ابن الباسل
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 الموقع : فلسطين المحتلة تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا الأربعاء مايو 14, 2008 3:46 am | |
| | |
|
ابن الباسل
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 الموقع : فلسطين المحتلة تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: تابع: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا الأربعاء مايو 14, 2008 3:56 am | |
|
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول... وبعد... السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه
...ولذلك فإذا ما تحقــَّقـَت وتحقـّق فيك معنى كلمة { عِبَاِدنا } وهذا ما حقــَّـقـَه العبد الصالح رضي الله تعالى عنه المخاطـَب بهذه الآية الكريمة من الله عز وجل بالمنِّ الأعظم، وقال: {آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا} وهذا من المعروف أن هناك رحمة عامّة و رحمة خاّصة و رحمة لخاصّة الخاصّة، والرحمة المقصودة بهذه الآية الكريمة هي الرحمة لخاصّة الخاصّة، وكلمة الله عز وجل: { رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا وَعَلَّمْنَاهُ }فإنك تجد بكلمة { ًمِن عِنْدِنا} لذة وحلاوة لا تجد لها مثيلاً، واعلم علم اليقين أنه إذا رحمك سبحانه و تعالى برحمته التي هي لخاصّة الخاصّة فإنه عز وجل سيجعلك من عباده الذين هم خاصّة الخاصّة من بين عباده، فإن هذه الحضرة عظيم شأنها جليل أمرها، ولا يستطيع أحد دخولها إلا بـِمَنٍّ منه سبحانه وتعالى {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ/١٣. ولذلك كما قلنا ونقول فإن الكلّ خرج من دائرة الرحمة ورحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء لأنه هو القائل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَت كلَّ شيءٍ} الأعراف/١٥٦، لأنه خرج منها كل شي، فهناك الرحمة العامّة لكل الخلق على اختلاف أجناسهم وفئاتهم وصفاتهم وأسمائهم، فالله عز وجل رحيم بعباده، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل إلى الأرض جزءاً واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) أو كما قال. لأن العباد بحاجة فعلاً للرحمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وهناك الرحمة لخواص عباده، منهم الأولياء أصحاب الوظائف ( أهل الخدمة)، تعْظـُم عندهم الرحمة ومعانيها ويدخلون في الرحمة الخاصّة لتجلــِّـلهم بالنور والسرّ، فما اصطفاهم عز وجل إلا ليصفـِّيهم وليقوموا بما وُكـِّـلوا به. و كلامنا نحن عن الرحمة التي هي لأخص خواصّ عباده عز وجل، وهي الرحمة العظيمة التي لا يُفصح عنها إلا مَن تجلـَّل بها وبما فيها كان داخل هذه الحضرة، فهذه الرحمة الخاصّة من عنده وكل الرحمات من عنده جل وعلا، ولكن هذه الرحمة ميّزها وجعلها لعباده الكرام العظام الفخام، أهل الكمال الذي فعلاً لا يُدْرَك لهم حال إلا به ومنه جل وعلا، ومن يدخل هذه الرحمة من العباد فعلاً تنطبق عليهم كلمة { عَبْداً مِن عِبَاِدنا }. واعلم علم اليقين أن العباد الذين يدخلون هذه الرحمة منهم مَن يُظهره الله تعالى ومنهم مَن لا يُظهرهم الله تعالى، والله عز وجل يقول: {آتيَنْاهُ } وهذا من الكرم، ومن هذه الرحمة الأسرار وأسرارها، والأنوار والمعاني، وحقائق الأمور والدّرر واليواقيت والجواهر، فهذه الرحمة تـُدْخله بدائرة التخليق والتحقيق، والتخليق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والتحقيق به. واعلم أن كل الجمال والجلال خرج من دائرة الرحمة، فالبرحمة تأخذ كل شيء وترقى إلى المراقي، ويتمّ لك الإسراء والمعراج، ومن هذه الرحمة أن يُطلعك الله عز وجل على أسرار كونه وعلى بعض الغيب المقيـَّد، فتعرف بذلك المعاني والمباني وتتعرّف على حقائق الأشياء، وتعلم بالله عز وجل بداية الأمور ونهايتها، ويصدق فيهم قول الشاعر: قلوب العارفين لها عيــــــــونٌ
| ترى ما لا يُرى للنّاظريـنا
| وألسنة تهتف بكل شـــــــــيء
| يغيب عن الكرام الكاتبيـنا
| وأجنحة تطير بغير ريــــــــش
| إلى ملكوت رب العالميـنا
| واعلم أنّ هذه الرحمة تأتي لمَن هم بعد الأنبياء عليهم السلام منزلة دونهم بالتربية برتبة فهم أعظم الأولياء في المقام وهم دون الأنبياء عليهم السلام، واعلم أنك بهذه الرحمة التي لخاصّة الخاصّة لن تكون أنت أنت، فسيتغير بك كل شيء وهذا كما قلنا بالتخلــُّـق والتحقــُّـق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلا يكون سمعك كسمعك، ولا بصرك كبصرك، وكل شيء بك لا يكون كما كان بل سيتغير ويتبدّل، وعندما يقول الحق جلّ وعلا: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } تأتي هنا مرتبة الكمال وهي بأن يجعلك الله عز وجل العارف الذي سيكون أعْرَف الخلق على الإطلاق بزمانه بمعرفته لله سبحانه وتعالى ولحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويكون ذلك علم خاص بحقائق الأمور وعلم المعاني وعلم الدنيا والآخرة ولِمَ الأمور على ما هي عليه؟ ولِمَ هي هكذا؟ فهي تـَعلــُّـم أصل الشيء والشيء وما الأمر الذي سيؤدي إليه هذا الشيء، وسبب وجوده، ولِمَ هو موجود؟ وما الفائدة من وجوده؟ وما الدور الذي سيؤديه؟ وهل من الممكن أن يكون بيد الوليّ دور من الله تعالى في تغيير هذا الشيء وتسييره بما يشاء الله تعالى؟ وأنت عندما تسمع كلمة { مِن لَدُنَّا } تفهم أنه علم خاص لله وبالله ومن الله عز وجل، وبه أي بهذا العلم يدرك الإنسان مالا يدركه أحد إلا الأنبياء عليهم السلام، فتذوّق كلمة من عندنا و من لدنـّا فإن الوليّ الأعظم يتقلــّـب مابين من عندنا و من لدنـّا أي: (بي مِنـّي)، وعندما يقول الحق عز وجل: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } علماً أي: كلّ، وهي إشارة إلى أن هذا العلم حقيقة كل العلوم والمعارف لأنه العلم الخاص بـ (كن) وبما فوق (كن)، العلم بمجريات الأمور، فالله تعالى يقول: {وَ اتـَّقُوا اللهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللهُ } البقرة/٢٨٢، فكلما زادت تقواك زاد علمك، وهكذا فإنه ليس للتقوى حد وكذلك ليس للعلم حد، فصاحب هذا المقام يطير بجناحيْ من عندنا و من لدنـّا في رياض القرب الأعظم لله عز وجل وللنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويجب أن تفهم أنّ العلم من الله عز وجل يجب أن يكون مصحوباً برحمة عظيمة لكي يكون فعلاً ( العلم الرّباني) الذي يؤدي ثمرته، ولذلك كلمة {آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا} هذا بمثابة تخلــُّـق بكل أنواع الرحمة، فمن الرحمة خرج كل خـُلـُـق سنيّ وجميع المكارم التي أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليكملها إنما هي خارجة من الرحمة، وعندما يقول عز وجل: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } فهنا ترى أنه دخل في دائرة التـّحقيق، فالعلم الرباني تحقيق، فبهذا العلم بيان أنك أنت المتحقق، واعلم أن الرؤية على قدر المعرفة والعلم به، وطبعاً ومن المعروف كما قلنا أن المقصود هو سيدنا الخضر رضي الله تعالى عنه، وكلمة { فَوَجَدَا } أنظر كأنك تجد فيها عظمة كبيرة، أي كأنك وجدت كنزاً عظيماً وليس هناك أعظم من كنز المعرفة بالله عز وجل، ولـُقــِّـبَ بالخضر رضي الله تعالى عنه لأنه جلس فوق فروة بيضاء فاهتزت تحته فصارت خضراء في حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم في أحاديث الأنبياء عليهم السلام، والعلم أنه سبحانه وتعالى عندما يقول: {آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا} تـُقال للنبي صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم، وتعني (الوحي والنبوّة)، وإن قيلت للولي رضي الله تعالى عنه تكون سرّ الخصوصية، وكلمة {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } هو علم الذات والصفات، وعلم الغيوب وأسرار الحقيقة، فيكون هذا لا يعلم قدْره إلا بالله عز وجل.
يتبع بإذن الله تعالى>>>
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم و سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين | |
|
ابن الباسل
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 الموقع : فلسطين المحتلة تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: رد: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا الإثنين يونيو 02, 2008 1:59 pm | |
| | |
|
ابنة الب زائر
| موضوع: رد: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا السبت يونيو 20, 2009 1:06 pm | |
| سيدى الباسل رضى اللة تعالى عنك وارضاك كلما قرات درسا لكم اتاكد ان اللة من علينا بكم |
|
ابنة الب زائر
| موضوع: خطا فى الاسم الإثنين يونيو 22, 2009 10:26 pm | |
| السلام عليكم اسمى ابنة الباسل ارجو تصصحيح الخطا فى ردى على درس فوجدنا عبدا من عبادنا ولكم الشكر --------- السلام عليكم نعتذر عن عدم امكانية التصحيح يبدو ان الإسم تم تعديله من طرفكم عموما يمكن التسجيل بنفس الإسم المراد من جديد --- مشرف فني |
|