منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 47
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Empty
مُساهمةموضوع: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا   فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Emptyالأربعاء مايو 14, 2008 3:46 am

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Noormb0
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا 14944_11179932707
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45
فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى

الشيخ باسل صالح جرار

رضي الله تعالى عنه
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45

قال تعالى: { فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } الكهف/٦٤
اعلم أنك من خلال هذه الآية
تعلم مقام الأولياء رضي الله تعالى عنهم، وتنظر إليهم وتتعرّف عليهم وإلى كرم الله عز وجل عليهم، لأن هذه الآية بمثابة شهادة من الله عز وجل على ما هم عليه وعلى ما منّ الله عز وجل عليهم، أولاً اختيار الله عز وجل أن تكون هذه الآية مِن سورة الكهف ليس عبثاً وإنما لحكمة عظيمة من الله تعالى، فسورة الكهف هي "كهف الحقائق والمعرفة من الله عز وجل " ، وهذه السورة هي التي تعصم من الدّجال، انظر إلى أعظم الخلق كفراً وفتنة فهي تعصمك منه وتنجيك، وهي التي لقارئها نور ما بين السماوات والأرض
.
والآن ندخل إلى الآية العظيمة
...
إنك لو نظرت إلى رقم الآية في سورة الكهف
لوجدتها (٦٤) وكذلك ليس عبثاً أن يكون الرقم ٦٤ فإنه مباشرة بعد عمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لأن عمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ٦٣ وتأتي بعدها الولاية بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأتت رقمها ٦٤، وكذلك لو عكست الرقم لوجدته ٤٦ وهذا مما يعني ويدلـّك على قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (الرؤيا الصالحة جزء من ستة و أربعين جزءاً من النبوة ) وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تـُرى له...) أو كما قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديث أخر: ( الرؤيا الحسنة هي البشرى يراها المؤمن أو تـُرى له ). والمبشرات والرؤى الصالحة هي للصالحين الذين عزموا أن يكونوا ممّن ينطبق عليهم كلمة{ عِبَاِدنا } فالرؤى مبشرات من الله عز وجل لعباده المخلـَصين، وعندما تتلو الآية وتقرأ كلمة { فَوَجَدَا } هذا يدلـّك على أن أهل الله تعالى بحاجة إلى بحث عنهم بصدق وهمّة، وأنهم ليسوا بمرأى من الخلق، أي أن الخلق لا يعرفونهم على حقيقتهم وإنما ينظرون إليهم مثلهم، إلا مَن عرّفهم الله عز وجل بهم، فهم حقيقة بحاجة للبحث عنهم، فعليك أن تـَجـِدّ حتى تـَجـِدَ، وكما قلنا في الحكمة العطائية رضي الله تعالى عنه: "سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ولا يوصلهم إليهم إلا إذا أراد أن يوصلهم إليه" إذا فالله عز وجل الذي يدلـّك عليهم إن طلبت الله عز وجل ورسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وطلبتهم بصدق، فلا يدلّ الله تعالى على أوليائه رضي الله تعالى عنهم إلا من يحبـُّه ويعلم أنه يطلبهم بصدق لوجه الله عز وجل لا لغيره. ومِن المعروف أن سيدنا موسى عليه السلام عندما سُئل: "هل أنت أعلم أهل الأرض؟" قال: " نعم " فقال الله عز وجل لسيدنا موسى عليه السلام لا يا موسى هناك عبدنا الصالح رضي الله تعالى عنه، فهنا أنظر طلب سيدنا موسى عليه السلام مِن الله عز وجل أن يدلـّه عليه ويجعل له علامة تدلّ على وجوده، فأمره الله تعالى بما أمره وجعل له علامة تدلّ على وجوده، والعلامة معروفة بسورة الكهف "ذهاب الحوت من المكتل" وهذا يدلّ على أنه يجب أن تذهب بنفسك حتى تستدلّ على الولي، "أغـْـرِقــْهَا في بحر الطلب لله عز وجل لكي يجعلك في حضرته" فافهم هذا
.
فاجتهد سيدنا موسى عليه السلام بالبحث عنه حتى وجده، أين؟؟ بين مجمع البحرين أي
نقطة الجمع بين الشريعة والحقيقة وهو الجالس على عرش المَجْمَع لأنه يملكهما ( يملك البحرين)، إذاً سيدنا موسى اجتهد في البحث وجاع ومشى هو ومَن معه في البحث لأن مَن طلب العلى يجب أن تكون همّته منهم مشابهة لهمتهم، فكما قلنا ونقول "شبيه الشيء مُنجـَذِب إليه" فإذا أردت أن تطلب عبداً فيجب أن تكون عبداً أو تسعى لكي تكون عبداً حتى يتحقق فيك معنى "العبديّة" وتحقق فعلاً حقائق ومقام "العنديّة"، وسيدتنا آسيا رضي الله تعالى عنها قالت وطلبت: { قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً في الجَنَّةِ } التحريم/١١، فهي طلبت القرب قبل البيت، فهي طلبت مِن الله عز وجل أن تكون عنده قبل أن تطلب أي شيء من نعيمه مهما كان النعيم، فكل النعيم لا يُغني عن القرب منه تبارك وتعالى، فكل ما خلا الله عز وجل باطل إن كان سيحجبك عنه، أي إن كانت النعمة ستحجبك عن المـُنعـِم عز وجل فهذا جحيم وغرور، فدائماً اطلب النور قبل القصور واطلب البدور قبل الدّور، واطلبهم بالحبِّ والشوق يأتوك بالحبِّ والشوق، فاعشقهم تكن معشوقهم، وأحـِبَّهم تكن محبوبهم، واطلبهم تكن مطلوبهم، والله تعالى يقول: { فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا } أنظر { عَبْداً} وهذا هو المهم أن تكون عبداً لأن الكل يسعى لتحقيق هذا المقام سواء كان من الأنبياء عليهم السلام أو الأولياء رضي الله تعالى عنهم، ولكن كلٌ يحقق درجة عبديّته حسب المقام الذي هو فيه لمّا تحقق فيه، والعباد أنواع لأن الله عز وجل يقول بعد ذلك: { مِنْ عِبَاِدنا } والسؤال: هل هناك عباداً ليسوا من عباد الله عز وجل؟ اعلم أن العبد عبد لمن يحب، ولمن يقف عنده، فإن لم تكن عبداً خالصاً لله عز وجل لا تكن { مِنْ عِبَاِدنا } ولا تـُنسَب إلى الله عز وجل نسبة العبد الصادق وهذا غاية خلقتك، هذا هو الهدف من خلقك، فالله عز وجل يقول: { وَمَا خَلقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات/ ٥٦، انظر وتمتع بهذه الجملة: { فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا } الله عز وجل هو الذي يقول هذا، هو الذي نسب العبد إليه، ماذا بعد ذلك؟!! إذا ما نسبك الله تعالى إليه وله وهذه العناية الإلهية، ومن المعروف أنه إذا اتخذك عبداً يجب أن يحلــّـيك ويجعلك بموارد كرمه عز وجل ويوهبك من الرحمة والعلم ما يجعلك تنفرد بذلك، فهو المكرم لك لأنك دخلت في دائرة "العبديّة"، ومن المعروف أن هذه الآية حسب أقوال أغلب المفسرين عن العبد الصالح أنه سيدنا الخضر عليه السلام، ولذلك كما قلنا فإن الغاية أن تكون عبداً محضاً لله عز وجل، فأعظم تكريم وتشريف وحال ومقام لك أن تكون عبداً لله عز وجل، تحقق معنى العبوديّة وبهذا يستقيم أمرك، فإن الله سبحانه وتعالى خاطب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله: {سُبْحانَ الذي أسْرَى بِعَبْدِهِ } الإسراء /١، ففي المقام خاطبه بعبده، فإذا ما حَقــَّـقـْتََ درجة "العبديّة" لك مرحلتان من العطاء: مرحلة الإسراء والمعراج وهذا تكريم من الله تعالى ليكرمك بهاتين المرحلتين ليحلــِّـيك بالأنوار والأسرار، ( حقــِّقْ معنى العبوديّة يحلــِّـيك بأسرار الرّبوبيّة )، فالإسراء للكيان المادي والمعراج للكيان الروحي، وهذا للأولياء رضي الله تعالى عنهم غير الأنبياء عليهم السلام، لتسري فيهم الأنوار والأسرار، والمعراج للمعارف والقرب الأكمل من الله عز وجل ومن حبيبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولكن لا بدّ وأنّ نبيك عليه الصلاة والسلام هو الذي يُحقق فيك معاني الإسراء والمعراج عن طريق شيخك الذي هو باب لنبيك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولله عز وجل فافهم هذا
.

يتبع بإذن الله تعالى
>>>

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45

سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 47
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Empty
مُساهمةموضوع: تابع: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا   فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Emptyالأربعاء مايو 14, 2008 3:56 am

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Noormb0
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا 14944_11179932707
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45
فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45


...ولذلك فإذا ما تحقــَّقـَت وتحقـّق فيك معنى كلمة { عِبَاِدنا } وهذا ما حقــَّـقـَه العبد الصالح رضي الله تعالى عنه المخاطـَب بهذه الآية الكريمة من الله عز وجل بالمنِّ الأعظم، وقال: {آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا} وهذا من المعروف أن هناك رحمة عامّة و رحمة خاّصة و رحمة لخاصّة الخاصّة، والرحمة المقصودة بهذه الآية الكريمة هي الرحمة لخاصّة الخاصّة، وكلمة الله عز وجل: { رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا وَعَلَّمْنَاهُ }فإنك تجد بكلمة { ًمِن عِنْدِنا} لذة وحلاوة لا تجد لها مثيلاً، واعلم علم اليقين أنه إذا رحمك سبحانه و تعالى برحمته التي هي لخاصّة الخاصّة فإنه عز وجل سيجعلك من عباده الذين هم خاصّة الخاصّة من بين عباده، فإن هذه الحضرة عظيم شأنها جليل أمرها، ولا يستطيع أحد دخولها إلا بـِمَنٍّ منه سبحانه وتعالى {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ/١٣. ولذلك كما قلنا ونقول فإن الكلّ خرج من دائرة الرحمة ورحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء لأنه هو القائل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَت كلَّ شيءٍ} الأعراف/١٥٦، لأنه خرج منها كل شي، فهناك الرحمة العامّة لكل الخلق على اختلاف أجناسهم وفئاتهم وصفاتهم وأسمائهم، فالله عز وجل رحيم بعباده، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل إلى الأرض جزءاً واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) أو كما قال. لأن العباد بحاجة فعلاً للرحمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وهناك الرحمة لخواص عباده، منهم الأولياء أصحاب الوظائف ( أهل الخدمة)، تعْظـُم عندهم الرحمة ومعانيها ويدخلون في الرحمة الخاصّة لتجلــِّـلهم بالنور والسرّ، فما اصطفاهم عز وجل إلا ليصفـِّيهم وليقوموا بما وُكـِّـلوا به. و كلامنا نحن عن الرحمة التي هي لأخص خواصّ عباده عز وجل، وهي الرحمة العظيمة التي لا يُفصح عنها إلا مَن تجلـَّل بها وبما فيها كان داخل هذه الحضرة، فهذه الرحمة الخاصّة من عنده وكل الرحمات من عنده جل وعلا، ولكن هذه الرحمة ميّزها وجعلها لعباده الكرام العظام الفخام، أهل الكمال الذي فعلاً لا يُدْرَك لهم حال إلا به ومنه جل وعلا، ومن يدخل هذه الرحمة من العباد فعلاً تنطبق عليهم كلمة { عَبْداً مِن عِبَاِدنا }.
واعلم علم اليقين أن العباد الذين يدخلون هذه الرحمة منهم مَن يُظهره الله تعالى ومنهم مَن لا يُظهرهم الله تعالى، والله عز وجل يقول: {آتيَنْاهُ } وهذا من الكرم، ومن هذه الرحمة الأسرار وأسرارها، والأنوار والمعاني، وحقائق الأمور والدّرر واليواقيت والجواهر، فهذه الرحمة تـُدْخله بدائرة التخليق والتحقيق، والتخليق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والتحقيق به. واعلم أن كل الجمال والجلال خرج من دائرة الرحمة، فالبرحمة تأخذ كل شيء وترقى إلى المراقي، ويتمّ لك الإسراء والمعراج، ومن هذه الرحمة أن يُطلعك الله عز وجل على أسرار كونه وعلى بعض الغيب المقيـَّد، فتعرف بذلك المعاني والمباني وتتعرّف على حقائق الأشياء، وتعلم بالله عز وجل بداية الأمور ونهايتها، ويصدق فيهم قول الشاعر:



قلوب العارفين لها عيــــــــونٌ

ترى ما لا يُرى للنّاظريـنا

وألسنة تهتف بكل شـــــــــيء

يغيب عن الكرام الكاتبيـنا

وأجنحة تطير بغير ريــــــــش

إلى ملكوت رب العالميـنا







واعلم أنّ هذه الرحمة تأتي لمَن هم بعد الأنبياء عليهم السلام منزلة دونهم بالتربية برتبة فهم أعظم الأولياء في المقام وهم دون الأنبياء عليهم السلام، واعلم أنك بهذه الرحمة التي لخاصّة الخاصّة لن تكون أنت أنت، فسيتغير بك كل شيء وهذا كما قلنا بالتخلــُّـق والتحقــُّـق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلا يكون سمعك كسمعك، ولا بصرك كبصرك، وكل شيء بك لا يكون كما كان بل سيتغير ويتبدّل، وعندما يقول الحق جلّ وعلا: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } تأتي هنا مرتبة الكمال وهي بأن يجعلك الله عز وجل العارف الذي سيكون أعْرَف الخلق على الإطلاق بزمانه بمعرفته لله سبحانه وتعالى ولحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويكون ذلك علم خاص بحقائق الأمور وعلم المعاني وعلم الدنيا والآخرة ولِمَ الأمور على ما هي عليه؟ ولِمَ هي هكذا؟ فهي تـَعلــُّـم أصل الشيء والشيء وما الأمر الذي سيؤدي إليه هذا الشيء، وسبب وجوده، ولِمَ هو موجود؟ وما الفائدة من وجوده؟ وما الدور الذي سيؤديه؟ وهل من الممكن أن يكون بيد الوليّ دور من الله تعالى في تغيير هذا الشيء وتسييره بما يشاء الله تعالى؟
وأنت عندما تسمع كلمة { مِن لَدُنَّا } تفهم أنه علم خاص لله وبالله ومن الله عز وجل، وبه أي بهذا العلم يدرك الإنسان مالا يدركه أحد إلا الأنبياء عليهم السلام، فتذوّق كلمة من عندنا و من لدنـّا فإن الوليّ الأعظم يتقلــّـب مابين من عندنا و من لدنـّا أي: (بي مِنـّي)، وعندما يقول الحق عز وجل: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } علماً أي: كلّ، وهي إشارة إلى أن هذا العلم حقيقة كل العلوم والمعارف لأنه العلم الخاص بـ (كن) وبما فوق (كن)، العلم بمجريات الأمور، فالله تعالى يقول: {وَ اتـَّقُوا اللهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللهُ }
البقرة/٢٨٢، فكلما زادت تقواك زاد علمك، وهكذا فإنه ليس للتقوى حد وكذلك ليس للعلم حد، فصاحب هذا المقام يطير بجناحيْ من عندنا و من لدنـّا في رياض القرب الأعظم لله عز وجل وللنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويجب أن تفهم أنّ العلم من الله عز وجل يجب أن يكون مصحوباً برحمة عظيمة لكي يكون فعلاً ( العلم الرّباني) الذي يؤدي ثمرته، ولذلك كلمة {آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا} هذا بمثابة تخلــُّـق بكل أنواع الرحمة، فمن الرحمة خرج كل خـُلـُـق سنيّ وجميع المكارم التي أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليكملها إنما هي خارجة من الرحمة، وعندما يقول عز وجل: {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } فهنا ترى أنه دخل في دائرة التـّحقيق، فالعلم الرباني تحقيق، فبهذا العلم بيان أنك أنت المتحقق، واعلم أن الرؤية على قدر المعرفة والعلم به، وطبعاً ومن المعروف كما قلنا أن المقصود هو سيدنا الخضر رضي الله تعالى عنه، وكلمة { فَوَجَدَا } أنظر كأنك تجد فيها عظمة كبيرة، أي كأنك وجدت كنزاً عظيماً وليس هناك أعظم من كنز المعرفة بالله عز وجل، ولـُقــِّـبَ بالخضر رضي الله تعالى عنه لأنه جلس فوق فروة بيضاء فاهتزت تحته فصارت خضراء في حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم في أحاديث الأنبياء عليهم السلام، والعلم أنه سبحانه وتعالى عندما يقول: {آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا} تـُقال للنبي صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم، وتعني (الوحي والنبوّة)، وإن قيلت للولي رضي الله تعالى عنه تكون سرّ الخصوصية، وكلمة {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } هو علم الذات والصفات، وعلم الغيوب وأسرار الحقيقة، فيكون هذا لا يعلم قدْره إلا بالله عز وجل.

يتبع بإذن الله تعالى>>>
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
و سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 47
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا   فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Emptyالإثنين يونيو 02, 2008 1:59 pm

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Noormb0
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا 14944_11179932707
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45
تابع :

فَوَجَدَا عَبْداً مِن عِبَاِدنا آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45

وعندما يقول سيدنا الخضر رضي الله تعالى عنه: {وَما فَعَلتـُهُ عن أمْرِي }الكهف/٨٢، من هذا تعلم كم هو عظيم القدْر عند الله سبحانه وتعالى لأنه وصل على مقام المسيّر له هو الله تعالى على الدوام وهذه لا تـُقال إلا للأنبياء عليهم السلام ومَن دونهم، ويكونون أعظم أولياء الله عز وجل على الإطلاق، وطبعا اختلف العلماء فيه هل هو نبي أو ولي عليه السلام، فمنهم مَن قال نبي عليه السلام ومنهم مَن قال ولي، وطبعاً منهم مَن قال أنه ميت ومنهم مَن قال أنه حيّ، وقد لَقـِيَه كثير من الأولياء والصالحين رضوان الله تعالى عليهم حتى كثـُرَت رؤيته رضي الله تعالى عنه حتى صار الأغلب يعتقد أنه حيّ، وهذا لن يُعجز القدرة الإلهية فإنه عز وجل أعطى الحياة لإبليس وهو العدوّ المبين، أفلا يعطيها لولي عظيم؟!! وله في ذلك حكمة سبحانه وتعالى، وليس الدجّال بأعظم عند الله عز وجل من سيدنا الخضر عليه السلام، فإنه أعطاه الحياة وهو حيّ فلمَ لا تكون لسيدنا الخضر عليه السلام؟! وشتان ما بين هذا وهذا وعندما وجده أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بجزيرة مكبلاً ويخدمه حيوان يسمّى "الجساسة"- الحديث بطوله- وأمره النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يحدّث الصحابة رضي الله تعالى عنهم بما رأى، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (... إن يخرج و أنا فيكم فأنا حجيجه دونكم و إن يخرج و لست فيكم فامرؤ حجيج نفسه...) وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( ما من نبي إلا و قد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه ك ف ر ). فإذا كان الله عز وجل أعطى صفة الحياة لبعض أعدائه وهم أشد عداوة للمسلمين وأعظم فتنة على المسلمين، ونحن نعلم أنه سبحانه وتعالى له حكمة عظيمة في ذلك فهل يعجزه أن يجعل صفة الحياة لبعض خواصّ أنبيائه وأوليائه كالنبي والولي الخضر عليهما الصلاة والسلام
طبعا العلم اللـّدني هو: العلم الذي يُفاض على القلب من غير اكتساب ولا تعلــُّـم، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول في الأثر: ( مَن عمل بما علــِم أورثه الله علم ما لم يعلم ) وطبعاً لا يكون ذلك إلا بعد تطهير القلب من كل شيء كي يكون جاهزاً لهذا العلم، واعلم أنه لكل قلب علائق فمن قطع هذه العلائق دخل في ميادين طهارة القلوب، ويكون جاهزاً لهذا العلم الرباني الذي هو علم الأرواح والقلوب، علم الحقائق والغيوب، علم الأسرار والأحكام، علم الأسماء والصفات، وهذا راجع بما سيفيض عليك الله تعالى، "فعلى قدْر الاستعداد يكون الإمداد" وزيادة من عنده ومن كرمه فيقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسيّ: (...و مَن اقترب إليّ شبراً اقتربت إليه ذراعاً و مَن اقترب إليّ ذراعاً اقتربت إليه باعاً و مَن أتاني يمشي أتيته هرولة ). فيجب أن يُنقـّى القلب من كل شيء وتكمل طهارته ويكون جاهزا لكل شيء، ويجب أن يكون القلب عرشاً للروح لكي تتحكم الروح مع القلب بمملكة الجسد ( بالعقل والنفس والجوارح و الذات) وكل شيء، لكي تكون فعلاً ملِكاً في مملكة المعرفة الإلهية الربانية، وتسير هذه المملكة وفق السلطان الإلهي، فإن لم يكن هكذا فكيف سيتحقق بقوله تعالى:{ آتيَنْاهُ رَحْمَة ًمِن عِنْدِنا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْماً } ولذلك (علما)ً يُقال يُفاض من حضرة الرّب إلى القلب، فسيدنا الخضر عليه السلام ما وصل بجدّ نفسه إلى هذا المقام وإنما بكرم الله تعالى وبمنـّه وجوده ووهبه، وهو من الذين تمّت فيه إرادته عز وجل، فهذه الآية خاص وعام، خاص: لسيدنا الخضر رضي الله تعالى عنه، قيلت عن سيدنا الخضر عليه السلام، هذا العبد الصالح، وعام: أن هذا المقام ليس وقفاً على أحد وإنما هناك من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مَن يستطيع بمنّ الله تعالى وبكرمه الوصول لهذا المقام ولهذه الرتبة ولهذا الأمر، فهناك مَن منّ الله عز وجل عليه برحمته وبعلمه- العلم الرباني- فما كان قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حال وما بعد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حال، فهذه قيلت لأنها حدثت في زمان سيدنا موسى عليه السلام، ولو قلنا أنه من الأولياء العظام لن يكون أعظم من الخلفاء الرّاشدين لا رحمة ولا علماً، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) فقليل مَن كان يظهر عليه التمييز على زمان الأنبياء عليهم السلام- ما قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- بهذا العلم والمعرفة طبعاً عدا الأنبياء عليهم السلام، فوجود هذا الرجل الصالح عليه السلام على زمان سيدنا موسى عليه السلام تميّز بما عنده لأن ما عنده كان مشابهاً لعلوم الأنبياء عليهم السلام، فظهر بهذا التميز لعدم وجود شبيه له من الأولياء في زمان الأنبياء عليهم السلام أو في زمان سيدنا موسى عليه السلام، وهذا لإظهار كرم الله عز وجل على عباده من الأنبياء والأولياء، والله عز وجل يقول: { فأولئِكَ مَعَ الذينَ أنعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أولئِكَ رَفِيقاً } النساء/٦۹، فحقيقة هؤلاء الناس الذين يُرْجَع إليهم بعد الأنبياء عليهم السلام لأنهم حقيقة كالأنبياء عليهم السلام في كل أمور حياتهم الدينية والدنيوية لكي يتم لمن يرجع إليهم الفلاح والفوز الأعظم.
نسأل الله العظيم وبفضله الكريم أن يمنّ علينا برحمة من عنده ويعلمنا من لدنه علماً، ويكثر هذه الفئة من هؤلاء الأكابر في أمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كل زمان ومكان، فبكثرة الصالحين في هذه الأمة تصلح الأمة، وأن يردّ المسلمين لدينهم ردّاً جميلاً، وأن يرضى عنا ويرضى منا ويُرضــِّـي حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عنا ومنا، إنه على ذلك قدير وبالإجابة لجدير.



فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Sauds2xv0fi4

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Www.mowjeldoha.com-borders-45

سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابنة الب
زائر




فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا   فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Emptyالسبت يونيو 20, 2009 1:06 pm

سيدى الباسل رضى اللة تعالى عنك وارضاك كلما قرات درسا لكم اتاكد ان اللة من علينا بكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابنة الب
زائر




فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Empty
مُساهمةموضوع: خطا فى الاسم   فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا Emptyالإثنين يونيو 22, 2009 10:26 pm

السلام عليكم اسمى ابنة الباسل ارجو تصصحيح الخطا فى ردى على درس فوجدنا عبدا من عبادنا ولكم الشكر
---------
السلام عليكم
نعتذر عن عدم امكانية التصحيح يبدو ان الإسم تم تعديله من طرفكم
عموما يمكن التسجيل بنفس الإسم المراد من جديد
---
مشرف فني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب المناظر الإلهية العارف بالله الشيخ قطب الدين عبد الكريم الجيلي قدس الله روحه
» قصة هلال الذي كان عبدا مخلصا لله صاحب بصيرة غير مقلد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» رحمة الله وسعت كل شيء
» صور مشايخ أحببتهم
» السيادة الأحمدية المحمدية على الكون ... لأخي ابن عربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  العصبــــــــة الهاشــــــــــــمية والطريقة النورانية -
انتقل الى: