اسم المسيح العَلَمي
الاسم العَلمي الحقيقي (Proper name) للمسيح الحقيقي هو "عيسى" كما جاء في القرءان، أما الاسم "يسوع" بالعربية فهي من "ساع، يسوع، سوعا"؛ أي ضاع وهلك، ولم يستعمله القرءان أبداً، بل استعمل الاسم الحقيقي "عيسى"، وهو يعني مقلوب هذا المعنى؛ أي "الذي يحيى".
فالاسم عيسى يدل على النجاة والحياة، لذلك أشير إليه بعلامة الحياة المصرية القديمة في الوثائق المصرية، وهي التي ظنها الناس من بعد صليبا.
أما الاسم "يشوع" بالعبرية فهو اختصار "يهوشواع"؛ أي يهوه هو الخلاص، وهذا كان اسما لأحد أنبياء بني إسرائيل، ولم يكن اسماً للمسيح.
وفي الإنجيل اسمه ولقبه هو: يسو بن يوسف من Nazareth التي يترجمونها إلى الناصرة! جاء في الإصحاح الأول ليوحنا:
45فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». 46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».
أما في مرقص فهو يدعى النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ كما في الإصحاح السادس:
1وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 2وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ 3أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. 6وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ.
والمسيح في العربية هو الممسوح، وهي مشتقة من الكلمة الآرامية السريانية (ܡܫܝܚܐ) (مشيحا) والآرامية هي لغة المسيح.
وكلمة " مسيح " في اللغة العبرية هي "ماشيح - מָשִׁיחַ" من الفعل "مشح" أي "مسح" ومعناها في العهد القديم الممسوح بالدهن المقدس، ونقلت كلمة "ماشيح" إلى اللغة اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية " ميسياس Мεσσίας" " ومن ثم ترجمت ترجمة فعلية "خريستوسХριτός " من الفعل اليوناني " خريو chriw " أي يمسح؛ وجاءت في اللاتينية " كريستوس، Christos "، ومنها في اللغات الأوربية" Christ".
إن عملية المسح كانت تتم –كما هو مذكور في سفر الخروج - بواسطة الدهن المقدس الذي كان يصنع من زيت الزيتون مضافًا إليه عددًا من الطيوب، وقد ظل أثر من هذا التقليد حتى الآن في المسيحية في سر الميرون؛ وكان الشخص أو الشيء الذي مسح يصبح مقدساً ومكرساً للرب؛ وحصر استخدامه للكهنة والملوك والأنبياء، جاء في الإصحاح 30 من سفر الخروج:
22وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 23«وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ: مُرًّا قَاطِرًا خَمْسَ مِئَةِ شَاقِل، وَقِرْفَةً عَطِرَةً نِصْفَ ذلِكَ: مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، 24وَسَلِيخَةً خَمْسَ مِئَةٍ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ، وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ هِينًا. 25وَتَصْنَعُهُ دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ. عِطْرَ عِطَارَةٍ صَنْعَةَ الْعَطَّارِ. دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ يَكُونُ. 26وَتَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ، 27وَالْمَائِدَةَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ، 28وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ، وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا. 29وَتُقَدِّسُهَا فَتَكُونُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. كُلُّ مَا مَسَّهَا يَكُونُ مُقَدَّسًا. 30وَتَمْسَحُ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي. 31وَتُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: يَكُونُ هذَا لِي دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ فِي أَجْيَالِكُمْ. 32عَلَى جَسَدِ إِنْسَانٍ لاَ يُسْكَبُ، وَعَلَى مَقَادِيرِهِ لاَ تَصْنَعُوا مِثْلَهُ. مُقَدَّسٌ هُوَ، وَيَكُونُ مُقَدَّسًا عِنْدَكُمْ. 33كُلُّ مَنْ رَكَّبَ مِثْلَهُ وَمَنْ جَعَلَ مِنْهُ عَلَى أَجْنَبِيٍّ يُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهِ».
ولهذا دعوا بالمسحاء، ويصفهم الله بمسحائي (أخبار الأيام الأول 16):
22لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي.
وجاء في المزامير 105
15قَائِلاً: «لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي»
ومفردها " مسيحي (نسبة إلى المتكلم) "
لكن الوحي الإلهي في أسفار العهد القديم يؤكد أن هؤلاء " المسحاء " جميعاً؛ كانوا ظلاً ورمزاً للآتي والذي دعي منذ داود فصاعداً بـ " المسيح "، وكانوا جميعاً متعلقين بمسيح المستقبل الذي سيأتي في ملء الزمان ودعاه دانيال النبي " قدوس القدوسين" جاء في دانيال 9:
24سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.
ذلك لأنه سيجمع في شخصه الصفات الثلاث: الكاهن والنبي والملك؛ وهذا الشخص وفق العقيدة المسيحية هو يسوع، بينما لا تزال الديانة اليهودية تنتظر قدومه؛ فهم يرون أن هذه الشروط لا تنطبق على يسوع.
أما الاسم يسوع فهو كما يظنون الترجمة الحرفية transliteration للكلمة اليونانية Ἰησοῦς أي Iesous والتي هي أقرب إلى عيسو لكونهم لا ينطقون الحروف الحلقية ولوجود الحرفين Ie، وقد كان هذا الاسم شائعا في اليهودية في العصر الذي يظنون أن المسيح عاش فيه، وقد تحدث المؤرخ اليهودي الشهير فلافيوس يوسيفوس عن عدد لا يقل عن عشرين شخصا يحملون هذا الاسم، وكذلك كانت أسماء مريم ويوسف شائعة فيما بينهم.
وكان الاسم عيسو معروفاً من قبل نزول القرءان الكريم عند النصارى واليهود العرب، ولكنه في الإنجيل العربي المستعمل الآن يكتبونه ( يسوع ) يعني بتبديل الحروف عن مواضعها كعادتهم في التحريف ورغبتهم في مخالفة القرءان، هذا رغم أنه لم يكن هناك إنجيل عربي وقت البعثة النبوية ومن بعدها بقرون، فقد كان للنصارى العرب إنجيلهم المكتوب باليونانية، والتي فيها عيسي باسم ( إيسوس)؛ أي عيسو، وليس يسوع!
وكل الأسماء المستعملة في اللغات الأوروبية مشتقة مباشرة أو غير مباشرة من الكلمة اليونانية القديمة، والمسيحيُّون الناطقون بالإنجليزية يسمونه (Jesus، جيسُس) وبالفرنسية (جيسو، Jésus ) وبالأسبانية (Jesús، هِيسُّوس)، فهناك قاسم مشترك في الحروف بين هذه الأسماء الكثيرة، فالعين (التي ستحول إلى ياء أو همزة مكسورة أو جيم لينة أو هاء) والياء والسين موجودة في كل الأسماء.
ولقد استبدل بحرف العين الحروف المذكورة لعدم وجود هذا الحرف في اللغات الهندو-أوروبية (Indo-European languages)، فهي تفتقر لوجود الحروف الحلقية الحنجرية كالحاء والعين والغين الموجودة في اللغات السامية، ولكن حرف العين موجود في اللغة التي كان يتحدث بها المسيح وأتباعه، وهي الآرامية، كما هو موجود في اللغة العربية، فكان لابد من إعادة الأمور إلى نصابها.
واللغة السُريانية التي أصبحت لغة المسيحية هي لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية، نشأت اللغة الآرامية -وهي أصل اللغة السريانية- في الألف الأول قبل الميلاد، وأصبحت من القرن السادس قبل الميلاد لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب، إلى ما بعد الميلاد، حيث تحورت تدريجيًا واكتسبت اسمها الجديد ”اللغة السريانية“ في القرن الرابع تزامنًا مع انتشار المسيحية في بلاد الشام.
وتدليس المسيحيين العرب معلوم لكونهم يعيشون بين المسلمين ورغبتهم في تأكيد المخالفة للحفاظ على كيانهم، ومن ذلك مثلا تسميتهم أحد أعضاء ثالوثهم بـ(الآب) بدلا من (الأب) والمستعملة في الأناجيل التي ترجموا عنها الإنجيل العربي! أما في الألسنة الأوروبية فهم أكثر صراحة مع أنفسهم، فهم يستعملون ما يقابل كلمة "الأب" بالعربية دون مواربة أو تحايل، ففي الإنجليزية يقولون: “The Father” وفي الفرنسية: “Le Père”.
ومن البديهي أنه لم يكن للمسيح إلا اسم عَلَمي واحد غير قابل للترجمة، هو اسمه باللسان الآرامي أو السيرياني الذي عُرِفَ به وناداه الناس به، وقد أطلقوه بالطبع على أتباعه، فأتباعه هم باللسان الآرامي "العيساويين أو العيسينيين"، وبالإنجليزية تنطق الإيسينيين لعدم وجود العين بالإنجليزية، فالاسم الصحيح لهذه الطائفة هو "العيسويين"، وهذا الاسم بالطبع لا يخضع للقواعد النحوية للغة العربية، فهو باللغة السيريانية، وهذا الاسم بذاته يثبت أن هذه الطائفة هي التي آمنت بالمسيح الحقيقي.
ولقد تبنى الناس النطق الهندو-أوروبي للفظ السامي نكاية في الإسلام ورغبة في المخالفة وحتى لا يكون للإسلام عليهم حجة، رغم أنه كان لابد من إرجاعه إلى أصله السامي، مثال: الاسم العربي "عزة" يكتب بالإنجليزية (Azzah) لعدم وجود حرف العين عندهم، ولعدم قدرتهم على التلفظ به، ولكن إذا استعمله أحدهم ثم أراد أحد المترجمين أن يترجمه إلى العربية يجب أن يستعمل البديل العربي الصحيح وهو "عزَّة"، وليس "أزَّة"، ومن الأمثلة المضحكة أن الأتراك أخذوا الاسم العربي "مروة"، وأصبح في لغتهم "مِرڤت" لكونهم يستبدلون "الواو" عادة بالحرف "ڤ" وينطقون التاء المربوطة، فظنه المصريون اسما تركيا واستعملوه!!!!
ولذلك نحن في بحثنا هذا نشير إلى المسيح الحقيقي بالاسم عيسى لكيلا يختلط مع المسيح المزيف الذي فضلنا الإشارة إليه باللفظ "يسوع" كلما أمكن، حتى يتبين الفارق بين المسيح القرءاني وبين المسيح المزيف، مع العلم بأن الاسم الحقيقي لكل منهما واحد؛ وهو عيسى!!
واللفظ عيسى مشتق في اللغة العلوية الأصلية من الحياة وهي صيغة مبالغة للتعبير عن الحي الذي لم يفلحوا في قتله رغم عقدهم العزم على ذلك، ولذلك كان يُرمز له بعلامة الحياة المصرية القديمة، وهي التي ظنها المحرفون من بعد صليبا.
*******
اسم أتباع عيسى عليه السلام
ولقد عُرِف أتباع عيسى عليه السلام بالعيسويين "العيسينيين" وليس الإيسينيين، وهي مشتقة من اسم عيسى باللسان الآرامي، واسم هذه الطائفة عند المؤرخين الأوائل هو باليونانية القديمة (essaioi, essenoi) ومن هؤلاء المؤرخين: فيلو الإسكندري وفلافيوس يوسيفيوس وبيليني الأكبر، وهذا الاسم مأخوذ بالطبع من الاسم الحقيقي للطائفة، فلم يخترعه هؤلاء من عند أنفسهم، ولقد استبدل بحرف العين الهمزة لعدم وجود هذا الحرف في اللغات الهندوأوروبية كما سبق القول، ولكن حرف العين موجود في اللغة التي كان يتحدث بها المسيح وأتباعه وهي الآرامية الجنوبية، كما هو موجود في اللغة العربية، وبذلك فإن الأصل الحقيقي لـ(إيساوي أو إيسينو) هو (عيساوي أو عيسيني)، والجمع هو (عيساويين أو عيسينيين)، ووجودهم ثابت قبل الميلاد المعروف أو بالأحرى المزعوم.
والنطق بالإنجليزية هو ( إيساوي أو إيسينو) للفرد منهم.
وكما هو واضح، فالنسبة هي إلى اسم عيسى عليه السلام، وهو اسمه في القرءان.
وقد صحَّ عندهم أن طائفة العيسويين قد وُجدت قبل الميلاد بحوالي مائتي سنة، وبعده بحوالي سبعين سنة، ونحن نقول إن المسيح الحقيقي ولد سنة 361 ق.م، وأنه بدأ يمارس مهامه سنة 331 ق.م عندما كان الإسكندر الأكبر يواصل زحفه لتقويض الإمبراطورية الفارسية.
ويجب القول هنا بأن الحاجة إلى إطلاق هذا اللقب عليهم كان لتمييزهم عن سائر اليهود، فهم رغم اتباعهم للمسيح كان يُنظر إليهم كطائفة منهم مثلهم مثل الصدوقيين مثلا الذين كانوا ينتمون إلى الكاهن "صادوق"، فاليهودية هوية وقومية قبل كل شيء يمكن أن تتسع لتشمل الصدوقيين الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، وأينشتين الذي لم يكن مؤمنا بأي دين، بل تشمل من اعتنقوا أديان أخرى.