سامر سويلم مشرف مكتبة المودة
عدد الرسائل : 169 تاريخ التسجيل : 20/08/2007
| موضوع: الهي نامة كتاب لفريد الدين العطار الأربعاء فبراير 06, 2008 12:04 am | |
| كتاب الهي او الهي نامة للعطار رحمه الله http://www.4shared.com/file/36965834/1672294/__online.html?dirPwdVerified=5da3815a أودية العطار السبع وادي الطلب عندما تتقدم إلى وادي الطلب ، سيعترض طريقك في كل زمان مائة تعب ، فهناك مائة بلاء في كل لحظة ، وهناك تصبح ببغاء الفلك مجرد ذبابة ، وهناك يلزمك الجد والاجتهاد عدة سنوات ، وذلك لأن الأحوال إنقلبت رأساً على عقب ، وهناك يلزمك طرح المال جانباً ، كما يجب عليك هناك أن تدع الملك جانباً ... عليك أن تتقدم مخضباً بالدماء ، بل عليك أن تتقدم متخلياً عن الكل ...وإن لم يبق لك علمٌ بشيء ، فواجبك أن يتطهر قلبك من كل شيء ، فإن يتطهر قلبك من الفات ، فسرعان ما يستمد من الحضرة نور قبلك ألفاً ، وإن تبد النار في طريقه أو تبد مائة وادٍ رهيب ؛ فستجد نفسك من الشوق إليه كالمجنون ، وتلقي بنفسك في النار كالفراشة ، ويصبح طلبك نابعاً من اشتياقك إليه ، فتطلب جرعةً من ساقيه ، وعندما تتيسر لك شربةً من خمره ، يتم لك نسيان كلا العالمين ، وتبقى صادي الشفة وأنت غريق في البحر ، كما ستطلب من الحبيب سر الأحبة ، ولن تخشى التنانين الفتاكة في اندفاعك لمعرفة السر ، وإن يجتمع الكفر والإيمان أمامك فستقبل كليهما حتى يفتح لك الباب ، وحينما يفتح لك الباب ، يتساوى الكفر والدين ، حيث لن يبقى هذا ولا ذاك وادي العشق : بعد ذلك يتضح وادي العشق ، ومن يصل هناك يغرق في الحرقة ، فلا تجعل يا إلهي أي فردٍ في هذا الوادي بلا حرقة ، ولا تجعل عيش من لا يتردى في الحرقة سعيداً مسروراً ، فالعاشق من يكون في نارٍ وحرقة ، كما يكون متقد القلب ملتهباً ثائراً . العاشق من لا يفكر لحظة في العاقبة ، إنما يكون غارقاً في النار كبرق الدنيا ، وفي لحظة لا يعرف الكفر ولا الدين ، كما لا يعرف ذرة من شكٍ أو يقين ، الخير والشر متساويان في طريقه ، فإذا جاء العشق نفسه ، فلا وجود لهذا أو ذاك . يا من لا تكترث ، إن هذا الكلام ليس لك ، فأنت مرتد ، وهذا الذوق لم يتوفر لروحك ، فكل من يتطهر ، يطرح المادة جانباً ، ثم يقامر بروحه في وصال الحبيب ، لقد وعد الآخرون بالغد ، أما هو فيأخذ حسابه في التو والحال ، وطالما لم يحرق نفسه دفعةً واحدةً ، فكيف يستطيع التخلص من الآلام والهموم ؟؟ وطالما لم يحرق الجواهر في وجوده ، فكيف يمكن أن يضيء قلبه فرحاً وسروراً ، إنه يختلج دائماً في حرقةٍ وانصهار ، حتى يعود أدراجه مرةً أخرى ، كالسمكة إذا ما انتزعت من الماء إلى اليابسة ، تملكها الاضطراب ، لعلها تلقى في البحر ثانية . العشق نارٌ هناك ، أما العقل فدخان ، فبما أن يُقبل العشق حتى يفر العقل مسرعاً ، والعقل ليس أستاذاً في مجال العشق ، وليس العشق وليد العقل ، وحتى لو منحت حق الإطلاع على عالم الغيب ، فلن تدرك من أين ينبت هناك أصل العشق ، وكل ورقة في عالم العشق ،ستطرح رأسها على كتف أختها ثملةً بالعشق ، وإن منحت فرصة الإطلاع على الغيب مرة أخرى أصبحت ذرات الدنيا قرينة لك . إن تنظر إلى الأمور بعين العقل ، سترى العشق لا أول له ولا آخر ، وهو ضرورة لكل حصيف كما أن العشق ضرورة لكل حر ، ولكنك لست حصيفاً ولا عاشقاً ، وإنما أنت ميت ، فكيف تكون للعشق لائقاً ؟ ولابد من رجلٍ حي القلب لهذا الطريق ، حتى يقدم مائة روح نثاراً في كل لحظةٍ. وادي المعرفة : بعد ذلك يتضح أمام نظرك وادي المعرفة ، وهو واد لا بداية له ولا نهاية ، ولا يوجد شخص قط في هذا المقام يشك في طول الطريق ، وفيه يختلف كل طريقٍ عن الآخر ، وفيه يختلف السالك بالجسد، عن السالك بالروح ، وفيه تداوم الروح والجسد الترقي والزوال ، وذلك عن طريق النقصان والكمال .. فلا جرم أن وضح الطريق لكل سالك قدر طاقته، إذ كيف يكون العنكبوت المبتلي رفيقاً للفيل في هذا الطريق الجليل ؟ فسلوك كل شخصٍ مرهونٌ بكماله ، ويتم قرب كل شخصٍ حسب حاله ، فإن تطر بعوضة هناك بكل قوتها ، فكيف يستطيع أن تساوي الريح الصرر في قوتها ، فلا جرم إن كان السير فيه مختلفا ، فلن يصير كل طائرٍ فيه سالكاً ... وهنا تتفاوت المعرفة ، حيث يدرك هذا المحراب ، ويدرك ذاك الصنم ، وعندما تضيء شمس المعرفة من فلك هذا الطريق العالي الصفة ، فسيصبح كل فردٍ مبصراً قدر إستطاعته ، ثم يجد صدره في الحقيقة ، وعندما يشرق سر ذاته عليه ، يصبح موقد حمام الدنيا روضة لديه ، ويرى لبه في دخيلته لا في جسده ، كما لن يرى نفسهُ لحظة ، حيث يرى الحبيب وحده ، ومهما يرى ، فسيرى وجهه على الدوام ، وسيرى محلته ذرة ذرة على الدوام ، وستظهر مئات الألوف من الأسرار وجهها له كالشمس من تحت النقاب ، وسيفنى آلاف الخلق دوماً حتى يتضح سرٌ واحدٌ تماماً .... لابد لهذا الطريق من إنسانٍ كاملٍ ، حتى يغوص في هذا البحر العميق ، وإن يظهر ذوق من الأسرار لك ، فسيتولد في كل زمان شوق جديد لديك ، وسيسود الظمأ الكل هنا ، وستسفك مئات الألوف من الأرواح حلالاً هنا ... كي تصل إلى العرش المجيد ، لا تكف مطلقاً عن ترديد : هل من مزيد ؟ وأغرق نفسك في بحر العرفان ، ولإلا فأقل شيء هو أن تنثر التراب على مرفقك . وإن لم تكن أيها الغافل من أهل التهنئة ، فلم لا تعزي نفسك ؟ وإن تعدم السعادة في وصل الحبيب ، فلا أقل من أن تقيم مأتم الهجران ، وإن تحرم من جمال محبوبك ، فانهض ولا تجلس ، وداوم الطلب بحثاً عن الأسرار ، وإن تجهل الطلب ، فليتملك الخجل ، وإلام تظل كالحمار بلا زمام ؟؟ .. وادي الاستغناء : بعد ذلك يأتي وادي الاستغناء ، وهو خالٍ من كل دعوى ومعنى ، وفيه تسرع الريح العاتية مما بها من قوة ،حيث تشمل كل إقليم في لحظة . والبحار السبعة ما هي إلا بركة ماء هنا ، والكواكب السبعة ما هي إلا ومضة ضوءٍ هنا ، تكون فيه الجنات السبع في موتٍ مطبق ، كما تصبح النيران السبعة فيه كالثلج المتجمد ، وفيه تصبح النملة ويا للعجب قوة مائة فيل بلا أدنى سبب ، ولكي يصبح الغراب ممتلئ الحوصلة ، فلن يبقى أحدٌ قط على قيد الحياة من مائة قافلة ، ولقد احترق مئات الألوف من الملائكة حتى أضاء مصباحٌ لآدم ، وخلت آلاف الأجسام من الروح ، حتى أصبح نوحٌ نجاراً في تلك الحضرة . وهجم العديد من البعوض على الجيش ، حتى سما إبراهيم فوق الجميع . وسفك دم العديد من الأطفال ، حتى أصبح كليم الله صاحب رؤية . وعقد مئات الألوف من البشر الزنار ، حتى أصبح عيسى محرم الأسرار . واضطرت مئات الألوف من الأرواح والقلوب ، حتى أدرك محمد ذات ليلة المعراج . الجديد والقديم هنا لا قيمة لهما ، فلا ترغب في شيء هنا مطلقاً ، وإن كنت قد رأيت الدنيا مكتوية القلب ، فما رأيته ليس إلا حلماً ، وإذا سقطت آلاف الأرواح في هذا البحر ، فكأنها قطرة ندى سقطت في هذا البحر اللانهائي ، وإذا استسلم مئات الألوف إلى النوم ، فإنهم يصبحون بفعل الشمس كذرةٍ مع الظل ، وإذا تساقطت الأفلاك والأنجم قطعة قطعة ، فكأنما سقطت ورقة شجر واحدة في هذه الدنيا ، وإذا أصبحت الدنيا من البحر إلى القمر عدماً في عدم ، فكأنما عرجت نملة في قاع بئر ، وإذا خرب العالمان دفعةً واحدةً ، فهب أن حبة رمل قد انعدمت من الأرض . وإذا لم يبق أدنى أثر للناس والشيطان ، فكأنما سقطت قطرة مطر واحدة ، وإذا سار الكل إلى التراب ، فأي بأسٍ إن اختفت شعرة كائن حي واحدة ، وإذا ضاع الجزء والكل هنا ، فقد نقصت ورقة تبن واحدة على وجه الأرض ، إذا نقصت هذه الأفلاك التسعة مرة واحدة ، عما نقصت غير قطرة ماءٍ من البحار السبعة وادي التوحيد : بعد ذلك يأتيك وادي التوحيد ، فيقبل عليك منزل التجريد والتفريد ، وعندما تسحب الوجوه من هذه الدنيا إلى صحراء التيه ، فسيرفع الجميع رؤوسهم من فتحةٍ واحدة ، وسواء رأيت كثرة أم قلة ، فسيكون الكل واحداً بلا شك ، فإن يكثر تداخل الواحد في الواحد دوماً فسيتوحد الواحد في الواحد تماماً ، ولن يتم لك هذا الفرد الأحد لأن ما يتم لك هو الفرد المتعدد ، وإذا خرج ذلك عن الحد والعد ، فاقطع النظر عن الأزل والأبد ، وإذا تلاشى الأزل ، فالأبد خالد ، ولا أهمية لهما معا في حد ذاتهما ، فإذا كان الكل عدماً ، فهذا كله عدم أيضاً وما هذه كلها إلا عد في الأصل وادي الحيرة : بعد ذلك يأتيك وادي الحيرة ، وفيه تصاب بالعمل المتواصل والألم والحسرة ، وهنا يكون كل نفس سيفاً مصوباً إليك ، وهنا تحمل كل لحظة الأسى إليك ، وفيه تكثر الآهات والحركة والآلام ، ويكون النهار والليل لا ليلاً ولا نهاراً كذلك ، وفيه يتخيل الشخص أنه يقطر دماً ، لا من السيف ، ولكن جذر كل شعرة ، ويا للعجب ! والنار تؤلم رجل هذا الوادي ، فيحترق في الحيرة من الآم هذا الوادي ، وعندما يصل الرجال الحيران إلى هذه الأعتاب ، يظل في حيرة ويضيع منه الطريق ، كما يضيع منه كل ما حصلته روحه من توحيد . وإذا قيل له : أأنت موجود أم لا ؟؟ ألا يليق بك أن تقول أموجود أنت أم لا ؟؟ أأنت بين الخلق أم خارج عنهم ، أم تتخذ منهم جانباً ؟ أأنت خفي أم ظاهر ؟ أأنت فانٍ أم باق ، أم كلاهما معاً ؟ أم أنت لست الاثنين ؟ أأنت أنت أم أنك لست أنت ؟ فإنه يقول : إنني ــ في الحقيقة ــ لا أعرف كنهي . كما أنني لا أعرف نفسي ، إنني عاشق ، ولكن لا أعرف من أعشق . و لست عالماً بعشقي ، ولا أعرف أقلبي مليء بالعشق أم أنه خلو منه وادي الفقراء والفناء : وبعد ذلك يأتي وادي الفقراء والفناء ، ومتى جاز الكلام هنا ؟ فعين هذا الوادي هي النسيان والبكم والصم وذهاب العقل والوجدان ، وسترى مئات الظلال الخالده تتلاشى أمام شعاع واحد شمسك الوضاءة ، وإذا هاج وماج البحر الكلي ، فهل تبقى نقوش على صفحة ذلك البحر ؟ وكلا العالمين مجرد نقش على سطح هذا البحر ، فكل من يقول لا ، كلامه هراء ، وكفى وكل من أصيب بالفناء في بحر الكل ، فقد فني تماماً وأصابه البلى ، والقلب في هذا البحر المليء بالفناء ، لا يجد شيئاً سوى الفناء ، فإذا منح الفناء ثانية ، أحاط علماً بالخلق ، وتكشف له أسرار كثيرة . حينما يمضي السالكون المجربون ، وعظام الرجال إلى ميدان الألم ، يفنون في أول خطوة ، وأي تقدم بعد ذلك ؟ لا جرم ألا يكون للإنسان خطوة ثانية بعد ذلك . وإن أصابهم الفناء من أول خطوة ، فاعتبرهم من الجماد ، ولو كانوا من الخلق ! فعندما تلقى الأعواد والحطب إلى النار ، تتحول كلها معاً إلى رماد ، ويظهر لك الاثنان صورة الواحد ، مع ما يبدو من فروق في صفاتها . وإن يفن نجسٌ في بحر الكل ، يسقط إلى القاع ذليلاً بصفاته ، ولكن إن ينزل إلى هذا البحر رجل طاهر ، فسيفنى فناءً حقيقياً ، ولن يبقى له أثر ، حيث تصبح حركته هي حركة البحر . وعندما يفنى ، يكون غارقاً في مجال الحسن والطهر ، وإن يحدث هذا ، يكن فانياً وهو موجود ، وهذا يخرج عن نطاق الخيال والعقل هذه الأودية منقولة من شمس المعاني والحمد لله رب العالمين | |
|
المنصوري
عدد الرسائل : 73 تاريخ التسجيل : 29/02/2008
| موضوع: رد: الهي نامة كتاب لفريد الدين العطار الأحد مارس 09, 2008 10:49 am | |
| الأستاذ الحبيب سامر سويلم دائما ما تتحفنا بهداياك الرائعة و التي تستدعي جهدا و بحثا كبيرا وفقك الله لتجعل مكتبتنا الروحية منيرة مشرقة و جعلها الله في ميزان انواركم
| |
|
سامر سويلم مشرف مكتبة المودة
عدد الرسائل : 169 تاريخ التسجيل : 20/08/2007
| موضوع: رد: الهي نامة كتاب لفريد الدين العطار الثلاثاء مارس 11, 2008 12:46 pm | |
| الله يخليك اخي المنصوري شكرا على ردك الطيب ومعظمها من منتدى دار الايمان ومش محتاجة بحث ولا حاجة | |
|