الفرق بين العالِم والعارف
العالِم دون ما يقول ، أما العارف فوق ما يقول .
العالِم يصف الطريق بالنعت ، والعارف يصفها بالعين لأنه سار معها وعرفها ، والعالِم إنما نُعتت له فقط .
العالِم محجوب ، والعارف محبوب .
العالِم من أهل اليمين ، والعارف من المقربين .
العالِم من أهل البرهان ، والعارف من أهل العيان .
العالِم من أهل الفرق ، والعارف من أهل الجمع .
العالِم من أهل قوله تعالى " إياك نعبد " ، والعارف من أهل قوله تعالى " إياك نستعين " .
العالِم يدلك على العمل ، والعارف يخرجك من شهود العمل .
العالِم يحملك حمل التكليف ، والعارف يروحك بشهود التعريف .
العالِم يدلك على الأسباب ، والعارف يدلك على مسبب الأسباب .
العالِم يدلك على المحافظة على الصلوات ، والعارف يدلك على ذكر الله مع الأنفاس واللحظات.
العالِم يدلك على شهود الوسائط ، والعارف يدلك على محرك الوسائط .
العالم يحذرك من الوقوف مع الأغيار ، والعارف يحذرك من الوقوف مع الأنوار فيزج بك في حضرة الجبار .
العالِم يحذرك من الشرك الجلي ، والعارف يخلصك من الشرك الخفي .
العالِم يعرفك بأحكام الله ، والعارف يعرفك بذات الله .
العالِم يدلك على العمل لله ، والعارف يدلك على العمل بالله .
العالِم يدلك على العمل خوفاً وطمعاً ، والعارف يدلك على العمل محبةً وشكراً .
والحاصل أن من لم يسعده الله بملاقاة العارف فلا شك أنه تالف .
المصدر: من كتاب الفتوحات الإلهية ص322 ، ص323