قصة هلال الذي كان عبدا مخلصا لله صاحب بصيرة غير مقلد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
قصة هلال الذي كان عبدا مخلصا لله على مدونة عبدالله المسافر باللهقصة هلال الذي كان عبدا مخلصا لله صاحب بصيرة غير مقلد المثنوي المعنوي الجزء السادس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
[ حكاية هلال ]
قصة هلال الذي كان عبدا مخلصا لله صاحب بصيرة غير مقلد ، اختفى في عبودية البشر للمصلحة لا للعجز مثل يوسف ولقمان وغيرهما في الظاهر
وذلك أنه كان عبدا سائسا عند أحد الأمراء ، وكان ذلك الأمير مسلما إلا أنه كان أعمى :
يعلم الأعمى أن له أما . . . لكنه لا يستطيع أن يتصور كيف تكون فإن قام بتعظيم هذه الأم على أساس هذا العلم ربما نجا من العمى : مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد بعبد خيرا فتح عيني قلبه ليبصره بها الغيب « 1 »
- ما دمت قد سمعت بعض أوصاف بلال ، فاستمع الآن إلى قصة ضعف هلال
- كان متقدما في السلوك عن بلال ، كان قد قتل خصال السوء في نفسه بما يفوقه .
- وليس مثلك متقهقر كل لحظة أكثر تقهقرا ، وتمضى من الجوهر نحو حجر .
- مثل ذلك السيد الذي نزل به ضيف ، فسأله السيد عن عمره .
1120 - وقال له : كم عمرك يا بنى ؟ ! هيا قل ، ولا تنقص منه وعده لي عداً .
- فقال : ثماني عشرة أو سبع عشرة أو ست عشرة أو خمس عشرة يا أخىّ بالروح .
- قال : إلى الخلف ، إلى الخلف يا دائر الرأس ، داوم حتى التقهقر حتى تصل إلى فرج أمك .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 437 : بيت زائد في العنوان هو :
- احصل على هذا الطريق من حياة القلب ، فحياة الجسد صفه حيوانية
« 122 »
حكاية في تقرير هذا الكلام
- طلب أحدهم جوادا من الأمير ، فقال له : امض وخذ ذلك الجواد الأشهب .
- قال " لا أريده ! ! " قال " لم " ؟ قال : انه يمشى إلى الخلف كما أنه حرون جدا .
1125 - إنه يسير القهقرى بسرعة شديدة وحتى البداية ، قال : اجعل ذيله اذن ناحية الدار .
- إن ذيل دابة نفسك هو الشهوة ، ومن هنا فإنها تتقهقر دائما تلك التي تعبد نفسها .
- وهي شهوانية ، فهي ذيل من البداية ، فيا أيها المبدل اجعل شهوتها العقبى .
- وعندما تسد شهوتها برغيف ، يطل من تلك الشهوة العقل الشريف .
- مثل غصن تقطعه من شجرة ، تطل القوة من ذلك الغصن المقبل .
1130 - وعندما تجعل ذيله إلى تلك الناحية ، فإنه إن تقهقر يمضى حتى الهدف .
- وما أحسنها تلك الجياد المروضة التي تتقدم ، لا التي تتقهقر ، وتكون حرونة دائماً .
- إنها سائرة بحماس كجسد موسى الكليم ، فحتى مجمع البحرين بالنسبة له ، كان في سعة الكليم .
- إن طريق تلك الحقب التي عزم على سيرها بحب مسيرة سبعمائة سنة .
- ولما كانت همة سير جسده على هذا النحو ، فإن سير روحه يكون حتى عليين .
1135 - إن الفرسان العظام قد تسابقوا في العدو ، فالقوا بالحمقى السمان تحت الأقدام
مثل
- إن هذا يشبه مسافرا ، اقترب من قرية ودخلها فرأى بابا مفتوحاً .
« 123 »
- فقال ذلك الرجل : لنلق الرحل هنا بضعة أيام في هذا البرد الشديد .
- فهتف به هاتف : " ألق رحلك في الخارج ، وتعال أنت حينذاك إلى الداخل .
- وألق خارجا بكل ما يلقى ، ولا تدخل به ، فهذا مجلس سنى .
1140 - كان هلال أستاذا مستنير القلب والروح ، كان سائساً وعبدا عند أمير مؤمن .
- كان يقوم بالخدمة في الإصطبل ذلك الغلام ، لكنه كان سلطانا على السلاطين وأن كان عبدا بالاسم .
- « 1 » وكان ذلك الأمير جاهلا بحال الغلام ، فلم يكن عنده سوى نظر إبليس .
- كان يراه ماءً أو طينا لا كنز في داخله ، كان يراه " حواساً " خمسة " و " جهات ستة ، لا أصل الخمسة .
- إن لون الطين ظاهر ونور الدين خفى ، وهكذا كان كل نبي في هذه الدنيا .
1145 - لقد رأى تلك المنارة ولا طائر فيها ، وفوق المنارة بازى ملكي ، شديد المهارة .
- وآخر كان يرى طائرا خافقا بجناحيه ، لكن لا شعرة هناك في منقار الطائر .
- وذلك الذي ينظر بنور الله ، يكون عارفا بالطائر وبالشعرة .
- قال : انظر إلى الشعرة آخر الأمر ، فما لم تر الشعرة لا تحل العقدة .
- رأى أحدهم طينا مصوراً في الوصل ، ورأى أحدهم طينا مليئا بالعلم والعمل « 2 » .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 439 : - كان يروض الخيل ويروض نفسه ، وسبق كثيرا من الناس .
( 2 ) ج : 13 / 440 :
- وعندما يعجن العلم بالنور ، يجد من حلمك النور القوم اللد
- والشيخ النوراني عالم بالطريق ، وبكلامه يجعل حتى النور رفيقا له .
- وهذا في حد ذاته هو روح كل المعجزات ، التي تمنح الميت الروح الأبدية .
« 124 »
1150 - إن الجسد هو المنارة ، والعلم والطاعة بمثابة الطائر ، وسواء افترضت أنها ثلاثمائة طائر ، أو طائران .
- إن الرجل الأوسط ناظر إلى الطائر فحسب ، فلا يرى غير الطائر من قدامه ومن ورائه .
- والشعرة هي ذلك النور الخفي عند الطائر ، بها تكون روح الطائر ثابتة .
- والطائر الذي تكون تلك الشعرة في منقاره ، لا يكون عمله أبداً على سبيل العارية .
- فان علمه يفور من روحه على الروح ، لا هو عنده على سبيل العارية أو القرض .
مرض هلال هذا وعدم معرفة سيده بمرضه احتقارا لشأنه وجهلا به ووقوف قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم على مرضه وحاله ، وافتقاده له ،
وعيادة الرسول صلى الله عليه وسلم لهلال هذا
1155 - وشاء القضاء أن مرض هلال وأصبح عليلا ، فنقل الوحي الأحوال إلى المصطفى .
- لم يكن سيده على علم بمرضه ، فقد كان في نظره معدوم القيمة لا خطر له .
- لقد رقد تسعة أيام في الإصطبل ذلك المحسن ، ولا يعلم أحد ما ذا جرى له .
- وذلك الذي كان بشرا وملكاً على البشر ، كان عقله الذي يساوى مائة قلزم واصلا إلى كل مكان .
- نزل عليه الوحي ، صارت رحمة الحق مواسية ، قائلا : إن فلانا المشتاق لك قد مرض .
1160 - وذهب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى تلك الناحية من أجل عيادة هلال ذي الشرف .
« 125 »
- وذلك القمر مسرع في أثر شمس الوحي ، وأولئك الصاحبة في أثره كالنجوم
- والقمر يقول : إن أصحابي كالنجوم ، هم للسرى قدوة وللطاغى رجوم « 1 » .
- وقالوا للأمير : لقد وصل ذلك السلطان ، فقفز من السرور مسلوب القلب والروح .
- وضرب كفيه فرحا ظناً بأن ذلك الملك قد جاء من أجل زيارة ذلك الأمير .
1165 - وعندما نزل ذلك الأمير من غرفته ، كان ينثر روحه ضيافة لذلك البشير .
- وقبل الأرض بين يديه وسلم ، وتهلل وجهه كالورد طرباً .
- وقال : بسم الله شرف دارك ، وموطنك ، حتى يكون هذا المحفل فردوساً .
- وحتى يزيد قصرى علوا عن السماء ، إذا رأيت قطب هذا الزمان .
- قال : له معاتبا ذلك المحترم ، إنني لم آت من أجل رؤيتك .
1170 - قال : روحي لك ، وما الروح في حد ذاتها ، هيا ، تفضل بالقول من أجل من هذا التنازل ؟ .
- حتى أصير تراباً لقدم ذلك الشخص ، الذي يكون له غراس في بستان لطفك .
- وعندما تحدث هكذا وترك الكبرياء ، آثر المصطفى أن يترك معاتبته .
- ثم قال له : أين هلال العرش ذاك أين من يشبه ضوء القمر وهو من تواضعه على الأرض؟!
- ذلك الملك الذي تخفى في العبودية ، وجاء إلى هذه الدنيا لتفقد أمورها .
1175 - فلا تقل أنه عبدنا وسائس خيلنا ، واعلم أن الكنوز في الخرابات .
- واعجبا ، كيف هو من السقم هلال هذا ، وآلاف البدور تحت قدميه .
..............................................................
( 1 ) بالعربية في المتن .
« 126 »
- قال : لا علم لي بمرضه ، لكنه لم يظهر على العتبة منذ بضعة أيام .
- إن صحبته مع الدواب والبغال ، فهو سائس ومنزله ذلك الإصطبل .
دخول المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى اصطبل ذلك الأمير من أجل عيادة هلال ،
وملاطفة المصطفى صلى الله عليه وسلم لهلال رضي الله عنه
- ذهب النبي صلى الله عليه وسلم برغبته من أجله إلى الإصطبل ، وأخذ يبحث عنه .
1180 - كان الإصطبل مظلما قبيحاً قذراً ، لكن هذا كله انتقى عندما حلت المحبة .
- وشم ذلك الأسد الهصور عبير الرسول ، مثلما شم يعقوب ريح يوسف .
- إن المعجزات لا تكون سببا للإيمان ، لكن التجانس هو الذي يقوم بجذب الصفات .
- إن المعجزات تكون من أجل قهر العدو ، أما رائحة التجانس فتكون من أجل سلب القلوب .
- إن العدو يقهر أما الصديق فلا ، فكيف يكون صديقا بتقييد الرقبة ؟ !
1185 - لقد استيقظ " هلال " من النوم على هذه الرائحة ، وقال " في نفسه " : أمثل هذا الشذى في موضع البعر ؟
- ومن بين أقدام الدواب ، رأى الطرف الطاهر لرداء المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ند له .
- فجاء من ركن الإصطبل زاحفا ، ووضع وجهه على قدم " المصطفى صلى الله عليه وسلم " ذلك البطل .
- فوضع المصطفى وجهه على وجهه وقبل رأسه وعينيه ووجهه .
- وقال : يا رب أي كنز خفى ! ! كيف أنت يا غريب العرش ، ألست أحسن ؟
« 127 »
1190 - قال : كيف يكون ذلك الذي يكون نائما مولها فتدخل شمس في فمه ؟ !
- وكيف يكون ذلك الظمآن الذي يرعى الطين ، ويصب الماء على رأسه ، فيأخذه سعيداً ! !
في بيان أن المصطفى صلى الله عليه وسلم سمع أن عيسى عليه السلام ، سار فوق الماء ،
فقال : لو ازداد يقينه لمشى على الهواء
- مثل عيسى كان الفرات يحمله على سطحه ، إذ كان آمنا من الغرق في ماء الحياة .
- قال أحمد : لو ازداد يقينا لكان الهواء نفسه مركبه المأمون .
- مثلي أنا الذي صرت راكبا للهواء ، وكنت مصحوبا ليلة المعراج .
1195 - قال " هلال " : كيف يكون كلب أعمى قذر ، نهض من النوم فوجد نفسه أسداً .
- ليس مثل ذلك الأسد الذي يصميه أحدٌ بسهم ، بل من خوفه تنكسر السيوف والسنان .
- " أو مثل " أعمى زاحف على بطنه كالحية ، فتح عينيه على البستان والربيع
- كيف يكون ذلك الذي تحرر من الكيفية ، ووصل إلى موضع الحياة التي لا كيفية فيها ! !
- صار واهبا للكيفية في اللامكان ، وحول مائدته كل الكيفيات كالكلاب .
1200 - وهو من اللاكيفية يقذف لها بالعظام ، إنك جنب ، فاصمت ، ولا تقرأ هذه السورة .
- فما لم تغتسل تماما من الكيفية ، لا تضع كفك على هذا المصحف أيها الغلام .
- وسواء كنت نجسا أو طاهراً أيها الملك ، ولا أقرأ هذا ، فماذا أقرأ في الدنيا .
« 128 »
- وأنت تقول لي : من أجل الصواب ، لا تمض غير مغتسل إلى حوض الماء .
- وخارج الحوض لا يوجد إلا التراب ، وكل من لا يدخل الحوض لا يكون طاهراً .
1205 - وإن لم يكن للمياه ذلك الكرم ، متى تقبل الخبيث لحظة بلحظة .
- فويلاه على المشتاق ، وويلاه على أمله ، وواحسرتاه على حسرته الأبدية .
- إن لدى الماء مائة من الكرم ومائة من الاحتشام ، لكي يقبل الأنجاس ، والسلام .
- يا ضياء الحق يا حسام الدين ، إن النور حارس لك من شر الطيور .
- إن حارسك هو النور وارتقاؤه ، يا من أنت شمس مخفى عن الخفاش .
1210 - وماذا يكون الحجاب أمام وجه الشمس ، إلا زيادة التألق وحدة الضوء ،
- إن حجاب الشمس هو أيضا نور الرب ، وكلاهما بلا نصيب منه ، الخفاش والليل .
- وكلاهما ، ما داما قد بقيا في بعد وحجاب ، إما أنهما بقيا أسودى الوجه أو متجمدين .
- وما دامت قد كتبت جزءاً من قصة هلال ، فيها تحدث عن قصة البدر .
- فهناك بين هلال ذلك وبين البدر اتحاد ، كلاهما بعيد عن الاثنينية وعن النقص والفساد .
1215 - فهلال ذاك برئ من نقص الباطن ، لكن الهلال الآخر في نقص بالتدريج .
- إنه يلقى الدرس ليلة بعد ليلة ، بشئ من التدريج ، إنه يعطى الفرج في التأنى
« 129 »
- وهو يقول بتأنّ ، أيها العجول الساذج ، إنما يمكن الذهاب إلى السطح درجة بعد درجة .
- فاغل القدر بالتدريج وبأستاذية ، فإن " القلية " التي غلبت بجنون لا تنفع .
- ألم يكن الحق قادرا على خلق الفلك بأمر واحد هو " كن " بغير شك ؟ !
1220 - إذن فكيف صوره في ستة أيام ، وكل يوم هو ألف عام أيها المستفيد .
- ولماذا تتم خلقة الطفل في تسعة شهور ؟ ! ذلك أن التدريج هو شعار ذلك الملك .
- ولما ذا كانت خلقة آدم في أربعين صباحاً ، كان يزيد في هذا الطين قليلا قليلًا - « 1 »
وليست مثلك أيها الساذج الذي عدوت الآن وأنت طفل وجعلت من نفسك شيخاً
- أسرعت كثمرة القرع فوق الجميع ، فمتى كان لك ثبات الجهاد والملحمة ؟ !
1225 - واستندت على الأشجار والجدران ، وصرت كالقرعة أيها الأقيرع .
- فإذا كان السر والممشوق هو مركبك في البداية ، إلا أنك في النهاية جاف خال فارغ من اللب .
- ويصفر لونك الأخضر سريعاً أيها الأقرع ، وذلك لأنه كان من الخضاب ولم يكن أصيلًا .
[ حكاية تلك العجوز ]
قصة تلك العجوز التي كانت تخضب وجهها بالخضاب والأحمر ، ولم يكن ينفع فيه أو يكون مقبولًا
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 456 :
- فمن هذا الفجر إلى ذلك الفجر بعض العام ، حتى استقرت هذه الصورة على ما هي عليه
« 130 »
- كان هناك عجوز في التسعين ضخمة ، وجهها ملىء بالتجاعيد ، ولونها كالزعفران .
- كان وجهها طيات وكأنه وجه مفرش السفرة ، لكن عشق الزوج كان قد تبقى عندها ! !
1230 - تساقطت أسنانها وصار شعرها في بياض اللبن ، وتقوس قوامها ، وتغير كل حس فيها .
- لكن عشق الزوج والشهوة والحرص كانت عندها كاملة ، فهي في عشق الصيد وقد تمزقت الشبكة إربا !
- إنها طائر يصيح في غير أوانه ، وطريق لا يسلكه أحد - ونار متأججة تحت قدر فارغ .
- عاشق للميدان ولا جواد ولا قدم ، وعاشق للزمر ولا شفة ولا مزمار .
- فلا كان حرص الشيخوخة حتى عند اليهود ، وما أشقى ذلك الذي ابتلاه الله بهذا الحرص .
1235 - لقد تساقطت أسنان الكلب عندما شاخ ، فترك " عقر " الناس ، وصار آخذا للبعر .
- فانظر إلى هؤلاء الكلاب الذين بلغوا ستين خريفا ، أسنانهم الكلبية أكثر حدة لحظة بعد لحظة .
- لقد تساقط شعر الكلب العجوز من جلده ، فانظر إلى هذه الكلاب العجوز التي ترتدى الأطلس .
- عقولهم وحرصهم على المال والفروج ، انظر إليهم يزدادون عددا لحظة بعد لحظة كنسل الكلاب .
« 131 »
- إن مثل هذا العمر هو مادة الجحيم ، وهو مسلخ لقصابى الغضب .
1240 - وعندما تقول له : أطال الله عمرك ، يسعد ، وينفرج فمه عن ابتسامة .
- إنه يظن مثل هذا اللعن دعاء ولا يفتح عينيه ويطل إطلالة ! ! .
- لو أنه رأى مقدار طرف شعرة من المعاد ، لقال " لهذا الداعي " : ليكن لك مثل هذا العمر الطويل ! !
قصة ذلك الدرويش الذي دعا لذلك الجيلاني قائلا :
ردك الله إلى أهلك ودارك سالما ! !
- قال ذات يوم أحد عبدة الخبز والشحاذين الملحاحين حملة المخالى لسيد جيلانى :
- أيها المستعان رده سعيداً إلى أهله وداره ، وذلك عندما أعطاه السيد خبزاً .
1245 - فقال : إذا كان الأهل هم أولئك الذين رأيتهم ، فأوصلك الله إليهم أيها الشرير .
- إن الأخساء يجعلون كل محدث جباناً ، ولو كان كلامه ساميا ينزلون به .
- ذلك أن النبأ يأتي على قدر المستمع ، وعلى قوام السيد يفصل الخياط القباء .
وصف تلك العجوز
- لما كان هذا المجلس لا يخلو من مثل هذا التهكم ، لا مناص إذن من الحديث الدنى .
- استرد هذا الكلام إذن ممن رهنته عنده ، وعد صوب حكاية تلك العجوز .
1250 - عندما طعنت في السن ، وليست "رجلا" في هذا الطريق ، سمها إذن عجوزا طاعنة في السن .
- فلا راس مال عندها ، ولا أساس ، ولا هي قابلة لقبول قيمة ما .
« 132 »
- فلا هي معطية للسعادة واللذة ولا قابلة لها ، ولا معنى لها ولا جذبا للمعنى .
- ولا لسان ولا اذن ولا عقل ولا بصر ، ولا لباب ولا غياب ، ولا فكر .
- ولا ضراعة ولا جمال تدل به ، إنها طيات من العفن كأنها البصلة .
1255 - ولا هي قطعت طريقا ، ولا قدرة لها على الطريق ، ولا حرارة عند تلك البغى ولا حرقة ولا آهة ! ! « 1 » .
قصة الدرويش الذي كان كلما طلب شيئا من تلك الدار قيل له : لا يوجد !
- جاء سائل إلى منزل فطلب لقمة من الخبز القديد أو الطري ،
- فقال له صاحب المنزل ، من أين لهذا المكان الخبز ، هل أنت ذاهل ؟ متى كان هنا دكان خباز ؟ !
- قال : ربما تجد لي قطعة من الشحم ، قال : ليس هذا المكان آخرا بدكان قصاب ! !
- قال : أعطني بعض الدقيق أيها الوجيه ، قال : تظن أن هنا مطحنا ؟ !
1260 - فقال : أعطني جرعة ماء إذن من الجرة ، فقال : ليس هنا آخر الأمر بالجدول أو المشرعة ! !
- وهكذا فكل ما طلبه منه من خبز أو نخالة ، كان يرده خائبا ويسخر منه .
- فدخل ذلك الشحاذ الدار وشمر ثوبه ، وهم بالتبرز في تلك الدار .
- صاح : انتبه انتبه ، فقال : أصمت أيها الشرير ، حتى أفرغ نفسي في هذه الخرابة ! !
- فإذا لم يكن هنا وجه للمعاش ، ينبغي التغوط في مثل هذه الدار .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 467 : لا تعصب ، لا فلاح عندها ، ولا حتى في قلبها عزم على السلامة .
« 133 »
1265 - فما دمت لست بازياً مدربا مُعلما من أجل صيد الملك ، وتقوم بالصيد .
- ولست طاووسا بمئات من النقوش التي تسعد العيون .
- ولست أيضاً ببغاء بحيث عندما تُعطى السكر تنصت الآذان لقولك الحلو .
- ولست أيضاً بالبلبل تغرد تغريدا حلوا مثل العاشق المتيم في الرياض وشقائق النعمان .
- ولست أيضاً هدهدا تؤدى الرسائل ، ولست كطير اللقلق تتخذ وطنك في الأعالي .
1270 - « 1 » فلأي عمل أنت ، ومن أجل ما ذا تُشترى ، وأي طائر أنت ومع ماذا تؤكل ؟ !
- فاسم على هذا الدكان الذي فيه من يبعون بالمكس ، إلى دكان الفضل مصداقا ل « إن الله اشترى » .
- والبضاعة التي لم ينظر إليها أحد من الخلق ، من قدمها واهترائها اشتراها ذلك الكريم .
- وليس أي زيف قط مردوداً عنده ، لأن قصده من الشراء ليس الربح « 2 »
عودة إلى قصة تلك العجوز
- « 3 » عندما أرادت صاحبتنا أن تمضى إلى العرس ، أزالت شعر حاجيبها تلك الخفيفة العقل ! !
1275 - ووقفت أمام المرآة تلك العجوز ، حتى تزين الوجه والوجنة والفم .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 468 : تمضى في الصيف إلى الهند ، وفي الربيع تمضى إلى تركستان .
( 2 ) ج : 13 / 468 :
- إن أفضاله بلا حد فلا تيأس ، وعد ثانية إلى قصة العجوز .
( 3 ) ج : 13 / 471 :
- لأعد إلى قصة العجوز ، ذلك أنها بلا نهاية هذه الرموز
- كان عند جيرانها حفل عجيب ، ودعوها إلى الحفل من القضاء ! !
« 134 »
- دهنتها ببضعة أصباغ بطراً ، لكن السفرة التي في وجهها لم تزدد خفاءً .
- فأخذ تقطع علامات الأعشار من المصحف وتلصقها على وجهها تلك الدنسة .
- حتى تختفى سفرة وجهها ، وحتى تصير فصا في خاتم الحسان .
- كانت تلصق علامات الأعشار في كل موضع ، لكنها عندما كانت تعقد حجابها كانت تسقط .
1280 - فكانت تلصق ثانية تلك العلامات بلعابها على أطراف وجهها .
- ثم كانت تعيد اصطلاح ملائتها تلك الهمامة فتسقط علامات الأعشار على الأرض .
- وعندما أخذ تقوم بكثير من الحيل ومع ذلك تسقط تلك العلامات ، قالت : لعن الله إبليس مائة لعنة .
- تمثل لها إبليس في التو واللحظة ، وقال : أيتها البغى المتيبسة الشقية .
- إنني لم أفكر في هذا طوال عمرى ، ولم أر هذا من سواك بغى .
1285 - لقد زرعت بذورا نادرة في الفضيحة ، ولم تتركى مصحفا في العالم .
- إنك مائة إبليس ، بل خميس في خميس " من الأبالسة " ، فاتركينى أيتها العجوز الدردبيس .
- فحتام تسرقين علامات الأشعار من علم الكتاب ، حتى يصير وجهك ملونا كأنه التفاحة .
- وحتام تسرقين كلام رجال الله ، حتى تبيعين وتشترين . . . لا مرحبا بك .
- إن اللون المعقود عليك لم يجعلك وردية اللون ، والحيلة لم تجعل الغصن كثير العقد عرجوناً .
« 135 »
1290 - وفي النهاية عندما تحط عليك ملاءة الموت ، تقع علامات الأعشار هذه عن وجهك .
- وعندما ترتفع أصوات تهيأوا للرحيل ، تضيع من ذلك الوقت فصاعدا فنون القال والقيل .
- ويتقدم منك عالم الصمت ، فقف ، وويل لذلك الذي لا يكون أنسه من داخله .
- فقم بجلاء الصدر يوما أو يومين ، وأجعل تلك المرآة كتابك لك .
- فإنه من ظل يوسف صاحب القران ، صارت زليخا العجوز شابة من جديد .
1295 - ويتبدل إلى شمس تموز ، ذلك المزاج البارد كأنه برد العجوز .
- ويتبدل بحرقة مريم ، الغصن المتيبس إلى نخلة نضرة .
- أيتها العجوز ، حتام تجاهدين مع القضاء ، ابحثى عن الحاضر الآن واتركى ما مضى .
- وما لم يكن لوجهك أمل في الحسن ، فسواء وضعت عليه الخضاب أو وضعت عليه المداد .
حكاية ذلك المريض الذي لم ير فيه الطبيب أمل الصحة
- ذهب أحد المرضى إلى طبيب ، وقال له : جس نبضى أيها اللبيب .
1300 - فمن النبض تصبح عالما بأحوالى ، فإن عرق اليد متصل بالقلب .
- فإذا كان القلب غيباً وأردت مثالا عنه ، فابحث فيها ، فإن لها اتصالا بالقلب .
- والريح مختفية عن العين أيها الأمين ، لكن أنظر إليها في الغبار وحركة الأوراق .
- أهي تهب من اليمين أو تهب من الشمال ، تقول لك حركة الأوراق وصف الحال .
« 136 »
- ألست تعلم أين يكون سكر القلب ؟ ! ابحث عن وضعه من النرجس المخمور .
1305 - وإذا كنت بعيدا عن الحق فإنك تعلم وصف الذات من الرسول ومن المعجزات .
- ومن المرشدين الأصفياء تطرق المعجزات والكرامات الخفية على القلب .
- فإن في بواطنهم مائة قيامة حاضرة ، أقلها يكون جارهم منها ثملا .
- ومن ثم صار ذلك المقبل جليسا لله ، ذلك أنه جاور سعيداً .
- والمعجزة التي أثرت في الجماد ، سواء كانت عصا أو بحرا أو شقا للقمر .
1310 - لو أثرت في روحك دون واسطة ، فإنها تكون متصلة برابطة خفية .
- إن تلك الآثار من قبيل العارية على الجمادات ، إنها متوارية خلف روح حلوة .
- حتى يتأثر الضمير بذلك الجماد ، وحبذا ذلك الخبز دون مادة الخمير .
- وحبذا مائدة المسيح التي لا تنقص ، وحبذا فاكهة مريم التي طلعت دون حديقة .
- والمعجزات تطرق كأنها الحياة ، ضمير روح الطالب من الروح الكاملة .
1315 - إن المعجزة بحر وطائر التراب ناقص ، والطائر المائي آمن فيها من الهلاك .
- والعجز هو عطية روح من لم يؤذن له ، لكن القدرة نصيب لروح النجى .
- وما دمت لا تجد هذه السعادة في الضمير ، فاستدل كل لحظة من الظاهر .
- فإن الآثار ظاهرة على المشاعر ، وهذه الآثار مخبرة عن المؤثر .
- إن معنى كل دواء خفى ، كأنه السحر وصنعة كل ساحر .
1320 - وعندما تنظر إلى فعله وآثاره ، مهما كان خفيا فإنك تظهره .
- والقوة التي تكون مضمرة داخله ، عندما تأتى إلى الفعل تصير ظاهرة عياناً .
« 137 »
- وإذا كان هذا كله ظاهرا لك بآثاره ، كيف لا يكون الله ظاهرا لك من تأثيره ؟ !
- أليست الأسباب والآثار كلها كاللب والقشر ؟ إنك عندما تبحث فهي كلها آثاره .
- إنك تحب الأشياء من آثارها ، فكيف تكون غافلا عن الذي يمنح الآثار ؟
1325 - إنك تحب الخلق من خيال ، فكيف لا تحب ملك الشرق والغرب ؟
- إن هذا الكلام لا نهاية له أيها العظيم ، فلا كان لحرصنا فيه نهاية .
عودة إلى قصة المريض
- عد واذكر قصة المريض مع الطبيب العالم المتصف بالستر و " الكتمان " .
- لقد جس نبضه وصار واقفا على الحال ، وعلى أن الأمل في صحته أمر محال .
- فقال له : افعل كل ما يحلو لك ، حتى يذهب عن جسدك هذا الداء القديم .
1330 - وكل ما يعن لخاطرك لا تقاومه ، فإن الصبر والتوقي مضران بالنسبة لك .
- اعلم أن الصبر والتوقي ضرر بالنسبة لهذا المرض ، فكل ما يميل إليه قلبك ، نفذه .
- وهكذا قال لمثل هذا المريض ، أيها العم ، لقد قال تعالىاعْمَلُوا ما شِئْتُمْ.
- فقال : اذهب هيا ، يا روح عمك ، إنني ذاهب للنزهة على شاطىء النهر .
- أخذ يتنزه على شاطئ النهر وفق هواه ، حتى يفتح الباب إلى الصحة .
1335 - وعلى شاطىء النهر ، كان أحد الصوفية جالسا يغسل يديه وقدميه ويزيد في طهارته .
- وأبصر قفاه ، ولما كان رجلا ذا خيال ، اشتاق إلى صفعه .
- وأخذ يمد يده نحو قفا الصوفي آكل الجرجير من أجل صفعه .
« 138 »
- وقال في نفسه : إنني إن لم أحقق مشتهاى ، فإن الطبيب قال لي إن الأمر ينقلب إلى علة عندي .
- فلأصفعه صفعة واحدة في معركة ، تطبيقا لقوله تعالىلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.
1340 - إن هذا الصبر تهلكة يا فلان ، اضربه جيدا ، ولا تسكت كالآخرين .
- وعندما صفعه الصفعة طرقعت ، فقال الصوفي ، آه . . . آه أيها القواد العاق .
- وأراد الصوفي أن يضربه لكمتين أو ثلاث لكمات ، وأن يقتلع شاربه ولحيته شعرة شعرة .
- « 1 » إن الخلق مرضى بالسل ومساكين ، لكنهم من خداع الشيطان عشاق لصفع "الآخرين".
- إنهم جميعا حريصون على إيذاء الأبرياء ، وكل منهم باحث عن النقائص من خلف ظهر أخيه .
1345 - فيا من أنت صافع لأقفية الأبرياء ، ألن ترى الجزاء في قفاك ؟
- ويا من ظننت أن الهوى طب لك ، وعكفت على صفع الضعفاء .
- لقد ضحك عليك الذي قال لك أن هذا دواء ، إنه هو الدليل لآدم إلى القمح .
- قائلا لهما : كلا هذه الحبة أيها العظيمان ، علاجا لكما حتى تكونا خالدين .
- لقد جعله يتعثر وينزلق ثم ضربه على قفاه ، وردت تلك الصفعة وصارت جزاءً له .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 483 :
- لكنه رآه متعبا مريضا ، وضعيفا جدا ونحيلا وشاحبا ومهدما ! !
- ففكر في ضعفه وقال في نفسه ، لو ضربته لكمة واحدة لهلك .
- إن مرض السل قد أورده موارد الهلاك ، لقد رآه نحيلا جدا ومريضاً .
« 139 »
1350 - لقد جعله ينزلق بقسوة في المنزلق ، لكن الحق كان ظهيره ومعينه .
- كان آدم جبلا وإن صار مليئا بالحيات ، فصار منجم ترياق خاليا من الإضرار والإيذاء .
- وأنت الذي لا تملك ذرة من الترياق ، لماذا أنت مغرور بخلاصك ؟
- وأين ذلك التوكل الخليلي عندك ، حتى لا يقطع سيفك " حلق " إسماعيل .
- وأين لك تلك الكرامة كالكليم ؟ حتى تجعل قاع اليم طريقا معبداً .
1355 - ولو أن فاضلا سقط من فوق مئذنة ، لملأت الريح ثوبه ونجا .
- وإذا لم يكن عندك يقين في ذلك الحظ ، أيها الحسن ، فكيف أذهبت نفسك أدراج الرياح .
- ومن هذه المنارة مئات الآلاف مثل عاد ، سقطوا ، وذرت الرياح رؤوسهم وأسرارهم .
- فداوم على النظر إلى من سقطوا منقلبين من هذه المنارة تجدهم مئات الآلاف في آلاف .
- وأنت يقينا لا تعرف المشي على الحبال ، فاشكر القدمين وداوم السير على الأرض .
1360 - ولا تصنع جناحا من الورق ولا تطر من فوق الجبل ، فكثير هي تلك الرؤوس التي ضاعت بسبب هذه الشهوة .
- وبالرغم من أن ذلك الصوفي قد استشاط غضبا ، إلا أنه ألقى نظرة على العاقبة .
- ذلك أنه يبقى أول الصف وفق هواه ، الذي لا يلتقط الحبة بل يرى حبل الفخ .
- وحبذا عينان عظيمتان تريان العاقبة ، إنهما اللتان تحفظان الجسد من الفساد .
« 140 »
- وكان أحمد من الناظرين إلى العاقبة، فقد رأى الجحيم في نفس هذا المكان ، بكل تفصيلاتها.
1365 - ورأى العرش والكرسي والجنان ، حتى مزق حجب كل ألوان الغفلة .
- وإذا كنت تريد السلامة من الضرر ، أغمض عينيك عن البدايات وانظر إلى عواقب الأمور .
- حتى ترى كل ألوان العدم وجودا ، وترى كل أنواع الوجود المحسوسة دنية .
- وانظر مرة إلى كل من له عقل ، هو في بحث عن العدم ليل نهار .
- فهو في الكدية ليس طالبا للجود ، وليس طالبا للنفع في الحوانيت .
1370 - وليس طالبا للدخل في المزارع ، وليس طالبا للنخل في المغارس .
- وليس طالب للعلم في المدارس ، وليس طالبا للحلم في الصوامع .
- لقد ألقوا بأنواع الوجود خلف ظهورهم ، فهم طلاب لألوان العدم عبيد لها .
- ذلك أن منجم صنع الحق ومخزنه ، ليس إلا العدم في تجليه .
- لقد تحدثنا بيسير عن هذا الموضوع من قبل ، فانظر إلى هذا وذاك على أنهما موضوع واحد ، ولا تنظر إليهما كموضوعين .
1375 - إن كل صانع بز " أقرانه " ، بحث في صنعته عن موطن العدم .
- فالبناء بحث عن موضوع لا بناء فيه ، قد تهدم وانهارت سقوفه .
- وبحث السقاء عن جرة لا ماء فيها ، وذلك النجار " بحث " عن منزل لا باب له .
- فعند الصيد كان هجومهم كله على العدم ، ثم آنذاك كلهم هاربون من العدم .
- فإذا كان أملك عدما فأي توق لك منه ؟ ! وأي خصومة لك مع أنيس طمعك ؟ !
1380 - وما دام أنيس طمعك هو هذا العدم ، فأي توق لك من الفناء والعدم ؟ !- فإن لم تكن أنيسا للعدم أيها الابن الحبيب ، لما ذا أنت مترصد في كمين العدم ؟
- لقد صرفت قلبك عن كل ما لديك ، وألقيت بشص القلب في بحر العدم .
- ولما ذا إذن الهرب من بحر المراد هذا ، الذي أعطى لشصك مئات الآلاف من الصيد ؟ !
- ومن أي شئ سميت الزاد بالموت ؟ فانظر إلى السحر الذي أبدى لك الزاد موتا .
1385 - لقد أغلق كلتى عينيك سحر صنعته ، حتى رغبت الروح في السقوط في البئر .
- وفي خياله من مكر الإله ، كل الخلاء خارج البئر سم وأفاع .
- فلا جرم انه اتخذ من البئر ملاذا ، حتى ألقى به الموت في البئر .
- إن كل ما قلته من أخطائك أيها العزيز ، فاسمع في نفسي هذا الموضوع أيضا قولا من « العطار » .
.
يتبع