الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رؤوف بالعباد. والصلاة والسلام على المصطفى في كل ناد. وآله وصحبه إلى يوم التناد.سلام الله عليكم ورحمته وبعد...إذا كان الأمر كذلك (كما في الجزء الأول من المقالة أعلاه) فاعلموا يا اخوتي أنه ما أحوجنا إلى أن نصلي صلاة الاستسقاء لأمرين: الجدب الذي أصاب البلاد من الغلاء والوباء والبلاء وقلة الحياء، والثاني جدب القلوب واحتجابها وغفلتها وموتها.إن هناك علاقة وثيقة بين جدب الأرض وجدب القلوب وإحياء كلاهما.قال ابن كثير في مقدمة تفسيره:قال الله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نزلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الحديد: 16، 17] . ففي ذكره تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها تنبيه على أنه تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها، كذلك يلين القلوب بالإيمان بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، والله المؤمل المسؤول أن يفعل بنا ذلك، إنه جواد كريم. انتهى.ثم قال في تفسير هذه الآية من سورة الحديد (آية 17):وقوله: { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } فيه إشارة إلى أنه، تعالى، يلين القلوب بعد قسوتها، ويَهدي الحَيَارى بعد ضَلتها، ويفرِّج الكروب بعد شدتها، فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتَّان [الوابل] (9) كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائل، ويولج إليها النور بعد ما كانت مقفلة لا يصل إليها الواصل، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الإضلال، والمضل لمن أراد بعد الكمال، الذي هو لما يشاء فعال، وهو الحكم العدل في جميع الفعال، اللطيف الخبير الكبير المتعال. انتهى.وقال حقي في تفسيره: { اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها } تمثيل لاحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة باحياء الارض الميتة بالغيث للترغيب فى الخشوع والتحذير عن القساوة. انتهى.وقال ابن عجيبة في تفسيره المسمى بالبحر المديد:وهذه الآية { اعلموا أنَّ الله يُحيي الأرضَ بعد موتها } قيل : هذا تمثيل لأثر الذكر في القلوب ، وأنه يُحييها كما يُحيي الغيثُ الأرض ، وفيه إرشاد إلى أنَّ طريق زوال القسوة ليس إلاَّ الالتجاء إلى الله ، ونفى الحول والقوة؛ لأنه تعالى القادر وحده على ذلك ، كما أنه وحده يُحيي الأرض. انتهىإن كان ذلك كذلك فلنا في استسقائنا توجهان: الأول وهو التوجه الظاهر لانتشار الغلاء والوباء والبلاء قال الشافعي: "فإذا كان جدب، أو قلة ماء في نهر أو عين أو بئر في حاضر أو باد من المسلمين لم أحب للإمام أن يتخلف عن أن يعمل عمل الاستسقاء".وقال الإمام مالك: "كل قوم احتاجوا زيادة إلى ما عندهم فلا بأس أن يستقوا"، وما قاله الإمام مالك أصل في الاستسقاء الظاهر والباطن معاً، كيف لا وقد روى الإمام الشافعي نفسه ومسلم في صحيحه والحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا" .قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:وَالْمُرَاد بِالسَّنَةِ هُنَا الْقَحْط ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِين) [الأعراف/130]. انتهى. وقال المناوي في فيض القدير – في قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تنبت الأرض شيئا) يعني ليس عام القحط الذي لا تمطر السماء فيه مع وجود البركة بل أن تمطروا ولا تنبت وذلك لأن اليأس بعد وقوع الرجاء بظهور مخايله أفظع مما كان حاصلا من أول الأمر والنفس مترقبة حدوثها قال : أظلت علينا من نداك غمامة * أضاءت لنا برق وأبطأ رشاشها
فلا غيمها يجلو فييأس طامع * ولا غيثها يهمى فيروى عطاشه
انتهى.فالأمر كل الأمر إذا كانت السماء تمطر والبركة ممحوقة، والرحمات تنزل والقلوب ميتة فالغياث الغياث.ونقول كما قال سيدنا عمر آنفاً: "الله أكبر، بلغ البلاء مدته فانكشف. ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم الاذى والبلاء".فنقول والله المستعان مستمدين من كلمات من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم ومما ورد في الاستسقاء ومما حصلناه من السادات ومما يفيض الله من واردات فضله، مع أخذ التوجهين المشار إليهما آنفاً في الاعتبار:اللهم إنّا قد شكونا جدب الديار واستئخار أمطار الرحمات وقلة البركات، وموت القلوب، واساءة الأعادي إلى الحبيب المحبوب، وقد أمرتنا ياالله أن ندعوك ووعدتنا أن تستجيب لنا ، الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين.اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا اللهم أغثنا
اللهم اسق قلوبنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير آجل.
اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهِيمَتَكَ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ
اللهم أحي منا القلوب. اللهم أحي منا القلوب. اللهم أحي منا القلوب
اللهم إن قلوبنا قد صارت كالصحراء الجرداء فخرجنا إليك في هذه الصحراء متبذلين، خاشعين،متذللين، متضرعين، متواضعين.اللَّهُمَّ اِسْقِنَا غَيْثًاً للقلوبِ وللبركات مُغِيثًا مُرِيعًا مَرِيئًا طَبَقًا عَاجِلًا غَيْر رَائِث نَافِعًا غَيْر ضَارّ.اللهم إنك قلت على لسان نبيك هود عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ) [هود/52]وقلت على لسان نبيك نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح/10، 12]اللهم فإنا نستغفرك ونتوب إليك
(اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا نعوذ بك من شر ما صنعنا نبوء لك بنعمتك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه ونسأله التوبة والمغفرة إنه هو التواب الرحيم)(اللهم اغفر لى ذنوبنا كلها ما علمنا منها وما لم نعلم بجاه سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم).(نستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم ونتوبُ إليه من جميع المعاصى كلِها والذنوبِ والآثام ومن كل ذنب أذنبناهُ عمداً وخطأً ظاهراً وباطناً قولاً وفعلاً فى جميع حركاتنا وسكناتنا وخطراتنا وأنفاسنا كلِها دائماً أبداً سرمداً، من الذنبِ الذى نعلمُ ومن الذنبِ الذى لا نعلمُ عددَ ما أحاطَ به العلم وأحصاه الكتاب وخطه القلم وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته الارادة ومداد كلمات اللهِ كما ينبغى لجلال وجه ربنا وجماله وكماله كما يحب ربنا ويرضى).(رب اغفر لنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم)"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِنا ذَنْبنا كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ".(الّلهُمّ اغْفِرْ لِنا مَا قَدّمنا وَمَا أَخّرنا وَمَا أَسْرَرنا وَمَا أَعْلَناوَما أَسْرَفنا وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا أَنْتَ المُقَدّمُ وَالمُؤَخّرُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ).(اللهم اغفر لنا كلَّ شئ وأنت على كلِّ شيءٍ قدير).(اللهم فرج عنا كل هم وغم وأخرجنا من كل حزن وكرب يا فارج الهم ويا كاشف الغم ويا منزل القطر ويا مجيب دعوة المضطر يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صلِّ على خيرتك من خلقك سيدنا محمد النبي صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين الطاهرين وفرج عنا ما قد ضاقَ به صدرنا وعيلَ معه صبرنا وقلت فيه حيلتنا وضعفت له قوتنا يا كاشف كل ضر وبلية ويا عالم كل سر وخفية يا أرحم الراحمين. وأفوضُ أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد. وما توفيقى إلا بالله عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيم)(اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله وارضَ عن شيخنا رزق وزده أسراراً وقرباً ورفعة وانفعنا به وبلغنا المنى من جنابه).(اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله وارضَ عن شيخنا أبى زيد وزده أسراراً وقرباً ورفعة وانفعنا به وبلغنا المنى من جنابه).(اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله وارضَ عن شيخنا الراضى وزده أسراراً وقرباً ورفعة وانفعنا به وبلغنا المنى من جنابه).(اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله وارضَ عن شيخنا الشاذلى وزده أسراراً وقرباً ورفعة وانفعنا به وبلغنا المنى من جنابه).وصلى الله على خير البرية وآله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين__________(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) [هود/88]فقير الإسكندرية