almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: استشرافك ان يعلم الخلق بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك . السبت فبراير 23, 2008 12:35 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه: استشرافك ان يعلم الخلق بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك .يقول ابن عجيبة الحسني رضي الله عنه :اذا خصك الحق تعالى ايها الفقير بخصوصية من خصوصية خواصه كزهد أو ورع او توكل او رضى او تسليم او يقين في القلب او معرفة أو اظهر على يديك كرامة حسية او معنوية او استخرجت فكرتك حكما او مواهب كسبية او لدنية ثم استشرفت اي تطلعت وتمنيت ان يعلم الخلق بخصوصيتك بان يطلعوا على تلك الخصوصية التي خصك الله بها، فذلك دليل على وجود الرياء الخفي في باطنك ودليل على عدم صدقك في عبوديتك ، بل انت كاذب فيها اذ لو كنت صادقا في عبوديتك لاكتفيت بعلم الله وقنعت بمراقبته اياك واستغنيت به عن رؤية غيره ، فالواجب على الفقير اذا خصه الله بخصوصية كتمها وجحدها وسترها الا عن شيخه ، فان اظهرها فهو على خطر فقد يكون تحدثا وقد يكون تبجحا ، وفي الكتمان السلامة ، وقد تقدم قول الشيخ : من رأيته مجيبا عن كل ماسئل ومعبرا عن كل ماشهد وذاكرا كل ماعلم فاستدل بذلك على وجود جهله . وفي هذا المعنى قال شيخ شيوخنا المجذوب رضي الله عنه :احفر لسرك ودكوا ***في الارض سبعين قاما وخل الخلائق يشكوا*** الى يوم القيامة وكان بعض اخواننا اذا سئل : ماأدركتم وما ذقتم في هذا الطريق ؟ يقول : البرد والجوع .. فكان شيخ شيخنا يعجبه ذلك ويستحسنه لدلالته على صدق الاخلاص ومازالت اشياخنا وأشياخهم يستعملون الخراب في ظواهرهم صونا لما في بواطنهم ولاجل هذا فضل عمل السر على عمل العلانية بسبعين درجة ضعفا كما في الحديث . وقال سيدنا عيسى عليه السلام اذا كان يوم صوم احدكم فليدهن لحيته ويمسح شفتيه فاذا خرج الى الناس رأوا انه لم يصم واذا اعطى احد فليعط بيمينه ويخفيها بشماله واذا صلى احدكم فليسدل عليه ستر بابه فان الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق ، وقال الشيخ ابو عبد الله القرشي رضي الله عنه : كل من لم يقنع في أفعاله وأقواله بسمع الله ونظره دخل عليه الرياء لامحالة، وقال بعضهم : مااخلص عبد قط الا احب ان يكون في جب لايعرف . ولهذا كان اسقاط المنزلة شرطا في هذا الطريق فان تحقق العبد بالمعرفة ومشاهدة الوحدانية جاز له الاخبار بالوحدانية باعماله والاظهار لمحاسن احواله بناء منه على نفي الغير واداء الواجب من الشكر ، كان بعض السلف يصبح فيقول صليت كذا وكذا ركعة وتلوت كذا وكذا سورة فيقال له : اما تخشى من الرياء ؟ فيقول: ويحكم وهل رأيتم من يرائي بفعل غيره . والحاصل ان من فني عن نفسه وتحقق بشهود ربه فلا كلام عليه ، وقد قالوا : من احب الخفا فهو عبد الخفا ومن احب الظهور فهو عبد الظهور ، ومن لم يرد غير ما أراد الله فهو عبد الله حقا... وبالله التوفيق | |
|