قصة الشخص الذي دلوه على كنز في مصر وبيان تضرعه من الفقر في حضرة الحق .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
قصة الشخص الذي دلوه على كنز في مصر على مدونة عبدالله المسافر باللهه
قصة الشخص الذي دلوه على كنز في مصر وبيان تضرعه من الفقر في حضرة الحق المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
[ قصة ذلك الشخص الذي رأى في النوم أن ما تطلبه من يسار موجود في مصر ]
حكاية ذلك الشخص الذي رأى في النوم هاتفا يقول له : إن ما تطلبه من يسار موجود في مصر فهناك كنز في محلة كذا . . . ومنزل كذا . . .
وعندما جاء إلى مصر قال له أحدهم لقد رأيت في النوم أن هناك كنزا في بغداد في محلة كذا في منزل كذا وذكر اسم محلة ذلك الشخص ومنزله وفهم ذلك الشخص أن المراد بذكر أن الكنز موجود في مصر حتى أتيقن أنه لا محل للبحث في غير منزلي لكن هذا الكنز لن يتحقق لك يقينا إلا في مصر
4220 - كان هناك أحد الوارثين لمال وعقار ، فانفقه كله وبقي مسكينا عاريا .
- إن المال الموروث لا وفاء فيه ، ذلك أنه انفصل عن المتوفي برغم أنفه .
- " والوارث " أيضاً لا يعرف قدره ، فقد حصل عليه بسهولة ، فلم يسع ولم يكد ولم يتعب من أجل كسبه ! ! .
- ومن هنا فإنك لا تعرف قدر الروح يا فلان ، إذ أن الحق وهبها لك بالمجان .
- لقد ذهب النقد وذهب المتاع وتلك الدرر ، وبقي كالبوم وسط الخرائب .
4225 - فقال : يا رب لقد أعطيت الزاد وذهب الزاد ، فإما أن تهبى زادا أو ترسل إلى الموت .
- عندما صار فارغا بدأ في ذكر الحق، وجعل من "يا رب" و "يا رب أجرني "لحنا له !!.
- لأن الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم قال : إن المؤمن كالعود ، هو عندما يكون خاليا يصبح أناناً .
- وعندما يمتلئ يضعه المطرب من يده ، فلا تمتلئ ، فإن لمس يده حلو .
- وكن فارغاً سعيداً بين الإصبعين ، فمن خمر اللامكان ثمل المكان .
« 355 »
4230 - لقد جرى طوفان الدمع وسال من عينيه ، وروى دمعه زرع الدين « 1 » .
في سبب تأخير دعاء المؤمن
- رب مخلص يئن في دعائه ، حتى يرتفع دخان إخلاصه إلى السماء .
- وحتى تمضى إلى حانوت هذا السقف العالي ، رائحة الجمر من أنين المذنبين .
- فيتضرع الملائكة إلى الله شاكين قائلين : يا مجيبا لكل دعاء، ويا من يستجير " الناس " به.
- إن العبد المؤمن آخذٌ في التضرع ، وهو لا يعرف سواك موئلا وملاذا .
4235 - إنك تهب العطايا للغرباء ، ومنك ينال كل مشته مشتهاه .
- فيقول الحق : ليس من هو انه على ، إن تأخير العطاء في حد ذاته عون له .
- إن الحاجة قد أتت به من ناحية الغفلة إلى ناحيتي ، هي التي جذبته من ناصيته إلى حيى .
- فلو أجبته إلى حاجته فإنه يمضى عنى ، ويستغرق في تلك اللعبة .
- فبالرغم من أنه يئن بروحه قائلا أيها المستجار وهو كسير القلب ، جريح الصدر . . . قل له ، وأصل الأنين .
4240 - فإن صوته هذا يطربنى ، ونداءه . . . يا الله . . . وضراعته تلك .
- وأنه في ضراعته وفي كل ما يقوم به ، إنما يقوم بخداعي بكل سبيل .
- إنهم يحبسون الببغاوات والبلابل في الأقفاص من جمال أصواتها ومن حبهم لها .
- ومتى يحبسون البوم والغربان في الأقفاص ، إن هذا لم يرد حتى في القصص .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 462 :
- واستمسك بكلتا يديه بالدعاء والضراعة ، وطلب الذهب بلا توقف ذلك العابد للذهب .
« 356 »
- وإن جاء أمام عاشق للجمال اثنتان إحداهما عجوز شمطاء والأخرى حسناء الوجه .
4245 - كلتا هما تطلب خبزا ، فإنه يأتي للعجوز سريعاً بالفطير قائلًا لها . . . خذي .
- ومتى يعطى حسناء القد والخد الخبز ؟ أنه يؤخرها ! !
- ويقول لها : اجلسى قليلا ، لا داعى للعجلة ، إن الخبز الطازج يخبز في الدار .
- وعندما يصل الخبز الساخن ، بعد جهد ، يقول لها أجلسى فالحلوى في الطريق .
- وبهذه المهارة يبقيها ، ومن طريق خفى يصيدها .
4250 - ويقول لها : لي معك أمر ما للحظة واحدة ، فانتظرى قليلا يا حسناء الدنيا « 1 » .
- وعدم وصول المؤمنين إلى المراد من خير ومن شر ، اعلم يقينا انه من أجل هذا الأمر .
عودة إلى قصة ذلك الشخص الذي دلوه على كنز في مصر
وبيان تضرعه من الفقر في حضرة الحق
- عندما انفق الوارث " ميراثه " وصار فقيراً ، بدأ في الدعاء والبكاء والعويل .
- ومن في حد ذاته يدق هذا الباب الذي يهب الرحمة ولا يجد في الإجابة مائة ربيع ؟ .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 463 :
- حتى يخدعها بهذه الحيلة ، حتى يجعلها مطيعة هادئة - فاعلم أن الغرباء على مثال تلك الشمطاء ، والمؤمنين على مثال هذه الحسناء .
« 357 »
- رأى في النوم هاتفا سمعه يقول : إن غناك سوف يتحقق في مصر .
4255 - فاذهب إلى مصر وهناك يستقيم أمرك ، لقد قبل ابتهالك فهو المرتجى .
- ففي موضع كذا كنز عظيم ، وينبغي عليك الذهاب إلى مصر في أثره .
- فهيا . . . امض عن بغداد دون إمهال أيها المسكين ، امض إلى مصر مصدر السكر .
- وعندما جاء من بغداد إلى مصر ، قوى صلبه عندما أبصرها .
- على أمل ما وعده به الهاتف أن في مصر كنزا ، سوف يجده في مصر ، ينهى متاعبه .
4260 - وإن في حي كذا وموضع كذا كنزا دفينا نادرا جداً ، منتقى بعناية .
- ولم يكن قد بقي ما ينفقه " قليل أو كثير " ، فأراد أن يتكفف عوام الناس .
- لكن خجله وهمته منعاه من ذلك ، وأخذ يلزم نفسه الصبر قسراً .
- لكن نفسه تقلبت من الجوع ، فلم يجد بدا من الحركة والطلب .
- وقال في نفسه : لأخرج في الليل خفيا ، حتى لا أخجل من التكدى في الظلام .
4265 - ومثل المتكدى بليل ، أقوم ليلا بالذكر والصياح ، حتى تلقى إلى من فوق السطوح أنصاف الدوانيق .
- فخرج إلى الشارع وهو يفكر في هذا الأمر ، وعلى هذه النية أخذ يمضى من صوب إلى صوب .
- فكان أصله وخجله يمنعانه حينا ، ثم يقول له الجوع : أسال " الناس " .
- فأخذ يقدم رجلا ويؤخر أخرى حتى منتصف الليل ، وهو يقول : هل أتكفف الناس أو أنام متيبس الشفة ؟ !
« 358 »
وصول ذلك الشخص إلى مصر وخروجه ليلا إلى الحي من أجل التكدى وإمساك العسس به ووصوله من العسس إلى المراد بعد ضربه كثيراً ، وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وقوله تعالى سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْر اًو قوله تعالى :إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً،
وقوله صلى اللَّه عليه وسلّم : [ اشتدى أزمة تنفرجى ]
وجميع القرآن والكتب المنزلة في تقرير هذا
- وفجأة أمسك به العسس، فانهالوا عليه باللكمات والعصى ليشفى الغليل غير مخفي الغضب.
4270 - ذلك أنه أتفق أنه في تلك الليالي المظلمة ، كان الناس قد أوذوا كثيرا من لصوص الليل .
- كانت ليالي مخيفة ونحسات ، ومن هنا كان العسس يبحثون عن اللصوص بجد .
- حتى أمرهم الخليفة بأن يقطعوا يد كل من يتجول بليل ، حتى وإن كان من أهله .
- كما كان الملك قد هدد العسس وخوفهم قائلًا : لماذا أنتم متساهلون مع اللصوص ؟ !
- ولماذا تصدقون ألا عيبهم ، أو تراكم تتلقون منهم رشاوى الذهب ؟ ! !
4275 - إن الرحمة على اللصوص وكل مشئوم اليد ، هي قسوة على الضعفاء وضربة لهم .
« 359 »
- هيا ، ولا تتوقف عن القصاص من أجل أحد الخواص ، ولا تنظر إلى ألم يحيق به ، بل انظر إلى ألم عامة الناس .
- واقطع الإصبع الملدوغ لدفع الشر ، وانظر إلى تعديه وإلى هلاك الجسد منه .
- واتفق أن اللصوص كانوا قد از دادوا في تلك الأيام ، من ناضج وساذج .
- ورآه " الدركي " في مثل ذلك الوقت ، وأوسعه ضربا بالعصى ضربات بلا عدد .
4280 - فارتفع صراخ ذلك الفقير واستغاثته ، وقال له : كفاك ضربا ، وسأصدقك القول .
- قال : الأن أمهلك فقل ، لماذا بقيت في الشارع خارج دارك إلى هذا الوقت من الليل ؟ !
- أنك لست من هذا المكان بل أنت غريب عنه ينكرك "أهله" قل الصدق، في أي مكر تفكر!!
- لقد سخر أهل الديوان من العسس ، وقالوا لماذا أكثر اللصوص الآن ؟ !
- فهناك الكثيرون منك ومن أمثالك ، فدلني على رفاقك الأشرار أولًا .
4285 - وإلا سوف انتقم منهم جميعا في شخصك ، حتى يصير آمنا مال كل ثرى .
- فقال له من بعد الإيمان المغلظة ، لست هجاماً على الدور ولست نشالًا .
- ولست رجل السرقة والظلم ، إنني من بغداد وغريب عن مصر .بيان هذا الخبر ، الكذب ريبة والصدق طمأنينة
- فروى قصة ذلك الحلم وكنز الذهب ، فرق له قلب ذلك الشخص من صدقه .
« 360 »
- كانت رائحة الصدق ، تفوح من أيمانه ، وظهرت حرقته ، كما فاح دخان عوده .
4290 - إن القلب ليستريح إلى القول الصواب ، مثلما يستريح الظمآن عند شرب الماء .
- اللهم إلا قلب المحجوب الذي به علة ، وليس عنده تمييز بين النبي والغبي .
- وإلا فإن هذه الرسالة التي تكون من موضعها ، تطرق القمر فينشق .
- وينشق القمر ، ولا ينشق قلب المحجوب ، ذلك أنه مردود وليس بالمحجوب .
- إن عين الشرطي صارت نبعا من الدمع ، ليس من الكلام المؤثر بل من رائحة القلب .
4295 - فإن كلمة واحدة تأتى من الجحيم صوب الشفة ، وكلمة واحدة تأتى من مدينة الروح في حي الشفة .
- وهناك البحر الذي يزيد الروح وهناك بحر الحرج، ومرج الشفة موجود بين البحرين «1».
- مثل قافلة موجودة بين المدن ، تأتيها المنافع من جميع الأنحاء .
- وبضاعة النشال المزيفة المعيوبة ، وبضاعة كثيرة الربح شريفة كأنها الدر .
- وفي هذه القافلة ، كل من هو أكثر مهارة في التجارة ، يكون أكثر فيهما بالنسبة للخالص والمزيف .
4300 - صارت القافلة له موطنا للربح ، وصارت لآخرة من عماه دارا للذنوب .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 470 :
- بحر مزيد للروح وبحر منقصٌ للعمر ، وكلاهما ذو طريق يمر على الشفة .
« 361 »
- وكل جزء من أجزاء العالم ، واحدٌ بعد الأخر ، قيدٌ على الغبي وفتح للأستاذ .
- سُكر لأحدهم ، وسم لآخر ، لطف لأحدهم ، وقهر لآخر « 1 » .
- وكل جماد يتحدث بالحكايات مع النبي ، والكعبة شاهدة على الحاج وناطقة من أجله .
- والمسجد أيضاً شاهد على المصلى قائلًا : لقد جاء إلى من طريق بعيد .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 470 / 471 :
شيطان لأحدهم حور لآخر * نار أحدهم نور لآخر
كنز لأحدهم حية لآخر * ورد لأحدهم شوك لآخر
حلو لأحدهم مر لآخر * بهتٌ لأحدهم وعى لآخر
خفى لأحدهم معلن لآخر * نفع لأحدهم وضر لآخر
سد لأحدهم فتح لآخر * قيد لأحدهم مراد لآخر
شهد لأحدهم ووخز لآخر * غريب لأحدهم قريب لآخر
نهار لأحدهم وليل لآخر * سرور لأحدهم تعب لآخر
محبوب لأحدهم عدو لآخر * راح لأحدهم قرعة لآخر
ماء لأحدهم دم لآخر * إعجاز لأحدهم أسطورة لآخر
حلوى لأحدهم سم لآخر * حجر لأحدهم حسناء لآخر
جسم لأحدهم روح لآخر * حبس لأحدهم فتوح لآخر
سهم لأحدهم قوس لآخر * خبز لأحدهم سنان لآخر
نقص لأحدهم كمال لآخر * هجر لأحدهم وصال لآخر .
« 362 »
4305 - والنار مع الخليل عليه السّلام زهر وريحان وورد ، وهي لاتباع النمرود موت وألم .
- ولقد ذكرنا هذه الفكرة مرات يا حسن ، ولن أمل من بيانها أبداً .
- ولقد أكلت الخبز مرات لدفع الجوع ، وهذا هو نفس الخبز فلماذا لا تمل ؟ !
- فإنما يصلك جوع جديد من الاعتلال ، بحيث تحترق منه التخمة والملال .
- وكل من صار له ألم الجوع حاضرا ، انعقد التجدد لأعضائه عضوا عضواً .
4310 - فاللذة من الجوع لا من النقل الجديد ، ومع الجوع يكون خبز الشعير ألذ من السكر .
- إذن فتلك الملالة من عدم الجوع ومن التخمة الكاملة ، وليست من تكرار الكلام .
- وكيف لا يأتيك الملال من الدكان والمساومة والقيل والقال في خداع الناس ؟ !
- وكيف من الغيبة وأكل لحوم الناس مدة سنين لما لم تشبع منها ؟ !
- لقد قلت كثيرا من حلو الكلام في صيد فرج ، وسقت كثيرا من الملق والخداع .
4315 - وفي المرة الأخيرة تتحدث إليها بحرقة وذلاقة لسان، أكثر حرارة من المرة الأولى.
- إن الألم يجدد العلاج القديم ، والألم يقضب كل غصن من أغصان الملل .
- فالآلام كيمياء مجددة ، وأين الملل في ذلك الطرف الذي ارتفع فيه الألم ؟ !
- فانتبه ، ولا تتأوه بحزن من الألم ، بل ابحث عن الألم ، ابحث عنه ، ابحث عن الألم ! !
« 363 »
- وإن الأدوية العشوائية خادعة للألم ، هي قاطعة طريق وآخذة للأموال برسم الإتاوة .
4320 - والماء المالح ليس علاجا للعطش ، حتى وإن بدى عند الشرب باردا عذباً .
- لكنه صار خادعاً ، ومانعاً عن البحث على الماء الحلو ، التي نبتت منه مائة خضرة .
- مثلما يكون كل ذهب مزيف مانعا عن معرفة الذهب الخالص حيثما يكون .
- لقد قطع جناحك وقوامك بخداعه ، قائلا لك : أنا مرادك ، فخذنى أيها المريد .
- قال لك : سوف أمحو ألمك ، وهو نفسه كان ألما ، كان خسارة وهزيمة ، بالرغم من أنه كان كسبا في الظاهر .
4325 - فامض ، وأهرب دائما من الأدوية الكاذبة ، حتى يصير الألم صوابا لك ، وناثرا للمسك ! !
- قال " الدركي " : لست لصا ولست فاسقاً ، أنت رجل طيب لكنك ساذج أحمق
- أتسافر كل هذه المسافة على خيال وحلم ، أليس لعقلك ذرة من الضياء « 1 » ؟ !
- لقد رأيت بنفسي هذا الحلم مرات ، إنه يوجد في بغداد كنز مستتر .
- وأنه مدفون في ناحية كذا وفي حي كذا ، وكان اسم الحي هو اسم حي ذلك الحزين .
4330 - إنه في منزل فلان فاذهب وابحث عنه ، وذكر منزله واسمه ذلك العدو .
- لقد رأيت بنفسي هذا الحلم مرات ، إنه في بغداد ، يوجد كنز ، إنه في الوطن .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 475 :
- أتسافر كل هذه المسافة الطويلة على خيال من جهلك ومن طمعك ؟ ! .
« 364 »
- لكني لم أتحرك من مكاني لهذا الخيال ، وأنت بحلم واحد تأتى بلا إمهال ! ! .
- إن رؤيا الأحمق جديرة بعقله ، إنها مثله ، لا قيمة لها ولا تساوى شيئاً .
- واعتبر أن رؤيا المرأة أقل من رؤيا الرجل ، وذلك من أجل نقصان عقلها وضعف روحها .
4335 - ورؤيا ناقص العقل والساذج باطلة ، وماذا يكون الحلم لمن لا عقل له ؟ ! هباء ! ! .
- قال لنفسه : إن الكنز في منزلي ، فأي فقر لي وحزن هنا ؟ !
- لقد مت من الكدية وأنا على رأس كنز ، ذلك أنني كنت في غفلة وكنت في حجاب .
- وثمل من هذه البشرى ، وانمحى عنه الألم ، وقرأ " الحمد " مئات الآلاف من المرات دون شفة .
- وقال : لقد كان دسمى موقوفا على هذه الصفعة ، وكان ماء الحيوان موجودا في حانوتى .
4340 - امض ، فلقد وقعت على دسم عظيم ، برغم هذا الوهم بأنى كنت مفلسا .
- فسواء اعتبرتنى أحمق أو اعتبرتنى وضيعاً ، لقد صار لي " هذا الكنز " فقل ما شئت .
- ولقد رأيت مرادي وحصلت عليه بلا شك ، فقل ما شئت لي ، أيها الشتام .
- وقل عنى أنى شديد الألم أيها المحتشم، فأنا بالنسبة لك شديد الألم ، وبيني وبين نفسي سعيد .
- فويلاه لو كان هذا الهبوط مقلوباً ، لكان بالنسبة لك روضة وبالنسبة لي فجيعة .
« 365 »
مثل
4345 - قال أحد الأخساء ذات يوم لدرويش إن أحدا لا يعرفك هنا .
- قال له : إن لم يعرفني العامي ، فأنا أعرف جيداً من أكون ! .
- فويلاه إذا كان الألم والجرح معكوسين ، وكان هو ناظرا إلى وأنا أعمى عن نفسي .
- فاعتبرنى أحمق أيها الشرطي ، فأنا أحمق يا حسن الحظ ، والحظ أفضل من اللجاج والوجه الصفيق .
- إن هذا الكلام ينطلق وفقا لظنك ، وإلا فإن الحظ أعطاني أيضاً عطية عقلي .
عودة ذلك الشخص فرحا موفقا شاكرا لله ساجدا له وحائرا في غرائب إشارات الحق
وظهور تأويلاتها على وجه لا يصل إليه عقل وفهم أبداً
4350 - عاد من مصر إلى بغداد ، ساجدا وراكعا حامدا وشاكراً .
- وطوال الطريق وهو حائر وثمل من هذا العجب ، من انعكاس الرزق وطريق الطلب .
- متسائلًا : من أي الأماكن كان قد جعلني أملًا ؟ ! ومن أيها نثر على الفضة والنفع ؟ !
- وأية حكمة كانت في أن قبلة المراد ، أخرجني من منزلي ضالا وفرحا ؟ !
- حتى أمضى مسرعا في الضلالة ، وفي كل لحظة كنت أصير أكثر بعدا عن المطلوب .
4355 - ثم إن الحق جعل بجوده عين الضلالة وسيلة إلى الرشد والنفع .
« 366 »
- إنه يجعل الضلالة منهاجا للإيمان ، ويجعل الاعوجاج موضع حصاد للإحسان .
- حتى لا يكون محسن قط خاليا من الخوف، وحتى لا يكون خائن قط قانطاً "من رحمة الله "!!
- لقد جعل ترياق ذلك السم مخفيا فيه ، حتى يقال أنه ذو اللطف الخفي .
- وليست تلك المكرمة مخفية في الصلاة ، بل إن تلك المغفرة تضع الخلعة على الذنب .
4360 - إن قصد المنكرين إذلال الثقات ، جعل ذلهم عزا وظهورا للمعجزات .
- كان قصدهم من الإنكار إذلال الدين ، وعين الذل صار عزا للمرسلين .
- وإن لم يكن الإنكار قد صدر من كل شرير ، فلماذا ظهرت إذن البراهين والمعجزات ؟ !
- وما لم ينكر الخصم ويكون طالبا للمصداق ، متى يقوم القاضي بطلب الشاهد ؟ !
- والمعجزة بمثابة الشاهد الزكي ، من أجل صدق المدعى ، ومن أجل انتقاء الشك .
4365 - ولما كان الطعن يتأتى من كل من هو جاهل، كان الحق يعطى المعجزات، وكان يكرم!!
- كان مكر فرعون أضعاف أضعاف المكر العادي ، وصار بأجمعه ذلًا له وقمعاً .
- لقد أحضر السحرة من صالحين وطالحين ، حتى يقوموا بجرح معجزة موسى عليه السلام .
« 367 »
- ختى يجعل العصا باطلة ومفتضحة ، ويقتلع اعتبارها من القلوب .
- ونفس ذلك المكر يصير آية لموسى عليه السّلام ، ويرتفع اعتبار تلك العصا واحترامها .
4370 - ثم يحضر العسكر من الفجر حول البحر « 1 » ، حتى يقطع السبيل على موسى عليه السّلام وقومه .
- فيصير أمنا لأمة موسى ، ويمضى هو إلى باطن الأرض والصحراء .
- ولو كان قد بقي في مصر ولم يأت ، فمتى كان الوهم يصير زائلا عن بني إسرائيل ؟ !
- لقد جاء ، وألقى بالسبطى في ذوبان " الخوف " ، قائلا له : اعلم أن الأمر سر من أسرار الخوف .
- وذلك هو اللطف الخفي ، أن الصمد يبدي النار ، فتكون النار نوراً .
4375 - إن إعطاء الأجر في التقى ليس مخفيا ، لكن انظر إلى أجر السحرة من بعد الخطأ .
- والوصل لا يخفى في الرعاية ، لكنه أعطى السحرة الوصل في القطع .
- ولا يخفى السير بالقدم التي تمضى ، فانظر إلى سير السحرة في قطع القدم .
- والعارفون لذلك دوما آمنون ، ذلك أنهم عبروا بحار الدم .
- لقد ظهر أمنهم من عين الخوف ، فلا جرم أنهم كل لحظة في زيادة .
4380 - فهل رأيت أمنا قد اختفى في الخوف ؟ ! فانظر إلى الخوف قد كمن في الرجاء أيها الصفى .
..............................................................
( 1 ) في المتن : حول النيل ، ولا يستقيم .
« 368 »
- وذلك الأمير يطوف حول عيسى عليه السّلام بمكره وعيسى عليه السّلام في داره يخفى وجهه .
- ويدخل ، حتى يصير متوجا ، يجعل المشنقة تاجا له ، لأنه هو نفسه شييه عيسى عليه السّلام .
- " إنه يصيح " انتبهوا . . . لا تشنقونى ، لست عيسى ، إنني أمير على اليهود ومقبل الخطى .
- فيجاب ، بل أسرعوا بشنقه فهو عيسى ، ومن قوتنا عليه يموه علينا ! !
4385 - وكثيرا ما يمضى الجندي على المعمعمة ، ثم يصير زاده فينا وينقلب على رأسه .
- ويمضى التاجر طويلا على رائحة الكسب ، ويظن الوقت عيدا فيحترق كالعود .
- وكثيرا ما حدث الأمر على عكسه في العالم ، يظن أحدهم الشئ سما ويكون عسلا .
- وكثيرا ما حدث أن استسلم جيش لموته ، فتقدمت فيه الأنوار ، وتقدم إليه الظفر .
- وأبرهة جاء مع فيه من أجل ذل البيت ، وحتى يجندل الأحياء ، ويجعلهم أمواتا .
4390 - وحتى يخرب حرم الكعبة ، ويجعل الناس جميعا منفضين عنها .
- وحتى يلتف حول كل الزوار ، ويجعل الجميع كعبته هو قبلة .
- وينتقم من العرب انتقاما بشعاً ، متسائلا : لماذا يضرمون النار في كعبتى ؟ !
- ونفس سعيه هذا صار عزا للكعبة ، وصار سبباً في إعزاز ذلك البيت .
« 369 »
- كان لأهل مكة عز واحد ، فصار مائة عز ، وامتد عزهم إلى يوم القيامة .
4395 - وصار هو وكعبة أكثر خسوفاً ، ومم كل هذا ؟ ! من عنايات القدر .
- ومن عناد إبرهة الذي كان كالوحش ، اغتنى فقراء العرب .
- وكان يظن أنه عندما ساق جيشه على سكان البيت ، أنه سوف يستولى على الذهب .
- وفي فسخ العزائم هذا وفي هذه الهمم ، كل قدم متفرجة في الطريق .
- لقد جاء ذلك "البغدادي" إلى منزله فوجد الكنز ، ووجد أمره النظام من اللطف الإلهى «1».
تكرار الأخوين النصيحة الأخ الأكبر وعدم تحمله لتلك النصيحة وفراره منها ،
وذهابه مفتونا مسلوب النفس والقائه بنفسه في بلاط الملك دون طلب للإذن بالمثول ،
لكن من فرط العشق وليس من الوقاحة أو اللامبالاة . . . إلى آخره
4400 - قالا له : إن في أرواحنا إجابات ، " واضحة " كأنها النجم في السماء .
- وإن لم تخبرك بها ، لما استقام النرد ، وأن أخبرناك بها تألم قلبك .
- إننا كالضفادع تحت الماء إن تحدثت فألم ، وإن سكتت فالاختناق والسقم .
- فإن لم نقل ، فلا نور هناك للسلم ، وإن قلناه ، فلا إذن لنا بقوله .
- فنهض في التو واللحظة قائلا : أيها الأهل الوداع ، ( إنما الدنيا وما فيها متاع ) .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 480 :
- حتى تعلم حكمة الفرد القديم ، وأنه يضع الأمن في الخوف والرعب .
- لقد تذكرت قصة الأمراء ، فأعرني سمع لبك واستمع إلى البيان .
« 370 »
4405 - وانطلق خارجا كما ينطلق السهم من القوس ، فقد كان المجال ضيقا بالنسبة للكلام آنذاك .
- ودخل ثملا على ملك الصين ، وقبل الأرض " بين يديه " سريعا وبسكر .
- كانت أحوالهم مكشوفة بتفصيلاتها للملك ، أولها وآخرها ، وحزنهم وتزلزلهم .
- إن الشاة تكون مشغولة في مرعاها ، لكن الراعي يكون عالما بحالها .
- " كلكم راع " ، إنه يعلم من القطيع من ترعى ومن تكون في صراع .
4410 - وبالرغم من أنه بصورته يكون بعيداً عن ذلك الصف ، لكنه يكون وسط الحفل كما يكون الدف ! !
- إنه واقف على حرقة تلك الوفود ولهيبها ، لكنه كان قد صمت من المصلحة .
- وإن ذلك السامي كان موجودا وسط أرواحهم ، لكنه تجاهل الأمر عامداً .
- إن صورة النار تكون تحت القدر ، لكن معنى النار يكون داخل القدر .
- إن صورتها خارجية ومعناها داخلي ، ومعنى معشوق الروح كالدم في العروق .
4415 - لقد ركع الأمير أمام الملك ، وأخذ يشرح أحواله كعشرة من المعرفين .
- بالرغم من أن الملك كان يعرف كل أحواله من قبل ، إلا أنه أخذ يقوم بشرحها .
- إن ذرة من نور العرفان في الداخل ، أفضل من مائة معرف أيها الصفى .
- وإن تسليم الأذن للمعروف ، آية على الحجب والحدس والظن .
- ومن صارت له عين القلب رقيباً ، سوف ترى عينه العيان بذاته .
4420 - ولا تقنع روحه بالتواتر ، بل يصله اليقين من عين القلب .
- لقد انطلق المعرف أمام الملك المنتجب في الحديث معرفا بأحواله .
« 371 »
- قال : " أيها الملك إنه صيد إحسانك ، فاهتم به اهتماما ملكيا إذ لا مفر له منه .
- لقد تعلق بيده بأهداب سرج هذه الدولة ، فامسح بيدك على رأسه الثملة .
- قال الملك : إن كل منصب وإمارة يريدها هذا الفتى فإنه يجدها .
4425 - وأهبه هنا ملكا - يبلغ عشرين ضعف الملك ، الذي خرج منه ، ونحن أيضاً على رأسه .
- قال : منذ أن غرست فيه ملوكيتك العشق، متى ترك لهوى السبيل إلى نفسه إلا إلى هواك؟!
- إنه جدير بالعبودية لك ، بحيث فترت الملوكية في قلبه .
- لقد قامر بالملك والإمارة ، واعتاد على الغربة من أجلك .
- إنه صوفي ، ألقى بخرقته وجدا ، حتى يمضى في أثر خرقة أخرى .
4430 - فهل يبدي الميل إلى خرقته ثانية والندم عليها ، بحيث يقول : إنني صرت مغبوناً .
- هيا ، أعد الخرقة إلى هذا الصوب ، أيها القرين ، فإن ذلك الذي " يعوضها " لا يساويها ! .
- وبعيد عن العاشق أن يفكر هكذا ، وإن فكر هكذا ليكن التراب على رأسه .
- إن العشق يساوى مائة كخرقة الجسد ، فإن فيه حياة وحساً وعقلًا .
- وبخاصة خرقة ملك الدنيا فهي بتراء ، والسكر " الذي يدفع فيه " خمسة دوانق منه يسبب الخمار !
4435 - إن ملك الدنيا حلال على عباد الجسد ، ونحن غلمان للعشق الذي لا زوال له .
- أنه عاملٌ على العشق ، فلا تعزله ، ولا تجعله مشغولًا إلا بعشقه .
« 372 »
- إن المنصب الذي يجعلني محجوباً عن وجهك ، هو عين العزل ، وفقد المنصب .
- وإن سبب التأخير في المجيء إلى هنا ، كان فقد الاستعداد ، وضعف الفضل .
- فإنك إن مضيت بلا استعداد إلى منجم ما ، فلن تحصل منه على حبة واحدة .
4440 - مثل عنين يشترى بكراً ، مهما كانت فضية الصدر ، أي نفع له منها ؟ !
- مثل مصباح لا زيت فيه ولا فتيل ، لا كثير فيه من الشمع ولا قليل .
- أو أن يدخل أخشم إلى روضة ، متى يصير أنفه سعيداً من الريحان ؟ ! .
- مثل حسناء فاتنة في محضر عنين ، وصوت الرباب والعود أمام أصم .
- وكالطائر البرى يدخل إلى البحار ، ماذا يجد منها إلا الهلاك والخسار ؟ !
4445 - ومثل الذهاب إلى طاحون بدون قمح ، فلا يكون منها عطاء إلا تبييض اللحية والشعر .
- إن طاحون الفلك تهب من لا قمح لهم ، شعراً أشيب وخاصرة ضعيفة .
- لكن هذه الطاحون تهب من يملكون القمح الملك وتعطيهم الشأن والسلطان .
- فينبغي أن يكون لديك في البداية الاستعداد للجنة ، حتى تتولد لك الحياة من الجنة .
- وأية حلاوة للطفل الرضيع من الشراب والشواء أو من القصور والقباب ؟ !
4450 - إن هذا المثل لا حد له فكفاك طلبا للكلام ، فاذهب وقم بتحصيل الاستعداد .
- لقد قعد الأمير حتى الآن من أجل الاستعداد ، وجاوز الشوق الحد ولم يحصل عليه .
- فقال : إن الاستعداد يصل أيضاً من المليك ، وبدون الروح متى يصير الجسد مستعداً ؟
« 373 »
- لقد طوت ألطاف المليك أحزانه ، لقد مضى ليصيد المليك ، فصار هو صيداً .
- إن كل من سعى من أجل صيد مثلك ، قيد دون أن يقوم بتقييد الصيد .
4455 - وكل من صار باحثاً عن الإمارة ، سقط في الأسر دون أن يحصل عليها .
- فاعلم أن صورة ديباجة الدنيا معكوسة ، واسم كل عبد للدنيا سيد الدنيا .
- ويا أيها الجسد المعوج الفكر امض بشكل معكوس ، فقد جعلت مائة ألف حر عبيداً لك .
- واترك هذا المكر فترة من الزمن ، وعش حراً قبل الأجل بضع لحظات .
- وإن لم يكن لك في الحرية طريق كالحمار ، ولم يكن لك سيرٌ إلا في البئر كالدلو .
4460 - امض فترة من الزمن ، واترك روحي ، امض وابحث عن رفيق سواي .
- لقد انتهى دورى ، فحررنى واجعل غيرى لك صهراً .
- ويا أيها الجسد المشغول بمائة عمل اتركنى ، لقد سلبت عمرى فابحث عن شخص آخر .
افتتان القاضي بامرأة جحا وبقاؤه في صندوق وشراء نائب القاضي للصندوق ،
ثم مجىء زوجة جحا في السنة التالية للقيام بنفس اللعبة السابقة وقول القاضي لها ،
لا ، اتركينى وابحثى عن آخر . . . إلى آخر القصة
- كان جحا كل عام بتأثير الفقر يلتفت إلى امرأته بذكاء قائلًا : أيتها المرأة الفاتنة ؛
- ما دام السلاح معك ، اذهبي وصيدى صيداً ، حتى نحلب من صيدك اللبن .
« 374 »
4465 - فمن أي شئ وهبك الله إذن قوس الحاجب وسهام اللواحظ وشبكة الكيد إلا من أجل الصيد ؟ !
- إمضى وضعي شباكك لطير سمين ، أظهرى الحب ، لكن إياك أن تجعليه يأكله .
- أظهرى منك الرغبة ، ثم رديه خائباً ، فمتى يلتقط الحب ما دام قد صار أسير الشبكة ؟ !
- ومضت المرأة نحو القاضي شاكية ، قائلة : لقد ضاق صدري من زوج شديد التلون .
- فاختصر القصة ، فان القاضي قد صار صيداً من مقال تلك الحسناء ومن جمالها .
4470 - فقال لها : إن المحكمة مليئة بالصخب ، ولا أستطيع فهم هذه الشكوى .
- فلو تأتيني في خلوة أيتها السروة الممشوقة ، وتشرحين لي ظلم الزوج لك « 1 » .
- قالت : إن منزلك كثير المترددين من كل صالح وطالح من أجل الشكوى .
- وعندما يكون منزل الرأس مليئاً بالرغائب ، يكون الصدر مليئاً بالوساوس والضجيج .
- ولقد استراحت بقية الأعضاء من الفكر ، وتلك الصدور قد اهترأت من الأفكار التي ترد إليها « 2 »
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 496 :
- فافهم هذا الأمر جيداً وأعطيه جزاءه ، بما يقتضيه الحق فلا تحزني من ذلك
- وبصير حالك معلوماً لي ، وأجعل زوجك أليفاً لا عتو لديه .
( 2 ) ج : 14 / 496 :
- مثل الغصن من الثمار والأوراق القديمة ، يصير خالياً حتى يعمل أمر " كن "
- ومن خلف هذا القدم تصل أوراق وثمار من الغيب دون أدنى ريب .
« 375 »
4475 - فاهرب في الخريف وفي ريح خوف الحق ، ودعك من تلك الشقائق التي كانت بالأمس .
- فإن هذه الشقائق مانعة للبراعم الطالعة ، التي تنمو شجرة القلب من أجلها .
- وأهرب بالنوم من هذه الأفكار ، وارفع رأسك من النوم لتجد نفسك في يقظة .
- ومثل أصحاب الكهف أيها السيد ، امض سريعاً إلى إيقاظ تحسبهم رقود .
- فقال " القاضي " أيتها الحسناء ما هو المعتاد ؟ قالت : إن منزل صاحبتك خال تماماً .
4480 - لقد ذهب الخصم إلى القرية ، والحارس أيضاً غير موجود ، وهو مسكن حسن جداً من أجل الخلوة .
- فتعال الليلة - إن أمكن - إلى ذلك المكان ، فأن عمل الليل لا سمعة فيه ولا رياء .
- وكل الجواسيس يكونون سكارى في خمر النوم ، وزنجي الليل قد ضرب أعناق الجميع .
- وتلت على القاضي تعاويذ عجيبة ، من تلك الشفة الحلوة وناهيك بها من شفة .
- لقد وسوس إبليس لآدم كثيراً ، وعندما قالت له حواء : كل ، أكل .
4485 - وأول دم " أريق " في دنيا الظلم والعدل ، وقع من يد قابيل من أجل امرأة .
- وعندما كان نوح يصنع شواء على مقلاه ، كانت "وأهلة" زوجة تلقى بالحجر على المقلاة.
- وكان مكر المرأة يتغلب على عمله ، فكانت تكدر ماء وعظة الصافي .
« 376 »
- فكان ينقل إلى قومه رسالة في السر ، قائلًا : احفظوا الدين من أولئك الضالات « 1 »
.
يتبع