منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بيان البغض فى الله للإمام سيدى أبو حامد الغزالى _ بتصرف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7397
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

بيان البغض فى الله للإمام سيدى أبو حامد الغزالى _ بتصرف Empty
مُساهمةموضوع: بيان البغض فى الله للإمام سيدى أبو حامد الغزالى _ بتصرف   بيان البغض فى الله للإمام سيدى أبو حامد الغزالى _ بتصرف Emptyالأحد مارس 30, 2008 11:43 pm


بيان البغض في الله
اعلم أن كل من يحب في الله لا بد أن يبغض في الله
فإنك إن أحببت إنساناً لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله
فإن عصاه فلا بد أن تبغضه لأنه عاص لله وممقوت عند الله،
ومن أحب بسبب فبالضرورة يبغض لضده
وهذان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر
وهو مطرد في الحب والبغض في العادات ولكن كل واحد من الحب والبغض داء دفين في القلب،
وإنما يترشح عند الغلبة ويترشح بظهور أفعال المحبين والمبغضين في المقاربة والمباعدة وفي المخالطة والموافقة
فإذا ظهر في الفعل سمي موالاة ومعاداة،
ولذلك قال الله تعالى: " هل واليت في ولياً وهل عاديت في عدواً؟ " - كما نقلناه - ، وهذا واضح في حق من لم يظهر لك إلا طاعاته تقدر على أن تحبه أو لم يظهر لك إلا فسقه وفجوره وأخلاقه السيئة فتقدر على أن يبغضه،
وإنما المشكل إذا اختلطت الطاعات بالمعاصي فإنك تقول كيف أجمع بين البغض والمحبة وهما متناقضان؟
وكذلك تتناقض ثمرتهما من الموافقة والمخالفة والموالاة والمعاداة فأقول: ذلك غير متناقض في حق الله تعالى
كما لا يتناقض في الحظوظ البشرية،
فإنه مهما اجتمع في شخص واحد خصال يحب بعضها ويكره بعضها فإنك تحبه من وجه وتبغضه من وجه،
فمن له زوجة حسناء فاجرة أو ولد ذكي خدوم ولكنه فاسق فإنه يحبه من وجه ويبغضه من وجه ويكون معه على حالة بين حالتين، إذ لو فرض له ثلاثة أولاد أحدهم ذكي بار
والآخر بليد عاق
والآخر بليد بار أو ذكي عاق
فإنه يصادف نفسه معهم على ثلاثة أحوال متفاوتة بحسب تفاوت خصالهم،
فكذلك ينبغي أن تكون حالك وذلك بأن تعطى كل صفة حظها من البغض والحب والإعراض والإقبال والصحبة وسائر الأفعال الصادرة منه.
فإن قلت: فكل مسلم فإسلامه طاعة منه فكيف أبغضه مع الإسلام؟
فأقول: تحبه لإسلامه وتبغضه لمعصيته وتكون معه على حالة لو قستها بحال كافر أو فاجر أدركت تفرقة بينهما
وتلك التفرقة حب الإسلام وقضاء لحقه وقدر الجناية على حق الله والطاعة له كالجناية على حقك والطاعة لك.
فمن وافقك على غرض وخالفك في آخر فكن معه على حالة متوسطة بين الانقباض والاسترسال وبين الإقبال والإعراض وبين التودد إليه والتوحش عنه،
ولا تبالغ في إكرامه مبالغتك في إكرام من يوافقك على جميع أغراضك، ولا تبالغ في إهانته مبالغتك في إهانة من خالفك في جميع أغراضك.
ثم ذلك التوسط تارة يكون ميله إلى طرف الإهانة عند غلبة الجناية وتارة إلى طرف المجاملة والإكرام عند غلبة الموافقة،
فإن قلت: فبماذا يمكن إظهار البغض؟
فأقول: أما في القول فبكف اللسان عن مكالمته ومحادثته مرة وبالاستخفاف والتغليظ في القول أخرى.
وأما في الفعل فبقطع السعي في إعانته مرة وبالسعي في إساءته وإفساد مآربه أخرى.
وبعض هذا أشد من بعض وهي بحسب درجات الفسق والمعصية الصادرة منه.
أما ما يجري مجرى الهفوة التي يعلم أنه متندم عليها ولا يصر عليها فالأولى فيه الستر والإغماض.
أما ما أصر عليه من صغيرة أو كبيرة فإن كان ممن تأكدت بينك وبينه مودة وصحبة وأخوة فله حكم آخر
وأما إذا لم تتأكد أخوة وصحبة فلا بد من إظهار أثر الغض إما في الإعراض والتباعد عنه وقلة الالتفات إليه
وإما في الاستخفاف وتغليظ القول عليه.
وهذا أشد من الإعراض وهو بحسب غلظ المعصية وخفتها،
وكذلك في الفعل أيضاً رتبتان،
إحداهما: قطع المعونة والرفق والنصرة عنه وهو أقل الدرجات،
والأخرى: السعي في إفساد أغراضه عليه كفعل الأعداء المبغضين، وهذا لا بد منه ولكن فيما يفسد عليه طريق المعصية.
وليس يجب تركها إذ ربما يكون لك نية في أن تتلطف بإعانته وإظهار الشفقة عليه ليعتقد مودتك ويقبل نصحك فهذا حسن،
والعفو من أخلاق الصديق والإحسان إلى من أساء من أخلاق الصديقين.
وإنما يحسن الإحسان إلى من أساء من ظلمك،
فأما من ظلم غيرك وعصى الله به فلا يحسن الإحسان إليه فأما إذا كنت أنت المظلوم فالأحسن في حقك العفو والصفح، وطرق السلف قد اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي وكلهم اتفقوا على إظهار البغض للظلمة والمبتدعة وكل من عصى الله معصية متعدية منه إلى غيره،
فأما من عصى الله في نفسه فمنهم من نظر بعين الرحمة إلى العصاة كلهم، ومنهم من شدد الإنكار واختار المهاجرة.
فقد كان أحمد بن حنبل يهجر الأكابر في أدنى كلمة،
حتى هجر يحيى بن معين لقوله: إني لا أسأل أحداً شيئاً ولو حمل السلطان إلي شيئاً لأخذته.
وهجر الحارث المحاسبي في تصنيفه في الرد على المعتزلة وقال: إنك لا بد تورد أولاً شبهتهم وتحمل الناس على التفكر فيها ثم ترد عليهم،
وهجر أبو ثور في تأويله قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورته " ،
فإن قلت: فأقل الدرجات في إظهار البغض الهجر والإعراض وقطع الرفق والإعانة فهل يجب ذلك حتى يعصي العبد بتركه؟
فأقول: لا يدخل ذلك في ظاهر العلم تحت التكليف والإيجاب فإنا نعلم أن الذين شربوا الخمر وتعاطوا الفواحش في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ما كانوا يهجرون بالكلية بل كانوا منقسمين فيهم إلى من يغلظ القول عليه ويظهر البغض له،
وإلى من يعرض عنه ومن لا يتعرض له،
وإلى من ينظر إليه بعين الرحمة و يؤثر المقاطعة والتباعد، فهذه دقائق دينية تختلف فيها طرق السالكين لطريق الآخرة ويكون عمل كل واحد على ما يقتضيه حاله ووقته،
ومقتضى الأحوال في هذه الأمور إما مكروهة أو مندوبة فتكون في رتبة الفضائل ولا تنتهي إلى التحريم والإيجاب
بيان مراتب الذين يبغضون في الله وكيفية معا ملتهم:
فإن قلت: إظهار البغض والعداوة بالفعل إن لم يكن واجباً فلا شك أنه مندوب إليه والعصاة والفساق على مراتب مختلفة
فكيف ينال الفضل بمعاملتهم
وهل يسلك بجميعهم مسلكاً واحداً أم لا؟
فاعلم أن المخالف لأمر الله سبحانه لا يخلو إما أن يكون مخالفاً في عقده أو في عمله،
والمخالف في العقد إما مبتدع أو كافر والمبتدع إما داع إلى بدعته أو ساكت والساكت إما بعجزه أو باختياره:
فأقسام الفساد في الاعتقاد ثلاثة:
الأول: الكفر، فالكافر إن كان محارباً فهو يستحق القتل والإرقاق وليس بعد هذين إهانة،
وأما الذمي فإنه لا يجوز إيذاؤه إلا بالإعراض عنه
وبترك المفاتحة بالسلام،
،وأما الانبساط معه والاسترسال إليه كما يسترسل إلى الأصدقاء فهو مكروه كراهة شديدة يكاد ينتهي ما يقوى منها إلى حد التحريم،
الثاني:المبتدع الذي يدعو إلى بدعته. فإن كانت البدعة بحيث يكفر بها فأمره أشد من الذمي وإن كان ممن لا يكفر به فأمره بينه وبين الله أخف من أمر الكافر لا محالة، ولكن الأمر في الإنكار عليه أشد منه على الكافر لأن شر الكافر غير متعد.
أما سبب المبتدع الذي يدعو إلى البدعة ويزعم يدعو أن ما إليه حق فهو سبب لغواية الخلق فشره متعد، فالاستحباب في إظهار بغضه ومعاداته والانقطاع عنه وتحقيره والتشنيع عليه ببدعته وتنفير الناس عنه أشد، وإن سلم في خلوة فلا بأس برد جوابه،
وإن علمت أن الإعراض عنه والسكوت عن جوابه يقبح في نفسه بدعته ويؤثر في زجره فترك الجواب ، وإن كان في ملأ فترك الجواب أولى تنفيراً للناس عنه وتقبيحاً لبدعته في أعينهم وكذلك الأولى كف الإحسان إليه والإعانة له لا سيما فيما يظهر للخلق قال عليه السلام: " من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً، ومن أهان صاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر، ومن ألان له وأكرمه أو لقيه ببشر فقد استخف بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم " .
الثالث: المبتدع العامي الذي لا يقدر على الدعوة ولا يخاف الاقتداء به فأمره أهون،
فالأولى أن لا يقابح بالتغليظ والإهانة بل يتلطف به في النصح،
فإن قلوب العوام سريعة التقلب،
فإن لم ينفع النصح وكان في الإعراض عنه تقبيح لبدعته في عينه
تأكد الاستحباب في الإعراض،
وإن علم أن ذلك لا يؤثر فيه لجمود طبعه ورسوخ عقده في قلبه فالإعراض أولى.
وأما العاصي بفعله وعمله لا باعتقاده فلا يخلوا إما أن يكون بحيث يتأذى به غيره كالظلم والغصب وشهادة الزور والغيبة والتضريب بين الناس والمشي بالنميمة وأمثالها.
أو كان مما لا يقتصر عليه ويؤذي غيره وذلك ينقسم إلى ما يدعو غيره إلى ، وهذا الذي لا يدعو غيره إما أن يكون عصيانه بكبيرة أو بصغيرة، وكل واحد فإما أن يكون مصراً عليه أو غير مصر، فهذه التقسيمات يتحصل منها ثلاثة أقسام ولكل قسم منها رتبة وبعضها أشد من بعض ولا نسلك بالكل مسلكاً واحداً.
القسم الأول: وهو أشدها: ما يتضرر به الناس كالظلم والغصب وشهادة الزور والغيبة والنميمة، فهؤلاء الأولى الإعراض عنهم وترك مخالطتهم والانقباض عن معاملتهم
. ثم هؤلاء ينقسمون إلى من يظلم في الدماء وإلى من يظلم في الأموال وإلى من يظلم في الأعراض، وبعضها أشد من بعض فالاستحباب في إهانتهم والإعراض عنهم مؤكد جداً، ومهما كان يتوقع من الإهانة زجراً لهم أو لغيرهم كان الأمر فيه آكد وأشد.
الثاني: الذي يهيئ أسباب الفساد ويسهل طرقه على الخلق، فهذا لا يؤذي الخلق في دنياهم ولكن يختلس بفعله دينهم،
وإن كان على وفق رضاهم فهو قريب من الأول ولكنه أخف منه،
فإن المعصية بين العبد وبين الله تعالى إلى العفو أقرب
، وهذا أيضاً يقتضي الإهانة والإعراض والمقاطعة وترك جواب السلام إذا ظن أن فيه نوعاً من الزجر له أو لغيره.
الثالث: الذي يفسق في نفسه فالأمر فيه أخف ولكنه في وقت مباشرته إن صودف يجب منعه بما يمتنع به
قال صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ،
ولابد أن يتميز بخصال وصفات يرغب بسببها في صحبته
وتشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من الصحبة
ويطلب من الصحبة فوائد دينية ودنيوية:
أما الدنيوية،
فكالانتفاع بالمال أو الجاه أو مجرد الاستئناس بالمشاهدة والمجاورة وليس ذلك من أغراضنا.
وأما الدينية، فيجتمع فيها أيضاً أغراض مختلفة إذ منها الاستفادة من العلم والعمل، ومنها الاستفادة من الجاه تحصناً به عن إيذاء من يشوش القلب ويصد عن العبادة، ومنها استفادة المال للاكتفاء به عن تضييع الأوقات في طلب القوت، ومنها الاستعانة في المهمات فيكون عدة في المصائب وقوة في الأحوال، ومنها التبرك بمجرد الدعاء، ومنها انتظار الشفاعة في الآخرة
فقد قال بعض السلف: استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة فلعلك تدخل في شفاعة أخيك.
وروي في غريب التفسير في قوله تعالى: " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله "
قال: يشفعهم في إخوانهم فيدخلهم الجنة معهم.
ويقال:إذا غفر الله للعبد شفع في إخوانه،


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
 
بيان البغض فى الله للإمام سيدى أبو حامد الغزالى _ بتصرف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح الحب فى الله ودرجاته_للإمام الغزالى بتصرف
» الإمام أبو حامد الغزالى يجد ضالته
» الإيثار و الإيمان و الأنس - للإمام أبو حامد الغزالي
» الله .. الله ..جرافيك إهداء من Abdelhalim Z.. بتصرف
» شرح عقيدة الإمام الغزالى - سيدى أحمد زروق_ إقرأ مباشرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الإمام أبو حامد الغزالي ـ وابن عطاء الله السكندرى -
انتقل الى: