الوزير اليهودي الكافر المخادع يعلم الملك المكر
حكایة "2"ملك اليهود الظالم الأحول الذي كان يقتل النصارى بسبب تعصبه
الوزير اليهودي الكافر المخادع يعلم الملك المكر
338 - وكان لهذا الملك وزير كافر مخادع ، كان يستطيع أن يربط في الماء عقداً !
339 - فقال للملك : إن النصارى يعملون للمحافظة على أرواحهم ، ولهذا . فهم يخفون دینكم عن الملك .
340 - فلا تقتلهم ، فما في قتلهم فائدة ، فالدين لا رائحة له ، فلا هو مسك ولا هو عود!.
341 - فسرهم مطوي في مائة غلاف ، وظاهرهم مثلك حين يكونون معك ، وأما باطنهم فعلى خلافك ) .
342 - فقال له الملك : قل لي ما التدبير ؟ وما الحيلة في هذا المكر وذلك التزوير ؟
343 - حتى لا يبقى في هذا العالم نصراني يتبع هذا الدين في الظاهر أو في الخفاء.
344 - فقال الوزير : أيها الملك ! اقطع أذني ويدي ، وشق أنفي بحكم مر "أي تصدره ".
345 - وبعد ذلك أوقفني تحت حبل المشنقة ، حتى يشفع لي أحد الشفعاء !
346 - ولیكن فعلك هذا في مكان عام ، علی رأس طریق تفرع منه الطرق إلى أربع جهات .
347 - وحينذاك أخرجني من حضرتك إلى مكان بعيد ، حتى أوقع بينهم الشر والفتنة .
الابيات من 338 الى 347 المثنوي الجزء الأول لمولانا جلال الدين الرومي عن ترجمة د محمد عبد السلام
شروح وتعليقات
مولانا جلال الدين فى هذه القصة يقصد بالوزير اليهودي = شاول اليهودي "بولس" الروماني الجنسية ولد في طرسوس فى اسيا الصغرى درس فى اورشليم، و كلّف بالذهاب لمقاومة المسيحية .
قال شاول "= بولس الطرطوسي" : في رحلة لدمشق ظهر له المسيح و كلّمه و قال له : "شاول شاول، انت تضهدني" فأثّرت عليه التجربة و اعتنق المسيحية ، ثم غيّر اسمه الى بولس او بولس الطرطوسي و إنخرط فى سلك المسيحيين دخل دمشق لنشر الديانة المسيحية .
وانطلق من دمشق و معه رسالة المسيحية كمبشر؟!.
وفي المسيحية الان يعتبر اعظم رجال تاريخ المسيحية و اطلق المسيحيين عليه بولس الرسول او رسول الأمم او بولس الطرطوسي.
بعد أن كان اسمه شاول اليهودي و بقي من أنشط المبشرين بالمسيحية في القرن الأول في غير اليهود .
على الرغم من ان يسوع ارسل الى خراف بني إسرائيل الضاله قام بولس بنشر المسيحية خصوصًا لدى غير اليهود فقام بولس بثلاث رحلات من دمشق فى الشرق الاوسط و أسّس كنائس .
فثار اليهود علي بولس ولاحقوه فى دمشق وهربوه اتباعه عن طريق إنزاله فى قفص من فوق السور للهرب من بطش اليهود ويكمل نشر رسالته .
لكن قبض عليه فى اورشليم و سجن سنتين، و بعدها ترحل الى روما و سجن هناك سنتين ،
ثم اطلق سراحه فذهب يبشر فى كريت و بقي يزور الكنائس من أجل تشجيع الناس.
قبض عليه مرة أخرى و رحل الى روما واتحكم عليه بالاعدام فاتصلب واقطعوا راسه بالسيف.
رفضت فرقة الإيبونية حركة مسيحية يهودية تواجدت في العصور الأولى للمسيحية، كانت تنظر إلى يسوع على أنه الماشيح وتنكر ألوهيته، وتصر على إتباع الشريعة اليهودية، وكان لهم انجيل يسمى إنجيل الإبيونيين، وتنكر كل تعاليم بولس واعتبرته مرتدًا عن شريعة موسى، ورفضوا أن يكون بولس رسولًا.
و وصل تأثير شاول = بولس انه من بين كتب العهد الجديد الـ 27 تنسب 13 منها بشكل مباشر إلى بولس الطرسوسي.
كما أن قرابة نصف سفر أعمال الرسل كرس للحديث عن حياته وعن مهماته التبشيرية، وبالمحصلة فأن حوالي نصف كتاب العهد الجديد قد تمت كتابته بيد بولس وبيد أشخاص تأثروا بفكره وكرازته.
338 - وكان لهذا الملك وزير كافر مخادع ، كان يستطيع أن يربط في الماء عقداً !
مولانا يري ان الوزير ساحر كافر
د محمد الكفافي: عبر الشاعر عن مقدرة الوزير على الغش والخداع "وممارسة أعمال السحر" بأنه كان يستطيع أن يربط في الماء عقداً .
339 - فقال للملك : إن النصارى يعملون للمحافظة على أرواحهم ، ولهذا . فهم يخفون دینهم عن الملك .
340 - فلا تقتلهم ، فما في قتلهم فائدة ، فالدين لا رائحة له ، فلا هو مسك ولا هو عود!.
د محمد الكفافي: الدين المستقر في القلب لا يمكن أن يعرف ،وليس كالأفعال الظاهرة یمكن ادراكه ، ومحاسبة الناس عليه.
د ابراهيم الدسوقي : أى أن الدين لا رائحة له ، كالمسك والعود – تستدل عليه من رائحته
{ لمولانا رأى آخر فى الكتاب الثالث وهى أن رائحة الايمان ورائحة الكبر والشقاق تصل حتى السماء السابعة}.
.