بشيرالزرقاني مشرف رواق الطريقة العيسوية الشاذلية
عدد الرسائل : 267 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: الشيخ الكامل و سلوكه طريق القوم الأربعاء مارس 19, 2008 5:00 pm | |
|
سولكه الطريق وأشياخه رضي الله عنه ونفعنا بسره
دخوله طريق القوم جاء بعد ما درس علوم الشريعة في جامعة فاس وقد تم حفظ القران الكريم والفقه ونبغ في علوم الشريعة السمحة حتى ناظر العلا ما وقالوا عنه إنه شيخ كامل وتصدر مجالس العلم في الجامع الأعظم بمكناس
أما سلوكه الطريق فقد أخد الطريق عند عوده من طلب العلم وذلك من أول شوخيه سيدي احمد بن عمر ألحارثي السفياني في مكناس ولزم خدمته
سيدي محمد بن عيسى في طريق القوم بداية:
الشيخ الحارثى: وهو أحمد بن عمر الحارثى ويكنى بأبي العباس شيخ قبيلة سفيان العربية وكان يسير فيهم بسيرة حسنة تجمع الحنكة والمقدرة وحسن السياسة واللين مع الحزم ويشتهر فيهم بالكرم والمروءة على عادة العرب في كل زمان ومكان, وكان من عادة الشيخ الجزولي رضي الله عنه أن يبعث بكبير تلاميذه الشيخ سيدي محمد الصغير السهلي لنشر العلم والدعوة الي الله في المدن والقرى والأرياف وهي وسيلة كان يتبعها الأمام الجزولي رضى الله عنه
قال الأمام الجزولي يوما للشيخ السهلي ألا تمشون تصطادون.؟
فذهب الشيخ السهلي ومعه رفقاء يجولون في البلاد فأتى على مضارب الشيخ الحارثى وكان غائبا فسألتهم زوجته من أنتم؟ فقالوا لها أنن من أصحاب الشيخ الجزولي, فقالت: مرحبا بأصحاب أبي, وكان أبوها من أصحاب الأمام الجزولي فأنزلتهم وأكرمتهم فلماء جاء زوجها أخبرته بأمر ضيوفهم ومن يكونون,
فسلم عليهم الشيخ وبالغ في الترحاب بهم وإكرامهم وأقبل عليهم غاية الإقبال
وأمر بإعداد الطعام والزاد وقد دخلت محبتهم في شغاف قلبه وتمكنت من فؤاده ودخل في غنمه وصار يذبحها وحدة تلوا الآخرة, فقال الشيخ السهلي لأصحابه:
قوموا وتفقدوا هذا الرجل لا يجهز على غنمه فذهبوا إليه فوجدوه قد ذبح منها شيئا كثيرا فكفوه عن الذبح ثم أقاموا عنده مدة كان يزداد فيها كل يوم محبة لما هم عليه وإعجابا فدخل حزبهم وأنخرط في سلوكهم, قال بعضهم: لما صلى معنا المغرب كان من جملة الناس فلما صلى معنا الصبح كان من أولياء الله,
فلما أرادوا الانصراف جمع الشيخ الحارثى ماله من الماشية وغيرها حتى أنه جمع رماد كانونه وذهب بذلك كله الي الأمام الجزولي مطلقا للدنيا وجاهها وسيادتها طلاقا بائنا لارجعة فيه, فلما قرب من منزل الأمام الجزولي قالوا له قف حتى تشاوره في أمرك, واستقبل الأمام الجزولي الشيخ السهلي ومن معه فأخبروه بما كان من أمر الحارثى ورغبته في دخول الطريق وطلبه منهم أن يتكلموا مع الأمام الجزولي في أمره والتصرف في ما معه من مال ناطق وصامت بما يرى. وكم لسادانتا أهل الله من لطائف الإشارات وأسرار الواقعات فقد أجابهم الأمام بأن يخيره بين قبوله أو قبول ماله, فكان جواب الشيخ الحارثى أن قال وقد صحت نيته في دخول الطريق وحصحص حق قصده في التخلق بأخلاق أهل التحقيق وأرباب السر الدقيق: فليقبل مالي ولا يقبلني. وكان أن فرق الأمام الجزولي ماله على المساكين والمعوزين ولم يترك له الا حمارا يتعيش به في جمع الحطب, ولا شك أنه لا يخرج حب الدنيا وأسبابها من القلب الا حب ماهو أكبر منها فان الإنسان خلق بطبعه هلوع ان مسه الخير منوعا وان مسه الشر جزوعا, ولاشك أيضا أن المال ما لم يأت عن طريقه الشرعي المباح ويخرج حق منه وإلا فالعدم يفضله بكثير.
وأخذ الشيخ الحارثى الطريق على الشيخ الجزولي وبقى في خدمته يربيه بالمقال والحال تارة وبالمجاهدات والقيام تارة أخرى. وقد لحظ الأمام الجزولي بعناية أن الشيخ الحارثى في زمن قليل على يديه وببركة أنفاسه قد صار من فحول الرجال الذين حازوا من المعرفة حتى أنه أشتهر في عصره وما بعد باسم: {الواصل الموصول},وحتى أن الشيخ ابن عسكر عند ما أرخ له الدوحة لم يستطيع أن يحصر من انتفع بالشيخ الحارثى وأخذ عنه فاضطر لوصف كثرتهم أن يقول: {هدى الله به أمة عظيمة}.
وهو الوحيد الذي أذن له الأمام الجزولي في التصدر للإرشاد من تلاميذه أثناء حياته, وأمره بسكنى في مدينة مكناس لأمر أراده الله سبحانه.
الشيخ محمد بن عيسى وصحبته للشيخ الحارثى:
وكان لوجود الشيخ الكامل في مكناس أن سعى لمقابلة الرجل الذي طالما سمع عنه وأثناء وجوده في قبيلة سفيان والذي كان أوحد عصره علما ومعرفة والذي اجتمعت عليه مكناس لتأخذ عنه ظاهرا وباطنا.
فكان أن عقد العزم على صحبته وأخذ العهد عليه, ودخل عليه ذات يوم فما تراء صاحب الخلافة للمكلف بتوصيلها حتى سرى بينهما من السر والمدد ما فاض على جوارحهما, فصار الشيخ الكامل من أحب الناس الي أستلذه الذي رأى فيه بفراسة المؤمن ما سيؤل إليه أمره ومكانته العالية ومرتبته السامية وخلافته الجزوليه ووراثته الشاذليه المحمدية, فرباه أكمل تربية ولاحظه بعين الرعاية وقلب العناية وسقاه الطريق الجزوليه ولقنه الأسرار الصمدانية وأقرأه كتب القوم ومناهج السلوك وبين له طريقتهم وشرعتهم وشعارهم وحليتهم, وأخذه بالمجاهدة وذكر الله تعالى والسخاء والقيام وملازمة الصلاة والصوم الي أن فتح الله عليه بالولاية وارتسمت على ظاهره وباطنه أسرار الوراثة الجزولية وأنوار الخلافة الإلهية وسمات العناية الربانية وغرق قلبه في التوحيد ولاحت فيه حقائق أهل المزيد :
{فمن سرى سره في سر تلميذه : ها ذاك هو فلا ترضى به بدلا}
وكان الأستاذ مع هذا لايفتر عن أخذ تلميذه بالسياحة وزيارة الأولياء وكان يصحبه
لزيارة القطب سيدي عبد السلام بن مشيش. ولأنه من علامات الطريق الطبعية أن يسري سر الأستاذ في تلميذه فإننا نجد أن الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى دأب على هذه الزيارة حتى بعد وفاة أستاذه وقد أشار رضى الله عنه الي سريان هذا السر والوارثة في نظم له قال فيه:
{لشيخنا الجزولي قد نسبنا : من سره يارب لا تحرمنا}
{وأحمد بن عمر الحارثى : لسر منه صار هو الوارث}
{فاختارنا لسره بأذن الإله : وبان عنا سره بلا اشتباه}.
وبع أن قضى الشيخ الكامل ما كتب الله له مع أستاذه الذي كان يقدمه ويعظمه حانت لحظة الفراق وما أمرها وأزفت ساعة الوداع وما أصعبها فقد قرب أجل الأستاذ وحانت ساعة رحيله فانفرد بتلميذه الوارث وأوصاه أن يتوجه بعد وفاته الي الشيخ عبد العزيز التباع قائلا: يابنى قد فتح الله عليك بالولاية وبقى لك شئ من الفتح وقد قرب أجلي فعليك يابنى بالذهاب بعد وفاتي الي صاحب الوقت بمدينة مراكش حرسها الله تعالى, وخذ عن أخي عبد العزيز التباع فهو صاحب الوقت في هذا الزمان وخليفة شيخنا القطب الجزولي والوارث لمقامه وهو يكمل لك الفتح ان شاء الله. وما انقضت أيام حتى أنتقل الي جوار ربه الكريم في سنة 905 ودفن في مقبرة مجاورة لقبة الشيخ الكامل محمد بن عيسى, بمدينة مكناس الزيتونة...
عدل سابقا من قبل بشيرالزرقاني في الإثنين مارس 29, 2010 10:16 pm عدل 1 مرات | |
|
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| |