : 1213 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 05/09/2007
| | | | | حكايا الرجال | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |