almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: لايكن طلبك سببا الى العطاء منه فيقل فهمك عنه وليكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحقوق الربوبية. الجمعة فبراير 29, 2008 7:31 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه :لايكن طلبك سببا الى العطاء منه فيقل فهمك عنه وليكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحقوق الربوبية. قلت (والكلام لابن عجيبة) : قد تقدم في اول الكتاب ان الطلب كله معلول عند ذوي الألباب فان كان ولابد من الطلب فليكن إظهارا للعبودية وقياما بحقوق الربوبية ، فلا يكن طلبك من الحق سببا الى العطاء منه فيقل فهمك عنه لان الفهم عن الله يقتضي الاكتفاء بعلمه والاستغناء بمعرفته فلا يحتاج الى شيء ولا يتوقف على شيء ، ماذا فقد من وجدك فلا يكن محط نظره الا ما يبرز من عنصر القدرة ولا يشتهي الا ما يقضيه عليه مولاه ، قيل لبعضهم : ماذا تشتهي قال : ما يقضي الله . قال الشيخ ابو الحسن رضي الله عنه : لا يكن حظك من الدعاء الفرح بقضاء حاجاتك ومن مناجاة محبوبك فتكون من المحجوبين وقال بعضهم فائدة الدعاء إظهار الفاقة بين يديه والا فالرب يفعل مايشاء . قيل ان سيدنا موسى عليه السلام قال : يا رب أطعمني فاني جائع ، فأوحى الله اليه قد علمت ذلك ، قال : يارب أطعمني قال له حتى اريد وهذا مقام اهل النهايات واما اهل البدايات فيرخص لهم في طلب الحاجات وفي كثرة الدعاء والتضرعات فالدعاء ؤفي حقهم واجب او مندوب وفيهم ورد الترغيب في الدعاء والإلحاح فيه قال تعالى : ادعوني استجب لكم وقال امن يجيب المضطر إذا دعاه وورد في بعض الأخبار ان الله تعالى قال لسيدنا موسى عليه السلام سلني حق ملح عجينك تشريعا للضعفاء لان الأنبياء عليهم السلام بعثوا معلمين للضعفاء والأقوياء ، وينبغي ان يتأدب في الدعاء فلا يدعو بممنوع شرعا ولا ممتنع عقلا ويكون بتلطف وانكسار وظهور فاقة واضطرار لا بانبساط وادلال فان ذلك مقام الرجال أهل المكانة والكمال ومن ذلك قول الشيخ ابو الحسن رضي الله عنه في حزبه الكبير: وليس من الكرم ألا تحسن إلا لمن أحسن إليك ..الخ ، وذكر في قوت القلوب ان بني إسرائيل قحطوا سبع سنين فخرج سيدنا موسى عليه السلام بسبعين ألفا من بني إسرائيل ليستسقي لهم فأوحى الله إليه كيف استجيب لهم وقد أظلمت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة ، فدعوني على غير يقين ويأمنون مكري ، ارجع إليهم فان عبدا من عبادي يقال له برخ قل له يخرج حتى استجيب لهم فسألهم عنه موسى فلا يعرفه احد فبينما موسى عليه السلام يمشي في طريق فإذا بعبد اسود قد استقبله بين عينيه تراب من السجود وقد عقد شملة على عاتقه فعرفه موسى بنور الله فسلم عليه وقال ما اسمك قال برخ فقال منذ حين وانا أطلبك ، اخرج فاستسق لنا فخرج فكان من خطابه لربه في دعائه ومناجاته : ما هذا من فعالك وماهو من حكمك وما بذلك عرفت أنقصت عيون ماءك ام عاندت الرياح عن طاعتك ام نفذ ما عندك ام اشتد غضبك على المذنبين ، الست كنت غفارا قبل خطأ الخاطئين، خلقت الرحمة وأمرت بالعطية فتكون لما تأمر من المخالفين ام ترينا انك ممتنع ام تخشى الفوت فتعجل العقوبة ، قال فما زال حتى أخضلت بنو إسرائيل بالقطر وانبت الله العشب في نصف يوم حتى بلغ الراكب قال فخرج برخ فاستقبله موسى عليه السلام وقال له ما هذا الخطاب الذي خاطبت به الحق فأوحى الله إليه دعه فان دعائه يضحكني ... فانظر هذه الحكاية كيف وقعت هذه على بساط المباسطة التي لا يفهمها الا أهل المكانة والتمكين ، وحسب من لم يبلغ مقامات الرجال الأدب والهيبة مع رب العالمين ... وبالله التوفيق. | |
|