عقاب يوسف الصديق بالحبس بسبب طلبه العون من غير الحق .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
عقاب يوسف الصديق بالحبس بسبب على مدونة عبدالله المسافر باللهعقاب يوسف الصديق بالحبس بسبب طلبه العون من غير الحق المثنوي المعنوي الجزء السادس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
عقاب يوسف الصديق صلوات الله عليه بالحبس بضع سنين بسبب طلبه العون
من غير الحق وقوله اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ وشرحه
« 291 »
3410 - مثل يوسف عليه السّلام الذي طلب العون من سجين بضراعة وخضوع وتذلل ؛
- طلب العون ، وقال : عندما تخرج وتستوى أمورك عند الملك ،
- أذكرنى أمام عرش ذلك العزيز ، حتى يخلصني أيضاً من هذا السجن .
- ومتى يخلص سجينٌ في الأسر سجينا آخر ؟ ! !
- وأهل الدنيا برمتهم سجناء ، وهم في انتظار الموت في الدنيا الفانية .
3415 - اللهم إلا شخص شديد الندرة ، جسده في السجن وروحه في عطارد .
- ومن ثم فعقاباً على أنه رأى فيه معينا ، لبث يوسف في السجن بضع سنين .
- لقد محا الشيطان ذكر يوسف من خاطره ، ومحا الشيطان من قلبه هذه الوصية .
- ومن ذلك الذنب الذي بدر من حسن الخصال ذاك، بقي في السجن - بحكم الله - بضع سنين.
- كان الأمر يعنى : أي تقصير بدر من شمس العدل ، حتى تسقط كالخفاش في الظلمة ؟
3420 - انتبه ، أي تقصير بدر من البحر والسحاب، حتى تطلب العون من الرمل والسراب؟
- فإذا كان العوام في طبع الخفاش ويجوز لهم هذا ، فيا يوسف ، إن لديك في النهاية عينا مبصرة .
- فإذا كان خفاش قد مضى في العمى والظلمة ، فماذا حدث لبصيرة بازى السلطان ؟ !
- ومن ثم أدبه الأستاذ لهذا الجرم ، قائلًا له : لا تجعل لك عمادا من خشب مهترىء .
« 292 »
- لكنه شغل يوسف بنفسه ، حتى يحس بألم في قلبه من ذلك الحبس .
3425 - فأعطاه الحق الأنس " به " والسكر ، بحيث لا السجن بقي أمامه ولا الظلام .
- فليس هناك سجن أشد وحشة من سجن الرحم ، فهو سىء ومظلم وملىء بالدم ، ووخم ! !
- وعندما فتح لك الحق فيه كوة إليه ، يزيد جسدك كل لحظة في الرحم .
- وفي ذلك السجن من اللذة لا حد لها ، تفتحت الحواس سعيدة من غراس جسدك .
- ومن هنا كان الخروج من الرحم صعباً عليك ، فأنت هاربٌ من رحمها نحو الظهر .
3430 - فاعلم أن طريق اللذة من الداخل لا من الخارج ، واعلم أنه من البلاهة البحث عن القصور والحصون ! !
- فأحدهم في زاوية المسجد في نشوة وسعادة ، وذاك في البستان عبوس ومكتئب .
- فالقصر ليس شيئا ، فدمر البدن ، فالكنز في الخرائب يا أميري .
- ألست ترى انه في مجلس الشراب ، يسعد الثمل عندما يتهدم تماماً ؟ !
- فبالرغم من أن الدار مليئة بالرسوم فاهدمها ، وابحث عن الكنز ثم عمرها بهذا الكنز .
3435 - فالدار المليئة بنقوش التصوير والخيال ، تكون صورها ونقوشها كالحجاب على كنز الوصال ! !
- إن شعاع الكنز وبريق الذهب ، هي التي تجعل الصور تغلى في هذا الصدر ! !
« 293 »
- وأيضاً من اللطف وصورة الماء ذي الشرف، صارت أجزاء الزبد حجابا على وجه الماء!.
- وأيضاً من لطف الروح القيمة وجيشانها ، صار شخص الجسد حجابا على وجه الروح .
- فاستمع إذن إلى مثل تتداوله الأفواه ، هو : إن ما حاق بنا أيها الأخ . . . منّا .
3440 - ومن هذا الحجاب فإن هؤلاء الظامئين عبدة الزيد ، وقعوا بعيدا عن الماء الصافي .
- أيتها الشمس مع مثلك قبلة وإماما ، نقوم بعبادة الليل ، وطبع الخفاش .
- فاجعلي إلى نفسك طيرانا لهذه الخفافيش، واشتريهم من طبعهم الخفاشى، يا مجيرة" الحيارى" .
- إن هذا الشاب ضال من هذا الجرم ومعتد إذ جاء إلى أنا ، لكن لا تأخذه بذنبه .
- كانت هذه الأفكار تغلى في عماد الملك كأنها الأسد في الآجام .
3445 - كان ظاهره واقفا أمام السلطان ، وكانت روحه ملحقة في رياض الغيب .
- كان كالملائكة في إقليم " ألست " ، يثمل كل لحظة بشراب جديد .
- ولما كان باطنه في محفل وظاهره مليئا بالحزن ، وفي جسدٍ كأنه اللحد عالم عظيم .
- كان في هذه الحيرة وهذا الانتظار ، منتظراً ماذا يتأتى من الغيب والأسرار .
- وجاء القواد في تلك اللحظة جارين الجواد أمام خوارزمشاه .
3450 - والحق أنه تحت هذا الفلك الأزرق ، لم يكن هناك مهر في قده ، وخطوه .
« 294 »
- كان لونه يخطف كل بصر ، مرحبا بهذا الذي ولد من البرق والقمر ! !
- كان كالقمر وكعطارد حاد السير ، لم يكن طعامه من الشعير بل من الرياح الصرصر ! !
- فهو قمر يقطع مساحة السماء في ليلة ، في مسيره وذهابه .
- وإذا كان القمر قد قطع الأبراج في ليلة واحدة ، فمن أي شئ تصير منكرا للمعراج ؟ ! !
3455 - إنه كمائة قمر ذلك الدر اليتيم العجيب ، فبإشارة واحدة منه انشق القمر .
- وذلك العجب الذي أبداه في شق القمر ، كان بقدر ضعف حس الخلق .
- إن أعمال الأنبياء والمرسلين وشؤونهم خارجة عن الأفلاك والكواكب .
- وأنت أيضاً أخرج عن الأفلاك ودورانها ، ثم انظر آنذاك إلى هذه الأعمال والشؤون .
- ذلك وأنت داخل البيضة كالأفراخ ، لا تستمع إلى تسبيح طيور الهواء .
3460 - إن المعجزات لن تصير مشروحة هنا ، فتحدث عن الجواد وخوارزمشاه ، وقصتهما .
- إن شمس لطف الحق في كل ما سطعت عليه من كلب أو جواد قد وجد مجد الكهف .
- فلا تعتبر إشراق لطفها ، على نسق واحد ، لقد أعطى أمارة " لنا " الحجر والياقوت .
- فللياقوت منها كنز مقتبس ، وللحجر الحرارة والدفء فحسب ! !
- وأن تشرق الشمس على جدار ، لا يكون مثلما تشرق على الماء وتحدث الاضطراب .
3465 - عندما تحير منه لحظة ذلك الملك الفريد ، التفت نحو عماد الملك قائلًا :
- أيها الأخ . . . أليس هذا جوادا في غاية العظمة ، أيكون من الجنة وليس من الأرض ؟ !
- فقال له عماد الملك : أيها السيد : إن الشيطان من ميلك ينقلب إلى ملاك .
« 295 »
- إن كل ما يقع عليه خطرك يصير جميلًا ، وهذه المطية جميلة جداً وفاتنة لكن ؛
- لكن تلك الرأس موضع نقص في قوامه ، فإنك تخال رأسه هذه رأس ثور .
3470 - وأثر ذلك القول في قلب خوارزمشاه ، وحقر الجواد في نظر الملك .
- وعندما صار الغرض دلالا وواصفاً ، تجد يوسف بقيمة مجرد ثلاثة أذرع من الكرباس .
- وعندما يصير الشيطان دلال درٌ الإيمان ، عند فراق الروح ؛
- يبيع الأبله الإيمان سريعا في تلك الشدة بإبريق ماء .
- ويكون ذاك خيالا وليس إبريقا ، ولا يكون قصد ذلك الدلال إلا الشعوذة .
3475 - وفي ذلك الزمان الذي تكون فيه صحيحا سمينا ، تهب الصدق في مقابل خيال .
- وتبيع في كل لحظة در المنجم ، وكطفل تأخذ في مقابله حبات الجوز .
- إذن ففي كرب يوم الأجل ، ليس بالمستبعد أن يكون هذا عملك .
- إن صورة ما تغلى في خيالك ، لكنها مهترئة كجوزة عند دقها .
- إن ذلك الخيال في البداية مثل البدر ، لكنه في النهاية يصير مثل الهلال .
3480 - فإذا نظرت إلى أوله كما تنظر إلى آخره ، فإنك تفرغ من خداعه السخيف .
- إن الجوز المتحلل هو الدنيا أيها الأمين ، فامتحنها قليلًا وانظر إليها عن بعد .
- لقد رأى الملك ذلك الجواد بعين الحال ، بينما رآه عماد الملك بعين المآل ! !
- كانت عين الملك ترى ذراعين من اللغز ، وعين ذلك الناظر إلى العواقب " ترى " خمسين ذراعاً ! !
- فأي كحل هذا ؟ ! إنه هو الذي يضعه الله ، بحيث ترى الروح الرشد من خلف مائة حجاب .
3485 - ولما كانت عين السيد مقترنة بالعاقبة ، سمى بهذه الرؤية الدنيا جيفة .
« 296 »
- ومن ذلك الذم الوحيد الذي سمعه الملك فحسب ، برد في قلبه حب الجواد .
- لقد ترك عينه هو واختار عين الوزير ، وترك وعيه هو ، وسمع قول الوزير .
- كانت هذه مجرد ذريعة ، وذلك الديان الفرد من الضراعة ، برده في قلب الملك .
- لقد أغلق باباً على حسنه أمام البصر ، وذلك الكلام كان موجوداً كصرير الباب .
3490 - ووضعت تلك النقطة حجابا أمام عين الملك ، بحيث يبدو القمر أسود من ذلك الحجاب .
- فتقدس من بناء يقيم الحصون في عالم الغيب من القول والرقى .
- اعلم أن القول هو صوت الباب من قصر السر ، فهل هو صوت فتح يا ترى أو إنغلاق ؟
- إن صوت الباب محسوس والباب خارج عن الحس ، إنكم تسمعون هذا الصوت ولا ترون الباب ! !
- ولما كان صنج الحكمة حسن الصوت ، فأي باب قد فتح من روض الجنان .
3495 - وصوت قول الشر . . . عندما ينفتح بابه ، فأي باب ينفتح من سقر على أثره ؟ ! !
- فاستمع إلى صوت الباب ما دمت بعيداً عن بابه ، وما أسعده ذاك الذي تفتح له شُرفُه !
- وما دمت ترى أنك تفعل الخير ، فأنت تطرق على الحياة وعلى الراحة ! !
- وعندما يحدث تقصير أو فساد ، تختفى تلك الحياة ، وتزول تلك اللذة .
- فلا تترك نظرك من أجل نظر الأخساء ، فإن هذه النسور تجذبك نحو جيفة .
3500 - فيغمض عيناً كأنها النرجس قائلًا : ماذا حدث . . . هيا . . . أعطني آخذا باليد ، فأنا أعمى أيها الأخ ! !
« 297 »
- وذلك الآخذ باليد الذي اخترته في السفر ، ترى أنت نفسك أنه أكثر عمى منك ! ! .
- فاستمسك بيدك بحبل الله كما يفعل العميان ، ولا تطف إلا حول الأمر والنهى الإلهيين .
- فما هو حبل الله ؟ ! إنه ترك الهوى ، فإنه هذا الهوى صار صرصرا من أجل عاد .
- والخلق قد قبعوا في السجن من الهوى ، وقيدت أجنحة الطيور من الهوى .
3505 - والسمكة في لهيب المقلاة من الهوى ، والحياء قد انتفى عن المحصنات من الهوى .
- وغضب الشرطي شعلة نار من الهوى ، والصليب وهول المشنقة من الهوى .
- لقد رأيت شرطة الأجساد على الأرض ، فانظر أيضاً إلى شرطة أحكام الروح .
- وللروح في الغيب أنواع من التعذيب ، لكن ما لم تهرب ، فالتعذيب في الخفاء .
- وعندما تنجو ، ترى التعذيب والدمار ، ذلك أن الضد يظهر من ضده .
3510 - وذلك الذي ولد في جب وفي ماء أسود، أي علم له بالفرق بين لطف الوادي وألم الجب؟!
- وعندما تتخلص من الهوى خوفا من الحق ، تصل إليك كأس من تسنيم الحق .
- " لا تطرق في هواك . . . سل سبيلا من جناب الله نحو السلسبيل .
- " لا تكن طوع الهوى مثل الحشيش ، إن ظل العرش أولى من عريش " « 1 »
- قال السلطان : ردوا الجواد سريعاً ، واشترونى ثانية من هذه المظلمة .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن .
« 298 »
3515 - ولم يحدث الملك قلبه قائلًا : لا تخدعوا الأسد برأس البقر .
- إنك تدخل قدم الثور فيما بيننا إدعاءً ، فامض ، لا يضع الحق على جواد قرن ثور ! !
- فهل تراها صنعة مناسبة تماما لهذا الأستاذ العظيم، أن يضع على جسد جواد عضوا من ثور؟!
- ذلك أن الأستاذ قد صنع الأبدان متناسبة ، وبنى قصورا متحركة ! !
- وبين القصور تخريجات وصهاريج من هذه الناحية إلى تلك الناحية .
3520 - ومن داخلها عالم بلا انتهاء ، ومن بين خيام المعسكر فضاءٌ واسع .
- وأحياناً يبدي القمر وكأنه الكابوس ، وأحياناً يبدي قعر الجب كالروضة ! !
- وقبض عين القلب وبسطها من ذي الجلال ، ما دام يقوم في كل لحظة بالسحر الحلال .
- لهذا السبب طلب المصطفى صلى اللَّه عليه وسلّم من الحق قائلًا : أرني القبيح قبيحاً والحق حقاً ! !
- حتى لا أسقط من الندم والقلق عندما تتغير الأمور في النهاية .
3525 - وذلك المكر الذي قام به عماد الملك الفريد ، أرشده إليه مالك الملك .
- إن مكر الحق هو منبع ألوان المكر هذه ، والقلب بين إصبعى الكبرياء .
- إن من يضع في قلبك المكر والقياس ، يستطيع أن يضرم النار في الغطاء .
العودة إلى قصة ذلك الرجل الشهم وذلك الغريب المدين وعودتهما من قبر السيد
ورؤية الرجل الشهم للسيد في النوم . . . إلى آخره
- لقد بقيت هذه القصة اللطيفة بلا نهاية ، وعندما عاد الغريب من قبر السيد ؛
- اصطحبه الرجل الشهم إلى منزله ، وأودعه مائة دينار مختومة .
« 299 »
3530 - أحضر له لذيذ الطعام وسامره ، بحيث تفتحت في قلبه من الأمل مائة وردة .
- كان قد رأى يسراً من بعد العسر ، وتحدث مع الغيب عن قصة هذا الأمر .
- ومر منتصف الليل ، عندما حمل النوم المتسامرين إلى مرعى الروح .
- رأى الرجل الشهم ذلك السيد الميمون في المنام تلك الليلة " واقفا " في صدر القصر .
- وقال له السيد : أيها الرجل الشهم المليح ، لقد سمعت كل ما قلته بتفصيلاته .
3535 - لكن لم يكن عندي الأمر بالجواب ، وأنا لا أجرؤ على فتح فمي دون أن يصدر إلى أمر بذلك .
- ذلك أننا ما دمنا قد صرنا واقفين على الكم والكيف ، فقد وضعت أختام على شفاهنا .
- حتى لا تنتشر أسرار الغيب ، وحتى لا ينهدم العيش والمعاش .
- وحتى لا تتمزق حجب الغفلة تماماً ، وحتى لا يبقى قدر المحنة فجا نصف مطبوخ « 1 » .
- فنحن كلنا آذان وإن ذهبت صورة الأذن ، ونحن كلنا نطق وإن صمتت الشفاه « 2 » .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 335 :
- حتى لا يقع عن الطبق غطاء الغيب ، ولا ترى عين الريب ما ينبغي أن يُرى .
( 2 ) ج : 14 / 335 :
- ونحن كلنا عيون وإن ذهبت صورة العين ، نعم كلنا عيون لا سحاب أمامها ولا غين
- ونحن غرق في البحر وإن كلنا قطرة ، وكلنا في عبوس وإن كنا ذرة
- ونحن كلنا في صفاء دون حجاب الطين ، وقد صرنا معافين في دار الخلود
« 300 »
3540 - وكل ما أعطيناه رأيناه هذه اللحظة ، هذه الدنيا حجاب ، والآخرة هي العين .
- إن يوم الغراس هو يوم الإخفاء ، وهو يوم بذار البذور في التراب .
- أما الحصاد ، فهو وقت استخدام المناجل ، وهو يوم الجزاء والظهور .
قول السيد في النوم لذلك الرجل الشهم من أي موضع تقضى ديون ذلك الصديق
ودلالته لمكان دفن ذلك المال ورسالة إلى ورثته قائلًا : لا تنظروا إليه على أنه كثير إطلاقا ، ولا تمنعوا منه شيئاً وحتى إن لم يقبله أو يقبل بعضه دعوه في مكانه يأخذه من يريده إذ نذرت لله ألا تعود حبة من هذه الفضة إلىّ أو إلى ورثتى
- انظر الأن إلى عطية الضيف الجديد ، كنت أرى انه سوف يصل .
- لقد سمعت خبراً عن ديْنه ، فادخرت من أجله جوهرتين أو ثلاثة .
3545 - بحيث تكون وفاءً لدينه أو تريد ، حتى لا يعود ضيفي وفي صدره جرح .
- إن عليه دينا تسعة آلاف دينار ذهبي ، فقل له اقض دينك من بعض هذه " الجواهر " .
- وسوف يتبقى من ثمنها الكثير فانفقه ، واذكرني من دعائك .
- لقد أردت أن أسلمها لك بيدي ، وقد أدرجت في دفتر كذا كيفية توزيعها .
- لكن الأجل لم يمهلنى ، حتى أسلمه خفية هذه الدرر العدنية .
3550 - فهناك عقيق وياقوت موجود في جرة عليها اسمه من أجل قضاء دينه .
- وقد دفنتها في طاق كذا ، ذلك أن هم هذا الصديق القديم أهمنى .
- ولا يعرف قيمتها سوى الملوك ، " فاجتهد بالبيع ألا يخدعوك " .
« 301 »
- وفي البيوع ، خوفا من الخداع افعل كما علمك الرسول ، ثلاثة أيام من الاختيار ! !
- ولا تخشى كسادها ، ولا تقع في الخسارة فإن رواجها لن يضيع أبداً .
3555 - وأبلغ ورثتى منى السلام ، وانقل إليهم هذه الوصية بحذافيرها .
- حتى لا يتهيبوا من كثرة ذلك الذهب ، ويسلموه بلا تباطؤا لهذا الضيف .
- وإن قال هو : لا أحتاج إلى هذا القدر ، فقل له خذه وأعطه لمن تشاء .
- فإنني لن استرد نقيراً مما أعطيت ، فلا يعود لبن قط إلى الثدي .
- فإن مسترد النحلة في قول لرسول صلى اللَّه عليه وسلّم كأنه الكلب يأكل ما تقيأه .
3560 - وحتى إن أغلق الباب كيلا يأخذ الذهب ، عليهم أن يصبوا ذلك العطاء على الباب .
- بحيث يأخذ كل من يمر من هذا الذهب ، فإن هدية المخلصين لا ترد .
- لقد ادخرتها من أجله منذ عامين ، ونذرت النذور لله تعالى .
- ولو أنهم سمحوا لأنفسهم بأن يأخذوا منها شيئاً فإن الخسارة سوف تحيق بهم ، عشرين ضعفاً ! !
- ولو أنهم أصابوا روحي بالذبول ، فسريعاً ما ستفتح أمامهم مائة باب من المحنة .
3565 - إنني أدعو الله بكل " لسان " لبق ، أن يوصل الحق سريعاً للمستحق .
- ثم تحدث عن مسأليتن أخرين ، لن أتطرق إليهما أنا بالحديث .
- حتى تبقى القضيتان سرا مكتوماً ، ولا يطول المثنوى بذكرهما ! .
- فقفز من النوم مطرقعاً بأصابعه ، حيناً متغنياً بالغزل وحينا نائحاً .
- قال الضيف ، ترى ما حل بك من ماليخوليا أيها الرجل الشهم بحيث نهضت ثملا سعيداً .
« 302 »
3750 - وماذا رأيت في النوم ليلة الأمس يا أبا العلاء ، بحيث لا تسعك مدينة أو فلاة ؟ !
- هل رأى فيلك الهند في النوم ؟ ! بحيث ابتعدت عن حلقة الأصدقاء ؟ ! .
- قال : لقد رأيت رؤيا شديدة النفع ، وفي قلبي رأت شمساً .
- لقد رأيت السيد اليقظ في النوم ، ذلك الذي اسلم الروح من أجل رؤية " الحبيب " .
- لقد رأيت في النوم السيد الذي يعطى المنى ، " وواحد كالألف إن أمر عنى " « 1 » .
3757 - وظل يعدد " الأوصاف " ثملا فاقد الوعي على هذا المنوال حتى سلب السكر عقله ولبه .
- وسقط ممدداً في صحن الدار ، وتجمع حوله خلق كثار .
- وعاد إلى وعيه فقال : يا بحر السور ، يا من وضعت الألباب في انعدام الألباب .
- ووضعت اليقظة في النوم ، ووضعت العزاء في استلاب القلب ! !
- فإنك تخفي الغنى في ذل الفقر ، وعقدت طوق الدولة في غل الفقر .
3580 - إن الضد مندرج خفية في الضد ، فالنار مندرجة في الماء المغلى .
- والروضة مضمرة في نار النمرود ، والدخول نامية من النفقات والبذل .
- حتى قال المصطفى صلى اللَّه عليه وسلّم ملك النجاح : " السماح يا أولى النعمى رباح " .
- ما نقص مال من الصدقات قط ، إنما الخيرات نعم المرتبط " « 2 » .
- إن زيادة الذهب ورباه في الزكاة ، والعصمة من الفحشاء والمنكر في الصلاة .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن .
( 2 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن .
« 303 »
3585 - إن زكاتك هذه حارسة على كيسك ، وصلاتك هذه راعيتك من الذئب .
- والفاكهة الحلوة مخفية بين الغصون والأوراق ، والحياة الخالدة تحت الموت .
- لقد صارت القمامة قوة للتراب من العطاء ، ومن التغذى عليها أنتجت الأرض الثمر .
- والوجود خبىء في العدم ، وفي طينة الساجد ، مسجود له .
- والحديد والحجر مظلمان من الخارج ، وفي الداخل نور وشمع للعالم .
3590 - وآلاف من أنواع الأمن مضمرة في الخوف ، وفي سواد العين نور كثير .
- وداخل نور الجسد يوجد أمير ، وهناك كنز مخفى في خرابة .
- بحيث يهرب حمار عجوز من ذلك النفيس ، ويراه ثورا وليس ملكاً ، وأعنى " بالحمار " إبليس ! !
[ قصة ذلك الملك ووصيته لأولاده الثلاثة ]
حكاية ذلك الملك ووصيته لأولاده الثلاثة قائلًا : في سفركم هذا إلى ممالكى ،
رتبوا مكان كذا على هذا النسق ومكان كذا نصبوا النواب على هذا النسق ،
لكن بالله عليكم لا تذهبوا إلى قلعة كذا ولا تحوموا حولها
- كان هناك ملك وكان له ثلاثة أبناء ، كلهم من أصحاب ألفطنة ومن أصحاب النظر .
- كان كل واحد منهم خليقا بالمدح أكثر من الأخر ، في السخاء وفي الوغى وفي الكر والفر .
« 304 »
3595 - ووقف هؤلاء الأمراء مجتمعين أمام الملك ، فهم قرة العين للملك كأنهم الشموع .
- فعن طريق خفى يستمد نخيل ذلك الأب ماءً من عيني ابنه .
- وماء هذه العين يسرع من الابن جاريا نحو رياض الأم والأب .
- فتتجدد رياض الوالدين ، وتجرى عيناهما من هاتين العينين .
- وعندما تصير العين عليلة من المرض ، تجف أوراق ذلك النخيل وفروعه .
3600 - وتتحدث يبوسة النخل إلى العين قائلة : إن ذلك الشجر يأخذ طله من الابن .
- وما أكثر القنوات الخفية على هذا النسق ، والمتصلة بأرواحكم أيها الغافلين .
- ويا من جذبت المواد من السماء والأرض حتى صار جسدك سميناً .
- لقد سرقت الجسد من أجزاء العالم ، اقتطعتها جزءاً جزءاً من هذا وذاك .
- ومن الأرض والشمس والسماء ، خطت الرقع على الجسد والروح .
3605 - فلعلك تظن أنك أخذتها بالمجان ، ولن يستردها منك هذا وذلك ؟ !
- إن البضاعة المسروقة لا تستمر على حال ، لكنها تأتى باللص حتى أسفل المشنقة .
- إن هذه كلها عارية ينبغي ألا تتمسك بها ، فإن عليك أن تؤدى ما أخذت .
- اللهم إلا " النفخة " التي أنت من الوهاب ، فكن للروح ، فما عداها باطل وعبث .
- أقول أنها باطل وعبث بالنسبة للروح ، لكن ليس بالنسبة إلى صنعه المحكم .
« 305 »
بيان استمداد العارف من نبع الحياة الأبدية واستغنائه عن الأستمداد والجذب من عيون الماء التي لا وفاء لها .
وأن أمارة ذلك التجافي عن دار الغرور إذ أن الإنسان عندما يعتمد على
إمدادات تلك العيون يهن في قلب العين الباقية الدائمة :
ينبغي أن يكون العمل من داخل روحك * بحيث لا يفتح أمامك باب على سبيل العارية فان نبعا واحداً من الماء في داخل الدار * أفضل من ذلك النهر الذي يأتي من الخارج
3610 - حبذا القناة التي هي أصل الأشياء ، إنها تجعلك فارغاً من هذه القنوات .
- إنك تجذب شرابك من مائة نبع ، وإن قل من هذه المائة نبع واحد ، قلت سعادتك .
- وعندما تفور من الداخل عين سنية ، تصير غنياً عن اختلاس الينابيع .
- وعندما تكون قرة عينك من الماء والطين ، يكون راتب هذه القرة من ألم القلب .
- وعندما يأتي الماء للقلعة من الخارج ، يكون في ازدياد في أوقات السلم .
3615 - لكن العدو عندما يحيط بها ويحاصرها ، وذلك حتى يغرق " أهلها " في دمهم .
- يقطع ذلك الجيش الماء من الخارج ، حتى لا يكون للقلعة ملجأ منهم .
- وفي ذلك الوقت يكون بئر مالح من الداخل ، أفضل من مائة بئر حلو كجيحون من الخارج .
- إن قاطع الأسباب وجيوش الموت ، تأتى مثل الشتاء قاطعة للفروع والأوراق .
- ولا يكون لها مدد في الدنيا من الربيع ، اللهم إلا إذا كان في الروح ربيع وجه الحبيب .
« 306 »
3620 - ومن هنا لقبت الأرض بدار الغرور ، فإنها تجذب القدم إلى الوراء يوم العبور .
- ومن قبل كانت تسرع حولك ذات اليمين وذات اليسار قائلة : لأزل عنك الألم ، ولم تزل شيئاً .
- وكانت تحدثك قائلة عند الأحزان ، ليبتعد عنك الألم وليكن بينك وبينه عشرة جبال .
- وعندما هجم جيش الألم ، لم تنبس ، حتى ولا تقول لك " لقد رأتك من قبل " .
- وقد ضرب الحق مثلًا بالشيطان على هذا النسق ، إنه يأتي بك إلى القتال بحيلة « 1 » .
3625 - ويقول لك : سأقدم لك العون ، أنا معك ، وفي الأخطار سوف أسرع أمامك .
- أكون لك درعاً عند إطلاق السهام ، وسأكون منقذاً لك عند الضيق .
- وسوف أضحى في سبيلك بروحى منعشاً إياك ، فيا رستم ، أيها الأسد ، كن كما يكون الرجال .
- وبهذه الإغراءات أتى به إلى الكفر ، ذلك الجوال في الخداع والمكر والدهاء .
- وعندما خطا خطوة واحدة سقط في الخندق ، ففتح ذاك فمه ضاحكاً مقهقهاً .
3630 - فيناديه ، تعال ، إني أنتظر منك الكثير ، فيقول له : امض امض أنا ضائق بك .
- إنك لم تخف من عدل الإله ، لكني أخاف ، فامض عنى .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 353 : - إنه يقول لك أنا ظهير لك ، في البلاء والجفاء والعناد .
« 307 »
- قال الحق ، إنه نفسه قد فصل بالرغم من " سابق " خيره ، ومتى تنجو أنت بهذا التزوير ؟
- والفاعل والمفعول عند الحساب مفتضحان ومعرضان للرجم .
- وقاطع الطريق ، ومن قطع عليه الطريق في الحكم والعدل ، في بئر البعد وفي بئس المهاد .
3635 - والمخدوع ، والغول الذي خدعه ، مما يدعو إلى العجب إن فازا وان نجيا .
- والحمار وآخذ الحمار كلاهما هنا في الطين ، هما هنا غافلان وهناك آفلان .
- اللهم إلا أولئك الذين يتوبون عن ذلك ، وينتقلون من الخريف إلى ربيع الفضل .
- يتوبون ، والله يقبل التوب ، يتلقون أو امره ، وهو نعم الأمير .
- وعندما يئنون ندما ، فإن العرش يهتز من أنين المذنبين .
3640 - تهتز مثلما تهتز الأم من أجل وليدها ، يأخذ بأيديهم ، ويرفعهم إلى أعلى « 1 » .
- ويقول لهم : يا من اشتراكم الله من الغرور ، هذه هي رياض الفضل وهذا هو الرب الغفور .
- ومن بعد هذا يكون لكم الزاد والرزق الخالد ، من هوى الحق ، لا من القناة .
- وعندما يبدي البحر غيرته على الوسائط ، يكون الظامىء كالسمكة ، تترك القربة .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 354 : - فقدم قصة الأمراء ، فإن هذا الحديث يزيد عن حد الامكان .
« 308 »
سير الأمراء في الممالك بعد توديعهم للملك
وإعادة الملك لوصيته عند الوداع
- لقد عزم هؤلاء الأبناء الثلاثة على الطريق ، نحو أملاك أبيهم برسم السفر .
- " قائمين " بالطواف حول مدنه وقلاعه، من أجل تدبير الديوان و" أمور " المعاش « 1 ».
- وقبلوا يد الملك وودعوه ، فقال لهم ذلك الملك المطاع :
- حيثما تجذبكم قلوبكم امضوا في أمان الله ، وسيروا خفافاً .
- إلا ، إلى تلك القلعة المسماة " هُش ربا : سالبة اللب " ، فإنها تضيق القباء على لا بسى التيجان .
- ناشدتكم الله من تلك القلعة ذات الصور ، ابتعدوا عنها ، وخفوا من الخطر .
3650 - فإن واجهات أبراجها وظهورها وسقفها وأرضها كلها تماثيل ورسوم وصور .
- مثل تلك الحجرة التي كانت لزليخا ، كانت مليئة بالصور ، حتى تضطر يوسف إلى النظر إليها .
- ولما كان يوسف عليه السلام لا ينظر نحوها ، جعلت منزلها مليئاً بصورها من الكيد .
- حتى يجد ذلك الحسن العذار وجهها حيثما ينظر ، برغم أنفه .
- إن الإله الفرد جعل الجهات الستة مظهراً للآيات ، من أجل ذوى الأبصار المستنيرة .
3655 - وحتى يرعى أولئك الناس من رياض الحسن الرباني ، عندما ينظرون إلى كل حي ونبات ! !
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 361 : - طلبوا من الملك الاذن عند العزم ، فسمح لهم عندما رأى نيتهم صادقة .
« 309 »
- ومن هنا خاطب هذا الجمع قائلًا : حيث وليتم فثم وجهه .
- وإن كنتم من العطش تشربون الماء من القدح ، فأنتم ناظرون إلى الحق داخل الماء .
- ومن ليس عاشقاً يرى صورته هو في الماء يا صاحب النظر .
- وعندما تفنى صورة العاشق فيه ، قل لي من يرى آنذاك في الماء ؟ ! .
3660 - إنه يرى حسن الحق في وجوه الحور ، مثل القمر في الماء ، من صنع الغيور .
- وأن غيرته تكون على العاشق والصادق ، وليست غيرته على الشيطان وعلى الدابة .
- وحتى إن صار الشيطان عاشقاً ، يكون قد اختطف " كرة " السبق ، يصبح مثل جبريل ، وتموت فيه الشيطانية .
- ومن هنا نفسر " أسلم شيطانى " وبحيث يصير من هو كيزيد في فضل أبي اليزيد .
- وهذا الحديث لا نهاية له أيها الجمع ، انتبهوا وقوا وجوهكم من تلك القلعة .
3665 - وحذار أن يقطع عليكم هو سكم الطريق ، بحيث تسقطون في الشقاء إلى الأبد .
- إن التوقي من الخطر فرض ، فاسمعوا مني حديثا بلا غرض .
- من الأفضل أن يكون للعقل رأس حادة في البحث عن الفرج ، والابتعاد عن مكمن البلاء أفضل ! !
- ولو لم يكن الأب قد قال هذا الكلام ، ولو لم يكن قد أمر بتجنب تلك القلعة ؛
« 310 »
- لما ذهبت خيولهم أصلا إلى تلك القلعة ، ولما مالوا إلى الذهاب إلى تلك الناحية .
3670 - فلم تكن معروفة ، بل كانت مهجورة تماماً ، وكانت بعيدة عن القلاع والمسالك .
- وعندما منعهم عنها ، من مقاله ذاك ، سقطت قلوبهم في الهوس وفي حي الخيال .
- لقد نبتت الرغبة من هذا المنع في قلوبهم ، وأنه ينبغي التفحص عن سرها .
- فمن الذي يمتنع عن الممنوع ! ! لأن " الإنسان حريص على ما مُنع " .
- إن النهى لأهل التقى صار تبغيضاً ، والنهى لأهل الهوى صار تحريضاً .
3675 - ومن هنا فإنه " يغوى به قوما كثيراً " ومن هنا " يهدى به قلبا خبيراً " « 1 » .
- فمتى يهرب من هذا البوص الحمام الأليف ، بل يجفل من ذلك البوص حمام الهواء .
- ثم قالوا له ، لك ألف احترام ، ونحن ملتزمون بالسمع والطاعة .
- ولن نحول وجوهنا عن أمرك ، فمن الكفر الغفلة عن إحسانك .
- لكن الاستثناء وتسبيح الله ، كان بعيدا عنهم من ثقتهم في أنفسهم .
3680 - ولقد تحدثنا عن الاستثناء والحزم الملتوى في بداية المثنوى .
- وإذا كان هناك مائة كتاب فهي ليست سوى باب واحد ، وإذا كان هناك قصد لمائة جهة فليس ثم إلا محراب واحد .
- وهذه الطرق تفضى جميعا إلى منزل واحد ، وهذه الآلاف من السنابل من حبة واحدة .
..............................................................
( 1 ) ما بين الأقواس بالعربية في المتن .
« 311 »
- وأنواع المآكل تبلغ مئات الآلاف ، ولكنها كلها تعتبر شيئاً واحداً .
- وعندما تشبع من أحدها تماما ، يبوخ في قلبك خمسون نوع من الطعام .
3685 - وعندما تكون جائعاً تكون أحول البصر ، بحيث ترى الصنف الواحد آلاف الأصناف .
- كنا قد تحدثنا عن مرض تلك الجارية ، وعن الأطباء وعن قصور فهمهم .
- كان أولئك الأطباء كالخيول مفلوتة الزمام ، غافلة غير مستفيدة من الفارس .
- كانت أفواههم مليئة بالجراح من قرع اللجام ، وكانت حوافرها جريحة من تحويل الخطى ! .
- ولم تفهم أنه إنما يقف على ظهرها الان سائس ماهر مظهر للأستاذية .
3690 - وأن حيرتها ليست من هذا الزمان ، وليست إلا من تصاريف الفارس المحب ! .
- وأنها كانت تمضى من أجل الورد نحو البساتين ، وأنه أبدى الورد وكان شوكاً ! .
- ولم تكن لها قط أن تقول بتأثير العقل ، ترى من الذي يقوم بر كلنا في حلوقنا ؟ !
- إن أولئك الأطباء كانوا عبيداً للسبب بحيث احتجبوا عن مكر الله .
- وإذا كنت قد ربطت ثورا في اصطبل ، ثم وجدت حمارا في مكان الثور .
3695 - فمن الحمارية أن تتجاهل الأمر كالنائم ولا تبحث متى تم هذا العمل خفية ! !
- ولا تتساءل قط من يكون هذا المبدل ؟ إنه ليس ظاهراً فلعله من الأفلاك ! !
- لقد أطلقت سهما ناحية اليمين ، فذهب سهمك صوب اليسار ، هل رأيت ؟ !
.
يتبع