الإمام العربى

وليس يدعى أحد أنه يعلم تماما كل العلم وإذا لقيت من يدعى ذلك فلا تلق له بالا..قال لى ذلك عم عبد السلام ..
الغموض عند هؤلاء القوم شيىء طبيعى فى حياتهم الظاهرية.. لأنهم فى الحياة من الناحية الثانية .. من الباطن ..من الأخرى ..التى تسمع عنها أو تقولها.. هم فيما بعد تكرار نهايات تصير إلى مجهول تعرف بعد أو قبل وهم يسارقون الزمن ويستبقون الوقت كل حسب نقطة انطلاقة وسرعته فتعيش مع الشيخ العربى وكأنه غريب بين ظهرانى غرباء .. مههما كنت قريب ..هل هو من زمن آخر .. هل هو من مكان آخر
يقولون انه من المغرب ..أًُصدق .. نزل إلى الإسكنرية ..أصدق ..وجاء إلى العزبة فى صباه .. هل مثلا سمع عن الشيخ عطية فى الإسكنرية .. دائما هناك خط واصل بين العزبة فى دلتا الحقول وبين الإسكندرية حتى أن العم متولى جاور هناك بجوار المرسى ..أبا العباس البحر والتاريخ .. دائما كانت الإسكنرية محطة على البحر للمقدسين القادمين من شمال إفريقا ..
.. وللمصريين دائما إشارة فى معانى الأسماء..لذلك كثيرا ماحضرنى سيدى محيى الدين ابن عربى كلما استمعت لإسم الإمام العربى .. وإذا قلت أن الأبناء يبدأون من حيث انتهى الآباء فى تحقيق الإيمان ..حينما يقولون لك انه من سلالة آل البيت تصدق فالثمرة طاهرة جدا على غير العادة .. وهى عادة ماتخرج من شجرة طاهرة ..تهل عليك النسمات الحسنية .. سيرته أجواء حسينية .. يسترعى انتباهك ماكتب على رايته .. السدنة والساسة ..نطالع وجه تلمح فيه مهابة الطلعة العلوية .. والمسحة العيسوية .. وأجملهم على .. يقول لى عم عبد السلام البراشى .. كنا نراه فنظنه شابا ثم أراه فأظنه كهلا ..كانت هيئته تتغير .. رد أحد الجالسين فقال ( يبدو أنه كان من شيالين الحمول .. ) فاستحسن الجالسون ذلك .. فأضاف عم عبد السلام ..إننا نتحدث عن هؤلاء القوم ولكن فى الحقيقة لاندرى عن أحوالهم الباطنية مع الله.. ويقول الشيخ أحمد أبو الحسن خليفته بعده .. هل تستطيع إذا لم تكن وليا أن تكون ولى من أولياء الله الصالحين بحسن التعبد والتقرب لله .. ولكن إذا لم تكن من أهل البيت .. هل تستطيع أن تكن من آل البيت..قال هذا فى أحد احتفالات مولد الجد الشيخ عطية ..
لهم لهج بالله .. ووله بالحبيب .. فى دولة معنوية ..جالية سماوية ..سفارة للملكوت .. هيكل الصبر والشكر .. يُشربون ذلك من هو منهم .. وقال الحاج أحمد أبو الحسن لما نزلت إلى المدينة أبحث عن شيخ فلقيته..وطلب الإفطار فأكل ونادى الولد فرفع الطعام ولم يدعنى إليه ثم طلب الغذاءفى وقته ثم العشاء ..فإفطار فغذاء فعشاء ..وهكذا أربعةأيام ..ثم خرج إلينا ونادى ..أهلا بالزائر فى الله "إذبحوا العجل "..نعم إن الصبر على العباد بعد الوصول من أشق الأمور ومن يستطع عليه معهم صبرا ..يذبحون العجل المقدس بيدى لابيد عمر .. يكسرون أصنام النفس وإن هى إلا أسماء وصفات .."أنا".. "عزة النفس".. وكلها تبدأ بالتعالى أوالعناد..والله الهاد.. ودائما قبل الكسر الكبرياء.. وإلى لقاء.. مع رجال السماء..الحاضرون معنا تواضعا لله