قصة ذلك الصياد الذي كان قد لف نفسه في العشب .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
قصة ذلك الصياد الذي كان قد لف نفسه على مدونة عبدالله المسافر باللهقصة ذلك الصياد الذي كان قد لف نفسه في العشب المثنوي المعنوي الجزء السادس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
[ قصة ذلك الصياد الذي كان قد لف نفسه في العشب ]
حكاية ذلك الصياد الذي كان قد لف نفسه في العشب ووضع باقة ورد
وشقائق كالقلنسوة فوق رأسه حتى تظنه الطيور عشباً ،
وذلك الطائر الذكي فهم بعض الفهم أنه إنسان وقال في نفسه :
لم أر نباتاً على هذا الشكل ، لكن لأنه لم يكن تام الفهم اغتر بوسوسته ذلك أنه لم يكن يقطع في البداية للإدراك الأول ، وقطع بإدراك المكر الثاني هو الحرص والطمع لا سيما عند فرط الحاجة والفقر ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : كاد الفقرأن يكون كفراً ! !
440 - ذهب طائر إلى وسط المرج ، وكان هناك فخ من أجل الصيد .
- وبضع حبات ملقاة على الأرض ، وذلك الصياد كمن مترصداً .
- كان قد لف نفسه ، في الأوراق والأعشاب ، حتى يسقط الطائر المسكين من طريقه ! !
- وتقدم الطائر الصغير منه وكأنه يجهله ، ودار دورة ثم تقدم من الرجل سريعاً
- وقال له : من أنت يا لابس الأخضر ، يا " مقيما " في الصحراء بين هذه الوحوش .
445 - قال له : إنني رجل زاهد ، صرت منقطعاً وقانعاً هنا بالعشب .
- وقد اخترت الزهد والتقوى دنيا ومذهبا ، ذلك أنني كنت أرى الأجل " ماثلا " أمامى .
- لقد وعظني موت الجار ، وحطم كسبى وحانوتى .
- وما دمت سأبقى آخر الأمر فرداً ، لا ينبغي أن أعاشر كل رجل وامرأة .
- وما دمت سأتجه في آخر الأمر إلى اللحد ، فمن الأفضل أن يكون الفتى مع الأحد .
« 67 »
450 - وما داموا سيقومون بربط ذقنى أيها الجميل ، فمن الأفضل أن اقلل من حركة الذقن " في الحديث " ! !
- ويا من ألفت الملابس والأحزمة المذهبة ، أليست نهايتك الكفن ؟ ! !
- لنتجه إلى التراب ما دمنا قد نبتنا منه ، فلما ذا تعلق القلب بمن لا وفاء عندهم ؟ ! !
- إن جدودنا وأقاربنا الأقدمين هم الطباع الأربعة ، ونحن قد طمعنا في قرابة مستعارة
- وإن جسم الإنسان قد صحب العناصر واقترن بها لسنوات عديدة .
455 - وروحه في حد ذاتها من النفوس والعقول ، لكنه نكص عن روحه الأصيلة
- ومن النفوس والعقول المليئة بالصفاء ، يأتيه خطاب إلى الروح قائلا : يا عديمة الوفاء ! !
- لقد وجدت أصحاباً لا قيمة لهم يستمرون معك خمسة أيام ، فهل أشحت بالوجه عن الرفاق القدماء ؟ ! !
- والأطفال وإن كانوا سعداء باللعب ، إلا أن ذويهم يجرونهم ليلا نحو الدار ! !
- لقد خلع الطفل الصغير ملابسه عند اللعب ، فسلب اللص خفية قباءه ونعله .
460 - لقد انهمك في اللعب حتى نسي تلك القلنسوة وذلك القميص .
- وحل الليل وصار لعبه بلا لذة ، ولا وجه لديه حتى يعود إلى الدار .
- وألم تسمعأَنَّمَا. . .الدُّنْيا لَعِبٌ، وأضعت بضاعتك أدراج الريح وصرت هلعاً ؟ !
- فابحث عن الثوب قبل أن يحل الليل ، ولا تضيع النهار في القيل والقال .
- ولقد اخترت " أنا " خلوة في الصحراء ، إذ رأيت الخلق سارقين للثياب .
« 68 »
465 - ونصف العمر ضاع في طلب المحبوب ، ونصفه الآخر في الأحزان التي يسببها الأعداء .
- لقد سرق هذا الجبة وسرق ذاك القلنسوة ، ونحن غارقون في اللعب كالأطفال الصغار .
- والآن ، وقد حل ليل الأجل ، خل هذا اللعب ، كفاك ، لا تعد ! ! « 1 » .
- هيا واركب " مركب " التوبة والحق باللص ، وخذ ثيابك منه وعد .
- ومركب التوبة مركب عجيب ، إنه يصل من الحضيض إلى الفلك في لحظة واحدة .
470 - لكن داوم على حفظ مركبك من ذلك الذي سرق قباءك خفية .
- حتى لا يسرق مركبك أيضا ، فاحفظ مركبك هذا لحظة بلحظة .
حكاية ذلك الشخص الذي سرق اللصوص كبشه ولم يكتفوا
بذلك بل سرقوا ثيابه أيضاً بالحيلة
- كان لأحدهم كبش ، وكان يسحبه من ورائه ، فقطع اللص الحبل وسرق الكبش .
- وعندما انتبه ، أخذ يجرى ذات اليمين وذات اليسار حتى يجد سارق الكبش .
- فرأى ذلك اللص على حافة البئر ، وقد أخذ يصرخ قائلًا ووايلتاه ! !
475 - فقال له : لماذا تصرخ أيها الأستاذ ؟ ! فقال : لقد سقط كيس ذهبي في البئر .
- فلو استطعت النزول واستخراجه ، أعطيك خمسة عن طيب خاطر .
..............................................................
( 1 ) الشطرة الثانية بالعربية في النص .
« 69 »
- تأخذ خمس المائة دينار في يدك ، فقال في نفسه : إن هذا المبلغ ثمن عشرة كباش ! !
- فإذا كان بابٌ قد أغلق فقد فتح بدلًا منه عشرة أبواب ، وإذا كان كبش قد فُقِدَ ، فقد عوضنى عنه الله بجمل
- وخلع ملابسه ونزل إلى البئر ، فحمل ذلك اللص الملابس سريعاً .
480 - فينبغي حازمٌ حتى يطوى الطريق إلى القرية ، وإن لم يكن حزم فإن الطمع يأتي بالطاعون .
- إنه لص ديدنه الفتنة ، وهو كالخيال ، له صورة مختلفة في كل لحظة .
- ولا يعلم مكره إلا الله ، ففر إلى الله ، وانج من ذلك المحتال .
مناظرة الطائر مع الصياد عن الترهب ومعنى الترهب وأن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم
نهى عنه قائلًا : « لا رهبانية في الإسلام »
- قال له الطائر : أيها السيد ، لا تتوقف في الخلوة ، فليس الترهب طيباً في دين أحمد ! !
- لقد نهى عن الترهب ذلك الرسول ، فكيف تعلقت ببدعة أيها الفضولي ؟ ! !
485 - إن الجمعة شرط والجماعة في الصلاة ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
- وتحمل إيلام الأشرار بصبر ، ونفع الناس كالسحاب ! !
- إن خير الناس أنفعهم للناس أيها الأب ، وإن لم تكن حجراً فلم تصاحب المدر ؟ ! !
- فعش بين الأمة المرحومة ، ولا تترك سنة أحمد ، واخضع للحكم .
- قال : إن عقل من لا رسوخ له ، هو في رأى العاقل بمنزلة الحجر والمدر .
« 70 »
490 - مثل الحمار خبزه أمنية ، وصحبته هي عين الرهبانية .
- ذلك أن كل ما هو غير الحق يصير رفات ، كل آت بعد حين فهو آت « 1 » .
- « 2 » وحكمه هو نفس حكم قبلته ، فسمه ميتاً ما دام باحثا عن الميتة .
- فكل من يكون مع هؤلاء القوم يكون راهبا ، والحجر والمدر رفيقان له « 3 » .
- حتى الحجر والمدر لم يقطعا الطريق على أحد ، ومن " هؤلاء الخلق " كالمدر يحدث مئات الآلاف من الأذى .
495 - قال له الطائر : إذن فالجهاد فرض عندما يقف مثلُ قاطع الطريق هذا في وسط الطريق .
- ومن أجل الحفظ والعون والنزال ، يأتي الرجل الشجاع إلى الطريق غير الآمن .
- ويظهر عرق الرجولة في ذلك الوقت الذي يلتقى فيه المسافر بالأعداء في الطريق .
..............................................................
( 1 ) الشطرة الثانية بالعربية في المتن .
( 2 ) ج : 13 / 208 :
- وكل شئ هالك إلا ذلك الوجه * فالملك والملكوت انعكاسان لذلك المالك
- وبالرغم من أن الظل انعكاس للمرء يا بنى * إلا أنك لن تستطيع أن تستفيد من ظل قط المالك
- ولا ظل يكون سائراً دون صاحبه * فامض إلى أصل الظل يا رفيق القافلة
- انتبه ولا تطلب من ظل المرء * ودعك من السبب وامض إلى المسبب
- فالصديق الجسماني صائر إلى الموت * وصحبة شؤم ، يجب تركها
( 3 ) ج : 13 / 209 :
- ودعك من الحجر والمدر اللذين لا وجود ( حقيقي ) لهما ، وامض صوب ذلك المنجم من أجل الجود
« 71 »
- ولما كان ذلك الرسول هو نبي السيف ، فإن أمته " تتكون " من شاقى الصفوف والفحول .
- فالمصلحة في ديننا هي الحرب والمعمعة، والمصلحة في دين عيسى هي الغار والجبل «1».
500 - قال " الصياد " : نعم إن كان هناك مئونة وقوة، حتى يهجم بقوته على الشر والفتنة «2» .
- وعندما لا تكون قوة ، فمن الأفضل التوخى فتعلق آنذاك بيسر بقوله " الفرار مما لا يطاق " ( من سنن المرسلين ) ! ! « 3 » .
- قال : " ينبغي صدق القلب في الأمور ، وإلا فان الأصدقاء ليسوا بقليلين بالنسبة لصديقهم " !!
- فكن صديقاً حتى ترى الأصدقاء بلا عدد ، ومن لا أصدقاء له يبقى بلا مدد .
- إن الشيطان بمثابة الذئب وأنت كيوسف ، فلا تترك جوار يعقوب أيها الصفى .
505 - والذئب في الأغلب آخذ لتلك الشاة التي تنبت عن القطيع وتسير وحدها .
- وذلك الذي ترك السنة مع الجماعة ، ألم يسفك دمه في هذا المكان الملىء بالوحوش ؟ ! !
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 209 :
- لقد أعطى لكل إنسان مصلحته على حدة ، فابحث عن المصلحة إن كنت رجل الله
( 2 ) ج : 13 / 209 :
- فتنبغى قوة في هذا الطريق كالرجل ، وينبغي صديق في هذا المكان نسيج وحده
( 3 ) ج : 13 / 209 :
- والصنعة هنا أيها العزيز الشهير ، وفكر وانظر إلى عاقبة الأمور
« 72 »
- فالسنة هي الطريق ، والجماعة هي الرفيق ، وتسقط في المضيق دون طريق ودون رفيق !! «1» .
- وليس برفيق طريق الذي يكون خصماً للعقل ، فهو يهتبل الفرصة لكي يسلبك ثوبك .
- إنه يسير معك حتى يجد مكاناً خالياً يستطيع فيه أن ينهبك « 2 » .
510 - أو يكون جبان القلب عندما يرى الخوف ، يلقى الدروس من أجل الرجوع .
- انه من جبن قلبه يخوف الرفيق ، فاعلم أن مثل هذا الرفيق عدو وليس ولياً « 3 » .
- إن الطريق هو تضحية بالروح وفي كل دغل ، آفة تدفع كل هلع هش الروح « 4 » .
- ومن هنا فطريق الدين ملىء بالمخاطر والفتن ، وهو ليس طريق كل مخنث الأصل .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 209 :
- وأفضل طريق هو طريق السنة والجماعة ، والجواد يسير جيداً مع الخيل .
- لكن لا تعتبر كل ضال رفيقا لك في السير ، ولا تعتبر الغافلين النيام أيقاظا .
( 2 ) ج : 13 / 210 :
- وباحث عن رفيق طريق تجد منه المدد * مشارك في القلب وفي الألم باحث عن الأحد
( 3 ) - إنه يمضى ، معك من أجل نفعه ، حذار ولا تشرب من عسله فهو وخز
( 4 ) ج : 13 / 210 :
- والصديق السىء حية فاهرب منه ، حتى لا يصب عليك السم ذلك السىء الطوية
- إنه يضل الرفيق عن الطريق ذلك القاطع للطريق ، ولا يكون رجلًا ذلك الذي يقع تحت أمره
« 73 »
- وفي الطريق ، هذا الخوف امتحانات للنفوس ، يكون كالمنخل في تمييز النخالة .
515 - فما هو الطريق ؟ إنه الملىء بآثار الأقدام ، ومن هو الرفيق ؟ إنه سلم الآراء .
- ولأفرض أن الذئب لم يلحق بك لأنك احتطت له ، إنك بدون الجماعة لن تجد هذا السرور « 1 » .
- إن ذلك الذي يسير وحيداً وسعيداً في الطريق ، يكون مسيره مع الرفاق أضعاف مسيره " وحده " .
- والحمار مع غلظته أيها الفقير ، ينشط من رفاقة ويصير قابلا للقوة .
- وكل حمار يسير منبتا عن القافلة ، يكون ذلك الطريق عليه مائة ضعف من التعب .
520 - فهو يتعرض كثيرا للوخز والضرب بالعصا حتى يقطع وحيدا هذه الصحراء .
- وذلك الحمار يحدثك فاستمع جيدا ، يقول لك : إن لم تكن حمار لا تسر وحدك هكذا .
- وذلك الذي يسير سعيداً وحيدا في مفترق الطرق، هو مع الرفاق يسير أكثر سعادة بلا شك.
- وكل نبي في هذا الطريق الصحيح ، أبدى المعجزة وبحث عن الصحاب .
- وإن لم تكن رفقة للجدران ، فمتى تقوم المنازل والمخازن .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 210 :
- ومتى يسير كل ضال في طريق الدين ، ينبغي حازم يكون رجل طريق .
« 74 »
525 - وإذا كان كل جدار قد انتصب وحيدا ، فكيف يكون السقف ؟! أيكون معلقا في الهواء؟!
- وإن لم تكن رفقة بين المحبرة والقلم ، متى كانت الحروف تكتب على الأوراق ؟!
- وذلك الحصير الذي يبسطه إنسان ، إن لم يتصل ببعضه تحمله الريح .
- وعندما خلق الحق من كل جنس زوجين ، ظهرت الجماعة من نتاجهما .
- لقد قال هذا " الصياد " وقال هذا " الطائر " جدلا ، وطالت مناقشتهما في هذا المعنى .
530 - فاجعل " المثنوى " خفيفا ومرغوباً ، وأوجز ما حدث وأقصر في " قصه " « 1 » .
- قال " الطائر " بعد ذلك " لمن هذا القمح " ، قال : إنه أمانة من يتيم بلا وصى .
- إنه مال أيتام وأمانة عندي ، ذلك لأنهم يتوسمون فىّ الأمانة .
- قال : إنني مضطر وسىء الحال ، والميتة في هذه الحال لي حلال .
- هيا : لآكل من هذا القمح بإذنك أيها الأمين والزاهد المحترم ! !
535 - قال : إنك الذي أفتيت بالضرورة ، وإذا أكلت بلا ضرورة صرت مجرماً ! !
- وحتى وأن وجدت الضرورة فالعفاف أولى أيضاً ، وأن أكلت فلعلك تؤدى ضمانه .
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 211 :
- عندما وقعت أنظار الطائر على القمح ، نفد صبر نفسه وتفتحت
« 75 »
- فغاص الطائر في نفسه تلك اللحظة كثيرا ، وسحب جواده رأسه من جذب العنان .
- وعندما أكل ذلك القمح سقط في الفخ ، وقرأ سورتي " يس " و " الأنعام " عدة مرات .
- وبعد العجز والسقوط ما الأسف وما الآه ؟ كان هذا التفجع واجبا قبل الآن .
540 - وفي ذلك الزمان الذي يتحرك فيه الحرص والهوس ، داوم على الدعاء قائلا : يا مغيث ! ! « 1 » .
- في تلك اللحظة ، أي قبل خراب البصرة ، ربما كانت البصرة ، تنجو من تلك الهزيمة .
- " أبك لي يا باكيى يا ثاكلى ، قبل هدم البصرة والموصل .
- نح على قبل موتى واغتفر ، لا تنح لي بعد موتى واصطبر
- ابك لي قبل ثبورى في النوى ، بعد طوفان النوى حل البكا " « 2 » .
545 - وفي ذلك الزمان الذي يصبح فيه الشيطان قاطع طريق ، ينبغي أن تقرأ يس .
- وقبل أن تصير القافلة بددا ، دق عصيك ذلك الزمان أيها الحارس
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 211 :
- قبل أن تجرح الحبة حلقك ، تصبح حرارة حرصك كالثلج - تفجع وتألم في تلك اللحظة ، وشرد الحرص أيها الذكي .
( 2 ) بالعربية في المتن .
« 76 »
« 1 »
نام حارسٌ فسرق اللص المتاع ، ودفن البضائع تحت كل تل .
- وطلع النهار واستيقظت تلك القافلة ، فرأت أن البضائع والمال والإبل قد ضاعت « 2 » .
- ثم قالوا له : قل أيها الحارس ، ما ذا حدث لهذه البضائع وأين هذا المتاع ؟ ! !
550 - فقال : لقد جاء اللصوص منقبين ، وسلبوا البضائع وأسرعوا من أمامى .
- فقال له القوم : يا من أنت مثل تل الرمل ، ما ذا كنت تفعل ومن تكون إذن أيها الميتة ؟ ! !
- قال : كنت شخصا واحدا وكانوا جماعة مسلحة شجاعة ذات هيبة ! !
- قالوا : إذا كان أملك في الحرب ضئيلًا ، فصح صيحة قائلا استيقظوا أيها الكرماء ! !
- قال : لأبدوا في تلك اللحظة الخناجر والسيوف قائلين اصمت وإلا قتلناك دون إمهال .
555 - ففي تلك اللحظة أغلقت فمي من الخوف ، وفي هذه اللحظة الاستغاثة والصراخ والعويل .
- في تلك اللحظة انقطع منى النفس فلا أنبس ، والآن لأنبه بالقدر الذي تريدون .
- وعندما يسلب عمرك شيطان الافتضاح ، تكون الفاتحة والمعوذتان بلا طعم .
- وإذا كان الصراخ الآن بلا طعم ، فاعلم يقينا أن الغفلة أكثر غثاثة منه ! !
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 225 :
- كان هناك حارس في إحدى القوافل ، كان حارسا على أموال ومتاع أولئك العظماء
( 2 ) ج : 13 / 225 :
- والحارس آخذ في الصياح والتنبيه ، وقد تحمس وكأنه من قطاع الطرق
« 77 »
- وهكذا دوام على النواح أيها الغث ، قائلا : أنظر إلى الأذلاء أيها العزيز .
560 - فأنت قادر في وقت أو في غير وقت ، ومتى فإنك شئ أيها الإله ! !
- إنه ملكُ " قائل " ( لا تأسوا على ما فاتكم )، فمتى يصير المطلوب في غير متناول قدرته؟!
!تحويل الطائر وقوعه في الفخ إلى فعل الزاهد ومكره واحتياله ،
وجواب الزاهد على الطائر
- قال ذلك الطائر ، هذا جزاء من يستمع إلى وسوسة الزهاد .
- قال الزاهد : لا بل هو جزاء ذلك الأحمق ، الذي يأكل أموال اليتامى ظلماً .
- ثم أخذ في النواح بحيث ارتعد الفخ والصياد ألماً .
565 - وأخذ يقول : لقد أنقصم ظهري من تناقضات القلب ، فتعال أيها الحبيب واربت على رأسي .
- وتحت يدك تستريح رأسي ، فيدك آية في عطاء الشكر .
- ولا تحسر ظلك عن رأسي ، فأنا مضطرب وشديد الاضطراب ! !
- فلقد جفا النوم عينىّ ، حزنا عليك ، يا من يحسدك السرو والياسمين .
- فإن لم أكن جديراً فماذا يكون لو أنك للحظة واحدة سألت عمن لا يستحق في حزنه ؟ ! !
570 - وأي استحقاق كان للعدم في حد ذاته ، حتى فتح لطفك مثل هذه الأبواب ؟ !
- فهل آذى الكرم التراب الأجرب ؟ لقد وضع في جيبه عشرة جواهر من نور الحس .
- خمسة حواس ظاهرة وخمسة باطنة ، منها صارت النطفة الميتة بشراً .
« 78 »
- والتوبة دون توفيق منك أيها النور السامي ، ماذا تكون إلا سخرية من لحية التوبة ! !
- وأنك لتقتلع شوارب التوبة شعرة شعرة ، والتوبة ظل وأنت قمر مضىء .
575 - فيا من منك خرب حانوتى ومنزلي ، كيف لا أنوح عندما تضغط على قلبي !! «1»
- وكيف أهرب ؟ ! ولا حي هناك بدونك ، ولا وجود لعبد دون ألوهيتك .
- فاقبض روحي يا من أنت أصل للروح ، ذلك أنى بدونك صرت ملولا من الروح .
- انني عاشق لفن الجنون ، وصرت ملولا من الفضل والذكاء .
- وما دام الخجل يمزقنى فلأبح بسرى على الملأ ، وكفى من هذا الصبر والاضطراب والارتعاد ! !
580 - كنت مختفيا في الحياء ، كالسجاف ، ولأقفز فجأة من تحت اللحاف ! !
- أيها الرفاق ، لقد سد الحبيب الطريق ، ونحن غزلان عرجاء وهو أسد الشرى ! !
- فما الحل سوى التسليم والرضا في كف الهزبر الورد سافك الدماء ؟ ! .
- إنه لا يأكل ولا ينام وكأنه الشمس ، ويجعل الأرواح دون طعام أو نوم .
- قائلا : تعال . . . وكن أنا أو تخلق بخلقى ، حتى ترى وجهي في التجلي .
585 - وإن لم تكن رأيته فكيف صرت مفتونا هكذا ؟! وكنت ترابا فأصبحت طالبا للأحياء !!
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 228 :
- ما دامت أموري لا تنتظم بدونك : متى يكون للأمور تمامها ؟ !
« 79 »
- وإن لم يكن قد أعطاك القوت من حيث لا جهة ، فلماذا بقيت عين روحك " مركزة " على تلك الناحية ؟ !
- إن القط عكف على الجحر ، لأنه صار مطعوما من ذلك الجحر .
- وقط آخر لا يزال يطوف على السطح ، لأنه وجد الطعام من صيد الطير .
- وصارت مهنة " النسج " قبلة لهذا ، وذلك الآخر يعمل حارسا من أجل الراتب .
590 - وثالث لا عمل له ، ووجهته اللامكان ، لأنك أعطيته القوت من تلك الناحية .
- إن عمله أنه صار مريدا للحق ، فقطعه عن كل عمل آخر من أجل عمله هذا .
- والآخرون كالأطفال يقومون باللعب هذه الأيام المعدودة حتى ليلة الترحال .
- والنؤوم الذي يهرب من اليقظة ، تغريه حاضنة الوسواس " الخناس " .
- قائلة له : امض فنم أيها الحبيب فلن نسمح أن يفزعك أحد من النوم .
595 - وأنت تقتلع نفسك من جذور النوم ، مثل ظمآن استمع إلى خرير الماء .
- وأنا خرير الماء أصل إلى أسماع الظامئين كالمطر من السماء .
- فانهض أيها الفاسق ، وأبد لهفتك ، فهذا خرير الماء وأنت ظمآن . . . ثم تنام ؟ ! !
حكاية ذلك العاشق الذي جاء ذات ليلة إلى تلك الحجرة على أمل وعد المعشوق
إذ وأعدته فيها ، وانتظر شطرا من الليل ثم غلبه النوم ، وجاءت المعشوقة لإنجاز
وعدها فوجدته نائما فملأت جيبه بالجوز وتركته نائما ومضت
- كان هناك عاشق فيما مضى من أيام ، كان في زمنه حافظا للعهد .
- وظل سنوات على أمل وصار قمره ، مهزوما ومغلوبا من مليكه .
« 80 »
600 - وفي النهاية . . . من جد وجد ، والفرج يتولد من الصبر .
- قالت له محبوبته ذات يوم ، تعال الليلة ، فقط طبخت من أجلك لوبياء .
- واجلس في الحجرة كذا حتى منتصف الليل ، وأوافيك آنذاك دون طلب منك .
- فذبح الرجل أضحية ووزع الخبز ، عندما أطل قمره مما وراء الغمام .
- وفي الليل جلس في تلك الحجرة ذلك المحزون ، على أمل وعد ذلك الحبيب الحميم .
605 - وعند منتصف الليل جاءت فاتنته تلك بصدق وعد تلك الحبيبة .
- فوجدت عاشقها ممددا ونائما ، فمزقت جزءا من كم ثوبه .
- ووضعت عدة جوزات في جيبه ، قائلة : إنك طفل ، خذ هذا والعب به النرد .
- وعندما استيقظ العاشق من النوم في الفجر ، رأى الكم والجوز .
- فقال : إن مليكنا كله صدق ووفاء ، أما ما يحدث لنا فهو منا .
610 - فيا أيها القلب الذي لا ينام ، نحن آمنون من هذا " المصير " ، ونحن كالحرس ندق عصى الحراسة على السطوح ! !
- وجوزنا قد تحطم في هذا المطحن ، وكل ما نقوله عن أحزاننا قليل ! !
- ويا أيها العاذل كفاك دعوة لنا إلى أشغال العالم ، وبعد هذا قلل من نصح المجنون .
- إنني لن أسمع بعد إغواء الهجران ، لقد جربته ، فحتام أجربه ! !
- وكل ما هو سوى الفتنة والجنون ، يعد غربة في هذا الطريق .
615 - هيا وضع على قدمي هذا القيد ، فلقد حطمت سلسلة التدبير .
- وغير تلك الجدائل التي هي لحبيبى صاحب الإقبال ، لو أتيت بمائة غل حديدى أحطمها .
« 81 »
- أعشق ونخوة ؟!! لا يتفقان أيها الأخ ، ولا تقف أيها العاشق على باب الكبرياء والنخوة !!
- لقد حان الوقت الذي أصبر فيه عريانا ، أترك الصورة وأصير بأجمعى روحاً .
- فتعال ، يا عدو الحياء والفكر ، فلقد مزقت حجب الخجل والحياء .
620 - ويا من عقدت بالسحر نوم الروح، إنك قاسى القلب أيها الرفيق ، لأنك في هذا العالم.
- فهيا وأمسك بحلق الصبر واضغط عليه ، حتى يسعد قلب العشق ، أيها الفارس ! !
- ومتى يسعد قلبه ما لم احترق ؟ ! يا من قلوبنا أهله ومنزله .
- إنك تحرق ومنازلنا ، فاحرقها ، فمن هذا الشخص الذي يقول : لا يجوز .
- احرقها تماما هذه الدار ، أيها الأسد الثمل ، فهكذا أولى بمنزل العاشق .
625 - وبعدها أجعل من هذا الحريق قبلة ، وذلك لأننى شمع أضىء بالاحتراق .
- واترك النوم الليلة أيها الأب ، ومر ليلة بحي الذين لا ينامون .
- وأنظر إليهم فقد صاروا مجانين ، وقتلوا بالوصل كالفراش .
- وانظر إلى سفينة الخلق هذه قد غرقت في العشق ، وحلق العشق تخاله قد صار أفعى ! !
- أفعى غير مرئية سالبة للقلب ، والعقل كالجبل وهي " كالمغناطيس " ! !
630 - وعقل كل عطار صار منتبها إليها ، أراق كل جعبة في النهر .
- قائلا : امض ، إنك لن تأتى من هذا النهر إلى الأبد ، " لم يكن حقا له كفوا أحد " .
- ويا أيها المزور ، افتح عينيك وانظر ، حتام تقول : لا اعلم هذا وذاك ! !
« 82 »
- واخرج من وباء الاحتيال والحرمان ، وادخل في عالم الحي القيوم .
- حتى تصبح عدم رؤيتك رؤية مستمرة ، وتصبح كل عدم معرفتك معرفة دائمة .
635 - واعبر مرحلة السكر ، وكن واهبا للسكر ، وانتقل من هذا التلون إلى الاستواء معه ! !
- فحتام تفخر بهذا السكر كفاك ، إن على باب كل حي كثيرا من السكارى .
- وإذا امتلأ العالمان بسكارى الحبيب ، لكانوا جميعا واحدا ، وهذا الواحد ليس بالهين .
- إن هذا من كثرته لا يجد ذلة ، ومن يكون الذليل ؟ ! عابد الجسد ، السائر إلى النار « 1 »!
- وإذا صارت الدنيا مليئة بنور الشمس ، متى تكون ذليلة تلك الحرارة حسنة السطوع ؟
640 - لكن اعلُ مع هذه الجماعة وتبختر ، ما دامت أرض الله واسعة ومهيأة .
- وهذا السكر وإن كان كالبازى الأشهب، فهناك ما هو أسمى منه في الأرض المقدسة«2»!!
- فاذهب وكن إسرافيل في تميزه ، واهبا للروح ثملا صانعا للسكارى .
- وعندما صار قلب الثمل ميالا إلى المزاح ، صار ديدنه أن يقول : لا أعلم هذا ، ولا أعلم ذاك ! !
..............................................................
( 1 ) ج : 13 / 238 :
- وإذا كان العالم مغطى بضوء القمر ، متى يكون كاسد أمام صاحب القلب .
( 2 ) ج : 13 / 239 :
- والثمل من الأبرار المقرب أفضل منه ، واسده بالنسبة للمقرب كالثعلب .
« 83 »
- فمن أي شئ قوله هذا ، لا أعلم ولا أعلم ، حتى تقول من هو هذا الذي نعلمه ؟ !
645 - إنه نفى من أجل الإثبات هذا الكلام ، اترك النفي وابدأ بما ثبت .
- انتبه ودعك من قول " ليس هذا " ، و " ليس ذاك " ، وقدم ما هو موجود بالفعل .
- واترك النفي ، وابعد نفس ذلك الوجود ، وتعلم هذا أيها الأب من ذلك التركي الثمل .
[ حكاية الأمير التركي المخمور والمطرب ]
استدعاء الأمير التركي المخمور للمطرب وقت الصبوح وتفسير هذا الحديث :
[ إن لله تعالى شرابا أعده لأوليائه إذا شربوا سكروا وإذا سكروا طابوا ] . . .
إلى أخره : إن الخمر لتجيش في دن الأسرار . . . ليشرب كل مجرد من تلك الخمر قال تعالى :إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ . . .هذه الخمر التي تشربها أنت حرام . . . ونحن لا نشرب إلا الخمر الحلال جاهد حتى تصير وجودا من العدم . . . وتصير ثملا بشراب الله - انتبه أعجمي تركى وقت السحر ، ومن خمار الخمر ، طلب مطربا .
- إن مطرب الروح هو مؤنس السكارى ، ويكون نُقلا وقوتا وقوة للثمل .
650 - فإن المطرب يجرهم نحو السكر ، ثم يتذوق السكر من نفس المطرب .
- وذاك يحمل شراب الحق بذاك المطرب ، وهذا يتجرع شراب الجسد من هذا المطرب ! !
- هذا وإن كان كلاهما عند الحديث يحمل لقباً واحداً ، لكن شتان بين " حسن " هذا و " حسن ذاك " ! !
- وهناك لبس في اللفظ عند البيان ، لكن أين السماء من الحبل « 1 » .
..............................................................
( 1 ) هنا تلاعب لفظي بين حبل " ريسمان " ، وسماء " آسمان " .
« 84 »
- والاشتراك في اللفظ دائما ما يقطع الطريق ، كاشتراك المؤمن والمجوسي في الجسد .
655 - والأجساد كالجرار مغلقة الفوهة ، ولكي تعلم ما في الجرة انظر إليها ! !
- فجرة ذلك الجسد مليئة بماء الحياة ، وقدر هذا الجسد ملىء بالسم القاتل .
- فإذا نظرت إلى المحتوى فأنت ملك ، وإذا نظرت إلى الغلاف فأنت ضال .
- فاعلم أن اللفظ شبيه بهذا الجسد ، ومعناه في داخله شبيه بالروح .
- وعين الجسد دائما ما تكون ناظرة إلى الجسد ، وعين الروح ناظرة إلى الروح المليئة بالفنون ! !
660 - ومن ثم فمن صورة ألفاظ المثنوى ، يكون العاكف على الصورة ضالا ، أما المعنوي فهو مهتدى ! !
- وقد قال في القرآن . . . إن هذا القرآن يضل به كثيرا ويهدى به كثيراً .
- وبالله ، عندما ينطق العارف كلمة خمر ، متى تكون شيئا معدوما في رأيه ؟ !
- ولما كان فهمك أن المقصود هو خمر الشيطان ، متى يمكن أن تتخيل خمر الرحمن ؟ !
- إنهما شريكان : المطرب والشارب ، ذاك يأتي بذا وذا يأتي بذاك على وجه السرعة .
665 - إن من يعانون الخمار يشربون من نَفَس المطرب ، ويحملهم المطربون صوب الحان .
- ذاك رأس الميدان ، وهذه خاتمته ، وقد صار القلب كالكرة في صولجانه .
- والإذن إنما تمضى حيثما تمضى الرأس ، وإن كان في الرأس صفراء تتهوس بها .
« 85 »
- ثم يمضى هذان كلاهما إلى فقدان الوعي ، ويصير الوالد والمولود هناك واحدا .
- وعندما تصالحا معا السرور والألم ، أيقظ " تركينا " المطرب ! !
670 - وبدأ المطرب ببيت وهو نعسان ، قائلا " أنلني الكأس يا من لا أراك ! !
- أنت وجهي لا عجب ألا أراه ، غاية القرب حجاب الاشتباه .
- أنت عقلي لا عجب إن لم أك ، من وقور الالتباس المشتبك .
- جئت أقرب أنت من حبل الوريد ، كم أقل يا يا نداء للبعيد ؟
- بل الغالطهم . . . أنادى في القفار ، كي اكتم ما معي ممن أغار « 1 » « 2 » .
[ دخول ضرير إلى منزل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وهرب عائشة ]
دخول ضرير إلى منزل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وهرب عائشة رضي الله عنها من أمام الضرير . . . وقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم : لما ذا تفرين . . .
إنه لا يراك ، وجواب عائشة رضي الله عنها على الرسول صلى اللّه عليه وسلم
675 - دخل ضريرٌ على الرسول صلى اللّه عليه وسلم قائلا : يا واهب الزاد لتنور كل عجين.
- ويا أمير الماء ، إنني طالب السقيا ، المستغاث المستغاث يا ساقيى .
- وعندما دخل الضرير ، أسرعت عائشة من الباب على عجل من أجل الاحتجاب .
- ذلك أن تلك السيدة الطاهرة ، كانت تدرك أن الرسول يغار غيرة شديدة .
..............................................................
( 1 ) بالعربية في المتن .
( 2 ) ج : 13 / 248 :
- هذا الكلام لا نهاية له أيها العزيز ، فاستمع إلى نقطة دقيقة يا صاحب التمييز .
« 86 »
- وكل من كان أكثر جمالًا فغيرته أشد ، ذلك أن الغيرة تحدث من الجمال أيها الأبناء .
680 - وعجائز النساء يهدين الزوج مخطية ، لأنهن عارفات بقبحه وشيخوخته وعجزه .
- ولما كان الجمال الأحمدي في الكونين ، " يستمد " من البهاء الإلهى العون .
- كان تنعم الدارين يصل إليه ، فكانت تلك الشمس المضاعفة تصاب بالغيرة .
- قائلة : لقد ألقيت الكرة في عطارد ، فخبئوا أيها النجوم وجوهكم .
- وأفنوا في شعاعى الذي لا نظير له ، وإلا افتضحتم أمام نوري .
685 - إنني أغيب كل ليلة كرما ، ومتى أمضى ؟ ! إلا أنني أبدى أنني أمضى ! !
- حتى تطيروا بدونى ليلا كالخفاش حول هذه الساحة .
- وحتى تعرضوا أجنحتكم كالطواويس ، وتصبحون ثملين معجبين بأنفسكم متمردين .
- ولا تنظرون إلى أقدامكم التي تصنع القبح ، مثل الحذاء الريفي الذي كان شمعا لإياز .
- ثم أبدى وجهي صباحا من أجل العقاب ، حتى لا تصيروا من " الأنية " من أهل الشمال .
690 - أترك هذا " الموضوع " فالكلام فيه يطول ، وقد نهى عن التطويل أمر " كن " ..
يتبع